وجود مهام يومية للأطفال يساعد على إدارة الحياة الأسرية بسلاسة أكبر، كما يساعد العائلات على الاستمتاع بمزيد من الوقت معاً، خصوصاً في عصرنا الحالي الذي يعاني فيه الآباء من إدمان الأطفال على التكنولوجيا.
إذا كنت ترغب بحياة أسرية أفضل، فمن المهم أن تؤسس لروتين يومي لأطفالك ليساعدهم على الشعور بالأمان وتنمية المهارات الحياتية وبناء عادات إيجابية، ولا ننسى أن الروتين اليومي يساعد أولياء الأمور على تنظيم أعمالهم بكفاءة أكبر وتقليل التوتر وإيجاد وقت للأنشطة الممتعة.
يحدد الروتين العائلي كيف تنظم العائلات نفسها لإنجاز المهام وقضاء الوقت معاً، ويساعد أفراد الأسرة على معرفة مهامهم المحددة ومتى يفعلونها وكذلك معرفة الأشياء المهمة لدى العائلة والتي تحظى بأولوية عن باقي المهام.
ابتكار مهام يومية للأطفال أو ما نسميه في بعض الأحيان “طقوس منزلية” يساعد في تقوية القيم المشتركة لدى أفراد العائلة وتعزيز الشعور بالانتماء لها وزيادة العمل الجماعي بين أفراد الأسرة.
أفضل 10 مهام يومية للأطفال
من المهم الإشارة إلى أن المهام اليومية للأطفال يجب أن تكون متلائمة مع المراحل العمرية. ويمكن تقسيم هذه المهام للأطفال ما قبل مرحلة المدرسة والأطفال في المدرسة والمراهقين، ولا تغفل بالطبع عن فترة الإجازة المدرسية التي تحتاج فيها لاستبدال بعض المهام المتعلقة بالدراسة بمهام يومية أخرى.
قد يبدأ المراهقون الأكبر سنًا في تحدي بعض الإجراءات الروتينية، لذلك سوف يحتاج الآباء إلى التحلي بالمرونة والتكيف مع الروتين مع تقدم أطفالك في السن. فمثلاً لا مشكلة من إجراء بعض التغييرات مثل تعديل أوقات النوم أو الأعمال المنزلية.
1- المهام الصباحية وقبل النوم: هناك بعض الأشياء التي يجب القيام بها مع بداية اليوم ونهايته، مثل تناول وجبة الإفطار والعشاء، وغسل الأسنان وترتيب الفراش وطوي بيجامة النوم. تساعد هذه المهام الطفل على التنظيم والالتزام إلى جانب تحسين الحالة الصحية من خلال تحديد أوقات نوم كافية وملائمة.
2- تناول الوجبات معاً: يعزز تناول الوجبات اليومية مع أفراد العائلة من الترابط الأسري وتعزيز أجواء الألفة والمحبة.
3- الأنشطة في الهواء الطلق: مثل اللعب في الخارج أو قيادة الدراجة الهوائية أو الذهاب في جولة مشي أو ممارسة اليوجا في فناء المنزل أو اللعب على المراجيح وغيرها.
4- مهام وقت الفراغ والهوايات: يمكن تخصيص ساعتين كوقت فراغ خاص بالأطفال للقيام ببعض الأنشطة الترفيهية التي يحبونها، مثل الاستمتاع بألعاب الطاولة أو ألعاب الفيديو أو مشاهدة الأفلام الملائمة للمرحلة العمرية.
5- التعليم الممتع: إدخال الأنشطة التعليمية الممتعة، وليست المركزة، مهم جداً لأطفالك خصوصاً الأصغر سناً. ممكن أن يشمل هذا ممارسة الألعاب التعليمية للأطفال، أو البحث في شجرة العائلة أو كتابة قصيدة، أو تفكيك جهاز قديم وغيرها.
