إلى عشاق الألعاب الاستراتيجية الكلاسيكية.. مراجعة لعبة آكت أوف أجريشن | Act of Aggression

Act of Aggression

إذا كنت تعتقد أنّك ممن يعتمدون سياسةً واستراتيجيةً دفاعيةً فتأكد تمامًا أنّ هذا المكان لن يناسبك.. وستتوالى عليك الهزائم حتى تصاب بالإحباط التام.. أمّا إن كان أسلوبك يقوم على الهجوم ولا شيء سواه منذ اللحظات الأولى؛ فأهلًا وسهلًا بك في العالم الذي سيُلبي رغبتك بالكامل حتى الإشباع! مع لعبة آكت أوف أجريشن (Act of Aggression)..


عن اللعبة

Act of Aggression

– النوع: Strategy
– المطور: Eugen Systems
– الناشر: Focus Home Interactive
– تاريخ الإصدار: 02/09/2015
– إمكانية اللعب بشكل فردي.
– إمكانية اللعب المتعدد عبر الإنترنت أو بدونه.
– الأجهزة: PC


قصّة اللعبة

Act of Aggression

منذ الأزل وحتى الآن.. وفي كل زمان ومكان.. سيبقى العامل المادي مهيمنًا على كل شيء.. ولهذا السبب فإن أي تأثّر أو تزعزع في النظام المالي لأي دولة سيكون له بشكل أو بآخر تأثير على باقي الدول.. وعلى أقل تقدير دول الجوار.. ولكن ماذا لو كانت المسألة ليست تزعزعًا فحسب.. ماذا لو كان انهيارًا كاملًا! ولإحدى الدول العظمى ذات التأثير الكبير على الكثير من دول العالم! عندها ستكون الكارثة.. وهذا بالضبط ما حدث في العام 2019 عندما أصيب النظام المالي الصيني بانهيار كامل ليُغرق العالم بأسره في ركود اقتصادي شامل.. إنه “تحطّم شانغهاي – Shanghai Crash”.. الذي تسبب لدول العالم الثالث بأسوأ أزمة على مر التاريخ.. حتى وصلت بعضها إلى حافة الانهيار!

Act of Aggression

في هذا الوقت اغتنمت منظمة أمريكية الأصل تُدعى الكارتال (The Cartel) الفرصة لتتحول إلى قوة عظمى مهيمنة.. إنها تعمل كعصابة صناعية عسكرية تمكنت بفضل معداتها المتطورة من اختراق معظم البلدان الضعيفة لتسيطر بدورها على كل شيء!


أسلوب اللعب

في طور القصة الرئيسية ستكون مهمتك اكتشاف السر الدفين وراء الأسباب الحقيقية التي أدت إلى الانهيار المالي الصيني العنيف الذي تسبب بكارثة حقيقية والذي أطلق عليه اسم “تحطّم شانغهاي – Shanghai Crash”. ستمر خلال هذه الأحداث بالكثير من الإحباطات نتيجة نقص الأدلة أو نتيجة شعورك بأن المؤامرات من حولك كثيرة بالإضافة إلى وجود عدة نظريات يجب عليك أخذها بعين الاعتبار..

Act of Aggression

ويمتد طور اللعب الرئيسي ليشمل خمس عشرة مهمة مختلفة. ستقود فيها اثنين من الفصائل الثلاثة التي توفرها اللعبة وهي: الكارتال (The Cartel)، التشيميرا (The Chimera) وأخيرًا جيش الولايات المتحدّة الأميركية (The United States Army)، وسنأتي على تفصيل كل من هذه الفصائل على حدة بعد قليل.. ولكن وبالعودة إلى طور القصة الرئيسية فإنّك ستؤدي المهمات من خلال الفصيلين الكارتال والتشيميرا فقط.. ولا توجد أية مهمات للجيش الأميركي.. ولكنك ستقود بعضًا من قواتهم خلال المراحل.. حيث توجد عشر مهمات لفصيل التشيميرا وخمسة فقط للكارتال.

