من الأسئلة التي تدور في نقاشات اللاعبين دائماً، هل ألعاب الفيديو طويلة جداً بالفعل؟ قد يبدو هذا السؤال بسيطاً للوهلة الأولى لكنه في الحقيقة أكثر تعقيداً مما نظن.
هناك من يُفضل الألعاب الطويلة التي تحتاج إلى ساعات وساعات، في حين يرى البعض أن اللعبة يجب أن تكون محدودة ومركزة لتحقيق أقصى درجى من المتعة، وحتى نجيب على هذا السؤال دعونا نوضح بعض الأشياء بهذا الخصوص.
يُمكن أن تكون ألعاب الفيديو قصيرة مع خيار أن تكون طويلة، فإتقان لعبة صعبة مثل Dark Souls أو لعبة مليئة بالتحديات قد تحتاج الكثير من الوقت، لكن بمجرد أن تعتاد عليها تصبح لعبة قصيرة جداً. يُمكن إعادة ذلك مراراً وتكراراً في كل لعبة جديدة بنفس هذا المفهوم.
وبشكل عام نرى أن ألعاب العالم المفتوح وألعاب RPG يُمكنها أن تتعامل مع عدد ساعات اللعب بطريقة جيدة، فهناك الكثير من القصص الصغيرة للاستمتاع بها، والكثير من الأشياء لاستكشافها في عالم اللعبة.
حينما تطرح هذا السؤال “هل تمتد ألعاب الفيديو لأوقات طويلة للغاية؟” بالتأكيد ستجد هناك الكثير من اللاعبين يعتقدون بذلك، في حين أن بعض اللاعبين يُحبون فكرة أن تطول ألعاب الفيديو لعشرات الساعات، إلا أن هناك اختلاف في هذه المسألة، ولكلٍّ ذوقه.
لكن إن كنت سأختار بين هذا أو ذاك، فأنا أفضّل الألعاب الأقصر بشكل عام، وربما لدي بعض المبررات المنطقية التي سأطرحها في هذا المقال.
إذا نظرنا إلى المسألة من ناحية عملية، فأرى أن هناك “على الأغلب” عدد كبير من الأشخاص لا يستكملون ألعابهم إلى النهاية، وهذا الأمر منطقي نظرًا لأنه يتم إصدار عدد كبير من الألعاب الرائعة كل عام، وهو ما يعني أنه سيُصبح هناك العديد من الألعاب الجديدة المتاحة أمام اللاعبين لتجربتها، وبالتالي يُصبح من السهل الانجذاب إلى الألعاب الجديدة والمتطورة وإهمال الألعاب الأقدم.
بعيدًا عن هذه النقطة، هناك نقاش يدور حول القيمة التي تُقدمها الألعاب. فالسؤال هنا: هل اللعبة الأطول تُقدم للاعبين قيمة أكبر؟ هذا يعتمد على الطريقة التي ننظر بها إلى هذه المسألة، فليس شرطًا أن تكون اللعبة الأطول ذات قيمة أعلى.
لاحظ أيضًا أن الألعاب الأطول تكون على الأغلب ذات تكلفة أعلى، حيث أن الاستوديو الذي يقضي وقتًا طويلاً في تطوير لعبة ما سيتمكن من تطوير عدد أقل من الألعاب، بالإضافة إلى أن الموظفين سيكونون أكثر عرضة للإرهاق، حتى أنه في بعض الأحيان الألعاب التي طال انتظارها تتعثر في مرحلة التطوير حيث من المحتمل أيضًا أن التكلفة العالية قد تجعل الناشر يضطر لصرف النظر عن استكمال المشروع نظرًا للتكاليف.
على الجانب الآخر، يمكن النظر إلى اللعبة الأطول على أنها ستمنح المستهلك عدد ساعات أكثر من اللعب مقابل كل دولار يدفعه، إلا أن هذه النظرة تختزل الأمر ولا توفيه حقه حيث أن اللعبة القصيرة لها قيمة كبيرة عند مقارنتها بمعظم الهوايات.
