هل كنت تحلم بالعمل مع إحدى الشركات الكبرى حول العالم، وكنت تعتقد أن البعد الجغرافي هو العائق أمامك؟ حسناً، مع ظهور العصر الرقمي، والتطور التكنولوجي أصبح ما المستحيل واقعاً، حيث ظهر مفهوم العمل عن بعد.
منذ أن ظهر هذا الأسلوب من العمل، بدأ الكثير من الأشخاص بالعمل عن بعد من كل أنحاء العالم دون الحاجة لتكبد عناء السفر، فأنت في وطنك، مع عائلتك، تعمل لصالح شركة في بلد آخر.
من خلال العمل عن بعد أنت لست بحاجة للاستيقاظ مسرعاً للحاق بالقطار أو الخروج قبل الازدحام، ببساطة يمكنك الاستيقاظ وتشغيل موسيقى مفضلة لديك وإعداد كوب من القهوة تحبها وارتداء البيجاما المريحة لك والجلوس ممدداً قدمك و البدء بعملك.
لكن بناء فريق عمل عن بعد مهمة غير سهلة، فأنت تحتاج للوقت واتخاذ القرارات الصحيحة لجمع الفريق اللازم لك والمتوافق مع مستوى طموحك، لكن قبل أن نسلط الضوء على بعض النصائح لبناء الفريق دعونا نستعرض سريعاً بعض مميزات العمل عن بعد.
اقرأ أيضاً: كيف سيغير العمل عن بعد الاقتصاد للأفضل؟
مميزات العمل عن بعد
1- توفير أمثل للوقت والجهد: بعملك عن بعد أنت لست بحاجة لتضييع الوقت في الذهاب إلى مقر عملك أو العودة منه وما يترتب على ذلك من تعب ذهني وجسدي.
2- إنتاجية أكثر: فحصت إحدى الدراسات المعروفة منذ عام 2014 بقيادة الأستاذ نيكولاس بلوم العمل عن بعد في وكالة سفر صينية ووجدت أنهم أكثر كفاءة بنسبة 13% مقارنة بأقرانهم في المكاتب، أما بالنسبة للبعض يعد العمل في المنزل هدية وفرصة رائعة التركيز والإنتاجية.
3- توفير المال للأفراد والشركات: قدرت Global Workplace Analytic وهي شركة استشارية قائمة على الأبحاث أن الناس يمكن أن توفر في المتوسط من 2000-6500 دولاراً كل عام من خلال عدم الإنفاق على أشياء، مثل البنزين والرعاية النهارية.
4- الرضا الوظيفي: إن التوازن بين الحياة المهنية والشخصية هو أساس الشعور بالرضا الوظيفي، فالموظفون الذين يعيشون توازناً بين مسؤوليات وظائفهم، ومسؤليات حياتهم الشخصية والعائلية يكونون أكثر رضا.
5- مرض أقل: عندما تفكر الشركات في إعادة تكوين أماكن العمل باستخدام حواجز زجاجية على المكاتب وفلاتر الهواء خاصة، فإن السماح للموظفين بالعمل في المنزل يمكن أن يساعد في حمايتهم من الأمراض المعدية (ليس فقط covid-19)
6- يمكن أن يكون مكتبك من أي نوع: فأنت لست متقيد بوجود مكتب ثقيل وكرسي متدحرج وشاشة ضخمة يمكنك أن تضع مكتبك في أي مكان يناسب حياتك، لقد سمعت عن عاملة تستخدم شريط الإفطار في منزلها مكتب دائم، و أخرى قامت بتحويل جزء من خزانة غرفة نومها الى مكتب مخفي حتى تتمكن من إغلاق عملها بعيداً في نهاية اليوم.
7- يمكنك معرفة المزيد وتصبح أكثر استقلالية: أنت في منزلك لا يوجد زملاء على بعد أمتار تلجأ لهم، أو فريق تقني، ستجد نفسك تطور مهارة البحث عن إجابتك الخاصة، حيث أنك ستلجأ إلى جوجل أو ستقوم بتنصيب تطبيق دليل مجاني حتى تعثر بسرعة على الإجابة.
كيفية بناء فريق عمل عن بعد موزع جغرافيًا
قد تبدو فكرة تأسيس وبناء فريق عمل عن بعد موزع جفرافياً فكرة تثير الغرابة والخوف نوعاً ما، إن نجاح الشركة يعتمد بشكل أساسي على أن تمتلك مجموعة من الموظفين الملائمين للعمل يؤمنون بك، لديهم شغف للعمل، و قدرة على الالتزام والانسجام فيما بينهم.
عندما تقرر أن تدير فريقاً موزعاً عن بعد عليك أن تنتبه إلى هذه النقاط:
- ضع خطة واضحة: حيث يجب أن تحدد ما هو هدفك، ما الذي تطمح له، ما هي العراقيل التي يمكن أن تواجهك، وكيف يمكن حلها. كل هذا قبل أن تبدأ بأي خطوات فعلية لاختيار الفريق.
- اختر الفريق المناسب: يعتبر هذا العنصر أهم عناصر نجاح العمل لأن فريق العمل هو اللبنة الأساسية لأي شركة. لذلك يجب اختيار الفريق بشكل دقيق واعتماداً على معايير راسخة حتى يسير العمل بسلاسة.
- تسلح بمهارات الاتصال: كن على دراية بأهم شبكات وتطبيقات التواصل الاجتماعي والفوري مثل فيسبوك، واتس آب، تيليجرام، انستقرام، كما يجب أن تطور مهارات التواصل لديك لتنجح في قيادة فريقك.
- وزع المهام بوضوح: وتقسيم الأعمال على الفريق فمثلاً حدد من المسؤول عن قسم التسويق، ومسؤول إدارة الصفحات الالكترونية وفريق الاستعلامات للتواصل مع الزبائن.
- كن على تواصل دائم مع الفريق: التواصل الدائم بين المدير والفريق يخلق نوعاً من الثقة بين المدير والفريق، فمثلاً يمكنك عمل مجموعة تتضمن كل الأعضاء والنقاش معهم حول موضوع يخص العمل أو الشركة، ويفضل أن تتواصل مع بعض الأعضاء بشكل شخصي لتوجيههم وتنبيههم عن أخطاء ارتكبوها دون إحراجهم أمام الجميع.
- خذ فارق التوقيت على محمل من الجد: فمثلاً التوقيت في المملكة العربية السعودية يختلف عن بلاد الشام، وقت إفطار موظف لديك في المغرب العربي يصادف وقت بدء الدوام في المملكة العربية السعودية.
- راع الاختلافات الثقافية بين أعضاء فريقك وانتبه لكل ثقافة.
- عزز العلاقات بين أعضاء الفريق القدماء والجدد، لتبني فريقاً متعاوناً يكون سبب في نجاح الشركة ونهضتها.
إن العمل عن بعد لم يعد شيئاً غريباً، فقد غدت العديد من المؤسسات والشركات تتجه لهذه النقلة النوعية في العمل، فبحلول عام 2025 سيعمل ما يقدر بنحو 70% من القوى العاملة عن بعد خمسة أيام على الأقل في الشهر، في حين أن عام 2020 كان عام العمل عن بعد، إلا إنه مجرد بداية وانطلاقة لهذا العصر الجديد.