ماهو تطبيق Signal ولماذا يستخدمه الجميع الآن؟

تطبيق Signal

ما هو تطبيق Signal وهل يوفر الحماية الكافية لمعلوماتك ورسائلك؟ ولماذا بدأ الكثير باستخدام التطبيق في هذه الفترة؟ وهل للتطبيق ميزات أخرى تجعله مناسباً للاستخدام؟

أثار التحديث الأخير لشروط سياسة الخصوصية في تطبيق المراسلة الشهير “واتس اب” موجة غضب واسعة بين المستخدمين حيث فرض مشاركة البيانات مع خدمات وتطبيقات فيسبوك الأخرى، وفي حال عدم قبول الشروط الجديدة يتم حذف حساب المستخدم اعتبارًا من 8 فبراير 2021.

كما يُقال.. مصائب قوم عند قوم فوائد، فقد أدت معارضة المستخدمين لشروط الخصوصية في واتس اب إلى زيادة شعبية بدائل أخرى تأخذ الخصوصية على محمل الجد، لكن هذه المرة لم يكن “تيليجرام” فقط هو البديل الأفضل وإنما تطبيق يُدعى “Signal”.

في حين أن التطبيق صدر قبل نحو 8 أعوام تقريبًا، إلا أنه حقق نمو منقطع النظير في عدد المستخدمين خلال الأيام الماضية لدرجة حصول تأخر في وصول رموز التحقق عند التسجيل في التطبيق لأول مرة.

وسيجنال هو تطبيق مراسلة آمن ومشفّر، ويعتبر بديل أكثر خصوصية لتطبيق WhatsApp و Messenger و Skype و iMessage وحتى خدمة الرسائل النصية (SMS).

التطبيق مُتاح لهواتف أندرويد وآيفون، ويمكن استخدامه كذلك على سطح المكتب لأنظمة التشغيل ويندوز وماك ولينكس. كل ما تحتاجه للإنضمام هو رقم هاتف فقط.

وفيما يلي نوضح الأسباب التي تدفعك إلى التفكير بجدية في التبديل إلى Signal تحديدًا دونًا عن غيره.

أسباب تجعل تطبيق Signal جدير بالاستخدام


تطبيق Signal

دعنا نكون متفقين مبدئيًا على أن “سيجنال” لا يقدم تجربة مستخدم مختلفة عن واتس اب أو ماسنجر او تطبيقات الدردشة الشائعة الاخرى لانه ببساطة يفعل كل شيء تفعله هذه التطبيقات، سواءً إرسال رسائل فردية أو إنشاء مجموعات وارسال الصور والملفات والملصقات، وإجراء المكالمات الصوتية والفيديو أيضًا، وبالتالي لن تفتقد أي شيء يقدمه لك واتس اب.

يمكنك إنشاء مجموعة تضم ما يصل إلى 1000 شخص وإجراء مكالمات جماعية مع ما يصل إلى ثمانية أشخاص.

تطبيق Signal ليس ملكًا لشركة تكنولوجيا كبيرة وإنما تم تطويره من قبل Open Whisper Systems وهي منظمة غير ربحية تعتمد على التبرعات. وعلى عكس فيسبوك، لا يحاول المسؤولين عن التطبيق كسب المال بأي طريقة سواءً بجمع مجموعة من البيانات عن المستخدمين أو عرض إعلانات مخصصة لهم.

وفي حين يتمتع سيجنال بتجربة مألوفة عند المقارنة مع التطبيقات الاخرى من نفس الفئة، إلا أن البنية التحتية للتطبيق مختلفة تمامًا؛ فقد تصميمه من الصفر مع وضع حماية الخصوصية في الاعتبار.

يكفي القول أن أي نشاط يقوم به المستخدم في تطبيق “سيجنال” يكون مشفرًا باستخدام نظام من طرف إلى طرف (End-to-end encryption) مما يعني أنه حتى الشركة المطورة للتطبيق نفسه لا يمكنها قراءة الرسائل أو الاستماع إلى المكالمات، البيانات تتداول فقط بين الأشخاص في المحادثة.

