أفضل تقنيات كرة القدم الحديثة

تقنيات كرة القدم لا تزال تتطور عاماً بعد عام، وبحسب الخبراء فإن صناعة كرة القدم قد تشهد تغييرات جذرية بحلول عام 2050 بفضل الدمج المتزايد للتكنولوجيا في اللعبة.

لكي تظل رياضة مثل كرة القدم جذابة لهذا الجيل والأجيال القادمة، فلا يوجد خيار سوى الاستمرار في دمج التكنولوجيا والقليل من التقنيات الجوهرية الأخرى.

وفي الوقت الحاضر، تم تطبيق العديد من التقنيات المتقدمة في صناعة كرة القدم، وهو ما ساهم في إحداث تغييرات كبيرة سواءً في قوانين اللعبة أو تحسين أداء وتدريبات الفرق أو وسائل التفاعل مع الجمهور.

في هذا الموضوع نسلط الضوء على أفضل تقنيات كرة القدم الحديثة التي يتم استخدامها على نطاق واسع وكيفية تأثير الابتكار والتكنولوجيا على صناعة الكرة حول العالم.

اقرأ أيضاً: ما هي تقنية NFT ؟ وكيف جمع مستخدموها ملايين الدولارات؟

أفضل تقنيات كرة القدم الحديثة


التكنولوجيا القابلة للارتداء

تسمح التكنولوجيا القابلة للارتداء بتتبع البيانات الخاصة باللاعبين ومعلومات اللياقة البدنية ويُمكن أن تساعد في تجنب العديد من المشكلات الصحية التي يتعرض لها اللاعبون مثل التعب وإجهاد العضلات وحتى نزلات البرد.

أجهزة مراقبة معدل ضربات القلب وأجهزة تتبع الموقع (GPS) الموجودة على السترات وأنظمة المراقبة والكاميرا المتقدمة وتصوير جلسات التدريب باستخدام الطائرات بدون طيار، جميعها توفر ثروة من المعلومات عن اللاعبين طوال الموسم ومراقبة مدى تطور أدائهم. وبمجرد جمع هذه المعلومات وتحليلها يُمكن أن يؤدي ذلك إلى تحسين الأداء.

من ناحية أخرى يعتمد نظام التتبع والأداء الإلكتروني EPTS على الأجهزة القابلة للارتداء وبعض تقنيات الفيديو لتوفير مزايا متعددة لفرق كرة القدم مثل التواصل مع المدربين والمحللين والطاقم الطبي في الوقت الفعلي.

عادةً ما تُصنع عناصر الملابس الذكية مثل القفازات والجوارب والقمصان وغيرها من المنسوجات المتقدمة ذات الدوائر المتداخلة وأجهزة الاستشعار والأجهزة الإضافية. تتصل الملابس الذكية بتطبيقات الهواتف الذكية أو أجهزة الكمبيوتر المحمولة عبر شبكات واي فاي أو بلوتوث.

واعتماداً على نوع المستشعرات وغرضها، يُمكن لهذه الملابس القابلة للارتداء جمع أنواع متعددة من البيانات، مثل سرعة الجري ونشاط العضلات ومعدل التنفس ومعدل ضربات القلب والعرق ودرجة الحرارة وعدد الخطوات والسعرات الحرارية المستهلكة ومستوى الارتفاع وتتبع المسافة ومستويات التوتر والعديد من المقاييس الأخرى.

توفر الملابس الذكية والأجهزة القابلة للارتداء فرصًا فريدة لدراسة الرياضيين أثناء المنافسة والتدريب، مما يؤدي إلى تحسين بروتوكولات السلامة والأداء الأمثل.

البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي

تستفيد أندية كرة القدم المحترفة من قواعد البيانات الضخمة التي تحتوي على مجموعات بيانات ولقطات فيديو عن لاعبين في جميع أنحاء العالم. هذا لا يساعدهم فقط على ابتكار تدريب مُحسّن للاعبين، ولكنه يعطي أيضًا نظرة ثاقبة على لاعبين الفرق الأخرى واتخاذ قرارات بشأن كيفية إيقافهم.

