نتعرف في هذا الموضوع على أهمية تقنية HDMI VRR خصوصاً لعشاق الألعاب وهل ستحتاج لشراء تلفاز جديد للاستفادة منها؟
يعتبر الجيل الجديد لمنفذ HDMI وهو HDMI 2.1 مهمًا من جوانب عديدة، ومهم بشكل خاص لمحبي ألعاب الفيديو خصوصًا بعد وصول PS5 و Xbox Series X للأسواق رسمياً.
ذلك لأن HDMI 2.1 يقدم دعمًا للعديد من الميزات الخاصة بالألعاب، على سبيل المثال “وضع الاستجابة المنخفضة التلقائية” ALLM والذي يقوم بضبط إعدادات التلفاز لما يتناسب مع الألعاب عند اكتشاف إشارة من وحدة “الكونسول” لتجربة لعب سلسة.
كما توجد ميزة HFR التي تفتح الباب أمام الألعاب التي تعمل بأكثر من 60 إطارًا في الثانية لتتجاوز هذا الحد.
ولكن يمكن القول إن أهم وأبرز الميزات التي يقدمها منفذ HDMI 2.1 بالنسبة للألعاب هي ميزة VRR – ماذا تفعل هذه الميزة وكيف تعمل، وهل ستحتاج إلى شراء تلفاز جديد للاستفادة منها ؟ هذا ما نجُيب عليه بالتفصيل إطلاقًا من السطور الآتية.
أهمية تقنية HDMI VRR للجيل الجديد من منصات الألعاب
قبل أن نبدأ بتعريفكم على ميزة VRR هناك مصطلحات يجب أن نُعرف بها اولًا لإدراك أهمية هذه الميزة بالنسبة للألعاب.
اول مصطلح هو معدل التحديث (Refresh Rate) هو عدد المرات التي يمكن فيها تحديث شاشة العرض في الثانية الواحدة. يتم تحديث معظم شاشات أجهزة التلفزيون والأجهزة المحمولة بمعدل تقليدي وهو 60 هرتز ؛ مما يعني أنه يمكن عرض 60 إطارًا فرديًا في ثانية واحدة على الشاشة.
بينما بلغت أجهزة التلفزيون الحديثة الآن معدل 120 هرتز، في الوقت نفسه يمكن أن تصل الشاشات المخصصة للألعاب إلى معدل 360 هرتز.
أما ثاني مصطلح فهو معدل الإطارات (Frame Rate) ويتم تعريفه على انه يمثل عدد الإطارات (الصور) التي يمكن لوحدة التحكم “الكونسول” أو الكمبيوتر ارسالها للشاشة في الثانية.
عندما يتعذر على الجهاز المصدر توفير 60 إطارًا كاملاً في الثانية، فقد يتم إرسال إطار جزئي بدلاً من ذلك. لا تهتم الشاشة بما إذا كانت تتلقى إطارًا كاملاً أو جزئيًا؛ ستعرض كل ما تحصل عليه من إطارات.
ينتج عن هذا تأثير يُعرف باسم “تمزيق الشاشة” Screen tearing حيث يتم عرض الإطارات الجزئية أعلى الإطارات الكاملة. ونظرًا لأن الإطارات يتم عرضها أفقيًا، من أعلى إلى أسفل، يظهر التمزق كخط أفقي متقطع، غالبًا في منتصف الشاشة.
عدد صغير من هذا التدخل بين الإطارات “التمزق” بين الحين والآخر لا يمثل مشكلة كبيرة. ومع ذلك، عندما تُرسل وحدة معالجة الرسومات (GPU) الإطارات باستمرار ولا يتم عرضها بنفس السرعة على الشاشة، يمكن أن يؤثر “تمزيق الشاشة” بشكل خطير على طريقة ظهور اللعبة وتشغيلها.
لحسن الحظ، يساعد نمط الـ VRR (معدل التحديث المتغير) في القضاء على هذه المشكلة حتى تبدو الألعاب أفضل وتعمل بشكل أكثر سلاسة.
