مراجعات

مراجعة لعبة The Ascent

إحدى ميزات ألعاب الخيال العلمي مثل The Ascent وعوالم السايبربنك على وجه الخصوص، هي القدرة على التنبؤ بالمسقبل القريب من خلال عرض تشوهات الحاضر، وتوقع عيوب المجتمع الذي نعيش فيه بشكل مباشر وقريب من الواقع.

تنجح هذه اللعبة في التقاط هذه الفكرة الأساسية عن طريقة وضعها في قالب مذهل بصريًا، يستفيد من جميع مزايا منصّات الجيل الجديد لجعل التجربة تعليمية وممتعة للعب في نفس الوقت.

The Ascent متوفرة الآن على منصّات Xbox Series X/S, Xbox One, PC. (تمت التجربة على منصّة Xbox Series X/S).

مراجعة لعبة The Ascent …

رؤية مستقبلية في قالب كلاسيكي ممتع


The Ascent هي في عالم اللعبة شركة عملاقة لها سيطرة على المجتمع الحالي في المستقبل، وفي قلب هذا المجتمع يتمركز “البيرما” أو العبيد المعاصرون الذين يُجبرون على القيام بالأعمال القذرة للشركات.

أنت تلعب دور Indent، وهو شخص عادي ينتمي مع باقي السكان إلى المنظومة تحت رحمة هذه الشركات العملاقة، ويعمل مثلهم على إبادة الكائنات الأقل وعيًا أو غير المرغوبة للحفاظ على بقاء المنظومة.

لكن بمجرد الانتهاء من تكوين وتخصيص الشخصية، يكتشف اللاعب أن الشركة أفلست، ومع إفلاسها تبدأ زوبعة من الفوضى والحيل والمنافسات القبيحة بهدف تغيير ملكية الشركة.

لذا سيتعين عليك كلاعب أن تحاول البقاء على قيد الحياة في هذا العالم الخالي من النظام، واكتشاف أسباب انهيار الشركة، وفهم طبيعة أهدافها لكي تستعيد حريتك وحرية كل من هم مُستعبدين مثلك.

The Ascent

اللعبة تستخدم بالتأكيد العديد من التفاصيل المعروفة في أعمال السايبربنك المشهورة، ولكن تم تطوير كل من الشخصيات والمهام بشكل كافٍ لإبقاء اللاعب في حماس وتشويق مستمرين.

هناك الكثير والكثير من النصوص التي تمت كتابتها وتسجيلها في المخطوطات التي يمكن جمعها لمعرفة المزيد عن عالم اللعبة وجوانبه المظلمة والمتعددة، بالإضافة إلى العديد من المهام الجانبية التي تخدم نفس الفكرة.

يمكن للمهمات الثانوية المتعددة أن تأخذنا إلى أماكن لن نزورها على الإطلاق في أي من المهمات الرئيسية، كما أن طريق العرض فيها لا تختلف على الإطلاق عن أي مهمة رئيسية معتادة، مما يضفي لمسة من الجودة إلى جميع جوانب اللعبة.

الانتهاء من المهمات الرئيسية يستغرق 15 عشر ساعة تقريبًا، ولكن يمكنك إمضاء ضعف هذا الوقت في استكشاف المهمات الجانبية، والتي يمكن اعتبارها بنفس وزن وأهمية المهمات الأساسية في بناء قصة العالم وخلفية الشخصية الرئيسية.

The Ascent

لنكن واضحين: The Ascent هي في الأساس لعبة آكشن شوتر ثنائية الأبعاد. إنها ليست لعبة Rogue أو RPG أو أيًا من هذه الأفكار المختلفة والمعقدة، فقط مغامرة خطية من الطراز القديم بنهايات محددة جيدًا.

كل شيء آخر هو تفصيلة ثانوية لمنح اللعبة جوًا أكثر حداثة والابتعاد عن الرتابة المعتادة لهذا النوع، لكن لا تغيب أو تختلف اللعبة أبدًا عما تريد أن تكونه، وهي مغامرة قصصية خطية من البداية وإلى النهاية.

بالطبع هناك بعض العمق في بناء الشخصية مع الكثير من النقاط التي يجب تخصيصها لتحسين الإحصائيات المختلفة مثل نقاط الحياة وردود الفعل وسرعة إعادة شحن القدرات الخاصة، ولكنها مثل قطع الدعم تهدف إلى دعم المؤشرات الأساسية لا أكثر.

شبكة تخصيص القدرات موجودة فقط لتقوية طريقة اللعب الأساسية، والتي تتمحور حول إطلاق النار الخام، وليس إعطاء الحياة لفكرة جديدة تنتمي إلى خارج هذا النوع من ألعاب الآكشن.

ربما لن تستطيع ملء جميع طرق التخصيص المتنوعة في أول مرة لعب، ولذا فإنك ربما تحتاج إلى إعادة اللعبة مجددًا من أجل التركيز على خصائص أخرى وتقوية اللاعب بطريقة مختلفة عن التي قمت بها في أول مرة لعب.