يُمكن تحليل المعلومات الموجودة في قواعد البيانات ومعالجتها من قبل المحللين وعلماء الرياضة، ولكن يُمكن أيضاً القيام بذلك عن طريق الذكاء الاصطناعي وبشكل أكثر كفاءة.

يمكن لمنصات البيانات الضخمة تحديد الأنماط التي لا يستطيع حتى المدربون الأكثر خبرة اكتشافها، وهو ما يساعدهم في تحديد أفضل أساليب اللعب والتشكيلات ونقاط الضعف، مع تعزيز العلاقات مع اللاعبين من خلال امتلاك أدلة قوية حول الطرق التي يمكنهم بها تحسين لعبهم.

يستخدم الذكاء الاصطناعي أيضًا بشكل متزايد للمساعدة في تحديد المواهب الشابة في كرة القدم. نظرًا لوجود الكثير من الأموال على المحك، لا تريد أندية كرة القدم ترك أي شيء للصدفة، خاصة عندما يتعلق الأمر بالتوظيف. في هذه الأيام، يعد اكتشاف المواهب عملية معقدة للغاية، حيث تشمل شبكات دولية من مكتشفي المواهب والمحللين والتكنولوجيا المتقدمة لفرز قواعد البيانات الضخمة التي تحتوي على البيانات ولقطات الفيديو.

يمكن للكشافة المحترفين الوصول إلى رؤى حول أي من القدرات الرياضية والفنية والقياسية النفسية والقدرات المعرفية لهؤلاء اللاعبين. يمنح هذا اللاعبين الشباب الطموحين في جميع أنحاء العالم فرصًا أفضل لاكتشافهم من خلال التكنولوجيا.

على جانب آخر، فإن التحدي الأكثر أهمية بالنسبة لأي مدرب هو المحافظة على اللاعبين في أفضل حالاتهم البدنية، وهنا يُمكن للذكاء الاصطناعي المساعدة في الحفاظ على اللاعبين أو التنبؤ بموعد تعرضهم لإصابة متكررة.

أصبحت هذه التكنولوجيا مهمة جداً في كرة القدم، على سبيل المثال يُدخل برنامج الذكاء الاصطناعي Zone7 البيانات من الملفات الشخصية الطبية وتقييمات اللياقة البدنية والأجهزة القابلة للارتداء لتحديد اللاعبين الذين قد يتعرضون لخطر الإصابة. ويعتمد أكثر من 50 نادياً حول العالم على هذا البرنامج.

يوفر النظام مؤشرات خضراء وصفراء وحمراء لمستويات المخاطر اليومية للاعبين، مما يمكّن المدرب من تحديد ما إذا كان سيخفض شدة جلسات تدريب لاعب معين لتقليل مخاطر الإصابات.

تقنيات التصوير عالي الجودة والواقع الافتراضي

تم تطبيق تقنية 4K UHD في كأس العالم في عام 2018. على الرغم من وجود تجارب 4K في كأس العالم في البرازيل في عام 2014، كانت هذه هي المرة الأولى التي تكون فيها تقنية 4K منتشرة ومتاحة للمشاهدين باستخدام أجهزة التلفزيون المتوافقة الخاصة بهم.

والآن أصبح بالإمكان مشاهدة بعض المباريات بدقة 8K وتقنية HDR مع الصوت المحيطي Dolby Atmos ما يوفر تجربة مشاهدة استثنائية للمباريات، وخلال السنوات المقبلة قد تصبح هذه التقنية هي المعيار الأكثر انتشاراً. شاهد هذا الفيديو من يوتيوب كمثال.

