هل المنازل الذكية تستحق الاستثمار ؟

هل المنازل الذكية تستحق الاستثمار؟ وما الفوائد التي ستجنيها على المدى الطويل عند التحول إلى المنزل الذكي؟ دعونا نتعرف على الإجابة في هذا المقال

تحويل منزلك التقليدي إلى منزل ذكي قد يبدو معقدًا في البداية ويتطلب التفكير الجاد، ولكن في الواقع الأمر بسيط جدًا، فكل المطلوب ليصبح المنزل ذكيًا هو الحصول على التجهيزات التقنية التي تدعم بنية المنزل.

لنكن واقعيين، المنازل الذكية صحيح ستوفر الكثير من وسائل الراحة، لكن في المقابل قد يضطرنا هذا التحول لإنفاق الكثير من المال، مما يجعلنا نسأل هل الأمر يستحق فعلًا ؟ هل الفوائد تفوق التكلفة والمشقة للحصول على الأجهزة المناسبة وتوصيلها جميعًا ؟

بالنظر إلى المنفعة التي تقدمها، فإن الإجابة هي نعم، إنشاء منزل ذكي يعد استثمارًا جيدًا لوقتك وأموالك، دعونا نفسر الأسباب انطلاقًا من السطور القادمة.

ما الذي يميّز المنازل الذكية ؟


عندما تدعم منزلك التقليدي بالمصابيح الذكية والمقابس وأجهزة تنظيم الحرارة والكاميرات الأمنية ومكبرات الصوت وغير ذلك من التجهيزات التقنية التي تجعل المنزل ذكيًا، فإنك بذلك تضيف قدرًا كبيرًا من وسائل الراحة إلى منزلك.

لا تفكر في الأمر أنه إذا قمت بإضافة الإضاءة الذكية لمنزلك فذلك يعني – أو هذا ما يظنه الآخرون – أنك غير قادر على النهوض من الأريكة أو المقعد للضغط على مفتاح الإضاءة.

بدلًا من ذلك فكر أن فعل هذا الأمر يعني أنك منحت نفسك خيار عدم التوجه إلى مفتاح الإضاءة، فليس بالضرورة تحقيق استفادة من الإضاءة الذكية بصفة دائمة.

الأضواء الذكية وغيرها من الأدوات الذكية عمومًا ليست نتاج الكسل وتقليل النشاط البدني، وإنما تعتبر من الوسائل التي تيسر الحياة اليومية وتعمل على توفير الوقت عند اللزوم.

على سبيل المثال، قمت الآن بالجلوس على الأريكة وبصدد بدء مشاهدة فيلم جديد، ولكن بعد مرور دقائق أدركت أنه كان من الأفضل خفت إضاءة الغرفة أو إطفائها للحصول على أجواء سينمائية! وهنا لو كان منزلك ذكيًا، ستقدر الراحة في القدرة على تحقيق ذلك دون الحاجة إلى مقاطعة المشاهدة، حتى أنه بإمكانك تغيير إضاءة الغرفة بحسب حالتك المزاجية.

وبالمثل، في المرة الأولى التي ترى فيها من يطرق باب منزلك من خلال مكتبك، أو حتى عندما تكون بعيدًا عن المنزل، مع القدرة على التحدث مباشرة مع الزائر، ستقدر الراحة التي منحتك إياها أجهزة الـ Video Doorbells أو ما تسمى بـ “أجراس الباب اللاسلكية”.

بالإضافة لذلك، المرافق الذكية للمنازل توفر سُبل الراحة لكل أفراد الأسرة وليس لك وحدك بفضل أجهزة التحكم بالأوامر الصوتية مثل Amazon Alexa و Google Home.

مثلًا إذا افترضنا انك تحاول تعليم أحد الأفراد في المنزل كيفية التحكم في الأجهزة الترفيهية المختلفة، فبدلًا من تعليمهم طريقة استخدام كل جهاز تحكم أو إعطائهم جهاز تحكم عن بعد به عشرات الأزرار، يكفي أن تخبرهم بالأوامر الصوتية اللازمة لتحقيق المطلوب؛ فمن خلال قول “Hey Google, turn on the TV” سيفهم مساعد جوجل الأمر على الفور ويقوم بتشغيل التلفاز.

قد لا تكون الراحة ضرورة بالنسبة لبعض الناس، لكن هذا لا يجعل المنازل الذكية شيئًا سيئًا، فهي توفر وسائل الراحة التي قد لا تتوفر لديك بدونها.

بسبب الروتين المعتاد على القيام بأشياء كثيرة يوميًا، فإن المنازل الذكية تقلل من متاعب النمط الشاق وتوفر راحة البال لأنه لا داعي للقلق إذا نسيت إغلاق باب الفناء أو أضواء غرفة المعيشة بعد مغادرة المنزل، مازال بوسعك التحكم في كل هذه الأشياء من أي مكان عبر هاتفك “الذكي”.

المنازل الذكية

وبغض النظر عن الراحة التي توفرها مرفقات المنازل الذكية، فإنها أيضًا تساعد في التغلب على بعض التحديات اليومية.

مثلًا لا تحتاج أن تنهض من السرير أو الأريكة لتتحدث مع أحدهم في إحدى الغرف في المنزل. باستخدام المساعدين الصوتيين، يمكنك التواصل مع جميع من في المنزل، بغض النظر عن مكان وجودهم، عبر ميزات الاتصال الداخلي، والتي بالمناسبة تعُرف باسم Broadcast في جهاز Google Home.

