رأي

التحيز بين محبي ألعاب الفيديو ! متى ينتهي؟

التحيز في الألعاب

يضع أحد الأشخاص سؤالاً على إحدى الشبكات الاجتماعية يقول فيه، أريد شراء منصة ألعاب منزلية جديدة لأول مرة في حياتي ما هي نصائحكم؟ هذا السؤال ربما قد صادف الكثير من اللاعبين المخضرمين في فترة من الفترات.

حينما يتم توجيه هذا السؤال لي، أحاول دائماً أن أعرف المزيد من المعلومات من صاحب السؤال حتى أتمكن من توجيهه بشكل صحيح، مثل معرفة الميزانية المتاحة، وما هي اهتماماته واكتشاف ذوقه في الألعاب أو الأشياء التي دفعته للتفكير في شراء الجهاز.

من المفاجئ أن أغلب الردود التي أراها في الشبكات الاجتماعية متحيزة بشكل مسبق، وكل شخص ينصح بجهاز معين دون تجربة حقيقية مع مختلف المنصات واكتشاف مميزاتها وعيوبها، والاكتفاء فقط بالتوصية بالمنصة التي يفضلها ربما منذ أن كان طفلاً ولم يسمح لنفسه بتجربة أشياء جديدة.

فمثلاً قد تجد أحدهم يقول لا تشتري جهاز نينتندو سويتش أبداً، ومن الواضح أن هذا الشخصي نسي بأن الجهاز يقدم مجموعة من الألعاب الرائعة خصوصاً الألعاب العائلية والتعاونية التي من المستحيل رؤيتها على أي منصة ألعاب أخرى. والعكس صحيح، فحينما يقول أحدهم اشتري جهاز سويتش لأن نينتندو هي الشركة الوحيدة التي تصنع ألعاباً ممتعة، فيبدو أن هذا الشخص نسي ما تفعله سوني مع بعض السلاسل أو حتى شركات الطرف الثالث التي تقدم تجارب ألعاب ممتعة لمختلف المنصات.

نفس الأمر ينطبق مع شركة مايكروسوفت، فنجد البعض يقول لا تشتري “إكس بوكس” لأنه لا يوفر مكتبة ألعاب حصرية مميزة، رغم أنه لا يعلم إذا كان الشخص أصلاً مهتماً بالألعاب الحصرية أو كل ما يريده هو بعض سلاسل الألعاب المشهورة من شركات الطرف الثالث، كما أنه نسي بالتأكيد ما توفره مايكروسوفت من حزمة خدمات متكاملة على رأسها خدمة قيم باس. وقد يعتقد شخص آخر أنه ذكياً أكثر مما ينبغي ويقول لا تشتري إكس بوكس إلا لو كنت مهتماً بألعاب الشوتر. لحسن الحظ أنني متأكد من أنه لا يوجد إطلاق نار في سلسلة السباق فورزا.

وبالطبع هناك دائماً الشخص الذي سيأتي ويقول لا تشتري أي منصة ألعاب منزلية “كونسول” وبدلاً من ذلك اشتري جهاز كمبيوتر PC بمواصفات جيدة، وسيستمر هذا الشخص في التوضيح بأن كل شيء يعمل بشكل أفضل على البي سي حتى ألعاب سوني الحصرية سوف تصدر عليه بعد 5 سنوات ربما أو أكثر!

الأدهى أن هذا التحيز موجود حتى مع توصيات الألعاب خصوصاً مع السلاسل الشهيرة مثل فيفا أو بيس أو كول أوف ديوتي أو باتلفيلد إلخ، وليس من المنطقي أن نسمع تعليقات متحيزة ضد ناشر معين أو سلسلة ألعاب معينة لمجرد أنها لا تعجبك.

يُمكنني أن أستمر في ذكر أمثلة متعددة عن التعليقات والتوصيات التي يقوم بها الناس على الشبكات الاجتماعية، وما أريد أن أصل له أن هناك تحيز بشكل لا يصدق سواءً للأجهزة أو الألعاب نفسها.

من الجيد رؤية العديد من الآراء المختلفة في النقاشات حول هذه الموضوعات، لكن هناك حاجة لدعم هذه الآراء بالحقائق والمعلومات ومحاولة تسليط الضوء على مختلف الزوايا بحيث يتمكنالناس فعلاً من تحديد ما يريدونه وفقاً لذلك.

لا يمكن أن نخدع أنفسنا ونقول أننا لسنا منحازين على الإطلاق، فكل منا لديه تحيز تجاه أشياء معينة، فمثلاً يمكنني الآن أن أذكر بعض الألعاب التي أكرهها تماماً رغم أنها تحظى بشعبية هائلة بين اللاعبين، لكن في نفس الوقت لا ينبغي لذوقي الشخصي أن يكون معياراً للحكم أو توجيه الناس.

والسؤال الآن لماذا نناقش هذه القضية أصلاً؟ حسناً، دعونا نعود للسؤال الأول وهو اللاعب الجديد الذي يتطلع لشراء إما منصة ألعاب منزلية أو ربما ينفتح على شراء كمبيوتر للألعاب. إذا واصلنا تقديم الآراء المتحيزة فكيف يمكننا أن نساعده فعلاً؟ كيف يمكن أن نجعله يقوم بعملية شراء صحيحة ومناسبة له؟ هل أخذنا فعلاً مصالحه في عين الاعتبار؟

شخصياً أن أؤيد جميع الآراء، من ينصح بجهاز بلاي ستيشن أو إكس بوكس أو سويتش أو البي سي، وبالعكس أرى أن كل منها يقدم أسباباً كافية تجعلها تستحق الشراء بلا تردد، لكن من المهم أن ندعم توصياتنا بالمعلومات والحقائق بدلاً من أن تكون مجرد دعاية.

هناك الكثير من اللاعبين الجدد الذين يرغبون بشراء جهاز ما أو لعبة جديدة، والآراء المتحيزة التي لا تقدم أي معلومات لن تفيد أحد، هي فقط ترسخ للتفاوت الموجود في الآراء والأذواق، وبالتالي من الأفضل دائماً أن نضع تحيزنا الشخصي جانباً ونحاول تقديم توصيات قائمة على المعلومات.

سامر حديد
الكاتبسامر حديد
محرر مشارك
الكتابة حول صناعة ألعاب الفيديو هي واحدة من أكثر الأشياء التي استمتع بها طوال الوقت