الأسطورة ماستر شيف في هيلو 5: غارديانز | Halo 5: Guardians | مُراجعة شاملة

Halo 5: Guardians

إنها رحلة البحث عن الحقيقة.. ولكن ماذا لو كانت هذه الحقيقة تتعرض لخطر التشويه أو الإزالة.. وماذا لو كان الشخص الوحيد الذي يسعى لاكتشافها يتعرض هو أيضًا للمُلاحقة والمطاردة من قبل المسؤولين عن كل ما يحصل.. إنها رحلة البطل الأسطوري ماستر شيف وفريقه الرائع.. فهل سيتمكنون من إنجاز ما يسعون إليه.. هذا ما ستعرفه في الإصدار الخامس من لعبة هيلو (Halo) الذي يحمل اسم هيلو 5: غارديانز (Halo 5: Guardians).


عن اللعبة

Halo 5: Guardians

– النوع: First-person shooter
– المطور: 343 Industries
– الناشر: Microsoft Studios
– تاريخ الإصدار: 27/10/2015
– إمكانية اللعب بشكل فردي.
– إمكانية اللعب المتعدد عبر الإنترنت.
– الأجهزة: Xbox One


قصّة اللعبة

Halo 5: Guardians

لقد تم تدمير درع عالم الـ (Requiem).. ولكن وبعد مرور ثمانية أشهر تقوم وكالة الأمم المتحدة لقيادة الفضاء (United Nations Space Command) المعروفة اختصارًا بـ (UNSC) بتشكيل فريق من نخبة مقاتلين (Spartan IV) بقيادة جايمسون لوك (Jameson Locke). حيث تم إرسال الفريق إلى الكوكب الذي تمكن من السيطرة عليه الـ (Covenant) بقيادة (Jul ‘Mdama) وذلك في مهمة لاستعادة الدكتورة كاثرين إليزابيث هالسي (Catherine Elizabeth Halsey) الموجودة في قبضتهم. وبالفعل وخلال هذه المهمة وبعد القضاء على القائد (Jul ‘Mdama) تقوم الدكتورة بإخبار الفريق وتحذيره من خطر جديد على وشك الوقوع!

Halo 5: Guardians

وفي نفس الوقت ولكن في مكان آخر هناك البطل ماستر شيف (Master Chief) الذي يقود فريقه الأزرق (Blue Team) في مواجهة الـ (Covenant) أيضًا الذين قاموا بالاستيلاء على (Argent Moon) لسبب مجهول. في هذه الأثناء وبشكل مُفاجئ تقوم (Cortana) الذكاء الاصطناعي والصديق القديم للماستر شيف بإرسال إشارات إليه تخبره فيها بمكانها وذلك بعد أن فقدها وحزن عليها بشدة.. حيث يُقرر البطل ماستر شيف اتباع هذه الإشارات.. ولكن القيادة في الـ (UNSC) ترفض ذلك وتمنعه.. ولكنه لا ينصاع لهذه الأوامر وينطلق مع فريق في هذه المهمة.. وهنا يتم تكليف لوك (Locke) بمُطاردته في مُحاولة لمعنه وإيقافه..


أسلوب اللعب

في عالم هيلو المعروف بطبيعته المشهورة وبيئته التي اعتدنا عليها ستقود في الحقيقة فريقين بقيادة شخصيتين اثنتين متضادتين إذا صح التعبير.. إنهما البطل ماستر شيف (Master Chief) وجايمسون لوك (Jameson Locke) الشخصية الجديدة التي تمت إضافتها إلى هذا الجزء والتي ستكون جزءًا رئيسيًا في اللعبة بشكل عام وفي جميع أطوارها.

