بين علمٍ وجنون.. تظهر الأساطير التي تُدهش العقل البشري.. والتي بمجرد التفكير بها تسلب الأذهان وتحمل الأشخاص على السعي وراءها في سبيل امتلاكها والسيطرة على قواها الخارقة.. ولكنك لست الوحيد الذي يسعى لذلك.. فلكل شيء مُنافس يطمح إليه كما تطمح.. ولكن ماذا لو كانت المُنافسة شرسة ولا تعرف للعدل طريق؟! ماذا لو كان وراء هذا السعي منظمة مُتكاملة وليس مجرد أشخاص! ماذا لو كانوا قد قرروا تحقيق أهدافهم مهما كلف الأمر.. وحتى لو كانت التكلفة إزهاق أرواح المنافسين الآخرين!!
عن اللعبة
– النوع: Action-adventure
– المطور: Crystal Dynamics
– الناشر: Square Enix
– تاريخ الإصدار: 10/11/2015
– إمكانية اللعب بشكل فردي.
– الأجهزة: Xbox 360, Xbox One (ستصدر على الحاسب الشخصي PC في الربع الأول من العام 2016 وعلى جهاز البلاي ستيشن 4 في الربع الرابع من نفس العام)
قصّة اللعبة
لارا.. أنتِ مجنونة!! هل هذا صحيح؟! بالطبع لا.. وهذا ما تسعى البطلة الأسطورية غازية القبور لارا كروفت إلى إثباته في مغامرة شيقة مليئة بالمفاجآت ومحفوفة بالمخاطر تتلون بشتى ألوان وأشكال الإثارة والأكشن اللامتناهي. فبعد مرور عام على الأحداث الخارقة للطبيعة التي اختبرتها لارا كروفت في (Yamatai) عملت منظمة الشر التي يطلق عليها اسم (Trinity) على طمس الحقائق والادعاء أنّ لارا ليست إلا مجرد مجنونة وذلك في مُحاولة منهم للسيطرة على كل شيء. ولكن وبعد خضوع لارا للعلاج الذي سئمت منه قررت المُضي قُدمًا وكشف الحقائق ولو كان الثمن حياتها. وبالفعل تنطلق نحو مدينة (Kitezh) التي وبحسب علمها تحتوي على ما يُثبت نظرية الخلود وحقيقته.. فهل ستنجح في ذلك؟! هذا ما ستعرفه في هذا الجزء المُدهش من السلسلة الرائعة تومب رايدر!
أسلوب اللعب
كما هو الحال في سلسلة تومب رايدر وكما عهدها الجميع ستنطلق هذه المرة أيضًا ومن منظور الشخص الثالث بشخصية المُغامرة لارا كروفت. هذه المرة ستواجه لارا أشد أنواع البيئات قساوة: الصحراء السورية وشمسها الحارقة، والمناطق الثلجية المتجمدة في سيبيريا وبردها الذي لا يرحم في عالم ضخم شبه مفتوح مليء بالأماكن المثيرة والكنوز المخفية والقبور التي بحاجة إلى الاستكشاف.
وفي أسلوب مشابه للجزء السابق من حيث أساسيات اللعب وطريقة الحركة مع بعض الإضافات الجديدة من حركات وأسلحة ستقود لارا في رحلة كشفها للحقائق في محاولة لإثبات ما يؤكد الجميع أنه مُستحيل. حيث تبدأ المغامرة عندما تتوجه لارا إلى جبال سيبيريا المتجمدة مع صديقها (Jonah) الذي يرفض تركها وحيدة ويُصر على البقاء إلى جانبها. ومنذ اللحظات الأولى في اللعبة ستشهد الواقع الرهيب لقمم جبال سيبيريا المتجمدة المرعبة حيث الرياح الثلجية العاتية التي تكاد تطيح بلارا عدة مرات ولكن وبكل شجاعة تتمسك لارا بالحياة وتُصر على الاستمرار دون أي خوف أو تردد.