6- وقت الهدوء: يشمل مجموعة متنوعة من الأنشطة حسب الفئة العمرية والاهتمام، مثل القيلولة أو القراءة أو الرسم.
7- الأعمال المنزلية: المساعدة في إعداد مائدة العشاء، أو تفريغ غسالة الصحون، أو المساعدة في الغسيل، أو رعاية الحيوانات الأليفة أو غسل السيارة أو المساهمة في طهي الطعام، التحقق من الملابس من المواسم السابقة والتخلص من الأشياء البالية، المساعدة في ترتيب المنزل أو أعمال البستنة في الفناء.
8- الأوقات التعليمية: مثل حل الواجبات المدرسية ومراجعة الدروس وغيرها من المهام المتعلقة بتعزيز التحصيل الدراسي. في أوقات الإجازة يمكن أن تشمل هذه الفترة قيام الطفل بصناعة أشياء خفيفة داخل المنزل مثل قلادة أو إعداد وجبة. من المهم أن يتحلى الآباء بالمزيد من المرونة خلال العطلات، مثل تعديل أوقات النوم أو السماح للأطفال بقضاء وقت إضافي مع الأصدقاء أو ممارسة ألعاب الفيديو.
9- الأنشطة الجماعية: مثل الألعاب والتحديات والأنشطة الممتعة والغناء، بحيث يشترك فيها كافة أفراد العائلة في وقت واحد. في بعض الحالات ممكن أن تكون هذه الأنشطة خارج المنزل كالذهاب للتسوق أو حضور مهرجان أو مناسبة عائلية.
نصائح لابتكار مهام يومية للأطفال
هناك العشرات من المهام اليومية للأطفال التي يمكن القيام بها، لكن هذه المهام ليست مناسبة لجميع العائلات، لذلك تقع على الآباء مسؤولية اختيار مهام يومية مناسبة لظروفهم وظروف أطفالهم. لذا إليك مجموعة من النصائح التي يجب مراعتها عند اختيار مهام يومية للأطفال
- التخطيط الفعال: في الروتين الجيد، يفهم الجميع أدوارهم ويعرفون ما يحتاجون إلى القيام به ومن المهم أن يرى الأطفال أن أدوراهم معقولة وعادلة. لذلك خطط كيف تريد القيام بهذه المهمة وفي أي وقت قبل أن تضيفها للمهام اليومية لأطفالك.
- التوازن: سيساعد إدخال التنوع في مهام الأطفال اليومية على إبقاء الأمور تحت السيطرة، لكن من المهم أن يضمن هذا التنوع التوازن بين مختلف المهام. مثلاً يجب عليك إيجاد التوازن بين الأنشطة داخل المنزل والأنشطة خارج المنزل، أو التوازن بين التحفيز الذهني والتحفيز البدني، والتوازن بين التعلم المركز والتعلم الممتع وهكذا.
- المهام الدورية: بخلاف المهام اليومية من المهم وجود روتين أسبوعي أو شهري يعتاد عليه الأطفال، مثل الخروج إلى الحديقة أو اصحاب الأطفال إلى مطعم لتناول وجبة عشاء يحبونها في يوم معين من الأسبوع. هذه المهام الدورية تساعد الأطفال على القيام بالمهام اليومية وتزيد من التزامهم.
- الاتساق: يستفيد الأطفال من الاتساق، لذلك سترى المزيد من النجاح للمهام اليومية إذا استطعت دمجها مع ما اعتاد عليه الأطفال. أما إذا كانت المهام اليومية غير معتادة فهذا سيصعب عليك المهمة.
- حدد مهامك ذات الأولوية الفائقة: بلا شك لا يستطيع الآباء متابعة كل نواحي الحياة بسبب انشغالهم في العمل، لذلك من المهم تحديد الفترات اليومية التي ينشغل فيها الآباء بمهام وأنشطة ذات أولوية فائقة وهذا يسمح لهم بوضع الأنشطة الجماعية في أوقات ملائمة دون حدوث أي تأخير.
