رأي

مستقبل إكس بوكس .. وداعاً للكونسول وأهلاً باللاعبين

بعد إطلاق الجيل الجديد من منصات ألعاب الفيديو PS5 وXbox Series X ما هو مستقبل إكس بوكس وكيف سيكون شكل المنافسة مع سوني خلال السنوات القادمة؟

في أي نقاش سابق بين اللاعبين حول سوني ومايكروسوفت وبالتحديد بلاي ستيشن وإكس بوكس، كانت المبيعات وجودة الألعاب من أهم نقاط القوة للتأكيد على تفوق بلاي ستيشن.

ومع إطلاق منصات الجيل الجديد هل ستكون المقارنات هي ذاتها؟ أم أن مايكروسوفت تريد أخذ المنافسة إلى مسار آخر مختلف بعيداً عن حجم المبيعات؟ الإجابة على هذا السؤال ستحتاج لبعض التفصيل.

جيل جديد من اللاعبين وليس من الكونسول فقط

في البداية دعونا نقول بأن جيل جديد من المنصات يأتي بالضرورة مع جيل جديد من اللاعبين. المراهقون الذين يلعبون فورتنايت اليوم يعتقدون أن كل شيء يُمكن أن يتحول إلى منصة ألعاب “كونسول”، وهي رؤية يبدو أن شركة مايكروسوفت تتبناها بقوة.

وفي فجر عصر جديد من منصات الألعاب المنزلية، من الصعب عدم التساؤل عما إذا كانت هذه الأجهزة الضخمة التي نضعها في غرف معيشتنا سوف تستمر حتى 10 سنوات أم لا.

لا ننكر أن مايكروسوفت تدفع اللاعبين باتجاه شراء الجيل الجديد Xbox Series X إلا أنها تراهن على خيار آخر، فبعد عقد من الآن سيتبنى المزيد والمزيد من اللاعبين نهج الفوضوية حول مكان وكيفية اللعب.

يعتقد فل سبنسر رئيس علامة إكس بوكس التجارية، والمسؤول عن قيادة الفرق الهندسية والإبداعية لصناعة الألعاب في شركة مايكروسوفت،  أن سؤال “ما إذا كانت الكونسول ستتواجد خلال 10 سنوات من الآن” هو السؤال الخطأ الذي يجب طرحه.

“العالم الذي تمنعنا فيه الأجهزة التي نشتريها من القدرة على اللعب معًا يبدو غريبًا تمامًا في عالم اليوم”.

المنافسة ليست ضد سوني

مستقبل إكس بوكس

المنافسة الحقيقية “أو كما يصفها سبنسر مباراة الشطرنج” ليست ضد سوني أو نينتندو، بل ضد الاتجاهات المتغيرة باستمرار حول كيفية استخدام ملياري لاعب حول العالم للتكنولوجيا.

سيصبح Xbox Series X جزءًا من حلم إكس بوكس الكبير جنباً إلى جنب مع خدمة الألعاب السحابية Project xCloud وخدمة Xbox Play Anywhere لجذب اللاعبين أينما كانوا.

باستخدام xCloud، ستدفع اشتراكًا شهرياً لبث ألعاب AAA على هاتفك أو جهازك اللوحي، بينما باستخدام Xbox Play Anywhere، يمكنك شراء Forza Horizon 4، على سبيل المثال، وتشغيلها على إكس بوكس أو البي سي “ويندوز 10” دون تكلفة إضافية.

Xbox Series X بالنسبة لمايكروسوفت هو أقوى كونسول حتى الآن، وبالنسبة لعشاق الألعاب المتخصصين فهو مزود بمعالج أقوى بأربع مرات من إكس بوكس ون وسيدعم ما يصل إلى 120 إطاراً في الثانية مع وحدة معالجة رسومات يُمكنها التعامل مع 12 تيرافلوب.

بالنسبة للأشخاص الذين لا يهتمون بالأرقام فهناك ميزات مثل الاستئناف السريع والتي تتيح لك إيقاف الألعاب مؤقتاً والعودة إليها في أي وقت على الفور، إلى جانب ميزة التوافق العكسي الذي تسمح بتشغيل أغلب إصدارات إكس بوكس السابقة.

كلاعب أنت ستدفع مقابل صندوق أسود مستطيل يشغل الألعاب المتطورة بسلاسة مع واجهة استخدام سهلة الاستخدام وميزات مرضية، لكن كل هذا قد يصبح قديماً في غضون عامين في حال إطلاق جهاز جديد.

مايكروسوفت تريد كسر القيود

لسنوات، حاولت مايكروسوفت عبر منصة إكس بوكس الابتعاد عن الحدود الثابتة التي تحدد لنا كيفية لعب الألعاب، فهي كانت داعماً أساسياً لميزة اللعب المشترك بين الأجهزة المختلفة، في حين استمرت سوني في رفضها لفترة من الزمن.

في ذلك الوقت غرد سبنسر قائلاً” كنت أود أن أراهم يدعمون الأمر” ووصف اللعب في بلاي ستيشن 4 كالتجول داخل حديقة محاطة بالأسوار، ومقابلهم لاعبي إكس بوكس في الحديقة المقابلة المحاطة بالأسوار”

وصف سبنسر الحدائق المسورة بأنها بناء من التسعينات ولا مكان له في عالم اليوم، فهناك المزيد من الأشياء التي تريد مايكروسوفت فيها هدم هذه الحدود. لكن لا ننسى أن حديقة سوني تحتوي على ألعاب حصرية أكثر جاذبية.