وبفضل تطور قدرات التصوير، نحن نعرف الآن كل ما يحدث تقريبًا في أرض الملعب، حيث تمكننا الكاميرات عالية الجودة المنتشرة في أرجاء المعلب من رؤية كل حركة من جميع الزوايا التي يمكن تخيلها. يتم تحويل معلومات اللعبة إلى إحصائيات، مما يعزز مشاهدة اللعبة بشكل كبير.

يمكننا أن نرى، على سبيل المثال، في أي جزء من الملعب يقضي اللاعب معظم الوقت، وكم عدد التمريرات التي قام بها، وأين قام بها، ولمن. تتيح التكنولوجيا للمشاهدين تجربة كرة القدم على مستوى جديد تمامًا وفهم أعمق للعبة.

تقنية الواقع الافتراضي لا تزال خجولة بعض الشيء فيما يخص كرة القدم ولا يتوقع أن تحل محل المشاهدة الحالية في وقت قريب، لكن مع ذلك فهي توفر للمعلنين والمذيعين فرصة لإنشاء المزيد من أنواع المحتوى للأحداث الكبيرة التي يعرفون أنها ستجذب جماهير كبيرة.

لكن في المستقبل، قد تغير التكنولوجيا الطرق التي يتفاعل بها المعجبين مع كرة القدم مع المشجعين، حيث من المحتمل أن تحول تقنيات الواقع الافتراضي والتصوير المجسم تجربة مشاهدة المباريات إلى حدث فريد من نوعه.

يُمكن لسماعات الواقع الافتراضي أن تضعك في أي مكان في العالم، حتى أنها تسمح للمشجعين بمحاكاة تجربة مشاهدة مباراة في الملعب والجلوس بجوار صديق يكون في الجانب الآخر من العالم ويشاهد المباراة فعلياً .

تقنية التحكيم بالفيديو VAR – من أهم تقنيات كرة القدم الحديثة

واحدة من أهم التغييرات التي تم إدخالها على كرة القدم، حيث يتم استخدام تقنيات الفيديو لمساعدة الحكام في المباراة على اتخاذ القرارات المتعلقة بالأهداف والعقوبات ورصد أي انتهاكات داخل الملعب.

في السنوات الأخيرة، تعرضت تقنية الفار لبعض الانتقادات خصوصاً في الدوري الإنجليزي الممتاز حيث أدت إلى حدوت المزيد من المشكلات بدلاً من حلها، وتسببت في إصابة اللاعبين والمشجعين بخيبة أمل نتيجة قرارات غير مفهومة مثل تسلل لاعب كرة قدم بسبب طرف بسيط من جسمه بالكاد أن يظهر بينما يكون باقي الجسم في موضع جيد.

تدرس FIFA هذه المشاكل والتحديات لتحسين نظام التحيكم بالفيديو “الفار” وهناك مقاربة جديدة تعتمد على استخدام الروبوتات، حيث تخطط المنظمة لتطبيق هذه التكنولوجيا في كأس العالم 2022.

هناك عدة أنظمة في كيفية الاعتماد على الروبوتات، وأحد هذه الأنظمة التي يتم النظر فيها هو برنامج Tracab الذي طورته شركة Chyron-Hego السويدية.

تستفيد هذه التقنية من تتبع الكرة المدعوم بالذكاء الاصطناعي، جنبًا إلى جنب مع تتبع الأطراف ونمذجة الهيكل العظمي للاعبين. يُمكن لهذه التقنية تحديد اللحظة الدقيقة لتمريرة الكرة الحاسمة والموقع الدقيق للاعبين المشاركين وأطرافهم بالنسبة إلى خط المرمى ويقوم النظام بإنشاء الخطوط تلقائيًا ويرسل تنبيهًا في حالة وجود تسلل، وهو ما يسمح للحكم بمراجعة الموقف بشكل سريع جداً.

أجريت أول تجربة لتقنية “الروبوتات” بالفعل في كأس العالم للأندية في قطر في ديسمبر 2019، وفاز بها ليفربول.

