تأتي لعبة (Pro Evolution Soccer 2016) هذا العام احتفالًا بمرور عشرون عامًا من أول إصدار لها في العام 1995. ولكن هل بالفعل جاءت لتلبي كل ما يحلم به جمهورها العريض وعشاقها الكثر حول العالم أم من جديد فشلت في ذلك.. هذا ما نحن بصدد الحديث عنه في هذه الأسطر من هذه المراجعة الشاملة، فتابعوا معنا..
عن اللعبة
– النوع: Sports
– المطور: Konami Digital Entertainment
– الناشر: Konami Digital Entertainment
– تاريخ الإصدار: 16/09/2015
– إمكانية اللعب بشكل فردي.
– إمكانية اللعب المتعدد عبر الإنترنت.
– دعم كامل ليد التحكم (لمن يرغب باللعب على الكمبيوتر).
قصّة اللعبة
لطالما كانت ولازالت وبكل تأكيد لعبة كرة القدم هي اللعبة أو الرياضة الأكثر انتشارًا وشعبيةً حول العالم.. الجميع يتابعها من كبير وصغير ومن مختلف الأجناس والأعراق.. في عالم كرة القدم الجميع يتحدث نفس اللغة.. الجميع يستطيعون التفاهم فيما بينهم على اختلاف لغاتهم وألسنتهم. بين دفاع وهجوم وكرة ومرمى وأرض خضراء شاسعة ستجد الكثير من المتعة والإثارة والتحدي.
وهنا تأتي اللعبة التي لطالما انتظر الكثيرين نسختها الجديدة لهذا العام وفي كل عام.. إنها لعبة (Pro Evolution Soccer 2016) المميزة بخصوصيتها وطبيعتها الفريدة من تطوير شركة كونامي (Konami)..
أسلوب اللعب
بالطبع أهم مسألة في ألعاب كرة القدم هي أسلوب اللعب، ومدى تمكّن اللاعب من الاستمتاع به بالدرجة الأولى.. وهنا النقطة التي تتميز بها لعبة (Pro Evolution Soccer 2016) من غيرها.
الأمر سيكون جليًا واضحًا لك بالتأكيد ومن أول مباراة ستخوضها بفريقك المفضل.. فقد جاءت هذه النسخة متطورة بشكل ملحوظ جدًا عمّا كانت عليه. في البداية ستلاحظ أنّ الذكاء الاصطناعي قد تطور كثيرًا نحو الأفضل. فلم تعد ردّات الفعل غريبة للاعبين عند وجود فرصة ذهبية لتسجيل هدف. كما أنّ كل لاعب أصبح يستغل كل جزء أو مساحة فارغة من أرض الملعب ليتمكن بكل احترافية من الوصول إلى المرمى ومحاولة تسجيل هدف، أو حتى اختراق الخطوط الدفاعية بشكل مميز ومن خلال تمريرات سريعة وقصيرة رهيبة بين اللاعبين. أيضًا ومن أهم الأمور التي تم تطويرها هو سرعة الاستجابة لكل أمر تقوم بتوجيهه إلى كل لاعب من تمرير أو تسديد أو حتى مُناورة.. كل شيء أصبح أكثر سلاسة وسرعة، ولم يعد هناك أي تأخير في مسألة التفاعل مع الكرة ومع اللاعبين الآخرين.
أيضًا تم تطوير خط الدفاع وآليته والذكاء الاصطناعي الخاص به بشكل رائع جدًا، وبات بإمكان المدافع التصدي للهجوم من أي جهة وبكل فعالية.. حتى أنّ التزحلق على الكرة أصبح أكثر تركيزًا وجدوى.
وفيما يخص الأجواء والطقس وباستخدام محرك فوكس (Fox Engine) الشهير فقد أصبح اللعب في الأوقات المسائية ذي طابع مميز بالفعل من ناحية الإنارة والأضواء وحتى الظلال. كما أنّك يجب أن تأخذ بعين الاعتبار أنّ المطر قد يهطل في أي وقت خلال المباراة وبالتأكيد سيكون للماء تأثيرًا كبيرًا على أداء اللاعبين الذين قد ينزلقون أو قد يتدنى مستوى تمريراتهم وما إلى هنالك.
كما يمكنك وقبل البدء بأي مباراة تحديد واختيار كل شيء، إذ يمكنك اختيار الملعب بالطبع بالإضافة إلى زمن اللعب في النهار أم في الليل أم أن يكون عشوائيًا، وكذلك الأمر بالنسبة للجو بين لطيف أو ماطر أو عشوائي أيضًا. حتى فيما يخص طول عشب الملعب يمكنك تحديد ما إذا كنت ترغب في أن يكون طويلًا أم قصيرًا وما إلى هنالك.
أيضًا تم إضافة خاصية الاحتفال بتسجيل الأهداف، إذ قامت كونامي بإضافة حوالي 120 طريقة احتفال ليتميز كل لاعب بأسوبه بالتعبير عن سعادته وسروره بعد تحقيقه لهدف في مرمى الخصم. وبالتأكيد ستكون قادرًا على اختيار طريقة الاحتفال من خلال أزرار خاصة تقوم بالضغط عليها بعد تسجيل الهدف.. كما يمكنك الركض باللاعب في أرض الملعب بكل حرية.
للأسف كانت ولازالت موجودة مشكلة حرّاس المرمى الذين يعانون من الضعف وعدم القدرة على التصدي للكرات من بعض الزوايا.. أما بالنسبة للحكّام فمن وجهة نظري وجدت أنّ أداءهم قد تطور جدًا عن النسخ السابقة وأصبحت قراراتهم أكثر واقعية وصرامة.
