نظرة على تطور الهواتف المتوسطة وسحبها البساط من تحت الهواتف الرائدة

Mi Mix 2

أصبحنا بالفعل في سوق هواتف ذكية يقدم خيارات متنوعة بأسعار مختلفة، حيث لم يعد الأداء الجيد وتجربة الاستخدام الجيدة مقتصرة على من يدفع أعلى سعر، وذلك للتطور الكبير الذي شهده سوق الهواتف المتوسطة الذي يقدم هواتف ذكية في المستوى بنصف سعر الهواتف الرائدة التي أصبحت الشركات تعمل على تمييزها بما هو أكثر من المواصفات من أجل لفت انتباه المستخدمين. وبالنظر إلى سوق الهواتف الذكية والشريحة المستهدفة من المستخدمين، نجد اختلافًا على مستوى متطلبات المستخدمين، فمثلًا، تختلف متطلبات محبي التقنية عن المستخدمين العاديين الذين يبحثون عن هاتف يؤدي الوظائف المنوطة به فحسب.

Redmi Note 4

ولم تمر سوى سنوات قليلة منذ أن كان المستخدم يحتاج لصرف مبلغ كبير للحصول على هاتف في المستوى، في حين أن الهواتف الأكثر اقتصادية كانت تعاني من عدة مشاكل على مستوى الأداء والتوافق مع تطبيقات عدة، لكن اليوم، وبمبلغ يصل إلى حوالي 300 دولار تقريبًا، تتيح الهواتف المتوسطة الحصول على تجربة استخدام جيدة جدًّا من حيث القيمة، كونها تقدم مواصفات في المستوى وميزات الهواتف الرائدة بسعر معقول، الشيء الذي يدفع شريحة كبيرة من المستخدمين للاكتفاء بأجهزة بأسعار مشابهة تلبي كافة احتياجاتهم دون الحاجة إلى صرف ضعف المبلغ لاقتناء هاتف ذكي رائد قد لا يقدم الإضافة المطلوبة من حيث السعر.

OnePlus 5T Rear Camera Fingerprint sensor

أما في حال أراد المستخدم الحصول على هاتف ذكي بميزات ومواصفات أعلى بأسعار اقتصادية أقل من أسعار الهواتف الرائدة، فسيجد نفسه أمام عدد من الخيارات الممتازة التي تقدم تجربة استخدام أفضل من الهواتف المتوسطة وفي مستوى تجربة استخدام الهواتف الرائدة، بسعر اقتصادي يتراوح بين 450 و600 دولار. من جهة أخرى، لا تمتلك الهواتف المتوسطة ميزات فريدة مثل كاميرا قوية، عتاد قوي لتشغيل أي لعبة، تصميم فاخر، ولا مكبرات صوت ذات جودة عالية، لكنها تعمل بشكل جيد وتقدم تجربة استخدام جيدة للغاية بالنظر إلى قيمتها.

Mi Mix 2

ولم تعد الهواتف الذكية مقتصرة على ما هو موجود في بلد المستخدم فحسب، حيث أصبحت ظروف استيراد الهواتف الذكية من الخارج أسهل نوعًا ما في عدة بلدان، الشيء الذي يتيح لمستخدمين من مختلف البلدان الاستفادة من الطفرة التي يعرفها سوق الهواتف الذكية الصيني، حيث تتوفر خيارات جيدة للغاية من عدة شركات صينية بمواصفات في المستوى وأسعار في المتناول، وهو السوق الذي يمكن للمستخدم أن يقصده غالبًا من أجل الحصول على هاتف ذكي في المستوى من بين الهواتف التي تتوفر بسعر 300 دولار تقريبًا، مع اختلاف رسوم الاستيراد من بلد لآخر، وهي النقطة التي يجب أن يتفطن لها أي مستخدم من أجل عدم الوقوع في فخ دفع مبلغ أكبر بكثير من السعر المقترح، وبالتالي الفشل في خطة الحصول على هاتف ذكي جيد بسعر اقتصادي.

ورغم عدم دخول مثل هذه الهواتف الاقتصادية لقوائم الهواتف الذكية الأفضل، وعدم جذب نفس الزخم الإعلامي الذي تحظى به الهواتف الذكية الرائدة، إلا أنها تبقى خيارات جيدة للغاية لمن يبحث عن اقتناء هاتف ذكي لتلبية متطلباته مثل الحصول على أداء جيد، كاميرا جيدة، الاستمتاع بميزات أساسية مثل البلوتوث والواي فاي، إلى جانب استخدام مختلف تطبيقات المحادثة دون مشاكل، مثل هذه الميزات الأساسية قد لا تكون مادة دسمة إعلاميًّا، إلا أنها تحتاج دائمًا إلى تسليط الضوء عليها كونها تعد متطلبات شريحة مهمة من المستخدمين، هؤلاء ينقسمون إلى قسمين: شريحة تحدد الميزانية وتشتري هاتفًا من سلاسل هواتف شركات معروفة مثل سامسونج وLG التي تقدم خيارات متوسطة بأسعار مناسبة، في حين تتجه الشريحة الأخرى التي تركز على الحصول على أفضل تجربة استخدام ممكنة بميزانيتها، إلى البحث ضمن الخيارات المتوفرة واختيار الأنسب لها.

Huawei Mate 10 Pro vs Galaxy Note 8

وهكذا، فإن مهمة اقتناء هاتف جديد تصبح أصعب فأصعب، خصوصًا وأن تجربة الاستخدام أصبحت قائمة في الأساس على تطبيقات أندرويد المتوفرة على جوجل بلاي والتي تتوفر لكافة هواتف أندرويد، وإن كان الأداء قد يختلف من هاتف لآخر. عمومًا، فإن كل مستخدم أدرى بما يحتاجه، وإن كان البقاء على اطلاع على جديد السوق والتعرف على مكامن الضعف والقوة في أنظمة الهواتف الذكية والميزات الإضافية التي قد يستفيد منها المستخدم على هاتف معين، يجعل مهمة اتخاذ قرار حول هاتف المستخدم الجديد أسهل، وهو ما نتطلع لتقديمه في موقع أبوعمر.

ياسين الشريك
أقضي معظم وقتي يوميًّا في متابعة جديد التّقنية عبر مقالات وفيديوهات متنوعة، غير متعصب لأي شركة، أحب استخدام وتجربة التطبيقات والألعاب على الأندرويد ومعجب بحريّة وميّزات هذا الأخير.