وخلال هذه الأثناء سيتم تقديم عدة أمور توضيحية حول الميكانيكيات الجديدة التي يمكن للارا القيام بها من تمسك بالحواف أو تسلق للجدران باستخدام مناجل التسلق المخصصة التي تملكها بالإضافة إلى إمكانية القفز والدوران خلال عمليات التسلق الصعبة بوجود الرياح الشديدة مع الكثير من المؤثرات التي تسلب الأذهان سواء المرئية منها أم المسموعة من أصوات الجليد المتحطم أو صفير الرياح العاتية بالإضافة إلى الموسيقى المُرافقة.
أيضًا الأمر الرائع والإضافة الجديدة هي كيفية التأثير الواضح للثلوج الكثيفة المتراكمة على الأرض على طريقة مشي وحركة لارا التي ستجد صعوبة خلال السير عبرها. هذا الأمر ستلاحظه بشدة ووضوح عند أي تحركات تقوم بها وخصوصًا عند الانتقال من بقعة إلى أخرى بين الثلوج.
كما يمكن للارا القفز على الجدران يمكنها أيضًا تسلق الحواف والالتفاف حول الأعمدة من أجل الوصول إلى الحواف الأخرى القريبة التي من شأنها السماح لها بالوصول إلى الطرف الآخر في سبيل اكتشاف الطريق نحو المنطقة التالية ولكن هذا الأمر مليء بالمخاطر؛ إذ يمكن لهذه الحواف أن تسقط وتتحطم في أي لحظة لذا ينبغي عليك أن تكون حذرًا وعلى استعداد لمواجهة أي طارئ أو أي حادث قد يودي بحياة لارا.
وفي ظل الكثير من عمليات التسلق والقفز والتأرجح ستجد نفسك دائمًا مُطارد من قبل عصابات منظمة (Trinity) التي تسعى بدورها أيضًا إلى الوصول إلى الهدف المنشود قبل لارا. حيث ستحاول المنظمة في كل فرصة تسنح لها أن تقضي على لارا نهائيًا وهنا تبرز أهمية القتال وعنصر المواجهة والتي ستعكسها شخصية لارا التي لن تتوانى عن قتل أي عدو في سبيل المحافظة على روحها والدفاع عن نفسها والبقاء على قيد الحياة.
وفي الحقيقة ستجد أنً عمليات القتال والمواجهة صعبة جدًا في كثير من الأحيان وخصوصًا على المستويات الصعبة. إذ تم تطوير آليات رائعة في اللعبة تسمح للبطلة لارا باستخدام مهاراتها القتالية جنبًا إلى جنب مع مهاراتها في الاستكشاف وحل الألغاز. وبالإضافة إلى القوس والنشاب الذي تم تقديمه في الجزء السابق سنجد أنه بات بإمكان لارا تطوير أسلحتها من خلال ما تقوم بجمعه أثناء تقدمها في المراحل. حيث يمكن صناعة الأسهم النارية والمتفجرة أو السامة. بالإضافة إلى إمكانية صناعة الزجاجات الحارقة مما يتوفر من مواد وزجاجات وعلب فارغة وأقمشة.
وبالإضافة إلى القوس هناك المنجل الذي يمكن أن تستخدمه في عمليات القتال والدفاع عن النفس والانتقال عبر الحبال من جهة إلى أخرى. حيث بات بإمكان لارا أيضًا استخدامه في خنق الأعداء وقتلهم بأسلوب التخفي وهو الخيار الآخر والأسلوب البديل الذي يمكنك اعتماده وذلك في حال عدم رغبتك في القتل أو المواجهة. حيث يمكنك دائمًا الاختباء بين الأعشاب أو عبر تسلق الأشجار والأسطح المختلفة أو الاكتفاء بالاختباء بين الصناديق ومُحاولة تشتيت انتباه العدو نحو الجهة الأخرى من أجل توفير فرصة سانحة لمُباغتته والهروب من خلفه.
