لهذا السبب لن نرى لعبة Bloodborne 2 قريباً

لم يستغرق الأمر وقتًا طويلاً حتى بدأ اللاعبون في المطالبة بتطوير لعبة Bloodborne 2 وهذه هي طبيعة النجاح.

بعد 6 سنوات تقريباً من إطلاق اللعبة الأصلية أصبح هناك المزيد من الترقب داخل مجتمع اللاعبين وهل سنحصل على إصدار جديد قريباً أم لا؟

قد يكون هذا الترقب منطقياً جداً بعد الرحلة الرائعة التي قمنا بها في أرجاء مدينة Yharnam، ولكن التعطش لتكملة مباشرة باسم Bloodborne 2 قد يكون خطوة للوراء للعبة وسبب لإحباط الكثير من اللاعبين وليس كما نعتقد.

حتى نوضح أكثر، اسأل نفسك لماذا تريد لعبة Bloodborne 2 في أسرع وقت؟ على الأرجح ستقول لأنك استمتعت بالإصدار الأصلي، لكن إذا سألتك بشكل أعمق وطلبت منك توضيح سبب استمتاعك باللعبة الأصلية فحينها قد تظهر لنا بعض الخيوط المهمة التي قد تجعلنا لا نحصل على تكملة للعبة في وقت قريب وربما على الإطلاق.

لا يعرف الكثير من اللاعبين أن لعبة Bloodborne قائمة في جوهرها على أفكار لافكرافت لكنها متنكرة في لغز قوطي. وهذا يعني أن تفاصيل العالم ليست العامل الأكثر أهمية فيما يتعلق بالطابع الفريد باللعبة بل الإطار الكوني هو ما يرفعها لهذه الدرجة من الروعة. رغم أننا لا نختلف أن طابعها الفريد هو إضافة مذهلة.

الإطار الكوني الذي أتحدث عنه في Bloodborne هو بالطبع وجود الكائنات العظيمة، وهي الكيانات القوية التي تتلاعب بالعالم من مكان غير مرئي، وربما غير معروف. بدون هذا اللغز ستفشل Bloodborne 2 في النهاية، لأن هذا الإطار جزء مهم جدًا من الحمض النووي للعبة.

قد تقول الآن حسناً لدي الحل، قم بتضمين هذه الكائنات العظيمة واصنع لغزاً جديداً في نفس العالم. لكن تكمن المشكلة هنا أن اللاعبين بمعرفتهم باللعبة الأولى سيفهمون أن مكائد لعبة Bloodborne 2 هي عمل كيان كوني، وسيكون من الصعب صياغة اللغز بطريقة مرضية إذا كان الجمهور يعرف بالفعل أو على الأقل يشتبه بشدة في الجاني.

جولة في عقل ميازاكي تكشف لنا السبب

لعبة Bloodborne 2

بالنظر إلى خبرة هيديتاكا ميازاكي في سرد القصص الغامضة والمبهمة، فإنه سيكون على دراية تامة بهذه المشكلة. وهو تقريباً نفس السبب الذي أقنعه بعدم المشاركة بقوة في الجزء الثاني من لعبة دارك سولز والاكتفاء بالإشراف العام، مفضلاً الابتعاد عن السلسلة لفترة كافية، قبل أن يعود ويحول الجزء الثالث إلى لعبة عظيمة ومذهلة.

مفهوم لعبة Bloodborne 2 نفسه سيكون عالقاً بين المطرقة والسندان. فإما أن تخون تقاليد اللعبة الأصلية من خلال عدم تضمين الكيانات العظيمة الغامضة أو أن تفعل المتوقع وبالتالي لن يشعر اللاعب بنفس روعة الجزء الأول، وهذا الخيار لن يرضي أغلبية اللاعبين وبالطبع ولا العديد من القائمين على تطوير اللعبة.

حتى التركيز الإضافي على الرعب الكوني من خلال تقديم كيان جديد أكثر قوة لن يحل هذه المشكلة، بل سيضر بالعالم الداخلي لها، وبالتالي يقلل من قيمة اللعبة الأصلية.

وعلى مدار السنوات الماضية، أثبت ميازاكي أنه شخص وفياً لمبادئه لدرجة كبيرة على الرغم من سلوكه المتواضع وإبداعه وشجاعته.

سيكون من المستحيل أن يخون ميازاكي القناعات التي تعود عليها لأن هذا ليس من طبيعته حتى لو كانت المكافأة المالية كبيرة. من المرجح أكثر أن يطبق موهبته على الأعمال الجديدة حتى لا تكون إبداعاته رهينة لأعماله السابقة وهو فعلاً ما حدث مع لعبة Elden Ring.

لعبة Bloodborne 2 يجب أن ترتبط بالصورة الكبيرة

مع ذلك، هناك طريقة أخرى لرؤية لعبة Bloodborne 2 بدلاً من التكملة المباشرة. وهذه الطريقة هي في الروابط الموجودة في ألعاب ميازاكي، مثل أوصاف العناصر المليئة بالمعرفة والأسلحة الغريبة والشخصيات التي من الصعب الثقة بها والتناسخ والأكوان المتعددة والقوى التي تتجاوز الفهم البشري.

لا يهدف ميازاكي أن يصنع ألعاباً تتواجد في حالة فردية منعزلة، بل يريد أن يصنع شبكة من الأفكار والقصص المترابطة، التي تتحد في النهاية لإنشاء عمل عظيم أكبر من مجموع كل جزء لوحده.

وعلى هذا الأساس يمكن القول بأن جميع ألعاب ميازاكي هي تكملة روحية لما جاء قبلها، لذلك قد لا نرى عنواناً مرتبطاً بصراحة باسم Bloodborne في أي وقت قريب أو ربما على الإطلاق.

مدينة Yharnam ليست مجرد مكان في لعبة Bloodborne، إنها مكان في ذهن ميازاكي. ولحسن الحظ أنها أصبحت في أذهاننا كذلك.

مع ذلك لن أكون متفاجئاً من ألعاب ميازاكي المستقبلية وتقديم تجربة بنفس نمط الرعب الكوني. لكن إذا عادت Bloodborne للحياة من جديد فتأكدوا أنها لن تكون بالطريقة التي تفكرون بها إطلاقاً إلا في حال استغنى ميازاكي عن الفكرة وأوكل المهمة لشخص آخر.

هاني محمود
مدون تقني

اترك تعليقاً