بالنسبة للذين يقومون بتشغيل ألعاب الفيديو على الكمبيوتر، فهناك ميزة يمكن تفعيلها من إعدادات اللعبة تسمى V-Sync تعتمد على نمط VRR وتهدف لتقليل حدوث مشكلة تمزيق الشاشة بشكل فعال عن طريق إجبار المعالج الرسومي بتأخير عدد الإطارات التي يرسلها حتى تبدأ الشاشة بعرض الاطارات السابقة بالكامل ثم تبدأ دورة تحديث جديدة.
ولكن الطريقة التي عالجت بها V-Sync المشكلة كانت لها نتائج سلبية، صحيح قللت من ظهور تمزيق الشاشة ولكن في الوقت نفسه خلقت مشاكل آخرى. فإذا تم تفعيل الميزة، وتم اجبار المعالج الرسومي على تأخير ارسال الاطارات، هذا التأخير يؤدي بدوره لظاهرة تقطيع الإطارات، أي مازالت تجربة اللعب ليست الأفضل كما يفترض أن تكون.
للقضاء على مشكلة تمزيق الشاشة نهائيًا، يجب أن يتغير معدل تحديث الشاشة مع معدل الإطارات للمعالج الرسومي في إطار متزامن. لكي ينجح ذلك، أنت بحاجة إلى تقنية خاصة مدعومة في العتاد نفسه على كلا الجانبين، وحدة التحكم أو كرت الشاشة من جهة، وشاشة العرض من جهة أخرى.
وبالفعل هناك تقنيات تقوم بذلك مثل G-Sync من شركة إنفيديا و FreeSync من شركة AMD. وعلى حسب كرت الشاشة المستخدم، يجب استخدام شاشة عرض تدعم نفس التقنية. أي إذا قمت باستخدام كمبيوتر بمعالج رسومي Nvidia ستحتاج لشاشة عرض داعمة لتقنية G-Sync لتطبيق فكرة مزامنة معدل التحديث مع معدل الإطارات.
من المؤكد الآن أن منصات الجيل الجديد تدعم الميزة الجديدة HDMI VRR. فقد أكدت مايكروسوفت أن أجهزة Xbox Series X و S ستستخدم كلاً من HDMI VRR و AMD FreeSync.
ستدعم كل من وحدات تحكم Xbox الجديدة VRR بمعدل تحديث يبدأ من 30 وحتى 120 هرتز بشرط أن تدعم شاشة التلفاز المستخدمة معدلات تحديث عالية، وهو شيء أصبح حتمي الآن ونحن ننتقل إلى معيار جديد لواجهات العرض مع وصول HDMI 2.1. هذا هو أحد المجالات التي ستحتاج فيها للتأكد من أن التلفزيون أو الشاشة بها جميع الميزات الجديدة التي تريدها.
وفي حين أنه تم وضع ميزة VRR كأحد مزايا معيار HDMI 2.1 ولكن تبين أنه يمكن لبعض أجهزة التلفزيون المزودة بمنافذ HDMI 2.0b القيام بنفس ما تفعله ميزة VRR. مع وضع ذلك في الاعتبار، لا تتوقع على الفور أن تدعم جميع أجهزة التلفزيون المتوافقة مع HDMI 2.1 ميزة VRR.
في غضون سنوات قليلة، من المحتمل أن تصل HDMI VRR لكل شاشات التلفاز باسعارها المختلفة، لكننا في الوقت الحالي في “مرحلة انتقالية”. تفتقر العديد من الموديلات المتطورة إلى HDMI 2.1 تمامًا حاليًا.
تنص مواصفات PS5 الرسمية من سوني على أن ميزة ستكون مدعومة VRR بواسطة HDMI الإصدار 2.1. يشير هذا إلى أن HDMI VRR يعتمد على المعيار الجديد.
نظرًا لأن PlayStation 5 من سوني يستخدم أيضًا وحدة معالجة رسومات من AMD فقد يدعم أيضًا FreeSync مثل وحدات تحكم مايكروسوفت الجديدة.
