رأي

هل تأخذ Apple Arcade ألعاب الهواتف إلى أعلى مستوياتها

Apple Arcade

لا شك أن سوق ألعاب الهواتف اليوم أصبح ضخماً بما يكفي، فهناك الكثير من الألعاب التي استطاعت أن تجني الملايين من مستخدمي الهواتف الذكية.

لكن للأسف الشديد معظم هذه الألعاب تم تصميمها بالأساس للحصول على بعض الأموال من اللاعبين عن طريق بعض الوسائل المشهورة مثل المشتريات داخل اللعبة وغيرها.

وطوال السنوات الماضية كانت ألعاب الهواتف مجرد وسيلة ممتعة للتسلية دون وجود أي تجربة لعب متكاملة أو وجود مجتمع حقيقي لها كما هو الحال في ألعاب المنصات المنزلية

لكن مع تطور التكنولوجيا والهواتف الذكية، أصبح بالإمكان تقديم ألعاب أفضل وأكثر قوة على هذه الهواتف تقترب إلى حد ما من تجربة ألعاب المنصات المنزلية، وهو الأمر الذي لم يتحقق رغم أن الاحتمالات موجودة.

ما قد يغير المعادلة الآن هو إطلاق خدمة Apple Arcade الخاصة بالألعاب على هواتف آيفون وحواسيب آيباد اللوحية وهو ما يعني أننا قد تكون أمام مرحلة جديدة في صناعة الألعاب.

وللتذكير، فإن Apple Arcade تعد خدمة اشتراك شهرية من آبل تتيح لك الاستمتاع بمئات الألعاب من بينها العديد من العناوين الحصرية، الأمر يشبه تقريباً خدمة Xbox Game Pass من مايكروسوفت.

وكونها خدمة هواتف فإن Apple Arcade سيكون هدفها الأساسي بالطبع جذب جمهور أوسع من جمهور منصات الألعاب المنزلية، وليس تقديم تجربة لعبة مشابهة لألعاب AAA التي اعتدنا عليها على المنصات المنزلية.

لكن رغم ذلك قد تكون آبل آركيد الشرارة الأولى لتغيير المسار الذي اعتدنا عليه لألعاب الهواتف طوال سنوات، وتقديم تجربة لعب مناسبة لكافة اللاعبين.

إذن أين تكمن قوة Apple Arcade ؟

تركز شركة آبل على تقديم الكثير من العناوين الحصرية المميزة للخدمة بالتعاون مع بعض الناشرين الكبار حول العالم مثل كابكوم وكونامي ويوبي سوفت وسكوير إنكس وغيرها.

أضف إلى ذلك أن آبل أكدت على تقديم محتويات جديدة وحصرية شهرياً مع الأخذ بعين الاعتبار أن هناك العديد من الألعاب الأخرى غير الحصرية ستتواجد على الخدمة.

وبالطبع المسألة ليست فقط مجرد ألعاب وناشرين كبار، فالكثير من ناشري ألعاب الفيديو على المنصات المنزلية قدموا إصدارات من بعض ألعابهم للهواتف سواءً كانت سيئة أو جيدة، لذا حين الحديث عن خدمة آبل فنحن نتحدث عن بيئة لعب متكاملة بما فيها نظام iOS 13 الذي يقدم مجموعة من المزايا الرائعة لتحسين تجربة اللعب مثل إمكانية ربط فأرة بهاتف آيفون أو استخدام يد تحكم بلاي ستيشن DualShock 4 أو يد تحكم إكس بوكس ون من خلال تقنية بلوتوث وربطها بالهاتف.

النقطة الأخرى هي السعر، إذ يكلف الاشتراك في الخدمة 5$ شهرياً فقط، وهو ما يتيح لك كافة المحتوى على الخدمة واللعب بدون وجود إي إعلانات والحصول على المحتوى الإضافي وكذلك دعم إمكانية اللعب على أجهزة متعددة كاللعب على هاتف آيفون واستكمال اللعب على آيباد لاحقاً.

تأثير Google Stadia؟

لا ننسى أن خدمة Google Stadia قد تلقي بظلالها على صناعة ألعاب الفيديو عموماً، حيث سيتمكن الكثير من الأشخاص حول العالم من الاستمتاع ببعض الألعاب الضخمة دون الحاجة لامتلاك حواسيب متطورة أو حتى أجهزة لعب منزلية.

وهو ما قد يجعل البعض يتوجه إلى مثل هذا النوع من الخدمات بدلاً من ألعاب الهواتف، لكن لا ننسى أن خدمة Stadia لها بعض المعيقات مثل متطلبات الإنترنت العالية أو الحاجة لدفع ثمن الألعاب بشكل منفرد.

وبالرغم من المنافسة المتزايدة والكثير من خدمات الألعاب التي سنرى المزيد منها بلا شك، يبدو أن Apple Arcade ستكون قادرة على النجاة طالما أنها تقدم ما يكفي من الألعاب الحصرية المميزة.

الخلاصة

مع الجماهيرية الكبيرة التي تتمتع بها منتجات شركة آبل حول العالم فمن المرجح جداً أن تحصل الخدمة على أعداد جيدة من المشتركين سواءً من محبي الألعاب أو حتى من غير المهتمين كثيراً بالألعاب، وهو ما سيدفع شركة آبل لضخ المزيد من الاستثمارات في خدمتها سواءً من حيث جودة أو كمية الألعاب.

وبالتالي مع إمكانية وصول الخدمة لشريحة واسعة من المستخدمين، وتوفير المحتوى الحصري من كبار الناشرين، ودعم وحدات التحكم الحديثة، يمكن القول أنه بفضل Apple Arcade فإن ألعاب الهواتف ستنتقل بالفعل إلى الخطوة التالية في رحلتها لمنافسة ألعاب المنصات المنزلية.

سامر حديد
الكاتبسامر حديد
محرر مشارك
الكتابة حول صناعة ألعاب الفيديو هي واحدة من أكثر الأشياء التي استمتع بها طوال الوقت