أما فيما يخص القوائم الأساسية في اللعبة فلم تشهد أية تطويرات ملحوظة ولكن تجدر الإشارة إلى أنّ شركة كونامي أيضًا في هذا الإصدار اعتمدت اللغة العربية كواحدة من عدة لغات أساسية في اللعبة، حيث أنّك ومن خلال اختيارك للغة العربية ستجد أنّ اللعبة معربة بالكامل بقوائمها وأصواتها.
جرافيك اللعبة
للأسف الشديد كان أكثر ما أثار غضب معجبي هذه اللعبة على منصة الـ (PC) هو الجرافيك الذي كان محبطًا ومتواضعًا للغاية وحقيقةً لا يتناسب إطلاقًا مع هذا الوقت، مع العام 2016. الجميع توقع الكثير من جرّاء اعتماد محرك فوكس (Fox Engine) في اللعبة ولكن الأمر لم يكن كذلك للأسف. وبالرغم من سوء الجرافيك بشكل عام إلا أن الاهتمام الشديد بالتفاصيل الدقيقة كان واضحًا وخصوصًا فيما يخص الأنيميشن وتعابير وجوه اللاعبين التي تتنوع بين الغضب، الفرح والسرور، الدهشة وغيرها.. ولكنّ اللعبة في النهاية كرة قدم، ومنظور الكاميرا بعيد في معظم الوقت لذا لا أعتقد أنّ مثل هذه التفاصيل ستكون واضحة وسيتمكن اللاعب من الاستمتاع بمشاهدتها. وفي الوقت نفسه ستجد أنّ ذلك واضحًا عند الاحتفال بتسجيل هدف أو عند إضاعة هدف أو عند تعارك مجموعة من اللاعبين مع بعضهم أو في مشاهد الإعادة عمومًا وغير ذلك.
وفيما يخص تفاصيل وجوه اللاعبين فقد لاحظت أنّ المشاهير منهم قد ظهروا بشكل رائع بالفعل من حيث الـ (Textures) المستخدمة والتفاصيل الدقيقة لبشرة الوجه والملامح، ولكن البعض الآخر من اللاعبين لم يكن على نفس السويّة للأسف أيضًا.. وهذا الأمر مزعج بعض الشيء.
أما من حيث اللقطات السينمائية وما يقوم به اللاعبون فقد كانت – وبعيدًا عن مسألة الجرافيك – جميلة جدًا ومُقنعة وواقعية، وأجد أن هذه الجوانب بشكل عام ستجعلك تنسى مسألة تواضع رسومات اللعبة.
أصوات اللعبة
الأجواء الحماسية الرائعة التي سيضعك بها الجمهور من أول لحظة يدخل فيها اللاعبون إلى أرض الملعب من خلال هتافاتهم الشديدة وتصفيقهم الحار أمرًا ملفتًا للغاية. وكذلك عند اللحظات الحاسمة من إضاعةٍ للأهداف أو تسجيلها، حيث سيسود الحماس جو الملعب نتيجة التصفير والأصوات التي تعلو.
كما أنّ المُعلق باللغة العربية أو غيرها من اللغات كان أكثر من رائع بالنسبة لي. ولأول مرة أجد أنّ المعلق يستمتع وكأنه يشاهد بالفعل مباراة حقيقية أمامه. فهو يتفاعل جدًا مع جميع أحداث المباراة وكل ما يقوم به اللاعبون. كما أنه يقوم وبأسلوب مميز بالحديث عمّا حدث لكل فريق خلال سنواته الماضية وما شهده من تطورات وتغييرات في بنيته ولاعبيه.
كما أنّ الاهتمام بما يصدر عن اللاعبين من أصوات واقعية عند ارتطامهم ببعض أو عند سقوط أحدهم بشدة على الأرض أو عند تعرضهم لإصابات مباشرة كان واضحًا جدًا وكانت هذه المؤثرات جميلة جدًا بالفعل ومُعبّرة.
مدة اللعبة وقيمة الإعادة
كما هو حال جميع أجزاء هذه السلسلة الرائعة يمكن القول بكل بساطة أنّه يمكنك اللعب لساعات وأيام دون كلل أو ملل سواء ضد الكمبيوتر أو مع أصدقائك أو عبر شبكة الإنترنت.
يمكنك خوض المبارايات والبطولات وإعادتها وتكرارها المرّة تلو الأخرى.. عالم كرة القدم لم يتغير، ولازالت فكرة التحدي تسيطر على أجوائه وبين عشاقه..
وختامًا أقول..
بالرغم من نقاط الضعف التي تعاني منها اللعبة عمومًا إلا أنّ التجربة المميزة لأسلوب اللعب وما يقدمه من متعة حقيقية يجعل منها نسخة مميزة لهذه السلسلة الرائعة التي تتميز دائمًا من غيرها بالكثير من النقاط. سرعة الاستجابة ودقة التمريرات وطريقة تسجيل الأهداف أو حتى التصدي لها كانت رائعة وفريدة. أصوات اللعبة حماسية للغاية ومُمتعة. التفاصيل الدقيقة للملعب وأرضيته وحتى حركة الكرة وشِباك المرمى جميلة ومُقنعة. كما أنّ الأسلوب السينمائي وزوايا التصوير في الإعادة والمشاهد الأخرى متقنة. وبالتأكيد لعبة بيس 2016 (Pro Evolution Soccer 2016) يمكن اعتبارها ببساطة أفضل نسخة تم تقديمها من شركة كونامي (Konami) حتى يومنا الحالي لهذه السلسلة التي لطالما انتظرها عشاقها وجماهيرها في كل مكان!