ولكن في الحقيقة وبشكل عام وبالرغم من أنّ القصة كانت بالنسبة لي أكثر من مشوقة إلا أنّ أسلوب التقديم لم يكن بالشكل الذي كنت أتوقعه.. لذا لا تتوقع الكثير من هذا الجانب.. فأسلوب سرد الأحداث وتوضيح المهمات يعتمد مبدأ التلخيص الصوتي للأحداث – إذا صح التعبير – مع بعض الرسوم اليدوية، ولم أجد أنّ هذا التقديم يليق بهذا العصر وهذا النوع تحديدًا من الألعاب بعد أن اعتدنا تقديم قصة تمثيلية في ألعاب شركة (EA) المُشابهة، وتحديدًا سلسلة ألعاب (Command and Conquer) الكلاسيكية الرائعة.

Act of Aggression

في جميع الأحوال وحتى نكون منصفين تمامًا فقد وجدت أن المهمات كانت جيّدة بالفعل.. ومتدرجة من حيث مستوى الصعوبة.. وستواجه بعض المهمات الصعبة بالفعل. ستكون لديك مجموعة من المهمات الأساسية والاختيارية تتنوع بين تدمير مراكز تواجد قاعدة عسكرية أخرى أو إبقاء بعض الوحدات الخاصة على قيد الحياة على سبيل المثال.

فيما يخص صعوبة المهمات فقد كان الأمر ملفتًا للنظر بالنسبة لي.. حيث وجدت أنّ السر الحقيقي وراء مثل هذه الصعوبة هو الطريقة الاحترافية التي تم فيها تأسيس وتمركز قوات العدو.. كما أنّ هذا العدو لن يمنحك أية فرصة للراحة وسَيَشُن حملة واسعة من الهجمات المتوالية التي لا تعرف الكلل أو الملل.. لذا يجب أن تبقى مُتيقظًا حذرًا وأن تعمل وتخطط وتوزع المهمات بكل سرعة وفعالية دون أية أخطاء!

Act of Aggression

وكنتيجة متوقعة ستلاحظ أنّ البقاء في حالة دفاعية بحتة لن يكون ذي جدوى على الإطلاق.. بل سيزيد من المعاناة بسبب نقص الموارد التي لن تتمكن من السيطرة عليها والاستفادة منها إلا في حال اعتمدت الطريق الصحيح؛ وهو مُقابلة الهجوم المتكرر عليك بهجوم آخر أكثر شراسة!

وفيما يخص الفصائل الثلاثة: الكارتال (The Cartel)، التشيميرا (The Chimera) وجيش الولايات المتحدّة الأميركية (The United States Army) فلكل منهم قواته ومُنشآته الخاصة وأسلوبه الخاص والذي يميزه من الفصيلين الآخرين. وسنبدأ الحديث عن فصيل الكارتال الذي تم تأسيسه في الأصل في الثمانينات لمواجهة التهديدات الشيوعية. وهو مؤسسة عسكرية أميركية تستخدم مُعدات حربية ذات تكنولوجيا متطورة جدًا، بالإضافة إلى المدرعات الثقيلة المتنوعة.

Act of Aggression

أما التشيميرا فهو فصيل تم تشكليه من قبل الأمم المتحدة. ويتألف من قوات متعددة الجنسيات. كما أنه يستخدم الكثير من المعدات الأجنبية مُعتمدًا نظامًا سريًا كاملًا. وإنّ أكثر ما يتميز به هذا الفصيل هو قدرة وحداته على الترقية أثناء القتال وفي أرض المعركة.. الأمر الذي من شأنه زيادة فرصه بالربح وقلب الموازين لصالحه في بعض المعارك.. لذا يجب أن تتوخى الحذر وأن تكون على يقين من أنّ هذا الفصيل يعتبر قوة لا يُستهان بها البتة!

أما فيما يخص الفصيل الثالث والأخير وهو الجيش الأميركي فقد استُنزفت في الحقيقة قواه نتيجة المعارك الكثيرة والطويلة التي خاضها عبر العالم ليُحافظ على هيمنة أمريكا كقوة عظمى في العالم. وبالرغم من كل شيء إلا أنّ الجيش الأميركي لديه القدرة الفريدة التي سيتمكن من خلالها من إعادة التوازن إلى أي معركة يخوضها وبمختلف أشكال القتال. إنه يتكون من مقاتلين قدماء أصحاب خبرة ومهارة، ويعتمدون في قتالهم على القوة البشرية والمعدات الأساسية والقتال المباشر أكثر من اعتمادهم على الأسلحة التكنولوجية المتطورة كما في الفصيلين الآخرين الكارتال والتشيميرا.