- تخصيص المهام اليومية: من المهم جداً تخصيص المهام اليومية وفقًا لاهتمامات طفلك الفريدة وهواياته وشغفه وذلك لإبقائه أكثر استقلالية في الترفيه والمشاركة الفكرية. مثلاً لو أردت وضع أنشطة رياضية ضمن الجدول الزمني، فقد لا يحب كل الأطفال أنشطة رياضية معينة، لذلك يجب أن تختار النشاط الرياضي وفقاً لأعمارهم وشغفهم.
- تحدث إلى أطفالك: بدلاً من فرض المهام اليومية على الأطفال، تحدث إليهم واشرح سبب أهمية هذا الروتين اليومي، واطلب منهم المساعدة في تبادل الأفكار فيما يريدون تعلمه أو فعله أو استكشافه.
- متوقع وقابل للتنبؤ: لا داعي لوضع مهام يومية يصعب تذكرها أو الالتزام بها. يجب أن تكون مهام الأطفال متوقعة وقابلة للتنبؤ. مثلاً غسل الأسنان قبل النوم مهمة ذات وقت محدد ويمكن توقعها بمجرد الانتهاء من وجبة العشاء. من المهم أيضاً نشر المهام اليومية في مكان يراه الجميع مثل ملصق ضخم داخل المطبخ. علم الأطفال أيضاً على التحقق من أنفسهم من المهام بحسب الجدول الزمني، وذلك حتى يكونوا أكثر اعتماداً على أنفسهم.
ما أهمية المهام اليومية للأطفال لكل من الأطفال والآباء؟
- السلامة والانتماء وتعزيز العلاقات: الروتين اليومي هو جزء من بيئة منزلية منظمة يُمكن التبؤ بها، مما يساعد الأطفال والمراهقين على الشعور بالأمان والعناية. يساعد هذا الأمر الأطفال على التأقلم أثناء تغيرات مختلفة مثل البلوغ أو الأحداث الطارئة أو ولادة طفل جديد أو المرض أو الانتقال إلى منزل جديد. الإجراءات الروتينية التي تتمحور حول الاستمتاع أو قضاء الوقت معًا تعزز الشعور بالانتماء وتقوي العلاقات الأسرية.
- تعزيز المهارات وتحمل المسؤولية: القيام بالأعمال المنزلية كجزء من الروتين العائلي يساعد الأطفال والمراهقين على تنمية الشعور بالمسؤولية وبعض المهارات الأساسية مثل إدارة الوقت. هذه هي المهارات التي يمكن للأطفال استخدامها مدى الحياة وليس فقط في مرحلة الطفولة، وعندما يتمكن الأطفال من أداء المهام اليومية بمساعدة أو إشراف بسيط منك، فإن ذلك يساعدهم على أن يصبحوا أكثر استقلالية.
- بناء عادات صحية إيجابية: يمكن للروتين أن يعلم الأطفال الصغار عادات صحية، مثل تنظيف أسنانهم، وممارسة الرياضة، وغسل أيديهم بشكل دوري. هذا يعني أن الروتين يمكن أن يكون مفيدًا لصحة الأطفال. يمكن أن تقلل الإجراءات الروتينية من التوتر، وهو ما يعزز جهاز المناعة.
- التنظيم وتخفيف التوتر للآباء: عندما يكون الآباء منشغلين في مهام الحياة والعمل، يمكن أن تساعدهم المهام اليومية للأطفال على الشعور بمزيد من التنظيم والسيطرة وهو ما يخفف التوتر والقلق، ويحسن من شعورك كولي أمر أن كل شيء على ما يرام. وجود مهام يومية للأطفال يساعدك الآباء على أداء المهام بشكل أكثر كفاءة وتوفير الوقت لأشياء أخرى، وتسهيل اتخاذ القرارات.