إنها واحدة من أضخم ألعاب شركة (EA) لهذا العام بحسب تصريحاتهم. وقد انتظر الآلاف من مُعجبي سلسلة ستار وورز (Star Wars) هذا الإصدار منذ التصريح عنه والكشف رسميًا عن بعض تفاصيله. فهل تمكن بالفعل فريق المطورين السويدي في (DICE) الذي قدم لنا سابقًا باتلفيلد (Battlefield) بالنجاح في تقديم جزء يستحق التقدير أم لا؟ تابع معنا هذه المُراجعة الشاملة للاطلاع على تفاصيل لعبة ستار وارز باتل فرونت (Star Wars Battlefront).
عن اللعبة
– النوع: Action, shooter
– المطور: EA Digital Illusions CE
– الناشر: Electronic Arts
– تاريخ الإصدار: 19/11/2015
– إمكانية اللعب بشكل فردي.
– إمكانية اللعب المتعدد عبر الإنترنت.
– الأجهزة: PC, PS4, Xbox One
قصّة اللعبة
إنها أولى وأهم النقاط السلبية في اللعبة.. صدق أو لا تصدق! إذ لا توجد قصة خاصة بهذا الجزء نهائيًا.. وليس هذا فحسب.. بل لا يوجد طور قصة رئيسي فردي فيها أيضًا! إنما يقتصر اللعب الفردي على مجموعة مُتفرقة من المهام تحاول بشكل أو بآخر أن تشرح وتُفسر المعارك والأحداث التي تمت في الأجزاء السابقة.. ولكن لم يكن الأمر ممتعًا أبدًا في هذا الصدد. فهل سنجد بالفعل ما يمكن أن يكون تعويضًا عن هذا النقص في أسلوب اللعب؟ تابع معنا إذًا..
أسلوب اللعب
على أربعة كواكب خرافية رائعة تمثل بيئة اللعب التي نجح المُطورون بالفعل وبشكل مُذهل في تصويرها بأدق التفاصيل ستقود شخصيتك الخاصة في مهمات متنوعة يمكن تنفيذها بشكل فردي أو عبر الإنترنت في طور تعدد اللاعبين أو من خلال ميزة الـ (split-screen) على نفس الجهاز. وأول ما يمكن الانتباه له هو إمكانية اختيار مظهر شخصيتك وتصميمها كما يحلو لك من خلال اختيار ما يُناسبك من بين مجموعة كبيرة جدًا من الخيارات التي يمكنك الحصول عليها مع الوقت وعند التقدم. ويمكنك التنقل بين منظورين في أي لحظة كما في الأجزاء السابقة من السلسلة، هما: منظور الشخص الأول المُناسب تمامًا لعمليات التصويب، ومنظور الشخص الثالث الذي يُفضله البعض عند التنقل بين الأماكن. وسيكون بإمكانك أيضًا التعديل على أسلحتك بالإضافة إلى الميزات التي توفرها الـ (Star Cards) بكل حرية. وبالحديث عن الأسلحة فعددها قليل جدًا وهي محدودة للأسف الأمر الذي كان مُحبطًا نوعًا ما.
وفيما يخص أطوار اللعبة وكما ذكرنا سابقًا فليس هناك طور قصة رئيسي ولكن توجد مهمات فردية. حيث يوجد قسمين أساسيين هما المهمات (Missions) وطور تعدد اللاعبين (Multiplayer). وفيما يخص المهمات فهي تنقسم إلى ثلاثة أقسام أساسية هي: طور التدريب (Training)، المعارك (Battles) والبقاء (Survival). في البداية وفيما يخص طور التدريب (Training) فهو يوفر للاعب تعليمات أساسية تمنحه مزيدًا من القدرة على التحكم بمختلف الفصائل في اللعبة بالإضافة إلى قدراتها وأسلحتها والمركبات المتنوعة الأخرى. وأعتقد أنه طور جيد للمُبتدئين أو القادمين الجدد على سلسلة ستار وورز. أما طور المعارك (Battles) فهو من أجل خوض تحديات مُباشرة ضد أحد الأصدقاء لديك أو ضد الكمبيوتر في معركة تشبه تمامًا المعارك التي يُمكنك خوضها في طور تعدد اللاعبين ولكن هنا مع صديق أو بدون إنترنت وضد الكمبيوتر. أما الطور الأخير وهو البقاء (Survival) فستقوم بالتصدي لمجموعات متتالية من الأعداء في معركة أو مهمة من اختيارك. وهو أيضًا طور ممل للأسف بالرغم من أنه أفضل الأطوار الفردية.