أيضًا تملك لارا البندقية والرشاش بالإضافة إلى المسدس والسكين والتي يمكن استخدامها في قطع الحبال من أجل حل الألغاز المُختلفة بالإضافة إلى قتل الأعداء والانقضاض عليهم من الأعلى باستخدامها وغير ذلك. هذه الأسلحة وغيرها ستوفر ما هو كافٍ لحماية لارا والقضاء على الأعداء مهما كان أسلوبك الذي ترغب باتباعه من أجل اجتياز المراحل والوصول إلى الهدف المنشود.
وبالإضافة إلى أعضاء وجنود منظمة (Trinity) هناك أيضًا الأعداء الذين يعتبرون جزءًا من البيئة بمختلف أجوائها. فهناك الدببة العملاقة المتوحشة والتي تعتبر من أخطر وأشرس المخلوقات التي ستواجهها لارا. بالإضافة إلى السنوريات الضخمة الشرسة التي تنقض على لارا وتباغتها بشكل مُفاجئ ومرعب.
وفيما يخص أجواء اللعبة فهناك تأثيرات كبيرة ستشهدها وتغيرات متنوعة نتيجة وجود تعاقب جميل بين الليل والنهار. حيث ستظهر لك في الليل أنواع أخرى شرسة تتمثل في الذئاب التي سيترتب عليك حماية لارا منها والتي يمكنك الاستفادة من جلودها وفرائها في صنع معاطف سميكة تقي لارا قساوة البرد.
أيضًا سيترتب عليك تأسيس معسكرك أو مخيمك الخاص الذي يمكنك الاستراحة فيه من أجل الاطلاع على ما تملك واختيار أسلحتك وتطويرها بالإضافة إلى أنه سيسمح لك بالانتقال السريع بين المناطق.
وبالإضافة إلى مهام القصة الرئيسية ستكون على موعد مع الكثير من المهام الجانبية التي تسمح لك وتعطيك فرصة اكتشاف المناطق الأثرية المُختلفة بالإضافة إلى القبور وما تحتويه من كنوز وقطع أثرية ولفافات مدفونة ومنتشرة داخلها والكثير من اللوحات ذات الكتابات والرسومات والصور القديمة والتي ستعمل لارا على فهمها وحل ألغازها ومدلولاتها وما تشير إليه.
جرافيك اللعبة
كالعادة تبهرنا العملاقة (Crystal Dynamics) بجزء جديد مُبهر من حيث الجرافيك والمؤثرات البصرية الأكثر من رائعة والتي تكفل لك الاستمتاع بكل دقيقة تقضيها وأنت تسعى لحل الألغاز واكتشاف الأسرار والخبايا في بيئة رائعة مُذهلة أسطورية أثرية تاريخية مميزة!
نحن نتحدث اليوم عن إصدار اللعبة على جهازي (Xbox 360) و (Xbox One) ومع ذلك فقد كان الجرافيك بالفعل رائع وجميل وقريب من الواقع لدرجة عالية وخصوصًا الشخصيات والأنيميشن الخاص بها. فقد نجحت الشركة بالفعل في إظهار شخصية لارا بشكل جميل جدًا مليء بالمشاعر والإنسانية من جهة.. ومن جهة أخرى مليء بالإحساس العالي بالثقة بالنفس والقوة والإصرار والإرادة والعزم على الاستمرار.. وكل ذلك يظهر في وجهها وتعابيره المثيرة والواقعية.. بالإضافة إلى حركاتها وردود أفعالها تجاه المواقف المختلفة.
لقد تمت إضافة الكثير من اللمسات والحركات الرائعة للشخصية وتم العمل على إبراز مظهرها وما تعانيه وترتديه بما يتناسب مع واقع البيئة التي تعيش أحداثها ومناخها وأجوائها. فمن شدة حر الصحراء في سورية إلى قساوة الصقيع والثلوج في سيبيريا ستعيش تجربة رائعة مليئة بالمناظر الطبيعية الخلابة التي كنت أنتظرها بعد كل زاوية أو كهف أو جبل.
وبالحديث عن بيئة اللعب لا يمكننا أيضًا إغفال مخلوقاتها والتي تتمثل في أعداء لارا المتوحشين من دببة وسنوريات وذئاب وغيرها.. وأيضًا الحيوانات التي ستستفيد لارا منها من غزلان وأرانب وطيور.