Halo 5: Guardians

كل من هذين الفريقين يتألف من أربعة أفراد.. فالفريق الأول بقيادة الماستر شيف وبالإضافة إليه يضم القناصة الخطيرة (Linda-058) والكشاف المعروف بسرعته الخيالية (Kelly-087) وأخصائي الـ (CQB) المُقاتل (Fred-104) والذي يُعتبر المساعد الرئيسي واليد اليمنى للبطل ماستر شيف (John-117). ويُعرف هذا الفريق باسم (Blue Team). ومن جهة أخرى هناك فريق (Osiris) بقيادة لوك (Locke) والذي يضم أيضًا (Holly Tanaka) و (Olympia Vale) و (Edward Buck).

وتتألف اللعبة من عدة أطوار تتنوع بين طور القصة الرئيسية والطور التعاوني بالإضافة إلى طور تعدد اللاعبين. ففي طور القصة الرئيسية الذي يُعتبر لا بأس به ستقوم باللعب من جهتين وبشخصيتين. حيث ستلعب بشخصية ماستر شيف في مراحل معينة، وفي مراحل أخرى ستلعب بشخصية لوك. هذا الأمر بحد ذاته كان إحباطًا لمعظم – إذا لم يكن جميع – مُحبي ومُعجبي البطل ماستر شيف.. وبالرغم من أنّ أسلوب اللعب كان مُتطابقًا في كلا الشخصيتين وأنّك في الحقيقة لن تلاحظ الفرق أبدًا سواء كنت تلعب بشخصية ماستر شيف أو لوك إلّا أنّ الفكرة المُسيطرة ستبقى في ذهنك طيلة المراحل الخاصة بشخصية لوك وأنّك في الحقيقة لا تلعب بشخصيتك المُفضلة والتي كان الجميع ينتظرها بفارغ الصبر من أجل لعب كامل طور القصة بها.

Halo 5: Guardians

أيضًا القصة لم تكن ذات مغزى برأيي الشخصي، والأحداث لم تكن شيّقة كما كان الجميع يتوقع.. لقد حازت اللعبة على مشاهد سينمائية أكثر من رائعة.. الأمر الذي تسبب بالمزيد من الصدمة لعشاق السلسلة.. حيث كانت القصة في المُقابل ضعيفة للأسف.

ومن جهة أخرى وبغض النظر عن القصة فقد وجدت أنّ أسلوب اللعب رائع جدًا ومُشبع.. ولطالما تميّزت سلسلة هيلو بمثل هذا. فاللعبة وباعتبارها من نوع (First-person shooter) تفوقت بكل المقاييس، وإنني أعتبرها واحدة من أفضل الألعاب هذا العام من هذا النوع. فالحركة وأسلوب التصويب وإطلاق النار كانت جميعها سلسة للغاية. كما أنّ تنوع الأسلحة الرهيب وتأثيراتها المتنوعة على مُختلف الأعداء كان جميلًا جدًا.

أيضًا وبالحديث عن الأعداء فلا أعلم في الحقيقة كيف تمت برمجتها بهذه الطريقة الممتعة.. بالفعل تنوع كبير وذكاء مُلفت للنظر. لكل عدو بصمة خاصة وأسلوب خاص.. لقد وجدت مُتعة كبيرة جدًا خلال المراحل وبين هذا الكم الهائل والمتنوع من الأعداء بمُختلف الأحجام والأشكال والأصناف.

Halo 5: Guardians

وفيما يخص أسلوب اللعب وفكرة طور القصة فهو يعتمد كما أسلفنا على المبدأ التعاوني في فريق من أربعة أشخاص وذلك سواء كان اللعب بشكل فردي أم متعدد عبر الإنترنت. ففي الطور الفردي ستجد أنه سيُرافقك أفراد الفريق الثلاثة والذين يتحكم بهم الكمبيوتر بشكل جيد جدًا. حيث يُمكنك توجيه الأوامر لهؤلاء الثلاثة والتي تتنوع بين القضاء على هدف معين أو عدو معين أو استخدام مركبة أو مُساعدتك في إعادة الطاقة إليك أو معالجتك (Healing) بعد أن تكون في عداد الموتى تقريبًا وهي الميزة الجديدة التي تمت إضافتها لهذا الجزء. ولا شك أنّك ستستفيد كثيرًا من هذه القدرة التي يتمتع بها جميع أفراد الفريق. وهنا تم تخصيص زر تقوم بضغطه في اللحظة التي تجد أنها الأنسب لإنقاذك بحيث يكون العدو قد ابتعد عنك أو على الأقل لن يكون الشخص الذي سيُساعدك في مرمى نيران أحد الأعداء المتواجدين حولك.

