رأي

رسالة إلى محبي ألعاب الفيديو .. تعلموا العيش بسلام

أثناء فترة الحجر الصحي الصعبة التي عاشها العالم بسبب أزمة كورونا، برهنت ألعاب الفيديو أنها وسيلة رائعة تجمعنا ولا تفرقنا، كأصدقاء وكأفراد عائلة وكمجتمع، وبالنسبة للملايين حول العالم كانت الألعاب وسيلة الترفيه الأساسية داخل المنازل.

وفي هذا الوقت بالتحديد الذي ينتظر فيه العالم انجلاء الأزمة، نود التركيز على السلام والسعادة، وعلى العيش دون عصبية أو تحيز، وعلى تقبل آراء الآخرين، والترحيب بكل القادمين الجدد لعالم الألعاب.

عندما نعود للوراء قليلاً قبل هذه الأزمة، كنا نرى الكثير من المعارك على الإنترنت، الكثير من الجدل، الكثير من الأشخاص يصرخون أنهم يعرفون بالضبط ما هي الألعاب؟ ومن يجب أن يسمي نفسه “قيمر” ومن لا يجب.

رأينا الكثير من المنشورات والتعليقات على انستقرام وفيس بوك وتويتر، التي تغذي العصبية والكراهية فقط لأن شخصاً ما، أي شخص، لديه رأي مختلف عن شخص آخر.

الإقبال الكبير على استهلاك الألعاب خلال الفترة الماضية كان تعبيراً عن مجتمع يريد أن يرفه عن نفسه ويريد أن يجرب الأشياء التي يحبها بطريقة أو بأخرى، وهو ما يجعلنا نتوقف قليلاً ونعيد التفكير.

أتمنى منكم أن تفتحوا عقولكم قليلاً وتتقبلوا العديد من أنواع الألعاب المختلفة، فلا داعي للادعاءات بأن هذا النوع من الألعاب يتفوق على الآخر .. المسألة أبسط من ذلك وهي القبول بأنك ربما لا تحب نفس الألعاب التي يحبها الجميع أو العكس.

رسالة إلى عشاق ألعاب الشوتر المحترفين الذين يسخرون من اللاعبين المولعين بالألعاب القصصية وغيرها من الألعاب المشابهة، خذ لحظة وحاول أن تدرك أن الألعاب لا يجب أن تكون اختباراً للمهارة.

يُمكنني الآن أن أجد عشرات المبررات التي تجعل كل لاعب يفضل هذا النوع أو ذاك من الألعاب، فمثلاً ألعاب تقمص الأدوار التي يكرهها البعض كانت بالنسبة لأجيال عديدة هي الألعاب الوحيدة على أرض الواقع قبل ابتكار ألعاب الفيديو أساساً، فكل ما كنا نفعله ونحن صغار هو التظاهر بأننا هذا البطل الخارق أو هذه الشخصية.

أما الطرف الآخر الذي ينظر للألعاب من جانبها الفني والإبداعي، أرجوك لا تتصرف وكأنك أفضل من اللاعبين المولعين بألعاب الشوتر أو ألعاب القتال أو الألعاب الرياضية وغيرها من الألعاب التقليدية.

يوجد مكان في العالم لجميع أنواع الألعاب، يمكنك العثور على معنى عميق وفني في انخفاض جاذبية الرصاصة وفي العمل الجماعي داخل ألعاب الشوتر، تماماً كما هو الحال في ألعاب السرد القصصي الإبداعية.

أما الأشخاص الذين لا هم لهم سوى تصنيف الناس، فأحب أن أذكركم أنه كان هناك وقت لم نكن فيه جميعًا نعرف شيئاً عن الألعاب، ومن المحتمل أنه في ذلك الوقت تم النظر لك على أنك شخص مبتدئ لا كما تتصور اليوم.

لذلك بدلاً من إطلاق الأحكام على الناس، دعونا نرحب بالجميع داخل مجتمع الألعاب، بغض النظر عن ألعابهم المفضلة أو طريقتهم في التعامل معها أو مستوياتهم، بهذا نضمن أن يتمكن الجميع من مواصلة هواياته المفضلة بسعادة.

أعلم أن الأشياء السيئة تحدث في كل مكان وفي كل المجتمعات، لكن دعونا ننشر الأشياء الإيجابية والجميلة داخل مجتمع الألعاب، ونبتعد عن نشر التجارب والأفكار السلبية، يُمكننا أن نتحدث عن الأشياء التي نتعلمها من الألعاب وعن المبادرات والمؤسسات الخيرية التي تم تأسيسها عبر صناعة الألعاب، وعن كيفية تغيير ألعاب الفيديو لحياة الكثير من الأشخاص في العالم، وعن العديد من الألعاب الرائعة التي جلبت السعادة للناس على مدار العام.

هذه دعوة للاختلاف والنقاش والتعبير عن آرائنا بحرية لكن دون أي سخرية من التوجهات الأخرى، يُمكنك أن تنتقد أي لعبة كيفما تشاء، يمكنك أن تنتقد نوعاً كاملاً من الألعاب، لكن يجب أن تتقبل بنفس الوقت أن هناك من ينتقد الألعاب التي تحبها وأنه لا يوجد أي مشكلة في ذلك.

كلمة أخيرة ..

في الغالب نحن نلعب الألعاب لأنها ممتعة، ولا أحد يجبرنا على ذلك، لا أحد يحمل مسدساً ويضعه على رأسك لتقوم بلعب هذه اللعبة أو تلك.

الألعاب هي مصدر للفرح، وعندما يبدو العالم قاتماً وغير ودي، فمن المفيد لنا جميعاً أن نتوقف قليلاً ونتذكر بعض اللحظات الجميلة. اللحظات التي جمعتنا فيها الألعاب مع العائلة أو الأصدقاء، ولحظات الطفولة الممتعة التي تمكنا فيها من تجاوز العقبات في ألعاب ماريو، أو تلك التي صنعنا فيها أصدقائنا المفضلين لأننا كنا بحاجة للحصول على أعلى نتيجة في باك مان، أو تلك الألعاب التي طالما آنست وحدتنا.

الألعاب تتمحور حول المتعة والسعادة، وأرجو أن تتمنى هذه السعادة لكل شخص تقابله في حياتك.

سامر حديد
الكاتبسامر حديد
محرر مشارك
الكتابة حول صناعة ألعاب الفيديو هي واحدة من أكثر الأشياء التي استمتع بها طوال الوقت