أطلت جائحة فيروس كورونا بوجهها القبيح على العالم في العام الماضي تاركة ندوب عميقة في الكثير من الصناعات، من بينها مبيعات الهواتف الذكية الذي شهد تضررًا كبيرًا متراجع بنسبة 10.5%، حيث أثر الفيروس على مستويات العرض والطلب، وذلك من خلال اهلاك المعروض في البداية وتراجع في عمليات الشراء لاحقًا من قبل المستهلكين نتيجة لتبعات الأزمة.
تشير أحدث التوقعات أن عام 2021 سيشهد انتعاشًا في مبيعات الهواتف الذكية التي قد تصل إلى 1.5 مليار جهاز، وهو ما يعني ارتفاعًا في نمو الصناعة بنحو 11.4%.
بدا هذا الانتعاش واضحًا بالفعل في الربع الرابع من 2020، الذي شهد عودة لشحنات الهواتف الذكية إلى الاتجاه الإيجابي بنمو سنوي بلغ نحو 4.3%، مدفوعًا بالأداء القياسي لشركة آبل في سوق تداول الأسهم حيث قام بائعي الهواتف الذكية بشحن ما مجموعه 385.9 مليون جهاز خلال الربع، على الرغم من انخفاضها في عام 2020 بأكمله بنسبة 5.9 ٪ مقارنة بعام 2019، كان التقدم نحو تعافي السوق مثيرًا للإعجاب، لهذا توقع الكثيرينبأن الزخم المتجه إلى عام 2021 سيظل قوياً.
هناك الكثير من العناصر التي ستعمل على تغذية انتعاش سوق الهواتف الذكية، التي تشمل الطلب المكبوت واستمرار زيادة العرض على شبكة الجيل الخامس والعروض الترويجية القوية وشعبية الهواتف منخفضة إلى متوسطة السعر.
في المقابل، يبدو أن الشركات أيضًا أكثر استعدادًا للإغلاق الثاني، وهذا يعني أن لديهم الطريقة المناسبة التي تم إعدادها والجاهزية لتلبية الطلبات والوصول إلى المستهلك النهائي، كما أن عمليات الإغلاق تجعل الأشخاص ينفقون أقل في مجالات مثل الترفيه والسفر وتناول الطعام بالخارج بما ستستفيد الهواتف الذكية من هذا، بالإضافة إلى كل هذه العوامل، يجب أيضًا منح بعض الائتمان لضمان التعافي السريع ومرونة سلاسل توريد الهواتف الذكية.
آبل في المرتبة الأولي وهواوي الأخيرة
كان هناك تحولاً واضحاً بين أفضل خمسة شركات للهواتف الذكية خلال الربع الرابع، فقد قدمت شركة آبل أداءً استثنائيًا وعادت إلى المركز الأول مع 90.1 مليون جهاز تم شحنها، مدفوعة بنجاح سلسلة iPhone 12، ويمثل هذا أكبر حجم شحنة من شركة في ربع واحد لتستحوذ على السوق بنسبة 23.4٪ من حصة السوق الإجمالية و 22.2٪ نمو سنوي.
انتقلت سامسونج إلى المرتبة الثانية مع 73.9 مليون شحنة أجهزة وحصة سوقية تبلغ 19.1٪، وذلك مع استمرار نجاح الفئة A، وشهدت سامسونج نموًا سنويًا بنسبة 6.2٪، أنهت Xiaomi الربع في المركز الثالث بشحنات 43.3 مليون وحصة سوقية 11.2٪، بينما جاءت OPPO في المركز الرابع بشحنات بلغت 33.8 مليون وحصة سوقية 8.8٪، نجحت الشركتان في الاستفادة من انخفاض شحنات هواوي حيث نمت بنسبة 32.0٪ و 10.7٪ على أساس سنوي على التوالي، وذلك من خلال التركيز على محافظ المنتجات القوية وبناء الشراكات.
تراجعت هواوي إلى المركز الخامس بشحنات 32.3 مليون وحصة سوقية 8.4٪، فالشركة لا تزال تعاني من وطأة العقوبات الأمريكية وشهدت انخفاضًا كبيرًا على أساس سنوي بنسبة 42.4٪.
في الوقع، لقد كان تعافي سوق الهواتف الذكية وسلاسل التوريد الخاصة به مثيرًا للإعجاب حقًا، خاصة بعد معدلات النمو في نهاية العام التي تشير إلى أهمية الهواتف الذكية في حياة الجميع، في نفس الوقت الذي كان فيه غالبية العالم إما في شكل من أشكال الإغلاق أو لا يزال ينتظر العودة إلى الحياة اليومية العادية، كانت مبيعات الهواتف الذكية تنتعش وكأن شيئًا لم يحدث على الإطلاق وهذا ما يوفر أساس قوي للطلب في السوق، فمع تقدم العالم نحو بيئة ما بعد الوباء من المرجح أن الطلب سينمو وأن تعافي السوق سيتسارع.
