يُصنف الذهب كأحد أهم أصول الثروات في وقتنا الحالي، ويلجأ الكثير من الأشخاص حاليًا للاستثمار في الذهب بدلًا من الاحتفاظ بأموالهم في البنوك، رغبةً منهم في تحقيق المكاسب وجني الثروات الهائلة. ما يميز الذهب عن غيره من الأصول هو قدرته على الاحتفاظ بقيمته بمرور السنوات، لذا فهو يعتبر بمثابة ملاذ آمن أثناء الأزمات الاقتصادية.
وفي الآونة الأخيرة، تزايد إقبال المتداولين المبتدئين على البحث عن كيفية دخول سوق الذهب والاستثمار في الذهب وحول أفضل شركات الوساطة المالية التي تتيح لهم تداول الذهب بأفضل الشروط والميّزات.
سنتطرّق في هذا المقال إلى تداول الذهب وأفضل الطرق الخاصة به وأهم العوامل المؤثرة فيه.
لماذا يحظى تداول الذهب بهذه الشعبية الهائلة؟
يتمتع تداول الذهب بهذا الإقبال الملحوظ عليه نظرًا للقيمة الكبيرة التي يتميز بها سوق الذهب والفوائد الجمّة التي يقدمها للمتداولين، فهو بمثابة الملاذ الآمن خلال أوقات الأزمات المالية. بالإضافة إلى أن الذهب يعتبر معدنًا أساسيًا يدخل ضمن فئات واسعة من الصناعات في بعض المجالات مثل الحوسبة والإلكترونيات وصناعة المجوهرات، كما ويظهر عادةً أداءً قويًا عند حدوث التضخمات، مما يزيد من إمكانية استخدامه كأداة للتحوّط.
ما هي أهم العوامل التي تؤثر على الأسعار في سوق الذهب؟
1. ازدياد الطلب: يتزايد الطلب على الذهب عند حدوث الأزمات الاقتصادية أو السياسية، على اعتبار أنه الملاذ الآمن، الأمر الذي يقود إلى حدوث ارتفاع كبير في سعره.
2. سعر الدولار: عادةً ما تكون العلاقة بين الدولار وقيمة الذهب علاقة عكسية، ففي حالة ارتفاع أسعار الدولار تشهد أسعار الذهب انخفاضًا، والعكس صحيح.
3. قرارات البنوك المركزية: تملك البنوك المركزية الموجودة في كل دول العالم تأثيرًا قويًا في تحريك أسعار الذهب، خاصة في حالة قيام تلك البنوك بتحريك أسعار الفائدة، والتي تساهم بدورها بتحريك سعر الدولار الذي تربطه علاقة عكسية بسعر الذهب، مما قد يؤثر على سعر تداول الذهب.
ما هي أفضل طرق تداول الذهب في سوق الذهب؟
1. السبائك والعملات الذهبية: وهي أكثر طرق الاستثمار في الذهب التي تحظى بالشعبية، وتعتمد على الاحتفاظ بمعدن الذهب الخالص الذي يتفاوت حسب كتلته ودرجة نقائه. وعلى الرغم من جمال مظهر الذهب، إلا أن لتلك الطريقة بعض السلبيات، مثل صعوبة استبدال المعدن مقابل المال وعدم قابليته للتجزئة.
2. العقود الآجلة للذهب: تناسب هذه الطريقة المتداولين المحترفين الراغبين في تداول الذهب، وهي عبارة عن اتفاق يتم إبرامه بين طرفين ينص على شراء وتسليم سلعة معينة كالذهب في وقت يتم تحديده في المستقبل. ولكن تبقى طريقة العقود الآجلة خيارًا محفوفًا بالمخاطر ومهدد بالمديونية العالية التي قد لا تناسب المتداولين المبتدئين.
3. عقود الفروقات: أحد المشتقات التي تتيح لك الاستفادة بتداول الذهب على الأصل الأساسي، أو على سعر الذهب، وذلك دون أن تضطر لامتلاك سلعة الذهب بشكل فعلي. وإذا كان تداول الذهب من خلال عقود الفروقات مقترنًا باستخدام رافعة مالية جيدة، سيكون بإمكانك التحكم في الصفقات الكبيرة من خلال إيداع مبالغ صغيرة، بالإضافة إلى إتاحة الإمكانية للتداول في كافة الاتجاهات، سواء كان بالشراء أو البيع، الأمر الذي يتيح لك الاستفادة من صعود السوق وهبوطه.
كيف تبدأ في تداول الذهب عبر الإنترنت؟
إذا كانت لديك الرغبة في دخول سوق الذهب، يجب عليك أولًا أن تقوم بتوفير العوامل التي سوف تساعدك على النجاح، وهي كالتالي: –
1- الاختيار السليم لشركة الوساطة: صحيح أن عقود الفروقات التي تقدمها معظم شركات الوساطة المالية عبر الإنترنت تتيح للمستثمرين المضاربة على سعر تداول الذهب ليتمكنوا من الاستفادة من صعود وهبوط أسعاره، إلا أنها تتطلب توفر قد أكبر من الأمان والترخيص والموثوقية في شركة التداول التي ستختارها. لن تتمكن من الاستثمار في سوق الذهب على النحو الصحيح إلا من خلال اختيار شركة وساطة مالية مرخصة قانونيًا وموثوقة تضمن لك حصولك على الدعم في وقت حاجتك إليه.
2- التخطيط الجيد: احرص على التخطيط جيدًا لعملية التداول وقم دائمًا بوضع خطة بديلة للتعامل مع المخاطر، ولا تجعل رغبتك في جني المكاسب السريعة من تداول الذهب تقودك لاستثمار أموال طائلة في صفقة واحدة فتخسر كل أموالك.
3- وضع استراتيجية لتداول الذهب: تساعدك استراتيجية تداول الذهب على تحليل سعر الذهب لتحديد اتجاه المكان الذي قد يتجه إليه السوق. سيكون عليك الالتزام بالقواعد كي تضمن الانضباط في الأداء على مدار فترة زمنية معينة.
لا يزال الاستثمار في الذهب يعتبر الوسيلة الأفضل للحفاظ على الثروة ومواجهة قرارات البنوك المركزية والتضخمات. ورغم التقلبات التي قد يشهدها إلا أنه يبقى محافظًا على قيمته على المدى الطويل، لذلك يُنصح بضمه إلى محفظتك الاستثمارية. وتعتمد طريقة تداول الذهب التي تناسبك على قيمة المبالغ التي تنوي استثمارها والأهداف الاستثمارية التي تقوم بوضعها ومقدار المخاطرة الذي تكون قادرًا على تحمله.