بعد سنوات خلقت مايكروسوفت نوعاً من التأثير، ولو على نطاق محدود، فمثلاً فيما يخص الألعاب الحصرية، أصبحت سوني أكثر انفتاحاً على جلب بعض ألعابها الحصرية لأجهزة البي سي. أما اللعب المشترك فلم تجد سوني مفراً من القبول بالمعادلة الجديدة.

كيف يتغير مستقبل إكس بوكس والألعاب عموماً؟


لم تعد منصات الألعاب المنزلية الطريقة الأكثر شيوعاً لممارسة الألعاب، بل الهواتف، والتي تتغير صورة اللعب عليها مع مرور السنين حالها كحال الكونسول.

بدأنا بأم تشعر بالضجر وتحاول قضاء بعض الوقت على Candy Crush ووصلنا إلى مراهق يدمر خصومه في ببجي وفورتنايت.

تريد مايكروسوفت إدخال الإكس بوكس إلى أسواق جديدة مثل إفريقيا والهند، ويرى سبنسر أن السكان الذين يستمتعون عادةً بالترفيه على الهواتف والأجهزة اللوحية لن يشتروا جهاز تلفزيون ومنصة ألعاب منزلية، بل سيكونون أكثر انفتاحاً على لعب الألعاب التي يسمعون عنها عبر أجهزة يمتلكونها بالفعل.

بالتأكيد لن تكون هذه التجربة مثالية في عالمنا اليوم، لكن مع توسع شبكات 5G وحل بعض المشاكل التي تعاني منها الخدمات السحابية للألعاب ومع التطور التقني، قد يتغير شكل صناعة الألعاب إلى الأبد.

ما هي خطة مايكروسوفت؟

يقول سبنسر، أننا جميعاً نشاهد نتفليكس أو غيرها من خدمات بث الأفلام والمسلسلات عبر الإنترنت، لكن لا أحد يسألك أين تشاهد نتفليكس؟ وبدلاً من ذلك نحن نجري مناقشة حول ما هي العروض التي تشاهدها على نتفليكس.

مايكروسوفت تريد الوصول إلى نفس هذا المستوى في الألعاب، بحيث نعيش في عالم لا نسأل فيه عن المنصة التي تمتلكها سواءً كانت بلاي ستيشن، أو إكس بوكس، أو سويتش، أو موبايل، بل نسأل عن الألعاب التي نلعبها.

في سبيل ذلك تركز مايكروسوفت على اللاعبين والخدمات، فخدمة مثل قيم باس تتيح لك الاستمتاع بمكتبة ألعاب مميزة مقابل دفع 10 دولارات فقط شهرياً.

إذا نظرت إلى طريقة استحواذنا على استوديوهات الألعاب في الفترة الماضية، فسوف تجد أننا قمنا بالتركيز على الفرق المبدعة التي نعتقد أنها تستطيع عمل محتوى مثير للإهتمام، ويمكنه المساعدة في توسيع خدمة Game Pass، وتوسيع منصّات الألعاب الخاصة بنا بشكل عام.

نحن لسنا مهتمين كثيرًا بطريقة إدارة الفرق والبنية التحتية والأشياء الموجودة لدينا الآن داخل قطاع إكس بوكس، ويمكنك أن ترى ذلك من خلال الاستوديوهات التي استحوذنا عليها في الفترة الأخيرة، لدينا تقديرات خاصة بخصوص هذا الموضوع، لكن نحن مهتمين أكثر بالحصول على الفرق المبدعة، وكيفية دمجها في البنية التحتية لشركة مايكروسوفت، بحيث نقوم بمساعدة هذه الفرق عن طريق التمويل الكافي، والتركيز على خاصية قيم باس، التي يمكنها أن تصل إلى اللاعبين في كل مكان، ولا نحتاج إلى أن ندفع مقابل بعض الأشياء التي يمتلكها الناشرون الكبار، لأنها ربما تكون لدينا في الأصل تحت سقفنا.

بمعنى آخر كلما زادت طرق اللعب، كلما زادت الخدمات التي تقدمها مايكروسوفت، وبالتالي زادت الإيرادات التي تدفق إلى خزائن الشركة.

بعد أن تهدأ الضجة حول الجيل الجديد من إكس بوكس، من المحتمل أن العديد من الأشخاص الذين يرغبون بلعب ألعاب إكس بوكس سيختارون لعبها على منصة أخرى، ربما البي سي أو الهاتف في المستقبل القريب، أو ربما شيء جديد كلياً في المستقبل البعيد.

وعندما نصل لهذه المرحلة يبدو من المنطقي أن نتساءل عما إذا كان هذا الجيل من الكونسول سيكون الأخير، فهل هو كذلك فعلاً؟

حسناً، يرى سبنسر، أن مايكروسوفت ستبقى ملتزمة في تقديم تجربة ألعاب عبر الكونسول وجعل اللعب عبر التلفزيون رائعة ومبهجة أكثر السابق.

لا أعتقد أن Xbox series X هو آخر كونسول لدينا، وحتى إذا لم يكن الأمر كذلك، فلا يزال لدى الشركة خيارات. الشيء الجميل في العمل داخل شركة بحجم مايكروسوفت هو أننا قادرون على المراهنة عبر الكثير من الجبهات، ولا نعتمد حقاً على أي نوع محدد من هذه الأنواع لتحقيق النجاح.

سامر حديد
الكاتبسامر حديد
محرر مشارك
الكتابة حول صناعة ألعاب الفيديو هي واحدة من أكثر الأشياء التي استمتع بها طوال الوقت