اختبر مهارتك في تأسيس وإدارة السجون مع أخطر المجرمين في بريزن آركيتيكت | Prison Architect | مُراجعة شاملة

Prison Architect

بين أخطر الناس وأكثرهم تهديدًا للأمن والأمان من المجرمين والسفاحين ستجد نفسك مُضطرًا إلى بناء السجن الأكثر حراسةً وإحكامًا وتشديدًا. فلا يُمكن الاستهانة بالأمر البتة، وستكون المسؤولية على عاتقك كبيرة منذ اللحظة الأولى التي سيحل فيها هؤلاء الساكنين الجدد الذين سيقومون بالبحث والتحري في الخفاء عن أي ثغرة وفي أي مكان وزمان حتى يتمكنوا من الفرار والهرب من تأديبهم وتنفيذ عقوباتهم.


عن اللعبة

Prison Architect

– النوع: Indie, Simulation, Strategy
– المطور: Introversion Software
– الناشر: Introversion Software
– تاريخ الإصدار: 06/10/2015
– إمكانية اللعب بشكل فردي.
– الأجهزة: PC, Mac, Linux


أسلوب اللعب

Prison Architect

تعتمد اللعبة على فكرة أساسية ورئيسية تتمثل في هندسة وبناء سجن مركزي بكامل أقسامه ومكوناته. وبكل تأكيد ستكون أهمية التصميم الهندسي والتركيز عليه ضرورة قصوى وخصوصًا في حال نشوب الحالات الطارئة من أعمال شغبٍ أو تهديداتٍ للحراس أو نشوبٍ للحرائق. ولكن وبالإضافة إلى أهمية التصميم المعماري ستكون مسألة مُراقبة السجن وحمايته وحراسته شديدة الحساسية في ظل وجود العشرات – وقد يصل إلى المئات – من المساجين المُحترفين. إذ سيتوجب عليك دائمًا التفكير كما لو كنت في مكان أحدهم وما هي السُبل الحالية المُتاحة للهرب والتي يُمكن الاستفادة منها من أجل منع حدوث ذلك. كما سيترتب عليك رصد كل حركة مُريبة أو تصرفات غريبة لأحد المساجين في أي وقت من الأوقات.

اللعبة تعتمد على منظور علوي بتصاميم ثنائية الأبعاد مع تفاصيل كثيرة وأدوات متنوعة تتيح لك حرية تشكيل الأقسام والأجزاء المتنوعة للسجن كما يحلو لك. وفي البداية ينبغي عليك التفكير في أنّ هذا السجن سيكون بمثابة المدينة الصغيرة الخاصة والمُستقلة بذاتها والتي يقطنها مجموعة من السكان من أصحاب المخططات المُختلفة والذكاء المُرتفع في الغالب. لذا فإن كل شخص في هذا السجن ينبغي أن يأخذ حقه بالكامل من الاهتمام والرعاية، ولا يقتصر الأمر فقط على سجنه جسديًا في زنزانة صغيرة بأربعة جدران، بل سيتطلب الأمر الاهتمام به روحيًا ومعنويًا حتى تتمكن من السيطرة عليه والشعور بالأمان من ناحيته، وهو الأمر الذي لا أعتقد أنك ستنعم به في بريزن آركيتيكت (Prison Architect). فالمساجين لن يسمحوا لك إطلاقًا بالراحة مهما وفرت لهم من أسباب لراحتهم سواء التلفزيونات أو الصالات الرياضية أو الهواتف أو حتى الحمامات داخل زنزاناتهم. وبمجرد غفلة أي من الحراس عنهم فإنهم سيبدؤون بحياكة المؤامرات والتفكير بشكل ماكر ومحاولة اقتناص الفرص من أجل الهرب.

