في ظل اقتصاد عالمي شديد التنافسية، وفي ظل التطوّر الذي يحدث في سوق العمل والإقتصاد كل يوم، فقد أصبح العمل عن بعد واقعاً يفرض نفسه بقوة على سوق العمل والإقتصاد وأصبح عاملاً مؤثراً في نجاح الشركات.
فبداية من انتشار الوباء، أخذت نغمة العمل عن بعد في الإرتفاع، وفي حين أن أقل من 5% من القوى العاملة الأمريكية كانت تعمل عن بعد في عام 2019، فقد قفزت هذه الأرقام منذ عام 2020.
ووصل العمل عن بعد إلى نطاق واسع، وليس من الغريب أن نرى المنتدى الاقتصادي العالمي يشير إلى العمل عن بعد كموضوع حاسم في مستقبل الأعمال في العالم.
لذا، فمن المهم أن نتساءل الآن كيف سيغيّر العمل عن بعد الاقتصاد إلى الأفضل ؟
يؤثر العمل عن بعد على الاقتصاد والأعمال بشكل كبير من ناحية الإنتاجية والأداء وتوفير الأموال، حيث يعتمد العمل عن بعد على الفوائد طويلة المدى التي يوفرها للشركات والعاملين، وهذه 5 طرق يؤثر بها العمل عن بعد على الاقتصاد والأعمال.
زيادة الإنتاجية
واحدة من أقوى العوامل التي تدفع الشركات إلى اللجوء إلى العمل عن بعد هي الأبحاث التي تشير إلى زيادات كبيرة في الإنتاجية.
حيث تكتشف الكثير من الشركات أن موظفيها الذين يعملون عن بعد لا يُنجزون المزيد وحسب، بل أنهم على استعداد لبذل جهد إضافي في مقابل التمسّك بفرصة العمل من أي مكان يرغبون فيه.
ووجدت إحدى الدراسات أن 53% من الموظفين الذين يعملون عن بعد لديهم قابلية للعمل الإضافي، مقارنة ب 28% فقط من الموظفين الذي يعملون من المكاتب.
حيث يقول الموظفون أنهم يكونون أقل تشتيتا وأكثر راحة، وبالتالي أكثر قدرة على انجاز المزيد في وقت أقل عندما يعملون من المنزل. كما يقلّل العمل عن بعد التغيّب عن العمل بنسبة 41%.
ولذلك، فقد افاد 90% من المديرين أن الموظفين يكونون أكثر إنتاجية عند منحهم المرونة الكافية لاختيار الوقت وكيفية العمل التي يفضّلونها.
التمسّك بالوظيفة
هل كنتَ تتخيّل أن إرسال الموظفين للعمل من المنزل هو أفضل الطرق للحفاظ عليهم وعلى خدماتهم في الوظيفة لسنوات أكثر .
هذه هي الحقيقة الآن، حيث يستخدم عدد كبير من الشركات خيارات العمل عن بعد كميزة لترغيب الموظّفين للبقاء في أماكنهم لوقت أطول والاستفادة من خبراتهم وإنتاجيّتهم.
حيث وجدت دراسة أن 53% من الموظفين الذين يعملون عن بعد في الولايات المتحدة لا يفكّرون إطلاقا في ترك وظائفهم، وذلك بسبب الإرتياح الذي يحصلون عليه من العمل عن بعد.
بينما يبحث 54% من الموظفين الآخرين الذي يعملون في المكاتب عن مكان جديد للعمل الآن. ويمكننا الإستنتاج من تلك الإحصائيات أن الموظفين على استعداد للبقاء في المؤسسات التي تُمكّنهم من العمل عن بعد.
ولذا، فقد أعلنت شركة فيس بوك أنها ستسمح لما يصل من نصف موظفيها البالغ عددهم 50 ألف موظف بالعمل من المنزل بشكل دائم.
توفير الأموال
تمكين العمال من الانخراط في العمل عن بعد يوفّر على الشركة مبلغا كبيرا من المال والتكاليف والأعباء التي تتزايد كل يوم.
حيث تأتي تلك التكاليف في شكل أموال تُنفَق على عقارات المكاتب والأثاث والكهرباء والإنترنت و ملايين اللترات من البنزين التي تحترق كل يوم أثناء الذهاب إلى العمل والكثير من التكاليف الأخرى.
كما تُقلّل الإنفاق على شراء الأجهزة الإلكترونية وصيانتها، حيث يمكن للعاملين عن بعد استخدام أجهزتهم الخاصة وإدارة المشاريع من خلال مواقع العمل عن بعد.
ومن أهم تلك المواقع هو موقع بعيد الذي يتيح لك نشر الوظيفة التي تريدها وترويجها وإيصالها إلى الأشخاص المهتمين والمحترفين. ومن خلاله يمكنك بسهولة تكوين فريق عمل في مختلف بلدان العالم.
