هل العدسات الخارجية لكاميرا الهاتف تستحق الشراء؟ وهل فعلاً ستحتاج لها لالتقاط الصور الاحترافية؟ نتعرف على الإجابة في هذا الموضوع.
حققت القدرات التصويرية في الهواتف الذكية قفزة هائلة في السنوات القليلة الماضية، فاليوم من النادر أن نجد هاتفًا لا يستطيع التقاط صور مذهلة تقترب مما هو متاح في الكاميرات الرقمية الاحترافية، ويرجع الفضل في ذلك إلى تطور حساسات التصوير ودمج الذكاء الاصطناعي، بالإضافة لدعم الكاميرا بأنواع أخرى من العدسات.
ولكن حتى مع كل هذه التحسينات، لا يزال الكثير من المستخدمين يتطلع لتوفير لقطات أكثر جودة واحترافية، وهو ما يجعل البعض يفكر في شراء العدسات الخارجية المتوفرة بغزارة في المتاجر، والتي تعمل على تعزيز قدرات الهاتف التصويرية والتقاط صور احترافية يصعب تمييزها عن الصور الملتقطة بكاميرا DSLR باهظة الثمن.
على الأقل هذا ما يتداوله البعض، فهل هذا الادعاء صحيح ؟ هل يجب شراء عدسات خارجية أم يجب الاعتماد على هاتف جديد بكاميرا أفضل بدلًا من ذلك ؟ في مقالنا هذا سنجيب عن هذه التساؤلات.
هل العدسات الخارجية لكاميرا الهاتف فعالة حقًا ؟
كما هو الحال مع الكاميرات الاحترافية، يمكن تغيير عدسات كاميرا الهاتف الذكي ولكن ليس بشكل فعلي، وإنما عبر إضافة عدسة خارجية فوق العدسة الأساسية للكاميرا، والهدف من ذلك هو الحصول على إمكانيات التصوير الفوتوغرافي التي لا توفرها العدسات المدمجة.
فمثلًا، هناك العدسات الخارجية ذات الزاوية العريضة (Wide Angle Lenses) التي تساعدك على التقاط صور بكادر واسع، بينما تمنحك العدسات الخارجية الـ Telephoto مضاعفة الطول البؤري للكاميرا، مما يضاعف مستوى التكبير، وبالتالي تتمكن من إلتقاط صور للمشاهد البعيدة بدقة أعلى.
وهناك أيضًا عدسات خارجية Fisheye التي تمنح هاتفك القدرة على التقاط صور بزاوية عريضة جداً تتراوح بين 100 إلى 180 درجة، ولذلك تبدو فيها الخطوط المستقيمة منحنية والمشهد يأخذ شكل دائري إلى حد ما.
بشكل عام، جميع هذه العدسات تضيف أسلوب تصوير أفضل، وهو شيء مهم إذا كنت من محبي التصوير الفوتوغرافي بالهواتف الذكية، حيث بإضافة أياً من هذه العدسات ستتجاوز قدرات الهاتف التصويرية المحدودة.
حتى أن بعض العدسات الخارجية يمكن تركيبها على الكاميرا الأمامية لالتقاط صور سيلفي واسعة أو إجراء مكالمات فيديو بشكل مختلف عبر عدسات Fisheye.
هذه العدسات كما أشرنا متوفرة بغزارة في المتاجر الإلكترونية العالمية وأسعارها تختلف لعوامل كثيرة منها الحجم ومواد التصنيع، حيث ستجد أرخص هذه العدسات مصنوعة من البلاستيك وصغيرة بما يكفي لوضعها في الجيب والتنقل بها وإزالتها وتثبيتها حسب الضرورة.
على الجانب الآخر، هناك عدسات خارجية احترافية مصنوعة من مواد أكثر قوة مثل الزجاج والمعدن، وتكون كبيرة جدًا في الحجم، لذا يصعب إضافتها للهاتف بالطريقة العادية، وإنما مدمج معها مكان خاص لوضع الهاتف بالكامل؛ مما يضمن محاذاة العدسة بشكل صحيح وتثبيتها في مكانها.
هذه العدسات هي الأغلى ثمنًا بالتأكيد، ولها استخداماتها الخاصة، مثل تصوير الأفلام القصيرة والإعلانات.
يمكنك أيضًا شراء حامل عدسة، وهو عبارة عن حامل مصنوع من المعدن يتم إضافة الهاتف الذكي فيه ومن ثم تركيب العدسات الخاصة بالكاميرا الاحترافية من شركات مثل Nikon و Sony و Canon وهو مفيد جدًا في حال كنت مصور فوتوغرافي بالفعل ولديك ترسانة من العدسات الاحترافية التي تريد استخدامها مع هاتفك الذكي.