أطلقت NVIDIA بطاقاتها من سلسلة RTX 30 في سبتمبر الماضي. كانت هذه أول بطاقات رسومات للكمبيوتر مزودة بـمنفذ HDMI 2.1 ودعم لكل من HDMI VRR و G-Sync. ونظرًا لأن هذه البطاقات وصلت إلى السوق قبل الجيل التالي من وحدات التحكم، فهي أول أجهزة تدعم HDMI 2.1 متاحة الآن للتجرّبة.
أدى ذلك إلى بعض المشكلات في جعل G-Sync يعمل على بعض شاشات HDMI 2.1. واجهت مجموعة شاشات OLED من LG مشكلات في إخراج صورة حقيقية بدقة 4K بمعدل 120 هرتز و 10 بت.
تم إصدار تحديث هوائي لطرازات 2019 و 2020 لإصلاح هذه المشكلة، بالإضافة إلى مشكلة وميض غريبة حدثت أثناء تشغيل الشاشات.
ومن الطبيعي أن هذه المشكلات ستستمر في الظهور مع توصيل منصات الجيل الجديد بشاشات الجيل التالي لأول مرة.
تعد LG واحدة من الشركات المصنعة القليلة التي تبنت HDMI 2.1 في هذه المرحلة، ومن غير المرجح أن تكون الأخيرة التي تواجه مثل هذه المشكلات.
ستضمن VRR أن تظل الألعاب سلسة وسريعة الاستجابة على شاشات التلفاز بعدما كانت حصرًا لشاشات الكمبيوتر للالعاب، حتى عندما لا يمكن تحقيق هذه الأهداف السامية. هذا يعني أيضًا أن الانخفاضات في الأداء ستكون أقل وضوحًا مما كانت عليه خلال حقبة PS4 و Xbox One.
ومع ذلك، هناك قيود على استخدام ميزة VRR. سيكون لدى لعبة Spider-Man Remastered لجهاز بلاي ستيشن 5 خيار استخدام تقنية “تتبع الأشعة” لعناصر معينة، مثل الانعكاسات وبعض الظلال.
نظرًا لأنه يبدو أن تتبع الشعاع مقصور على 30 إطارًا في الثانية، فلن يتم استخدام تقنية VRR. هذا مثير للاهتمام مقارنة ببيان مايكروسوفت بأن السلسلة S و X ستدعم VRR بين 30-120 هرتز.
هذه حجة لاستخدام FreeSync عبر HDMI VRR إذا كان جهازك يدعمها. طورت AMD تقنية تسمى Low Framerate Compensation والتي تساعد على سلاسة اللعب عندما ينخفض الاداء إلى أقل من 30 إطارًا في الثانية.
باستخدام تقنيات مضاعفة الإطار، تقلل FreeSync LFC الحركة السريعة للإطارات الممزقة، ولكنها لن تقضي على الأداء الضعيف تمامًا. إذا كنت تريد خيار استخدام FreeSync فسيتعين عليك التأكد من أن التلفزيون أو الشاشة التي تشتريها تدعمها بشكل صريح.
إذا كنت لا تزال هذه الميزة غير مقنعة لك، يمكنك الانتظار حتى يقوم المستخدمين الأوائل بتجربة الميزة، حيث سيكون هناك الكثير من أجهزة التلفزيون المتوفرة في 2021-22 تدعم هذه الميزة، ومن المحتمل أن تكون أرخص من موديلات اليوم.
HDMI VRR هي تقنية من الجيل التالي لجيل جديد من وحدات التحكم في الألعاب. بالإضافة إلى شاشات التلفاز الجديدة الداعمة لمعدل تحديث يصل لـ 120 هرتز ، ومدخلات HDMI 2.1 ، وتأخر زمن الاستجابة. تعد VRR واحدة من أفضل الميزات التي يجب البحث عنها في تلفزيون الألعاب التالي!