أما فيما يخص باقي الأعداء وما يملكونه من أسلحة وطائرات وعربات مختلفة ومتنوعة فجميعها دون استثناء كانت رائعة وتتمتع بدقة عالية من النسج المُستخدمة والتفاصيل الدقيقة التي تم إظهارها.
ولا يمكن إغفال المؤثرات المختلفة من ألسنة لهب مُتصاعدة أو ثلوج تنهار ومنصات تتساقط عند عبور لارا عليها بشكل يحبس الأنفاس ويجعلك طيلة الوقت مُتأهب لأي مُفاجأة قد تجدها أمامك.
أصوات اللعبة
لقد شعرت أنّ هذا الجزء أشبه بفيلم سينمائي عالي الجودة أعيش أحداثها وأتحكم بها بشكل فعلي. فقد كانت الأصوات بشكل عام جبارة وذات تأثير رائع على اللاعب. حوارات الشخصيات بأصوات الممثلين كانت مُتقنةً لدرجة رهيبة تُشعرك بكل لحظة تعيشها بالفعل.
وفيما يخص أصوات الدمار والحطام من حولك بالإضافة إلى المؤثرات الجوية المختلفة وأصوات الحيوانات على اختلاف أصنافها والأسلحة والمتفجرات وحوارات الأعداء فيما بينهم وغيرها جميعها معبرة لدرجة عالية وتبعث على الشعور بأجواء اللعبة وصخبها في لحظات، وهدوء ليلها في لحظات أخرى لتستمتع فقط بصوت احتراق أعواد الخشب في مخيمك الذي قمت بإنشائه.
مدة اللعبة وقيمة الإعادة
تعتمد اللعبة هذه المرة على طور اللعب الفردي فقط ولكنه أكثر من كافٍ. إذ أنّ طور القصة الرئيسية ومهماتها الأساسية طويل جدًا ومتنوع وأكثر من ممتع بالفعل. كما أنه مليء بالأحداث المثيرة التي ستستغرق على الأقل حوالي 14 ساعة وذلك على المستوى المتوسط. أما إذا ما تم الحديث عن المهمات الجانبية وما يمكن جمعه في اللعبة وفي حال رغبت في إنهاء اللعبة بنسبة 100% فكن على يقين من أنك بحاجة إلى أضعاف هذا الوقت بكل معنى الكلمة. فاللعبة ضخمة للغاية ومليئة بالأماكن والقبور التي يمكنك استكشافها وحل ألغازها.
وختامًا أقول..
لعبة تومب رايدر كانت ولازالت واحدة من أفضل ألعاب الفيديو وأوسعها انتشارًا. وقد تمكنت استديوهات (Crystal Dynamics) في هذا الجزء حقًا من تقديم تجربة فريدة رائعة ومميزة. قصة اللعبة وأحداثها الشيّقة وما تتخلله من مشاهد سينمائية رهيبة ستجعلك تتعلق ومن الدقائق الأولى بها من أجل اكتشاف أسرارها وما ستؤول إليه نهايتها. وزاد من جمال القصة الدعم الفني الرائع في الجرافيك والبيئات المثيرة التي تم تصويرها باحترافية عالية ومن زوايا مميزة بمؤثرات خلابة تحبس الأنفاس. أيضًا وحتى تكون اللعبة متكاملة تم تمثيل أدوار الشخصيات بأصوات لممثلين تمكنوا بالفعل من إيصال المشاعر التي تُكنّها الشخصيات وتشعر بها للاعب الذي لا يمكنه الهروب من فكرة الاندماج في اللعبة ومُفاجآتها. وبغض النظر سواء كنت من معجبي هذه السلسلة أم لا وسواء كنت قد لعبت أحد الأجزاء السابقة أم لا فكن على يقين من أنّ هذا الجزء رائع وهو شبه مستقل بذاته ولن يؤثر على متعة استكشاف عالم تومب رايدر وبطلته.. الأسطورة المميزة لارا كروفت!
