مُقدمة
لا شيء أجمل من مراقبة المدينة وأجواءها الساحرة.. بهدوء ليلها وصخب نهارها.. بين طالب وموظف وربة منزل والكثير الكثير من أفراد المجتمع ستشهد مدينتك العديد من الأحداث.. وبين جسور وأنفاق.. ومباني فارهة وأخرى بسيطة وأبراج وناطحات سحاب ستجد الكثير من الحياة والبهجة.. بالإضافة إلى متعة التخطيط والتنظيم والإدارة.. فهل فكرت يومًا في بناء مدينتك الخاصة؟ بل مُدنك الخاصة؟ مجموعة من المدن المترابطة بعلاقات اجتماعية واقتصادية وسياسية؟ الأمر سهل.. فقط تابع معنا هذه المراجعة الشاملة للعبة (Cities: Skylines) الاستراتيجية المميزة!
عن اللعبة
– النوع: Simulation, Strategy
– المطور: Colossal Order Ltd.
– الناشر: Paradox Interactive
– تاريخ الإصدار: 10/03/2015
– إمكانية اللعب بشكل فردي.
أسلوب اللعب
بكل بساطة أنت على موعد مع مدينة أحلامك.. مدينتك الخاصة التي تحمل اسمك أو أي اسم آخر ترغب به.. حتى أنك ستكون قادرًا على تسمية كل مبنى وكل منزل وكل مركز كما يحلو لك وكما ترغب.
ستبدأ ببناء مدينتك بعد اختيارك للخريطة أو طبيعة البيئة التي ترغب بها. إذ توجد هناك عدة خيارات متنوعة لتناسب مختلف المخططات. وبعد البدء بأعمال التأسيس التي بالتأكيد سيكون أولها شق الطرقات ستنطلق بتحديد أماكن تشييد الأبنية والمنازل. وشيئًا فشيئًا حتى تجد نفسك أمام مدينة حية بالفعل مليئة بالسكان الذين هم أساس كل شيء، وهنا تبدأ المغامرة. إذ أنّه وعندما تصبح مدينتك كبيرة ومليئة بالسكان ستظهر لك الكثير من المشكلات والأزمات والأحداث. فاللعبة تقدم لك أجواء حقيقية لمحاكاة الطبيعة في المدن على أرض الواقع. أول ما جذبني في الحقيقة هو حركة السكان. فقد قمت بمتابعة أحدهم وهنا أثار الأمر إعجابي.. فقد كان لهذا الشخص حياة خاصة به وروتين يومي جميل جدًا.. إنه يملك منزله الخاص بالإضافة إلى السيارة والعمل وأفراد العائلة.. ما يثير الإعجاب أكثر هو حقيقة أنّ المدينة تضم مئات لا بل آلاف السكان.. ولكل منهم حياته الخاصة!! الأمر رائع بالفعل.. ويشعرك بمتعة حقيقية خلال اللعب.. إذ أنّك مسؤول عن توفير مستلزمات وحاجات هؤلاء السكان حتى تحافظ على مستوى سعادتهم.. وهذا بالتأكيد ما ستقوم به ومن خلال عدة طرق ولكن الطريقة الأجمل التي تم توفيرها هي أسلوب طرح الانطباعات عبر تويتر! نعم.. إذ أنّ سكان مدينتك سيتركون لك الكثير من التغريدات على تويتر المصغّر الخاص باللعبة.. وهي إضافة جميلة وفكرة رائعة بالفعل.
وبالحديث عمّا يجب أن توفره لسكان مدينتك وحتى تكون مناسبة للحياة فهناك الكثير من المتطلبات. في الدرجة الأولى بالتأكيد الماء.. إذ يجب أن توفر وأن تبني مراكز ومحطات التنقية على الأنهار المحلية لمعالجة الماء ومن ثمّ توزيعه عبر شبكة أنابيب لكافة أنحاء المدينة من شرقها إلى غربها. أيضًا العنصر الثاني الذي لا غنى عنه في وقتنا الراهن وهو الكهرباء.. إذ بإمكانك بناء محطات توليد الطاقة سواء تلك التي تعمل على الفحم أو على الوقود.. أو بالاعتماد على مصادر أخرى صديقة أكثر للبيئة مثل الطاقة الشمسية. أيضًا وللمحافظة على البيئة وحتى تبقى شوراع مدينتك نظيفة فيجب أن تبني وتوفر مواقع خاصة بجمع النفايات.
وبالتأكيد هناك الاحتياجات الرئيسية والتي لا تقل أهمية عن الماء والكهرباء حيث يجب أن تأخذ بعين الاعتبار ضرورة بناء المستوصفات والمستشفيات، مراكز إطفاء الحريق ودوائر الشرطة وذلك لتفادي أية مشكلات أو حوادث قد تشهدها المدينة في أي وقت.
أيضًا وحتى ينجح السكان في أداء المهمات والوظائف والأعمال بشتى أنواعها وفي مختلف القطاعات يجب أن يكونوا على درجة جيّدة من الثقافة والعلم، وهنا تبرز أهمية توفير المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية، بالإضافة إلى الجامعات.. وستلاحظ وبمجرد بنائك لمثل هذه الصروح العلمية أنّ السكان بدأوا بالتعبير عن سعادتهم لما قمت بتوفيره لهم، وبالأخص سكان الحي الذي تم تشييد المبنى فيه.