Prison Architect

توفر اللعبة نمطين بالإضافة إلى طور اللعب المفتوح. أما هذان النمطان فهما: نمط قصة صغيرة (Campaign) بالإضافة إلى نمط أو طور الهروب. أما نمط القصة فهو مؤلف من خمس مراحل هدفها الرئيسي تسليط الضوء على بعض جوانب اللعبة ومنح اللاعب فرصة من أجل الاطلاع عليها وفهمها والتدرب بشكل مبدأي عليها، أي سيكون بمثابة مراحل تدريبية لا أكثر. ولكنها في الحقيقة لن تكون كافية أبدًا؛ إذ أنها توفر تعليمات خاصة بأشياء بسيطة وليست مركزية الأمر الذي سيجعل مسألة فهم اللعبة بالكامل يقع على عاتقك ومحاولتك في سبر أعماق وخصائص وميزات كل شيء تراه أمامك ضمن القوائم المُخصصة. أما فيما يخص نمط الهروب فهو بشكل أو بآخر واضح من اسمه؛ حيث سيكون عليك محاولة الهروب من السجن بأي وسيلة أو طريقة ممكنة. أي ستلعب دور أحد المساجين هذه المرة وليس المسؤول عن السجن.

Prison Architect

ستبدأ اللعبة في الطور المفتوح الموجود في اللعبة تحت اسم بناء سجن جديد (Create New Prison) ببعض الخيارات التي ينبغي عليك تحديدها قبل الانطلاق في اللعب. حيث ستقوم بتحديد حجم الخريطة سواء كبيرة أم متوسطة أم صغيرة. كما توجد بعض الخيارات الأخرى الخاصة بهذه الخريطة من حيث توليد الغابات والأشجار فيها أو البرك المائية أو المباني المُختلفة بالإضافة إلى بعض الميزات التي يمكن تواجدها خلال اللعب. كما ستختار آمر السجن الذي يتوفر بست شخصيات متنوعة لكل منهم شخصيته المُستقلة.

Prison Architect

وبعد تحديدك لهذه الخيارات بما يتناسب مع رغباتك ستجد نفسك في خريطة محدودة الأطراف مع مجموعة من العمال الذين سيبدؤون في أي لحظة ترغب بها من أجل بناء سجنك الجديد وذلك قبل وصول أول مجموعة من المساجين إليه والتي تتمثل في فترة زمنية هي 24 ساعة داخل اللعبة تعادل 24 دقيقة في الواقع الحقيقي.

وبالحديث عن بناء السجن فقد تم توفير ثلاثة أدوات من أجل هندسة وتخطيط السجن بالكامل قبل وضع أي أساس أو حجر أو شيء. إذ يُمكنك تخطيط الجدران وتحديد أماكن وضع الأشياء بالإضافة إلى الممرات. ولكن بالتأكيد لن تتمكن من تخطيط وبناء سجنك الكامل شديد المُراقبة في 24 دقيقة فقط، لذا ينبغي عليك في البداية تخطيط وبناء الأجزاء الرئيسية. والأهم من هذا كله هو وضع سياج للمنطقة التي ستكون مركز السجن، لأنك لن ترغب بالتأكيد في أن يصل المساجين إلى أرض مفتوحة غير مُسيجة وإلا فإنهم لن يترددوا أبدًا بالهرب ولن تتمكن من السيطرة عليهم أو إعادتهم.

Prison Architect

بعد ذلك ستقوم ببناء الزنزانات ومكاتب الموظفين والحمامات والصالات المتنوعة مثل المطعم والصالة الرياضية وصالة الاستقبال والزيارات وغيرها. كما ستقوم بإنشاء محطة توليد الطاقة الكهربائية وإيصال الأسلاك إلى جميع أقسام السجن من أجل الإنارة وتشغيل التلفزيونات والكمبيوترات والثلاجات ومُختلف الأدوات الكهربائية التي ستقوم بوضعها في أرجاء السجن. بالإضافة إلى محطة ضخ الماء وتأسيس شبكة من الأنابيب الكبيرة والصغيرة وإيصال الماء إلى مُختلف الأجزاء الضرورية.

ثم ستقوم بتوظيف مجموعة من الموظفين العاملين في مختلف الأقسام سواء الحراسة أم الأعمال المكتبية أم الطبخ وغيرهم الكثير جدًا. وبالفعل ستكون بحاجة ماسة إلى جيش من الموظفين إذا كنت ترغب في إدارة السجن بشكل فعّال. وكلما تقدمت في التطور ستقوم بطلب المزيد من المساجين وسيكون السجن بمثابة العمل الحقيقي الذي سيعود عليك بالأرباح والأموال التي يُمكنك استثمارها دائمًا في البناء وإضافة المزيد من اللمسات والأدوات إليه.