Act of Aggression

أما فيما يخص الطور الثاني في اللعبة فهو الطور المعروف الـ (Skirmish)، حيث يوفر لك متعة اختيار أحد الفصائل الثلاثة لتلعب على واحدة من بين حوالي ثماني عشرة خريطة متنوعة توفرها اللعبة. أكثر ما يُميز هذا الطور هو الذكاء الاصطناعي وطريقة برمجة استراتيجية الكمبيوتر ضدك. في الحقيقة كان الأمر بالنسبة لي ممتع جدًا.. لأنني وجدت أن جيش الكمبيوتر يلعب ضدي بكفاءة عالية وذكاء واضح.. إذ أنه وبحسب الاستراتيجية التي ستعتمدها ستجد أنّه جاهز لك بخطة مناسبة ووحدات قتالية مناسبة. لن تتمكن من القضاء على دباباته ومدفعيته الثقيلة على سبيل المثال بسهولة لأنها ستتوقف تمامًا ضمن المدى الخاص بها لتقوم بعمليات القصف عن بُعد. كما أنها وفي حال كانت أعداد قواتك أكبر بكثير ستقوم بشكل تكتيكي مباشر بالانسحاب من القتال ومُعاودة الكرّة مرة أخرى وفي مكان آخر وبعدد أكبر من القوات. كما أنّ الأسلوب الدفاعي أو الرد على كل هجوم لك على واحدة من المُنشآت الخاصة بجيش العدو المُتمثل بالكمبيوتر مثير جدًا ومميز. وعلى كل حال سيكون بإمكانك ضبط مستوى الصعوبة الذي ترغب باللعب ضده.. وستجد أنّ اللعب ممتع وممكن حتى لو كنت قد قررت اللعب على مستوى الصعوبة الأقصى. فقد اهتم المطورون بالفعل بتقديم تجربة لعب مناسبة ومُرضية جدًا.

Act of Aggression

وبالحديث عن طور تعدد اللاعبين سواء عبر الإنترنت أو بدونه عبر الشبكات المحلية فهو القيمة الحقيقية لمثل هذا النوع من الألعاب دون شك. وفي الحقيقة تتمتع اللعبة ببيئة عمل وسيرفرات قوية واتصال دائم بنسبة 90% دون أية مشكلات ملحوظة أو بطء أو انقطاع في الاتصال.. وهذا الأمر مهم للغاية ولا غنى عنه بالتأكيد.. وذلك فيما يخص الجانب التقني بالطبع.. أما فيما يخص أسلوب اللعب فهو مميز جدًا وسيُعيد إليك ذكريات العصر الذهبي للألعاب الاستراتيجية!

Act of Aggression

إذ أنّك وكما هو معروف ستقوم ببناء قاعدتك الخاصة والسيطرة على شتى أشكال الموارد المتوفرة وخصوصًا – وهو الأهم إلى حد ما – المصارف والبنوك والتي تعتبر الوقود الأساسي بالنسبة لك.. حيث أنّ سيطرتك على عدة بنوك في مختلف أنحاء الخريطة ستزيد من فرصك في التقدم وقلب موازين القوى لصالحك.. أيضًا ما أثار إعجابي هو تنوع واختلاف أماكن تواجد ثروات وموارد الخريطة في كل مرة تقوم باللعب فيها، الأمر الذي يجعل من إعادة اللعب مسألة مُتجددة بشكل دائم ومميز. ولكن للأسف وحتى الآن لا توجد أعداد كبيرة من الجماهير التي تلعب هذه اللعبة عبر الإنترنت، لذا أعتقد أنّك ستواجه بعض الصعوبات في الانضمام إلى معركة مع مجموعة أخرى ولكن ستتمكن من ذلك في النهاية وفي أي وقت تقريبًا من أوقات النهار.


جرافيك اللعبة

بالرغم من أنني في البداية شعرت أن جرافيك اللعبة بسيط إلا أنني وبعد ساعات لاحظت أن الكثير من التفاصيل قد تم العمل عليها بشكل دقيق وجميل للغاية. بشكل عام وكونها لعبة استراتيجية فإنني أعتبر أن الجرافيك مُتقن من جميع النواحي.. فالخرائط مصممة بشكل رائع وهي كبيرة للغاية.. حتى أصغر الخرائط ستلاحظ أنها ضخمة وهذا الأمر أكثر من رائع.. الكثير من المنازل المدنية والسيارات الموزعة بشكل دقيق هنا وهناك وعلى طول الخريطة مع الاهتمام بتخطيط الشوارع والساحات.