أمّا فيما يخص الطور التعاوني عبر الإنترنت فهو ممتع جدًا حيث ستكون قادرًا على التواصل مع جميع أفراد الفريق المؤلف أيضًا من أربعة أفراد بما فيهم شخصيتك من خلال التحدث مباشرة عبر الميكروفون وقضاء المهمات بأسلوب الـ (Co-op).

Halo 5: Guardians

وبالحديث عن القدرات الجديدة التي يتمتع بها أفراد الفريق فقد تم العمل على تطويرها بشكل ملحوظ. حيث تمت إضافة العديد منها والتي تتنوع بين إمكانية الركض غير المحدود، التسلق عبر الحواف، الانزلاق عبر الهواء والتي من شأنها منحك انتقالات سريعة خاطفة مُفيدة جدًا جدًا. بالإضافة إلى التصويب الذكي والضرب اليدوي المباشر للعدو في حال الاقتراب منه.. أيضًا هناك ميزة القفز والتصويب ومن ثم الانقضاض الخاطف من أعلى على عدو معين والتي أعتبرها أجمل وأفضل إضافة في الحقيقة؛ إذ تحمل الكثير من معاني القوة والسرعة التي يتميز بها جنود الـ (Spartan).

أما فيما يخص طور تعدد اللاعبين والذي بلا أدنى شك أكثر من رائع بكل ما يحتويه من تحدي. اختلاف وتنوع الأطوار بالإضافة إلى الخرائط وفكرة الفريقين المُكون كل منهما من أربعة أفراد جميلة جدًا. حتى أنّ فكرة وجود الزعماء وقتال مُختلف أشكال الأعداء سواء الحقيقيين أم من الذكاء الاصطناعي كان مُمتعًا للغاية.


جرافيك اللعبة

Halo 5: Guardians

كالعادة تحافظ لعبة هيلو على الجو العام الخاص بهذه السلسلة المميزة. وقد وجدت أنّ هذا الجزء يحمل تطورًا جيّدًا لا بأس به عن الجزء السابق. ولكن وبالرغم من أنّ التفاصيل في البداية ستبدو لك مُتقنة للغاية إلا أنّ النسج المُستخدمة في بعض أجزاء البيئة من حواف وغيرها كانت عادية وبسيطة. ولكن وجدت شخصيًا أنّ تفاصيل الشخصيّات الأساسية وشخصيات الأعداء كانت دقيقة جدًا وتثير الدهشة بالفعل. بالطبع لا أحد يمكنه إنكار روعة تصميم المقاطع السينمائية المليئة بالإثارة والأكشن والتي يُمكنك مُشاهدتها باستمتاع في كل مرة.

أيضًا التنوع الرائع في العوالم الثلاثة المُختلفة كان جميلًا جدًا.. وقد أعجبني بالفعل التصميم العام لها وضخامتها وأجوائها.

Halo 5: Guardians

وفيما يخص مسألة ثبات الإطارات بمُعدل 60 إطار في الثانية بدقة تصل إلى 1080 نقطة طيلة فترة اللعب كانت رائعة وذلك في حال تم غض النظر عن حقيقة أنّ الدقة تتغير بشكل ديناميكي ذكي غير ملحوظ تقريبًا إلا على الأعداء. حيث اعتمد المطورون على هذه الحيلة من أجل منح اللاعب معدل ثابت تمامًا من الإطارات هو 60 إطار في الثانية. فعند وجود الكثير من المؤثرات والاشتباكات تهبط الدقة بالتأكيد مع المُحافظة على عدد الإطارات وكل ذلك سيكون من الصعب مُلاحظته عند الاندماج باللعبة.