جرافيك وأصوات اللعبة

Prison Architect

كما ذكرنا فإن اللعبة تعتمد على منظور علوي برسومات وجرافيك ثنائية الأبعاد. وعلى الرغم من أنك وعند النظر إلى اللعبة في الوهلة الأولى ستشعر أنها لعبة بسيطة ولا تتناسب مع عمرك إلا أنك سرعان ما تكتشف العكس تمامًا بعد اللعب بها لمدة ساعة واحدة. فاللعبة عميقة جدًا بالرغم رسوماتها اللطيفة وألوانها الزاهية وأشكال المساجين الظريفة.

أيضًا ستلاحظ كيفية تعاقب الليل والنهار في اللعبة وتأثير سقوط أشعة الشمس على مختلف البقاع وكيفية تحرك الظلال بحسب اختلاف أوقات النهار. أيضًا تمتعت اللعبة بالكثير من التفاصيل على جميع المستويات. فالموظفون والعمال يحملون المطارق والمفكات ومختلف الأدوات الضرورية ويقومون بتحريكها واستخدامها. كما أن المساجين يتمتعون بأشكال وشخصيات مختلفة، ولكل منهم ملفه الخاص الذي يحمل اسمه ويتضمن جرائمه وطباعه وتجاربه الماضية وغيرها من التفاصيل.

أما فيما يخص الأصوات فهي متنوعة جدًا وفيها الكثير من المتعة وخصوصًا في حالات الشغب والاشتباكات سواء بين المساجين أنفسهم أم بينهم وبين الحراس.


مدة اللعبة وقيمة الإعادة

Prison Architect

لن يُشكل طور القصة في هذه اللعبة أية أهمية لأنه وكما ذكرنا ما هو إلا مجرد مراحل تعليمية، ولكن القيمة الحقيقية للعبة ستجدها في طور اللعب الحر حيث تقوم ببناء وإدارة سجنك الخاص والذي سيتطلب منك عشرات الساعات. أو في الطور الآخر المخصص للهروب من السجن والذي أعتبره أقل أهمية ومتعة. وفي جميع الأحوال يمكن اعتبار هذه اللعبة تمامًا كأي لعبة مُحاكاة من ألعاب (SimCity) التي لا حدود للإبداع فيها، وخصوصًا أنه يُمكنك استثمار السجن وجمع الأموال منه أو بيعه في نهاية المطاف بسعر جيد والبدء بسجن جديد، إذ توفر لك اللعبة هذه الميزة أيضًا.


وختامًا أقول..

بالنسبة لي فإن لعبة بريزن آركيتيكت (Prison Architect) واحدة من أكثر الألعاب مُتعة من حيث المحاكاة والبناء والإدارة. كل شيء في هذه اللعبة يُذكرني بكمية العمق والأبحاث التي قام المطورون بإجرائها في سبيل تقديم تجربة فريدة وناجحة في إدارة السجون. جرافيك اللعبة جميل ومميز للغاية وكذلك مُختلف الأصوات فيها. أسلوب اللعب بحاجة إلى ذكاء وحُب للتخطيط والهندسة والكثير الكثير من الوقت. فهل ستتكمن من إنشاء أفضل وأقوى وأشد سجن يستحيل الهرب منه أم أنّك لن تكون قادرًا على ضبط النظام فيه؟ ستجد إجابة هذا السؤال بعد أول مُحاولة لك في لعبة بريزن آركيتيكت (Prison Architect) المميزة!

Mahmoud Abdullatif
الكاتبMahmoud Abdullatif
أعشق الجرافيك والأنيميشن، والاستمتاع بهما، وبالتأكيد في الدرجة الأولى في ألعاب الفيديو، ولا أجد سعادتي الحقيقية إلا عند السعي وراء اكتشاف خفايا هذه اللعبة أو تلك؛ والغوص والكتابة عن ذلك بكل دقة واحترافية!

اترك تعليقاً