Act of Aggression

أيضًا فيما يخص تفاصيل عربات ومدرعات الجيوش والوحدات القتالية من جنود وغيرها جميعها ذات تفاصيل واضحة وتبدو رائعة بالفعل. كذلك الأمر بالنسبة للطائرات بمُختلف طرازاتها. أيضًا المؤثرات المُرافقة للعمليات القتالية والتفجيرات الناجمة عن القصف كانت مميزة.

وأكثر ما أعجبني هو إمكانية تشغيل اللعبة على أقصى إعدادات دون وجود أية مشكلات وحتى في حالة الاشتباكات الضارية بين عدد كبير من الوحدات القتالية المختلفة في نفس الوقت.. فاللعبة تعمل بشكل سلس للغاية.. وهي شبه خالية من الأخطاء من هذا الجانب.

Act of Aggression

كما أنّه يُمكنك التحكم بحركة الكاميرا ومسافتها بالإضافة إلى توفير منظور خاص جدًا يسمح لك برؤية الخريطة بشكل تكتيكي من أجل منحك مزيدًا من التفاصيل.. وستجد أنّ هذا الأمر ذو فائدة عظيمة في الخرائط الكبيرة بالذات.


أصوات اللعبة

Act of Aggression

كما هو حال الجرافيك فقد كانت الأصوات ذات جودة عالية، والمؤثرات الصوتية بمختلف أشكالها من أصوات رصاص أو قذائف أو تحركات للسيارات والدبابات والجنود أو أصوات الدمار والانفجارات وغيرها جميعها كانت رائعة. ولكن كانت لي ملاحظة فيما يخص صوت الموسيقى في الخلفية والذي لم أشعر في الحقيقة أنّه مناسب لبيئة اللعب وفكرة الحرب.


مدة اللعبة وقيمة الإعادة

Act of Aggression

تعتمد اللعبة على طور القصة الذي وكما ذكرنا يتألف من خمس عشرة مهمة مختلفة بالإضافة إلى طورين آخرين أعتبرهما أكثر أهمية بكثير من طور القصة وهما الـ (Skirmish) والـ (Multiplayer). لذا فإنني لا أنصحك بشراء هذه اللعبة أبدًا إذا كنت ترغب فقط في لعبة طور القصة الرئيسية لأنه سيكون مُحبطًا وليس كافيًا وخصوصًاٍ أن ثمن اللعبة مرتفع إلى حد ما.. أما إذا كنت متأكد من أنّك ستلعب عبر الإنترنت أو مع أصدقائك فبالتأكيد ستقدم لك اللعبة الكثير من المتعة من خلال قضائك لساعات من التخطيط والهجوم والتدمير!


وختامًا أقول..

إذا كنت من عشاق الألعاب الاستراتيجية المميزة الكلاسيكة مثل سلسلة (Command and Conquer) وتحديدًا نسخة الجنرالز (Generals) فإنك بالتأكيد ستجد متعة كبيرة في هذه اللعبة التي يمكن ببساطة اعتبارها نسخة جنرالز متطورة من جميع النواحي. أسلوب اللعب بمختلف أطواره جيّد مع وجود بعض الضعف في طور القصة الرئيسية. جرافيك اللعبة جميل ومُتقن ويتسم ببساطة رائعة وتفاصيل دقيقة. كما أنّ الأصوات بشكل عام ذات جودة عالية. فقط اختر جيشك المفضل وتقدم في غمار الحرب على العدوان من أجل اكتشاف ما لا يمكن توقعه من أسرار وخفايا!

Mahmoud Abdullatif
الكاتبMahmoud Abdullatif
أعشق الجرافيك والأنيميشن، والاستمتاع بهما، وبالتأكيد في الدرجة الأولى في ألعاب الفيديو، ولا أجد سعادتي الحقيقية إلا عند السعي وراء اكتشاف خفايا هذه اللعبة أو تلك؛ والغوص والكتابة عن ذلك بكل دقة واحترافية!

اترك تعليقاً