وفي سيناريو نادر جداً قد لا تطول اللعبة عن ست ساعات ولكن يتم إصدارها بالسعر الكامل، لنقل ستين دولارًا – أي ما يعادل حوالي عشرة دولارات لكل ساعة من اللعب، وهذا ليس أمراً سيئًا فنحن هنا نتحدث عن أسوء سيناريو ممكن، فالألعاب القصيرة غالبًا ما يتم إصدارها بسعر أرخص وغالبًا ما تنخفض تكلفتها بصورة أسرع بمرور الوقت.
إضافة إلى ما سبق، لاحظ أن الألعاب الطويلة كثيرًا ما تحتوي على حشو وإطالة غير ضرورية، وغالباً ما يكون على اللاعبين تكرار مهام بصورة لا تنطوي على كثير من المتعة وليس هناك ضرورة حقيقة لها سوى إطالة مدة اللعبة. تلك الجزئيات الزائدة التي تُعدّ حشوًا لا تُشكل أي متعة حقيقية.
على سبيل المثال، الكثير من ألعاب تقمص الأدوار (RPG) تتضمن تكرارات غير ضرورية قد يكون هدفها تقليل الشعور بالرتابة والملل، ولكنها قد تكون مرهقة إذا كان اللاعب يستهدف الانخراط في قصة اللعبة حيث يمكن أن ينتقص هذا من درامية القصة خصوصاً إن كانت هذه التكرارات متباعدة بصورة مبالغة أو إن لم يكن الخيط الدرامي للعبة متماسكًا وجذابًا.
في النهاية، أود أن أقول إنه طالما أن الاستوديوهات يتم تشجيعها لإنتاج ألعاب أطول، فلن يكون من السهل إثنائها عن ذلك بغض النظر عن رؤيتنا لهذا الأمر.
وبالطبع لا أقصد القول بأنه لا مكان للألعاب الطويلة في الصناعة. هناك مثلاً ألعاب JRPG وهي واحدة من أكثر الألعاب المفضلة لدي، وغالبًا ما تكون هذه الألعاب طويلة جدًا، أكثر مما تتخيل.
وكما أشرت في البداية فيمكن لألعاب العالم المفتوح تبرير مدتها. السبب في ذلك، هو أنها متنوعة جدًا في تصميمها ويمكن للاعبين القيام بالعديد من المهام المختلفة وتجربة الكثير من القصص الصغيرة لاستكمال السرد الأساسي.
لكن يبدو كما لو أن تجربة اللاعب الفردي الممتدة في اللعبة هي العنصر الأساسي لتحقيق التوازن في هذا الموضوع.
ربما يكون أحد الحلول هو جعل بعض الألعاب أكثر صعوبة، فألعاب مثل دارك سولز، قد يراها البعض قصيرة، لكن تحدي اللعبة لك والطريقة التي تشجع بها على الاستكشاف يُمكن أن تُطيل التجربة.
كحل آخر، فإن الألعاب ذات المهام الاختيارية قد تساعد استوديوهات التطوير في التحايل على هذه المشكلة إلى حد ما، على الرغم من أنها لا تقلل من تكلفة التطوير.
وخلاصة الأمر في الحقيقة هو في مدى تقبل اللاعب لهذه المسألة، إذا كنا نُقدر الألعاب القصيرة مثل الألعاب الطويلة، فقد تتغير الأمور للأفضل. ويُمكن أن تتمتع الاستوديوهات بمزيد من التحكم ويصبح بإمكان المزيد من اللاعبين إنهاء ألعابهم.
أخيراً، أود دعوتكم لمتابعة حساب بلاى سلاي على انستقرام والمشاركة في النقاشات وتبادل الآراء بخصوص ألعاب الفيديو.