أصوات اللعبة

أصوات اللعبة بكلمة واحدة مُتقنة للغاية.. أصوات الأسلحة تم تطويرها بالفعل وقد وجدت أنها مثيرة جدًا وستشعر حقًا بمُتعة استخدامك لكل سلاح مهما كان نوعه.. سواء ليزري أم ذو رصاص حي. بالإضافة إلى أنّ جميع المؤثرات العامة كانت ذات جودة عالية جدًا.. سواء أصوات وقع الأقدام على مُختلف الأسطح أو أصوات الانفجارات وأصوات العربات المُختلفة من سيارات ودبابات وطائرات وغيرها.

Halo 5: Guardians

أيضًا أصوات الشخصيات والحوارات جميلة جدًا.. وقد وجدت الكثير من المتعة وحس الفكاهة في الحقيقة عند سماع بعض أصوات الأعداء من حوارات أو صرخات عند الهجوم عليهم أو إلقاء قنبلة مثلًا.

وأخيرًا فيما يخص الموسيقى العامة والمقاطع الصوتية فهي كالعادة ذات طابع مميز وخاص جدًا. ولم تكن أقل جودة نهائيًا عن باقي الأصوات في اللعبة. وفي الحقيقة تستحق اللعبة كل تقدير من حيث الأصوات وجودتها.


مدة اللعبة وقيمة الإعادة

Halo 5: Guardians

إذا اعتبرنا أنّ النقطة السلبية الأولى في لعبة هيلو 5: غارديانز (Halo 5: Guardians) هذا العام هي القصة الأساسية فيمكن القول أنّ النقطة السلبية الثانية هي المدة القصيرة جدًا لطور القصة الرئيسية والذي يصل إلى سبع أو ثمان ساعات فقط! الأمر بالنسبة لي كان صادم في الحقيقة وخصوصًا أنّ حجم اللعبة كان كبيرًا بالمُقارنة مع الأجزاء السابقة! لذا وبكل بساطة يمكن اعتبار طور تعدد اللاعبين هو المصدر الرئيسي للمتعة والذي لا يُمكن حدّه بمدّة أو وقت.


وختامًا أقول..

إذا كنت من عشاق هذه السلسلة ومن مُتابعيها فبالتأكيد ودون أدنى شك ستكون سعيدًا بتجربتك لهذا الجزء الذي يحمل الكثير من المتعة بالرغم من كل شيء. قصة اللعبة للأسف لم تكن مُرضية ومدة إنهائها كذلك. جرافيك اللعبة جميل ويحمل بصمات خاصة باللعبة مُتقنة. أصوات اللعبة ومؤثرات الأسلحة أكثر من رائعة، بالإضافة إلى جميع المقطوعات الموسيقية المُرافقة للمشاهد السينمائية وخلال المراحل والمهمات. وإذا تم أخذ ما تميز به هذا الجزء من السلسلة الشيقة هيلو (Halo) بعين الاعتبار فيمكن القول بكل تأكيد أنه أفضل لعبة حصرية تم إصدارها على جهاز الإكس بوكس ون (Xbox One) من العملاقة مايكروسوفت.

Mahmoud Abdullatif
الكاتبMahmoud Abdullatif
أعشق الجرافيك والأنيميشن، والاستمتاع بهما، وبالتأكيد في الدرجة الأولى في ألعاب الفيديو، ولا أجد سعادتي الحقيقية إلا عند السعي وراء اكتشاف خفايا هذه اللعبة أو تلك؛ والغوص والكتابة عن ذلك بكل دقة واحترافية!

اترك تعليقاً