كما أن “سيجنال” في الأساس هو تطبيق مفتوح المصدر بشكل تام، حيث أن كود المصدر لبرمجيات الخدمة مُتاحة على منصة GitHub مما يتيح فرصة لخبراء البرمجة اختباره والبحث عن الأخطاء وتصحيحها اولًا باول، وهذا دون شك يجعل منه تطبيقًا أمانًا بدرجة كبيرة.

صحيح كل تطبيقات الدردشة، بما في ذلك واتس اب وماسنجر، تزعم انها تحافظ على الخصوصية وتوفر ميزة التشفير للأنشطة التي يقوم بها المستخدم، لكن Signal هو الوحيد الذي يملك كل المقومات ليكون تطبيق دردشة آمن حقًا.

على سبيل المثال، لدى تطبيق Signal بروتوكول تشفير خاص به (Signal Protocol) لتأمين المحادثات الفردية والجماعية وعمليات نقل الملفات والصور والمكالمات الصوتية والفيديو. وهذا يؤكد مرة أخرى أن الأشخاص المشاركين هم فقط من يطلعوا على نص المحادثة وما يتم تداوله بين كل طرف. لن تتمكن الشركة التي تشغّل Signal من رؤية هذه المعلومات حتى لو أرادت ذلك.

هذا النهج يختلف عمّا نراه في تطبيقات المراسلة التقليدية. فإذا سلطنا الضوء على “فيسبوك ماسنجر” مثلًا سنجد أن التطبيق يتمتع بإمكانية الوصول لكل ما تكتبه وتقوله، فيما تصرح “فيسبوك” أنه لا يتم استغلال البيانات التي يتم جمعها لصالح الإعلانات المخصصة. لكن كيف للمرء أن يثق في شركة تاريخها حافل بانتهاكات خصوصية عملائها ومستخدميها ؟!

على الجانب الآخر، هناك تطبيقات مراسلة كثيرة تقدم ميزة التشفير كـ “خيار” يمكن تفعيله أو تعطيله. بينما في تطبيق Signal التشفير ليس اختياريًا، كل شيء مشفر دائمًا وبشكل افتراضي، بالإضافة لتوفير ميزات حماية مهمة أبرزها التدمير الذاتي للرسائل.

باختصار، تجمع شركة فيسبوك الكثير من البيانات عنك عبر تطبيقاتها، كذلك معظم الشركات الاخرى وخصوصًا تلك التي تقدم تطبيقات مراسلة. أما “سيجنال” يحاول ألا ينحاز لهذه النوعية من التطبيقات التي تتغذى على بيانات مستخدميها.

في الواقع، حتى لو تم إجبار مسؤولي تطبيق “سيجنال” للكشف عن بياناتك، فإن الشركة لا تعرف شيئًا تقريبًا عنك وعن النشاط الذي تقوم به. أكثر ما يمكن لسيجنال كشفه عنك هو رقم هاتفك وتاريخ آخر استخدام للتطبيق ووقت إنشاء الحساب.

في الوقت نفسه، يمكن لشركة فيسبوك الكشف عن اسمك بالكامل، وكل ما قلته على فيسبوك ماسنجر، وقائمة بالمواقع الجغرافية التي دخلت إلى حسابك منها — القائمة تطول.

شيء آخر يجعل “Signal” تطبيق مميز هو أنه يقوم بتخزين كل شيء – الرسائل والصور والملفات وما إلى ذلك – محليًا على هاتفك، وليس سحابيًا كما الحال في واتس اب وتيليجرام. كما يمكنك نقل البيانات يدويًا بين الأجهزة عند الترقية لهاتف جديد لاحقًا حتى لا تفقد المحادثات القديمة.

لماذا أصبح تطبيق Signal فجأة الأكثر شعبية؟

تطبيق Signal

تطبيق Signal موجود على الساحة منذ فترة طويلة، فقد تم تأسيسه في 2013 وتم إطلاق أول إصدار في 2014 وحينها حظى بشعبية واحترام كبير بين الأشخاص القلقين بشأن الخصوصية، حيث يعد من أولى تطبيقات الدردشة التي دعمت نظام تشفير من طرف إلى طرف.

كان هذا كفيلاً للفت انتباه دعاة الخصوصية وغيرهم من النشطاء وأبرزهم الموظف السابق لدى وكالة الأمن القومي الأمريكي “إدوارد سنودن” المدافع الشهير عن الخصوصية، حيث أوصى متابعيه باستخدام تطبيق “سيجنال” في عام 2015.

