هل آلة الكتابة Freewrite Traveler تستحق الشراء؟

Freewrite Traveler

ما هي Freewrite Traveler وهل تستحق الشراء؟ نتعرف على مميزات وعيوب الآلة وغيرها من التفاصيل التي تساعدك على اتخاذ القرار الصحيح

بالنسبة للكتاب والمدونين، قد يكون الاتصال الدائم بالإنترنت العامل الأكبر في تشتيت الانتباه، فأنت تبدأ بالكتابة ثم سرعان ما تنتقل للدردشة مع شخص آخر أو مشاهدة فيديو على يوتيوب وغيرها من الممارسات اليومية التي تقلل الإنتاجية.

وحرصاً على زيادة الإنتاجية والتركيز على الكتابة فقط دون أي عوامل إلهاء ابتكرت بعض الشركات حلولاً معينة، من بينها آلة الكتابة Freewrite Traveler التي سنسلط الضوء عليها اليوم ونعرف ما إذا كانت تستحق الشراء أم لا.

باختصار تعتبر Freewrite Traveler آلة كتابة محمولة مزودة بشاشة عرض بالحبر الإلكتروني ولوحة مفاتيح فقط، فهي لا تتضمن متصفح ويب أو تطبيقات شبكات اجتماعية مثل تويتر أو انستقرام، وبالتالي لا داعي للقلق من أي مصادر إلهاء أثناء الكتابة.

تم طرح الآلة للمرة الأولى بسعر 600 دولاراً أمريكياً في حين أنها متاحة على الموقع الرسمي حالياً بسعر 430 دولاراً.

مميزات Freewrite Traveler

Freewrite Traveler

هناك بعض الأشياء التي أثارت إعجابي من الناحية التقنية في آلة Freewrite Traveler فهي أنيقة وخفيفة الوزن مع عمر بطارية يستمر لحوالي أربعة أسابيع، ما يجعلها مناسبة للتنقل أو السفر واستغلال الوقت في الكتابة.

الشاشة مريحة للعينين ومناسبة جداً للاستخدام في ضوء النهار، علماً أنها لا تحتوي على إضاءة خلفية وهو ما يعني أن عليك استخدام ضوء القراءة إذا أردت تدوين شيئاً ما في الليل.

قد تكون الشاشة صغيرة نوعاً ما، لكن جمال الحبر الإلكتروني على الشاشة يجعلك تتغاضى عن هذه النقطة خصوصاً إن كنت معتاداً على أجهزة كيندل.

لوحة المفاتيح ليست مثالية أو مريحة وقد تحتاج لوقت للتعود على الكتابة عليها وذلك نظراً لحجم الآلة الكلي المصمم لأغراض التنقل.

من المميزات التي قد تجذب بعض الأشخاص، أنها أداة كتابة خالية من أي عناصر إلهاء، ويُمكنك الاتصال لاسلكياً بالإنترنت لغرض وحيد وهو القدرة على تحميل ملفاتك.

عيوب Freewrite Traveler

Freewrite Traveler

أكثر شيء مزعج في Freewrite Traveler هو التأخير بين ضغطات لوحة المفاتيح والشاشة، وذلك بسبب اعتمادها على الحبر الإلكتروني.

قد لا تكون هذه مسألة مهمة بالنسبة للكتاب المتخصصين، كون هذه الآلة هدفها فقط إخراج المسودة الأولى بسرعة، وليست مصممة إطلاقاً للتحرير مثل تصحيح الأخطاء الإملائية وغيرها.

وهي قد تنقلنا إلى عيب آخر يجعل الآلة محدودة الاستخدام نوعاً ما فكل ما يُمكنك فعله من خلالها هو إنهاء مسودتك الأولى ومن ثم تصديرها إلى معالج النصوص الذي تستخدمه للعمل على تحرير المسودة.

عند الانتهاء من المسودة يُمكنك إرسال الملف إلى خدمة سحابية PostBox حيث يجب عليك إنشاء حساب لتحميل الملف، وهي في الحقيقة خدمة عديمة الفائدة مقارنة بالخدمات السحابية الأخرى المعروفة. لكن مع ذلك يُمكنك توصيل الآلة عبر منفذ USB بجهاز الحاسوب الخاص لك واسترداد كافة الأشياء التي دونتها.

سعر الآلة أجده باهظاً جداً، إذ أنه يعادل شراء جهاز كروم بوك كامل الوظائف ويُمكن من خلاله القيام بكل ما تريده من مهام.

الخلاصة

قد تساعد Freewrite Traveler بعض الأشخاص على إنجاز مهام الكتابة بشكل أفضل. ولكن في الحقيقة لا يُمكن لهذه الفكرة أن تنجح في وقف تشتيت انتباهك، حتى لو كنت تعتمد على جهاز يعمل بالحبر الإلكتروني دون الاتصال بالإنترنت.

فعلى الأرجح، هاتفك لا يزال في جيبك، وعوامل الإلهاء قد تأتي من أي مكان، لذا لن يساعدك أي جهاز مخصص لتحسين التركيز وزيادة الإنتاجية، إلا لو اتخذت قراراً حاسماً بقطع أي عوامل إلهاء حولك، وحينها لن يهم إن كنت تستخدم حاسبك المحمول للكتابة أو أي جهاز آخر.

بالنسبة للعديد من الأشخاص الذين سيشترون Freewrite Traveler فما هي إلا مسألة وقت حتى يصبح الجهاز جزءًا من التحف التذكارية في المنزل والتي لا نعرف في النهاية أين نضعها مثلها مثل بعض أجهزة اللياقة التي نقوم بشرائها لكنها في النهاية تشغل مساحة في الطابق السفلي دون استخدام.

لا أعني بكلامي أنه لا يجب عليك شراء الجهاز، بل ما أقصده من واقع تجربتي أنه لا يوجد شيء يُمكنه أن يجعلك تحسن تركيزك بشكل سحري. يجب أن يكون هذا قرارك الشخصي والنابع من داخلك. صحيح، لن يكون تطبيقه سهلاً، لكن لا تعتقد أن آلة باهظة الثمن كهذه ستكون قادرة على حل المشكلة.

هاني محمود
مدون تقني