إلى جانب ذلك، يوفر المساعدون الصوتيون المزيد من الوظائف، فعند إعداد مكبرات صوت المساعد الصوتي في عدة غرف كوسائل اتصال داخلية، يمكنك أيضاً استخدامها لتشغيل موسيقى على مستوى المنزل بالكامل — قد تحتاج ذلك في المناسبات الخاصة والحفلات المنزلية بين أفراد الأسرة.

التحكم الصوتي في الأضواء ونشاط مقابس الكهرباء الذكية يحل بعض المشكلات أيضًا ويقدرها الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة جدًا. فلا تحتاج ان تنهض وتتحرك كثيرًا في المنزل لأن لديك الخيار لإشعال الأضواء أو إطفائها بأمر صوتي منك إلى Alexa أو Google Assistant.

في حال قمت بدعم منزلك أيضًا بأجهزة استشعار ذكية، ستجعل الحياة أسهل فأسهل، فيمكنك برمجة هذه المستشعرات بحيث تقوم بإطفاء الأضواء عند مغادرة الغرفة تلقائيًا، أو إلغاء نشاط جميع مقابس الكهرباء بمجرد الخروج من المنزل، وهكذا.

وعلى ذكر مقابس الكهرباء أو الـ Smart Plugs فهي تتميز بفوائد ثانوية أيضًا، على سبيل المثال، يمكنها إتاحة الفرصة لك لإعادة تشغيل الراوتر من أي مكان في المنزل دون داعي للتوجه إلى جهاز التوجيه والنقر على زر إيقاف التشغيل.

إعادة تشغيل الراوتر هي أول خُطوة نقوم بها جميعًا عند مواجهة مشكلة في اتصال الانترنت، وهذا وارد الحدوث في أي لحظة. لذلك فإن توصيل الراوتر بمقبس ذكي مثل Z-Wave سيتيح لك إيقاف الراوتر وإعادة تشغيله أو جدولة هذه الأمور من خلال هاتفك الذكي “لاسلكيًا”.

المنازل الذكية

بالإضافة إلى الراحة وحل المشاكل والتحديات اليومية، تساعد المنازل الذكية على توفير المال أيضًا.

على سبيل المثال، عندما تستيقظ وتجد أن كل أضواء المنزل مشتعلة، وبقيت هكذا طوال الليل، فإن الحصول على المرفقات الذكية المناسبة يمثل أفضل حل ممكن لهذه المشكلة وخفض قيمة الفاتورة الشهرية.

إذا كان المنزل يحتوي على عدد كبير من الأشخاص، قد تواجه صعوبة في تدريبهم جميعًا على القيام بأشياء معقولة، مثل إطفاء التلفزيون أو الأضواء عند مغادرة الغرفة. وإذا كان لديك أطفال، فإن هذا التحدي سوف يزيد.

من الأفضل لو تعلم الجميع وتذكروا أهمية الحفاظ على الطاقة، لكننا بشر وعرضة للنسيان. لذلك تلعب المصابيح والمقابس الذكية دورًا هامًا في ترشيد الاستهلاك بحيث يمكن برمجتها على الإيقاف تلقائيًا طوال الليل حيث يكون الجميع نائمون، أو أثناء النهار عندما يكون الجميع في العمل أو المدرسة.

وحتى إذا كنت تتذكر دائمًا إطفاء الأنوار والأجهزة الالكترونية، فلا يزال بإمكان المقابس الذكية تقليل استهلاك الطاقة. فكما تعلمون على الأرجح، لا تزال العديد من الأجهزة تستهلك الطاقة حتى عند إيقاف تشغيلها.

على سبيل المثال، تستخدم وحدات تحكم الألعاب (أجهزة الكونسول) الحديثة طاقة أكبر من الأجهزة الأخرى عند إيقاف تشغيلها لأنها لا تزال قيد التحديث في الخلفية. وبالمناسبة، يمكنك استخدام جهاز مراقبة استهلاك الكهرباء لمعرفة ذلك.

في النهاية، قد تندهش من مقدار ما يمكنك توفيره عندما تمنع هذه الأجهزة من استهلاك الطاقة. خاصة عندما تفكر في الساعات الثماني التي تقضيها نائمًا، وست إلى ثماني ساعات تقضيها في العمل أو بالخارج.

ليس من السهل دائمًا تحويل المنزل التقليدي إلى منزل ذكي، فالأمر يتطلب الكثير من الجهد للحصول على نظام ذكي متكامل.

لكن الشيء الرائع أنه حالما تبدأ في الأمر على أساس أنه سيتعين عليك في بعض الأحيان استكشاف المشكلات وإصلاحها، فسوف تكتشف أن الفوائد تفوق أي جوانب سلبية قد تواجهها.

وعلى ذكر الجوانب السلبية قد تسأل الآن، وما هي عيوب المنازل الذكية ؟ بغض النظر عن التكلفة المرتفعة للأجهزة المنزلية، تتمثل المشكلة الرئيسية هنا عدم الاستقرار، بمعنى أنه إذا حدث خلل في إحدى الإجهزة الذكية او تعطل الإنترنت لأي سبب، لن تستطيع التحكم في أي شيء في المنزل عن بُعد.

ومع ذلك، على الرغم من أي جوانب سلبية، يمكن للمنازل الذكية توفير الراحة وحل المشكلات التي تواجهك بانتظام وحتى توفير المال. إذا كان هذا يبدو جيدًا بالنسبة لك، فإنها تستحق الاستثمار.

عبد الرحمن محمد