مبيعات الهواتف الذكية العالمية تسجل أسوأ انخفاض على الإطلاق
لقد أدت حالة عدم اليقين الاقتصادي وعمليات الإغلاق الواسعة للحد من تفشي فيروس كورونا إلى إلغاء الطلب في الثلاثة أشهر الأولي من 2020، وسجلت مبيعات الهواتف الذكية في جميع أنحاء العالم تراجعًا بنسبة 20.2٪ في الربع الأول في أسوأ انخفاض سنوي على الإطلاق، ألقي اللوم على حالة عدم اليقين الاقتصادي والعزل الذاتي من كوفيد 19 حيث توقف المستهلكون عن إنفاق الأموال على العناصر غير الأساسية، لتنخفض مبيعات الوحدات إلى 299.1 مليون في الربع الأول من 374.9 مليون لنفس الربع من عام 2019.
لقد تأثرت معظم الشركات المصنعة الصينية الرائدة وشركة آبل بشدة بسبب الإغلاق المؤقت لمصانعها في الصين وانخفاض الإنفاق الاستهلاكي بسبب عمليات الإغلاق الصارمة التي أوقفت الحياة تقريبًا.
شركة هواوي تجري محادثات لبيع ماركات هواتفها الذكية المتميزة
ذكرت مصادر مطلعة إن شركة هواوي الصينية تقوم بإجراء محادثات في مراحل مبكرة لبيع العلامة التجارية المتميزة لهواتفها الذكية P و Mate، في خطوة أولية قد تؤدي في النهاية إلى ابعاد هواوي عن صناعة الهواتف الذكية.
وقالت المصادر إن المحادثات السرية تُجري منذ شهور بين أكبر شركة لتصنيع معدات الاتصالات في العالم وائتلاف تجاري تقوده شركات استثمارية تقف وراءها حكومة شنغهاي.
وتقدر قيمة شحنات هواتف Mate وP نحو 39.7 مليار دولار خلال الفترة بين الربع الثالث لعام 2019 والربع الثالث لعام 2020، وحتى الآن لم تتخذ هواوي قرارها النهائي بشأن البيع، ومن المرجح أيضًا عدم نجاح المحادثات، خاصة وأن الشركة تكافح جاهدة لتصنيع رقائق Kirin عالية الجودة المصممة والمصنعة محليًا.
قد لا تكون شركة هواوي محظوظة جدًا، فقد فرضت الولايات المتحدة قيودًا على سلاسل التوريد لمنتجاتها، ومنعت الشركة حتى من استخدام إصدار جوجل الرسمي لنظام التشغيل الاندرويد، لا تزال هواوي علامة تجارية شهيرة للهواتف الذكية خارج الولايات المتحدة، ولكن هذه العقوبات والقيود جعلت من الصعب عليها الاحتفاظ بحصة في سوق الهواتف الذكية الرئيسية، خاصة مع إظهار كل من آبل وXiaomi وسامسونج زيادة في المبيعات في الربع الرابع.
يتسبب نقص خدمات جوجل في الغرب في الكثير من الإزعاج، مما يجبر الكثير من الناس على الابتعاد عن هواتف هواوي على الرغم من مميزاته وسعره الجذاب، تعمل هواوي بجد لبناء نظامها الإيكولوجي الخاص بها وقد قطعت شوطًا طويلاً نحو إقناع الناس بأنه يمكن الاستمتاع بتجربة هاتف ذكي جيدة بدون خدمات جوجل، لكنهم سيظلون بحاجة إلى وقت للتعود على البدائل التي توفرها.
آبل تتجاوز إيراداتها 100 مليار دولار للمرة الأولي في تاريخها
حققت الشركة إنجازين رئيسيين متتاليين، في الربع الرابع من العام الماضي جاءت في المرتبة الأولي في عدد الشحنات وأعلى نسبة استحواذ في السوق، وفي الربع الأول من 2021 تجاوزت ايراداتها 100 مليار دولار للمرة الأولي في تاريخ الشركة.
كشف تقرير الأرباح الفصلية لشركة آبل عن تحقيقها إيرادات بنحو 111.44 مليار دولار في الربع الأول، كما أعلنت عن أرباح بقيمة 28.6 مليار دولار، مقارنة بالربع الأول من عام 2020 الذي انتهى بإيرادات 91.8 مليار دولار وأرباح 22.2 مليار دولار، عزت الشركة ذلك إلى النمو القوي في الأجهزة القابلة للارتداء وأجهزة iPhone والخدمات.