أما فيما يخص طور تعدد اللاعبين والذي من المُفترض أنّ الشركة قد اعتمدت عليه من أجل إنجاح هذا الجزء فهو يتضمن تسعة أطوار مختلفة ومتنوعة يمكن أن يشارك في بعضها 40 لاعب معًا وهذا أمر ممتع. وبالحديث عن الأطوار فيُمكن القول أنّ الأمر منوط تمامًا بما يتناسب مع ذوق ورغبة كل شخص. ولكنن شخصيًا وباعتبار أنني مُعجب بسلسلة ستار وورز وأفلامها السينمائية وشخصيات الأبطال فقد وجدت مُتعة في طور (Hero Hunt) الذي لن تشعر أبدًا بتوازنه من حيث القوة بين البطل وباقي العناصر، فالبطل قوي بشكل كبير وخصوصًا إذا تمكنت من اللعب به بشكل احترافي. وما يُميز هذا الطور أنه وفي حال كانت إصابتك الأخيرة هي التي قتلت البطل فستكون أنت البطل في الجولة التالية وسيكون على البقية مُحاولة القضاء عليك. بالطبع تم توفير مجموعة بارزة من أبطال حرب النجوم مُقتبسة من الأفلام هي: (Darth Vader)، (Luke Skywalker)، (Boba Fett)، (Leia Organa)، (Han Solo) و (Emperor Palpatine). وبالتأكيد لكل من هؤلاء الأبطال سلاحًا خاصًا وقدرات خاصة به تميزه عن البقية.
أما فيما يخص باقي الأطوار فأقربها لعالم ستار وورز هما طوري (Walker Assault) و (Supremacy) وأعتقد أنهما سيكوننا الأكثر متعة للجميع بسبب التنوع فيهما واستخدام المركبات والأبطال وأسلوب التعاون بين أعضاء الفريق في مُحاولة لصد هجمات الفريق الخصم أو القضاء عليه. كما أنّ الخرائط كانت ضخمة في هذين الطورين الأمر الذي وفر مساحة رائعة للاشتباكات والمعارك بعكس باقي الأطوار الكلاسيكية العادية مثل (Drop Zone)، (Droid Run) و (Blast) والتي لا وجود للأبطال فيها أو المركبات.
ومع أنّ اللعبة تعتمد في غالبها على المعارك التقليدية الأرضية إلا أنّ فريق التطوير قام بالفعل بتوفير طور مُخصص للمعارك الجوية باستخدام الطائرات والمركبات المتنوعة. حيث يتألف كل فريق في هذا الطور من عشرة لاعبين. ولكل منهم وسائله الخاصة بالنقل التي يُفترض أن يقوم باستخدامها من أجل عبور الخريطة نحو الأمان في حين يقوم الفريق المضاد بمُحاولة إسقاط هذه المركبات ومنعها من الهرب والنجاة. وتعتبر قيادة المركبات في هذا الطور سلسة للغاية بالفعل وغير مُعقدة ولكنها بحاجة إلى بعض التدريب البسيط في البداية.
الأمر الجيد في هذا الإصدار كان توفره باللغة العربية بشكل ممتاز من حيث الواجهة التي تمت ترجمتها بالكامل بالإضافة إلى ترجمة أسطر الحوارات التي تظهر على الشاشة بشكل مكتوب أو ما يُطلق عليها اسم الـ (Subtitles).
جرافيك اللعبة
لقد اعتمد المطورون في (DICE) على تقنية الـ (Photogrammetry) التي منحتهم إمكانية إعادة تشكيل وتصميم البيئة تمامًا كما كانت تظهر في الأفلام السينمائية لهذه السلسلة الرائعة. وبالفعل ستلاحظ أنّ كل شيء له علاقة بالجرافيك أكثر من رائع. بيئة الكواكب الأربعة وخصوصًا الأدغال والغابات في كوكب (Endor) كانت مُبهرة للغاية بكل تفاصيلها. فالأشجار والأعشاب وبرك المياه والصخور والأغصان المُتدلية هنا وهناك مُذهلة بالفعل. أيضًا كوكب (Hoth) الثلجي الجميل وما فيه من آثار للأقدام وصخور مُغطاة بثوب أبيض ناصع من الثلوج كان رهيبًا حقًا.