نحب التنويه بذلك في المراجعة حتى لا يتوقع اللاعبون تصميمات متنوعة للشخصية مع مؤشرات وإحصائيات معقدة وقابلة للتعديل. الحبكة والحوارات تلعب دورًا كذلك في صناعة البيئة حول اللاعب بدلًا من تقديم أفكار جديدة لنوعية المهمات التي تنتظر اللاعب.

أكبر ميزة أن اللعبة من وجهة النظر هذه خالية من العيوب تقريبًا. ردود الفعل التي نشعر بها من الطلقات والانفجارات والأسلحة المختلفة المحاطة بمهارات الدعم تجعل التجربة حميمية ومثيرة للإعجاب.

يعود الفضل في شعورنا بالإثارة كذلك إلى الاستخدام الموسّع للموسيقى الإلكترونية القادرة على التعبير بشكل كبير عن جنون القتالات في عالم المستقبل الذي يخلو من النظام.

وبمجرد بناء شكل الشخصية الرئيسية، ستصطدم على الفور بمدى جمال العروض المرئية في The Ascent، والبيئات الغنية بالتفاصيل، وطريقة عرض المشهد السينمائية والإضاءة التي تضاعف تأثيرات الإنفجارات وتدمير البيئة.

اللعبة بلا شك مبهرة من الناحية التقنية، وكأنها لوحة فنية لرسام مشهور في حالة حركة مستمرة، وليس هناك أي أوقات تحميل أو أعطال أو إنخفاض في معدّل الإطارات على منصّة الجيل الجديد Xbox Series X/S.

لكن ولنكن صادقين، التنقل في خريطة اللعبة الجميلة والموزعة على عدة مستويات أمر شاق. يوجد نظام سفر سريع ولكن لا يتم تحديد نقاط السفر بوضوح، وأحيانًا نقوم بتضييع الوقت لمحاولة إيجاد نقطة لحفظ التقدم حيث أنه لا يتم وضعها في أماكن مثالية وقريبة من اللاعب.

كلمة أخيرة

تحتوي لعبة The Ascent على نظام تعاوني باستخدام الإنترنت أو حتى بدون الحاجة للإتصال بالإنترنت حتى 4 لاعبين. اللعبة جيدة تمامًا كتجربة للاعب واحد، ولكنها بالتأكيد ممتعة أكثر عندما تقوم بتجربتها مع صديق لك.

لكن حتى الآن لا تحتوي اللعبة على نظام تواصل أوتوماتيكي Matchmaking، مما يصعب تنفيذ هذه العملية، ويتوجب إنشاء ردهة أولًا لكي تستطيع التواصل مع اللاعبين الآخرين وضمهم إلى فريقك.

ومع ذلك، في المجمل، The Ascent متعة مطلقة من الناحية المرئية أو القصصية، ولن تمل أبدًا من قضاء الساعات في الاستمتاع بآليات اللعب الكثيفة والغامرة، والضياع في هذا العالم العميق والآخاذ.

كل هذا يصبح أكثر إثارة للإعجاب عندما تفكر في حقيقة أن اللعبة صُنعت بالكامل من فريق مكون من إثني عشر شخصًا فقط، ولكن يبدو أن لديهم فهمًا دقيقًا بطبيعة ألعاب السايبربنك، والتطوير التقني لألعاب الفيديو في العموم.

Review overview

التقييم العام7.5

الإيجابيات

  • بيئات جميلة ومصقولة بعناية
  • مستشعرات حركة ملموسة ومعارك مذهلة
  • تنوع ملحوظ بين توجهات المهمات الرئيسية والجانبية
  • قابلية كاملة للعب التعاوني المحلي أو عبر الإنترنت
  • عمق وعمر جيد للقصة الأساسية

السلبيات

  • صعوبة التنقل وحفظ التقدم بسبب سوء إدارة الخريطة
  • هيكل بناء الشخصية لا يؤثر على سياق اللعب أو سرد القصة
  • لا يوجد نظام Matchmaking لتسهيل عملية اللعب التعاوني

الملخص

7.5The Ascent لعبة تعرف جيدًا كيف تبني على طبيعتها المستقلة وتضفي الحياة إلى جميع جوانب العالم الذي تصنعه لتقدم تجربة تضاهي أقوي الألعاب الحديثة على المستوى البصري. اللعبة لا تنجح في إثراء نوع ألعاب الآكشن ولكنها تقدم ما يكفي لجعل التجربة ناجحة ومُرضية من البداية إلى النهاية,

محمد حسن
الكاتبمحمد حسن
محرر تنفيذي
أغطي صناعة ألعاب الفيديو وأكتب عن اللاعبين والمؤتمرات والمراجعات على جميع المنصّات.