أما بالنسبة للموظّفين، ففي آخر الدراسات على سوق العمل الأمريكي، فإن الموظفين الذين يعملون عن بعد يُوفّرون ما بين 2000 إلى 7000 دولار سنويا كانت تضيع على التنقّل والملابس والطعام.
وتشير التقارير إلى أنه إذا كان 50% من القوى العاملة الأمريكية تعمل عن بعد، فإن ذلك سيوفّر أكثر من 700 مليار دولار سنويا.
وبذلك يؤثر العمل عن بعد على التكاليف التي يتحملها الموظف وتتحمّلها الشركة، حيث يستفيد الطرفان بشكل كبير من العمل عن بعد من الناحية المالية.
لذا، تخيّل حجم التكاليف التي يمكنك توفيرها إذا كنت ستبدأ في توظيف مستقلين للعمل عن بعد.
الاستغناء عن السفر
العمل عن بعد يُغني عن الحاجة إلى السفر من المنزل إلى مكان العمل، وإن كنت لا تُدرك أهمية ذلك، فيكفي أن أخبرك أن هناك بعض الموظفين يقضون ما يقرب من 20% من يومهم فقط في التنقّل من وإلى مكان العمل.
وعوضا عن تأثير ذلك على الوقت والمال فإنه يؤثر أيضا على الإنتاجية وتوفير المجهود والراحة، وهو ما يؤثر في النهاية على جودة العمل.
حيث يُقال أن واحدا من أكثر الأنشطة اليومية غيرالسارة التي يقوم بها الموظفين هي التنقّل، ومن البديهي أن ذلك النشاط غير السار لدى الموظفين يقلل من تركيزهم وانتاجيتهم طوال اليوم.
لذا، فإن العمل عن بعد والإستغناء عن السفر يؤدي إلى توفير الموارد وزيادة عدد ساعات العمل والإنتاجية.
الوصول إلى أفضل الكفاءات
إن توظيف الموظفين المتواجدين في منطقتك الجغرافية فقط يقلل بشكل كبير من الخيارات المُتاحة أمامك.
لكن عندما تكون منفتحاً على توظيف عمّال عن بعد فإنك تفتح لشركتك آلاف الفرص للحصول على موظّفين أكفأ وأفضل للإنضمام لشركتك.
وسيكون ذلك على الناحية الأخرى أقل تكلفة وأسهل من الإستعانة بموظّف أكفأ من مدينة أخرى للعمل، وفي النهاية سيكون من الصعب الإبقاء عليه بسبب ظروف عمله الصعبة.
لذا، فإن العمل عن بعد يفتح لك آفاق أكبر للتوظيف والحصول على أفضل الموظفين، ويمكنك فعل ذلك بسهولة من خلال موقع بعيد الذي يساعدك على الوصول إلى أفضل الموظفين في التخصص الذي تريده.
من خلال التسويق للوظيفة التي تريدها وإتاحتها أمام آلاف المستقلين للتقديم عليها، ويمكنك في النهاية الإستعانة بمن تريد.
حيث أصبح الموظفون الخبراء اليوم أكثر تقبّلا للعمل عن بعد أكثر من أي وقت مضى، حيث يرى الجيل الجديد من الموظّفين أن ظروف العمل المرنة تؤثر بنسبة 80% على الرضا الوظيفي.
كما أن أصحاب العمل والشركات العالمية أصبحوا أكثر ميلا لبناء فرق مختلطة مكونة من الموظفين بدوام كامل من الشركة بالإضافة إلى موظفين مستقلين يعملون عن بعد.
و 36% من مديري التوظيف الآن يخططون لتوظيف المزيد من المواهب المستقلة للحصول على أكبر نفع منها.
ومن خلال كل ذلك، يمكنك أن تُدرك في النهاية أن التحوّل إلي العمل عن بعد قد أفاد الاقتصاد والشركات بشكل كبير في نهاية المطاف، وعاجلا أم آجلا، يتنبّأ الخبراء أنه في السنوات القادمة سيغدو العمل عن بعد هو المسيطر في سوق العمل.
كيف يُساعدك موقع بعيد في طريقك نحو العمل عن بعد ؟
يُعتبر موقع بعيد من أفضل النماذج للعمل عن بُعد، ومن أفضل المواقع التي ستُساعدك في تكوين فريق عمل في مختلف بُلدان العالم.
حيث يُمكنك نشر الوظيفة الشاغرة التي تريد الحصول على مُتقدّمين لها، ومن خلال طرحها على الموقع، سيسهل على آلاف المستقلين الوصول إليها وتقديم الأوراق المطلوبة لذلك.
ويمكنك حينها إختيار أفضل الكفاءات وتكوين الفريق الذي يساعدك على تحقيق ما ترجوه من خلال العمل عن بعد والحصول على كل مميزاته.
وبذلك نكون قد ذكرنا التأثيرات التي يحدثها العمل عن بعد على الاقتصاد والشركات والأعمال، وبالتأكيد أن تلك التأثيرات تتزايد يوما بعد يوم في ظل الغزو الذي يحدثه العمل عن بعد في أسواق العمل.