كما أنّ المؤثرات البصرية المختلفة التي اشتهر بها عالم ستار وورز وخصوصًا تأثيرات الأسلحة فقد تم تنفيذها وتصويرها بشكل مُتقن لا تشوبه أي شائبة. وستجد نفسك بالفعل داخل هذا العالم بكل قوة طالما أنك تستمتع بما تره عيناك. وباختصار يمكن القول أنّ هذا الجزء يُعتبر تحفة فنية حقيقية من ناحية الجرافيك ويستحق الثناء بالتأكيد، وهذا الأمر ينطبق أيضًا على الأصوات الممتازة التي سنتحدث عنها في الفقرة التالية.
أصوات اللعبة
بالفعل وكما ذكرت فيما يخص الجرافيك الأكثر من رائع فالأصوات لم تكن أقل جودة وإتقانًا من الجرافيك. وقد شكل هذا الثنائي (الجرافيك والأصوات) أقوى عناصر هذا الجزء من ستار وورز.
أصوات الأسلحة المختلفة رائعة. أيضًا القنابل باختلاف أنواعها من مُتفجرة أو ضوئية أو كهربائية أو غيرها واقعية للغاية. كل شيء نتيجة هذا النظام الصوتي المُذهل سيجعلك تندمج بقوة بأجواء المعارك.. وسيُذكرك دائمًا بأنك لازلت تلعب وتحارب في عالم الفضاء والنجوم الخاص بستار وورز.
مدة اللعبة وقيمة الإعادة
تعتمد اللعبة على طور تعدد اللاعبين.. وستشعر بملل مؤكد من جراء قيامك بالمهمات بشكل فردي. لذا فإنني أعتقد أن عمر هذا الجزء لن يكون طويلًا أبدًا، لأنه حتى إذا اقتصر الأمر على طور تعدد اللاعبين فلا توجد الكثير من الأطوار التي بالفعل تستحق قضاء الساعات الطويلة فيها. وإذا لم تكن من عشاق ستار وورز في الدرجة الأولى فأعتقد أن الأمر لن يُعجبك وستشعر أنّ أي لعبة أخرى تعتمد على التصويب ومنظور الشخص الأول ستكون أكثر متعة من هذا الجزء.
وختامًا أقول..
في الحقيقة لم تكن ستار وارز باتل فرونت (Star Wars Battlefront) هذه المرة تلبي الطموحات كما كان الجميع يتمنى ويرغب. فأسلوب اللعب وما تضمنه من أطوار لم أجد أنها كافية بالرغم من تنوعها. وافتقار اللعبة إلى طور قصة رئيسي كان أمرًا مُحبطًا لجميع مُتابعي ومُحبي هذه السلسلة الشيقة. ولكن لا يُمكن إنكار روعة الجرافيك والمؤثرات الصوتية التي تضمنتها اللعبة والتي يُمكن اعتبارها نقاط القوة الوحيدة التي ميزت اللعبة هذه المرة. لذا أنصح كل من يرغب بتجربة هذا الجزء بأن يتخذ قرارًا حكيمًا واضحًا قبل شرائه للعبة التي أعتبرها باهظة الثمن حقًا بالمُقارنة مع ما تحتوي وذلك إذا أهملنا الإضافات أو الـ (Season Pass) والتي في حال قررت شراءها فستضطر إلى دفع ثمن لعبة جديدة من أجل الحصول على بضع شخصيات إضافية وخرائط خاصة بطور تعدد اللاعبين مع بعض الميزات والأسلحة والمركبات والتي كان من المُفترض ودون أدنى شك أن يتم تضمينها في اللعبة الأساسية التي أعتبرها غير مُكتملة البتة. ولكن في حال كنت من عشاق حرب النجوم فبالتأكيد ستجد بعض المُتعة وخصوصًا في معارك الأبطال وشخصياتها الفريدة والمميزة من الأفلام الشيقة لهذه السلسلة الرائعة.. لذا الأمر يعود إليك في النهاية!