تقنية خط المرمى

تقنيات كرة القدم

هناك الكثير من التقنيات السابقة الموجودة منذ سنوات في لعبة الكرة القدم لكنها تطورات من سنة لأخرى حتى تصبح أكثر مثالية بفضل التكنولوجيا.

فمثلاً، كان إدخال تقنية خط المرمى (GLT) تطورًا مهمًا للغاية في اللعبة. حيث تحدد هذه التقنية ما إذا كانت الكرة قد عبرت خط المرمى أم لا. في غضون جزء من الثانية، يتم إرسال هذه المعلومات إلى ساعة خاصة يرتديها الحكم، مما يضمن استجابة فورية ويمنع التوقف أو التدخلات الأخرى. تمت الموافقة رسميًا على تقنية GLT من قبل مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم (IFAB) في يوليو 2012، وتستخدم حاليًا في البطولات الأوروبية المحلية الكبرى وفي المسابقات الدولية الكبرى.

أحد الأنظمة التي تساعد بدقة في تحديد ما إذا كانت الكرة قد عبرت خط المرمى هو نظام الكرة الذكية CAIROS GLT، الذي يتكون من كرة قدم مزودة بأجهزة استشعار وشرائط كهرومغناطيسية أسفل دعامات المرمى.

تتعقب هذه التقنية الكرة بدقة متناهية عن طريق قياس المجال المغناطيسي. ثم يتم إرسال البيانات إلى جهاز كمبيوتر لتحديد ما إذا كانت الكرة قد تجاوزت الخط بالفعل. ثم يتم إخطار حكم المباراة عبر ساعة ذكية. وعلى الرغم من أن هذه التقنية معتمدة من مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم (IFAB) وتدعمها شركة Adidas، إلا أن ارتفاع تكلفتها يبقى عائقاً أمام استخدامها في المسابقات الأقل تنافسية حيث يتم الاعتماد عليها في البطولات الأوروبية المحلية الكبرى وفي المسابقات الدولية الكبرى فقط.

كلمة أخيرة حول تقنيات كرة القدم الحديثة

في حين أن العديد من التقنيات المبتكرة التي تمت مناقشتها في هذه المقالة إما متاحة بالفعل أو قيد التطوير، نود أيضًا أن نلقي نظرة خاطفة على مستقبل كرة القدم.

تشير التوقعات إلى أنه بحلول عام 2050 وما بعده، ستكون التطورات التكنولوجية قد غيرت رياضة كرة القدم ذات الشعبية الكبيرة إلى ما هو أبعد من الواقع الافتراضي وتقنية خط المرمى والفار.

قد نشهد ظهور ابتكارات مثل” الجلد النشط ” وهي تقنية تمكن أجهزة الكمبيوتر من ربط الأنظمة العصبية للاعبين. في البداية لأغراض التتبع والمراقبة لكن يمكن أيضًا استخدامها لاحقًا للتحفيز العصبي لمساعدة لاعبي كرة القدم على تحسين أدائهم بشكل أكبر.

متوقع أيضاً أن تتغير الطريقة التي نشاهد بها مباريات كرة القدم مثل التحكم في زوايا المشاهدة كما يحلو لنا، كما سيصبح تدريب اللاعبين أكثر تطوراً بفضل ابتكار كرات خاصة يُمكنها إخبار اللاعبين بكيفية تحسين التحكم والتصويب وقوة ركل الكرة، إضافة إلى إمكانية إدخال روبوتات في التدريبات لمحاكاة حركات معينة.

ومع تطور صناعة الطائرات بدون طيار وإمكانية ابتكار درونز بحجم الحشرة، فسيصبح من الممكن تتبع أحد اللاعبين داخل الملعب في الوقت الفعلي ومشاركة البث المباشر للمشاهدة.

هاني محمود
مدون تقني