العدسات الخارجية لكاميرا الهاتف تنطوي على قيود
لا يعني ما سبق أن العدسات الخارجية لكاميرا الهاتف ستؤدي لنقل أداء الكاميرا إلى مستوى آخر، صحيح ستساعدك على التقاط صور بشكل جديد وغير مسبوق، ولكن يجب عليك إدراك حقيقة أن أي صورة تمر عبر العدسات الخارجية يجب أن تمر أيضًا عبر العدسة الموجودة على هاتفك، سواءً كان من آبل أو سامسونج أو هواوي أو غيرها.
هذا هو الاختلاف البارز بين تغيير العدسات بالنسبة للكاميرات الاحترافية وكاميرات الهواتف الذكية، ففي حالة الأولى يؤدي تغيير العدسة لتحسين جودة الصور بشكل ملحوظ، أما في حالة الثانية يكون تغيير العدسة مجرد تبديل قطعة الزجاج الموجودة أمام المستشعر للتصوير بأسلوب مختلف، وبالتالي فإن جودة الصور مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالعدسة الأساسية والمستشعر وكمية الضوء التي يُسمح باستيعابها.
بمعني آخر، إذا كانت جودة كاميرا هاتفك الذكي ضعيفة أو بها قصور، فإضافة عدسة خارجية لن يساهم في الحصول على صور نظيفة لا تشوبها شائبة، حتى لو أشتريت عدسة خارجية احترافية باهظة الثمن، كن على يقين أن الصور الملتقطة بها ستحتوي نفس العيوب من تفاصيل ناعمة حول الحواف وتشويش في كل جزء من الصورة.
من عيوب العدسات الخارجية أيضاً هو حجمها، حتى وإن كانت أصغر من تلك الخاصة بالكاميرات الاحترافية، فإنها لا تزال كبيرة الحجم وبارزة، لكنها غير ملفتة للنظر بشكل كبير. هذا هو السبب وراء تفضيل مصورو الشوارع الهواتف الذكية.
متى يجب شراء عدسات خارجية ؟
دعنا نكون محايدين هُنا، فلا نقصد أن شراء عدسة خارجية لكاميرا هاتفك مجرد مضيعة للوقت والمال، فهي عبارة عن “إكسسوار” ربما يكون مفيدًا لك وربما لا، الأمر يعتمد على ما تسعى للحصول عليه عند التقاط الصور باستخدام هاتفك بدلًا من شراء كاميرا احترافية باهظة.
يمكنك في البداية شراء العدسات الخارجية الرخيصة وتجربتها، وبالتأكيد ستشعر بفارق كبير بمجرد التصوير من خلالها وستستمتع بالنتيجة التي تحصل عليها في النهاية. وإن أعجبتك التجربة، يمكنك شراء مجموعة من العدسات المرموقة سواءً كانت Wide-angle أو Telephoto أو Fisheye.
من الجدير بالذكر أن الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية التي تتمتع بكاميرات ذات عدسات مختلفة، مثل الآيفون والآيباد، أصبحت تستخدم في صناعة الأفلام، فقد تم تصوير أفلام مستقلة بالكامل وإنتاجها اعتمادًا على هواتف آيفون الحديثة فقط، بينما يستخدم المخرجون الأجهزة اللوحية، مثل آيباد برو، للتصوير أفلام من نوعية B-Roll و Cutaways باستخدام الكاميرا الأساسية.
وبالتالي، سيؤدي إضافة العدسة الخارجية المناسبة لهاتفك إلى تحسين قدراته التصويرية وجعل استخدامات الكاميرا لا تقتصر على التقاط صور عادية. ينطبق هذا أيضًا على البث المباشر، فلا توجد وسيلة أسهل لبث الفيديو على الإنترنت أكثر من هاتفك الذكي.
أفضل عدسات يمكن شرائها لكاميرا هاتفك
بسبب وفرة العدسات الخارجية لكاميرات الهواتف الذكية، ربما تتساءل، أياً منها يستحق الشراء؟ لا توجد إجابة محددة ولكن دعني أوضح بعض النقاط التي قد ترشدك إلى الخيار الذي تبحث عنه.
كما أشرنا سلفًا، هناك عدسات خارجية رخيصة لن تكلفك كثيرًا لأنها مصنوعة من البلاستيك، على عكس العدسات الحقيقية المصنوعة من الزجاج، مما يؤثر بشكل بارز على جودة الصور.
بمعنى أن التصوير بواسطة العدسات البلاستيكية سيؤدي إلى جعل الصور ناعمة والضوء متوهج بشكل ملحوظ. هذا بالإضافة لكون البلاستيك يميل إلى التلف بسهولة تامة، والذي، أيضًا، يساهم في تدني جودة الصورة.