تنقسم أبرز المباني في المدينة إلى أربعة أقسام: السكنية، التجارية، الصناعية والمكاتب. بالطبع المباني السكنية هي الأهم كونها توفر للسكان مأوى ومكان للعيش. ولكن ومع مرور الوقت ستأتي الحاجة بالطبع للمراكز التجارية على سبيل المثال حتى يتمكن السكان من التبضع وشراء مستلزماتهم واحتياجاتهم اليومية.
أيضًا وكمشكلة رئيسية ستواجهك خلال مراحل تطور المدينة وتزايد أعداد السكان هي الازدحام المروري.. وهنا يأتي دور تخطيط الطرق الفني والهندسي الذي ستوفره للمدينة.. إذ أنك ستتمكن من حل مثل هذه الأمور على سبيل المثال من خلال توفير شبكة طرقات واسعة وبتقاطعات ذكية.. بالإضافة إلى الجسور.
وفيما يخص الأمور التابعة لسياسة المدينة فيمكن فرض قوانين محددة أو حتى مستوى معين مرتفع من الضرائب على جزء أو حي معين في المدينة معروف بأنّ سكانه من أصحاب الأموال والمنازل الفارهة، وفرض آخر أقل منه على الأحياء البسيطة والعادية.
وبشكل عام فإن نظام اللعبة المتطور سيساعدك بالتأكيد في طرح وإيجاد الحلول المناسبة لما قد تواجهه المدينة وسكانها من مشاكل، ولكن وفي حال كنت صاحب تفكير مبدع في مجال تخطيط المدن وحل الأزمات فإنك بالتأكيد لن تجد أية صعوبة بتوفير جميع متطلبات المدينة ليعيش سكانها بسعادة.
جرافيك اللعبة
بالنسبة للعبة محاكاة خاصة ببناء المدن فإنني أجد الجرافيك جدًا جميل. وقد اهتم المطورون بالكثير من التفاصيل. فالمنازل متنوعة جدًا، وكذلك الأمر بالنسبة للأبراج وناطحات السحاب. أيضًا تم الاهتمام بتفاصيل المساحات الخضراء من أشجار وحشائش.
وفيما يخص منظر المدينة بشكل عام وبعد أن تصبح مكتظة بالسكان والسيارات فهو رائع بالفعل. إذ يمكنك التجول بكل حرية في المدينة ومن أي زاوية وأي ارتفاع ما يجعل الاستمتاع فقط بالمشاهدة أمرًا في غاية الروعة.
أصوات اللعبة
إنها المدينة، بكامل أصواتها وضوضائها. كل شيء يبعث على الشعور بأنك تحلق في سماء مدينة حقيقية. أصوات السيارات والحافلات، أصوات القطارات والدراجات. حتى أنه يمكنك سماع أصوات الطائرات وهي في السماء عند الاقتراب منها. أيضًا تم الاهتمام باختلاف صوت الجو عند ارتفاعك ومشاهدة المدينة من أعلى أو عند هبوطك إلى ما بين المنازل والأبنية المختلفة، وغيرها الكثير من الأصوات والمؤثرات التي لا تعد ولا تحصى والتي تشكل جميعها جوًا رائعًا خاصًا باللعبة.
مدة اللعبة وقيمة الإعادة
طالما أنك تستمتع ببناء مدينتك وتلبية احتياجات سكانها فإنك ستستمر باللعب دون أدنى شك. بالتأكيد ما ستواجهه من مشكلات نتيجة تزايد أعداد السكان سيدفع بك دائمًا إلى البقاء متيقظًا من أجل إيجاد الحلول الأنسب والأمثل والأقل تكلفة والأسرع تنفيذًا. كما أنّ اللعبة ستمنحك مجالًا كبيرًا للتوسع وبالتالي المزيد من الخيارات والأماكن لتنفيذ جميع مخططاتك حتى تتمكن فعليًا من بناء المدينة التي ترغب بها بجميع تفاصيلها.
وختامًا أقول..
بالفعل جاءت لعبة (Cities: Skylines) كمنافس قوي للعبة (SimCity) الشهيرة، وبالرغم من شهرة الأخيرة إلا أن الأمر لم يكن صعبًا البتة على (Cities: Skylines) لتحصد مئات الآلاف من المعجبين حول العالم من عشاق تخطيط المدن وهواة التصميم الهندسي والمعماري. فاللعبة جميلة وممتعة بالفعل ولكن إن لم تكن من هواة بناء المدن وتخطيطها فلا أعتقد أنها ستنال إعجابك أو تثير اهتمامك وقد تشعر بأنها مملة لك، وفي المقابل سيستمتع كل شخص آخر من معجبي هذا النوع من الألعاب بشكل كبير بالفعل؛ فهي مزيج حقيقي بين ألعاب المحاكاة والتخطيط الاستراتيجي.