لكن 2021 هو العام الأفضل بالنسبة لتطبيق “سيجنال” حيث شهد قفزة كبيرة في عدد المستخدمين خلال الأيام القليلة الماضية، حتى أنه احتل المرتبة الأولى كأكثر تطبيقات تحميلًا على متاجر التطبيقات من آبل وجوجل.

لعل السبب الرئيسي هنا هو تحديث سياسة الخصوصية في واتس اب، فمن الواضح أن العديد من الأشخاص يرغبون في جعل محادثاتهم بعيدة عن أنظار فيسبوك، وبالتأكيد لا يوجد أفضل من سيجنال ليكون بديلاً يُعتمد عليه لتجنب انتهاك الخصوصية.

بعد هذا التحديث، كان لتغريدة الرئيس التنفيذي لشركة تيسلا “إيلون ماسك” دوراً في غاية الأهمية في زيادة شعبية التطبيق، وانضم معه جاك دورسي، الرئيس التنفيذي لشركة تويتر، حيث قاما بترشيح “سيجنال” للمتابعين عبر حسابتهم الرسمية.

يستخدم Signal رقم هاتفك لتحديد هويتك

تطبيق سيجنال يحمي خصوصية مستخدميه بالفعل، لكنه لا يبقيهم مجهولي الهوية. كما الحال في أي تطبيق مراسلة، ستحتاج للتسجيل إلى إدخال رقم هاتفك، وبالتالي عند بدء محادثة مع طرف آخر على التطبيق، فإن رقم هاتفك بمثابة بطاقة التعريف الخاصة بك.

عند التسجيل في Signal، سيطلب منك الوصول إلى جهات الاتصال المحفوظة على الهاتف. يقوم التطبيق بفحص جهات الاتصال الخاصة بك بشكل آمن لمعرفة أي منهم من مستخدمي Signal — أي يفحص فقط أرقام الهواتف ويرى ما إذا كانت أرقام الهواتف هذه مسجلة أيضًا على قاعدة بيانات Signal أم لا.

وفي حال كنت قلقًا بشأن حصول الأشخاص الآخرين على رقم هاتفك عند التحدث معهم على “سيجنال”، فإن الحل المثالي هو محاولة الاشتراك برقم هاتف ثانوي. أما إذا كنت تبحث عن وسيلة دردشة لا تعتمد على أرقام الهواتف، وسيلة تستخدم فقط أسماء المستخدمين بدلاً من أرقام الهواتف – فإن “سيجنال” ليس ما تبحث عنه.

رقم هاتفك المعلومة الوحيدة المرتبطة بهويتك على سيجنال

كيف تبدأ مع تطبيق Signal

في حال اتخذت قرار ترك واتس اب لصالح Signal فإن البداية ستكون سهلة جدًا. ما عليك سوى تحميل التطبيق من متجر App Store إذا كنت تستخدم آيفون او الآيباد ومن Google Play لأجهزة أندرويد.

بعد تشغيل التطبيق، يقوم المستخدم بإدخال رقم الهاتف والسماح بإذن الوصول لجهات الاتصال، علمًا أن هذا اختياريًا، حيث يمكن رفض الإذن ولكن ستضطر إلى إدخال رقم هاتف كل شخص تريد التحدث معه على التطبيق، وهذا في حال كنت على دراية بأن هذا الشخص يستخدم سيجنال هو الآخر.

يمكنك بعد ذلك بدء المحادثات مع جهات الاتصال التي تستخدم سيجنال، تمامًا كما تفعل في واتساب وتيليجرام وغيرهم، الاختلاف فقط في الواجهة الرسومية.

يمكنك أيضًا تنزيل تطبيق Signal لسطح المكتب لنظام التشغيل ويندوز أو ماك أو لينكس من موقع سيجنال الرسمي على الويب. سيؤدي هذا إلى مزامنة الرسائل من تطبيق Signal على هاتفك إلى جهاز الكمبيوتر، أي يجب إبقاء الانترنت قيد التشغيل على الهاتف.

عبد الرحمن محمد