ضع في اعتبارك أيضًا أن بعض العدسات الرخيصة قد تقلل من أداء التركيز التلقائي للكاميرا، خاصةً عند محاولة التقاط صورة وجعل التركيز على هدف باتجاه حافة الإطار، حيث يلاحظ أن الصورة دائمًا ما تكون أكثر حدة في المنتصف. لذا، وبشكل عام، العدسات البلاستيك اختيارًا سيئًا إذا كنت تطمح لالتقاط صور عالية الجودة ذات تباين منضبط وألوان مشبعة.
يحتوي متجر أمازون على مجموعة من هذه العدسات الرخيصة، وصحيح أنها لن توفر جودة صورة مذهلة، ولكن ستمكنك من مضاعفة الطول البؤري أو تقليله مقابل مبلغ رمزي لا يتعدى 10 دولارات.
على الجانب الآخر، هناك العدسات الخارجية المصنوعة من الزجاج والمعدن، وهي الأكثر تكلفة، أفضل هذه العدسات تأتي مع مكان مخصص لوضع الهاتف وضبط العدسة مع الكاميرا بكل دقة ومنع انزلاقها بسهولة؛ مما يضمن تجربة تصوير سلسة تخلو من الصعوبات.
تعتبر Olloclip من أفضل الشركات المصنعة لعدسات الهواتف الذكية، حيث تقدم عدسات مصنوعة من مكونات زجاجية ومعدنية عالية الجودة، ولكن في المقابل ستدفع مبلغ وقدره من المال.
تكلفك عدسة واحدة بالإضافة إلى الحامل الخاص بها حوالي 100$ في حين تصل التكلفة إلى 200$ عند شراء مجموعة من ثلاث عدسات، لذلك يجب عليك التفكير بجدية قبل دفع مبلغ كهذا.
هناك أيضًا شركة Moment والتي تقدم أفضل العدسات المتاحة للهواتف الذكية، حيث تكون مصنوعة من مواد عالية الجودة لضمان الحصول على نتائج تفوق التوقعات. كما أن أسعارها أقل بقليل، إذ تكلفك كل عدسة حوالي 70 دولار، ولكن هذا بدون الحامل أو الحافظة، فيمكنك شرائهم بشكل منفصل من نفس الشركة.
في حال كنت مصوراً فوتوغرافياً وتمتلك عدداً لا بأس به من العدسات لكاميراتك الرقمية الاحترافية، فهنا يكون أفضل خيار هو استخدام هذه العدسات مع كاميرا هاتفك الذكي بدلًا من شراء هذه العدسات الصغيرة.
كل ما تحتاج إليه هو شراء حامل يقوم بتهيئة العدسة على كاميرا الهاتف وخلق التوازن المناسب لتجربة تصوير لا مثيل لها. كما يمكنك هذا الحامل من تركيب قاعدة ثلاثية القوائم لجعل الصور مستقرة والتركيز بسهولة على الأهداف.
فمثلاً هناك حامل Beastgrip الموجه لهواتف آيفون، حيث يسمح لك بتركيب مجموعة من العدسات، بما في ذلك العدسات الصغيرة، فوق العدسات الأساسية للكاميرا بسهولة تامة.
هذا الحامل قد يكون ثقيلًا بعض الشيء، لكن حجمه مناسب بما يكفي لوضعه في الجيب والتنقل به، وهو شيء مهم بشكل خاص لأي شخص يريد استخدام هاتفه الذكي في أعمال الإنتاج أو البث المباشر أو في التسجيلات الصحفية، أو حتى صناعة الأفلام المستقلة.
قد لا تحتاج هذه العدسات أصلًا !
على الأرجح أنت تمتلك هاتفًا من الفئة المتوسطة أو العليا مزود بكاميرا ممتازة بما يكفي لالتقاط صور رائعة، ولا تحتاج إلى شراء عدسات خارجية، وإنما كل ما تحتاجه لجعل التصوير الفوتوغرافي بهاتفك أكثر احترافية هو استخدام تطبيق التصوير الصحيح.
هناك العديد من تطبيقات “الكاميرا” التي تضاهي التطبيق الافتراضي، ولكن أفضل هذه التطبيقات تلك التي تعطي المستخدم خيارات تحكم أكثر ليفعل كل شيء يدويًا مثل التحكم في عمق المجال والـ ISO وكمية الضوء، وغيرها من العناصر التي تؤثر بشكل كبير على النتيجة النهائية لجودة الصور الملتقطة، وهناك الكثير من التطبيقات المدفوعة في متاجر التطبيقات تمنحك مزايا مذهلة، وهي بالتأكيد أرخص بكثير من شراء مجموعة عدسات خارجية.