هل يُمكن اختراق هاتف آيفون الخاص بك؟

اختراق هاتف آيفون

هناك تسائل يدور في أذهان الكثير من المستخدمين، هل يُمكن اختراق هاتف آيفون فعلاً؟ في هذا الموضوع نتعرف على الإجابة بالتفصيل.

في موضوع هل يمكن لهاتف آيفون أن يتعرض لفيروسات تناولنا بعض المزايا الأمنية التي توفرها شركة آبل في هواتفها، وكيف يُمكن لمستخدمي أيفون تجنب مخاطر الفيروسات بطرق إضافية.

لكن ماذا عن اختراق هاتف آيفون هل من الممكن حدوث ذلك؟ وهل هي عملية متاحة وممكنة للهاكرز؟

في البداية دعونا نتفق أن هواتف آيفون اكتسبت سمعة واسعة على أنها أجهزة تركز على الأمان والخصوصية وذلك بفضل سياسة شركة آبل الحديدية.

مع ذلك حينما يتعلق بالأمر بالأمان الكامل فلا يوجد جهاز مثالي. وللإجابة على سؤال، هل يُمكن اختراق هاتف آيفون وما هي المخاطر المترتبة على ذلك يجب أن نوضح عدة أشياء.

ماذا يعني اخترق هاتف آيفون ؟

كلمة “اختراق” تعتبر من المصطلحات الفضفاضة التي تستخدم غالباً بشكل غير صحيح، وبشكل تقليدي فإن الكلمة تعني الوصول بشكل غير قانوني إلى شبكة حاسوب.

أما فيما يخص هاتف آيفون فعملية الاختراق يُمكن أن تشمل:

  • الوصول إلى المعلومات الشخصية لشخص ما مخزنة على هاتف آيفون
  • مراقبة أو استخدام هاتف آيفون بدون علم المالك أو موافقته
  • تغيير طريقة عمل هاتف آيفون باستخدام برامج أو أجهزة إضافية.
  • يمكن لشخص ما أن يخمن رمز المرور الخاص بك، وهو ما يعد عملية اختراق.
  • تثبيت برامج مراقبة على جهاز آيفون حتى يتمكن أي شخص من التجسس على أنشطتك.

بخلاف النقاط التالية، هناك عملية كسر الحماية jailbreaking والتي يتم فيها تثبيت برنامج ثابت مخصص على الجهاز وتعد من الطرق المستخدمة على نطاق واسع.

العديد من الأشخاص قاموا “باختراق” لأجهزة آيفون الخاصة بهم عن طريق تثبيت إصدار معدل من نظام تشغيل iOS لإزالة قيود شركة آبل، وهنا الاختراق المقصود ضد نظام الشركة.

أضف إلى ذلك، التطبيقات الضارة التي من الممكن ظهورها على هواتف آيفون، في بعض الحالات تم العثور على ثغرات يوم الصفر zero-day في متصفح سفاري ما سمح للمخترقين بثبيت برامج تجسس تحايلت على إجراءات الأمان من شركة آبل وسرقة المعلومات الشخصية.

قد يبدو هذا الأمر مقلقاً لك، لكن من المهم أن تعرف أن عملية كسر الحماية jailbreaking تتحرك بسرعة، فالأمر يشبه لعبة القط والفار بين شركة آبل والمخترقين، والشركة تقوم بإصلاحات أمنية فورية في هذا الإطار، لذلك إذا حافظت على تحديث جهازك، فأنت على الأرجح “آمن” ضد أي عمليات اختراق تعتمد على طريقة كسر الحماية.

وهذا بالطبع لا يعني أن تترك الإجراءات الأمنية الأساسية وتتعامل مع الأمر باستهتار، فمجموعات المخترقين والقراصنة وبعض الحكومات والوكالات الأمنية تهتم بتطوير طرق لتجاوز الحماية التي تفرضها آبل، ويُمكن لأي منهم في أي وقت اكتشاف ثغرة تتيح التسلل لهاتفك، وبالتأكيد لن يتم إخطار آبل أو الجمهور بذلك.

لا يُمكن استخدام هاتف آيفون عن بعد

لا تسمح شركة آبل لأي شخص بالتحكم عن بُعد في هاتف آيفون عبر تطبيقات الوصول عن بعد مثل TeamViewer، بينما يأتي نظام macOS مزودًا بخادم حوسبة شبكة افتراضية (VNC) يسمح لك بالتحكم في جهاز ماك عن بعد إذا قمت بتمكينه، أما نظام iOS لا يقوم بذلك.

هذا يعني أنه لا يمكنك التحكم في هاتف آيفون دون كسر الحماية عليه أولاً jailbreaking، هناك خوادم VNC متاحة لأجهزة آيفون التي تم كسر حمايتها، ولكن الأجهزة التي تعمل بالإصدارات الرسمية لا توفر ذلك.

كذلك، يستخدم نظام iOS آلية أذونات قوية لمنح التطبيقات وصولاً إلى خدمات ومعلومات معينة، فعند تثبيت تطبيق جديد لأول مرة، غالبًا ما يُطلب منك منح الإذن لخدمات الموقع أو الكاميرا، ولا يُمكن للتطبيقات الوصول إلى أي معلومات بدون إذن صريح منك.

من الأشياء المثيرة للاطمئنان، أنه لا يوجد مستوى من الأذونات داخل نظام iOS يمنح حق الوصول الكامل إلى النظام، حيث يتم إضافة كل تطبيق في وضع الحماية، ما يعني أن التطبيق منفصل عن باقي النظام في بيئة “وضع الحماية” الآمنة.

هذا الأمر يمنع التطبيقات التي يحتمل أن تكون ضارة من التأثير على بقية النظام، بما في ذلك تقييد الوصول إلى المعلومات الشخصية وبيانات التطبيق.

لذا المطلوب منك فقط أن تكون حذراً من الأذونات التي تمنحها للتطبيقات، فمثلاً تطبيق فيس بوك يطلب الوصول إلى جهات الاتصال الخاصة بك، ولكنه لا يتطلب ذلك لكي يعمل.

وبمجرد منح حق الوصول إلى هذه المعلومات يُمكن للتطبيق أن يفعل ما يريد باستخدام هذه البيانات بما في ذلك تحميلها على خادم خاص وتخزينها للأبد.

قد ينتهك هذا اتفاقية متجر آب ستور، ولكن لا يزال من الممكن من الناحية الفنية القيام بذلك. أعرف أنك قد تقلق بشأن الهجمات الإلكترونية وعمليات الاختراق من مصادر خطيرة، إلا أن الخطورة الحقيقية قد تأتيك من خلال نقل معلوماتك الشخصية إلى تطبيق “يبدو آمن” ويطلب منك ببساطة وأدب أذونات معينة، وهذا يتطلب منك أن تفكر مرتين قبل الموافقة على طلبات التطبيق.

اختراق هاتف آيفون عبر iCloud

من المحتمل أن يكون معرف Apple الخاص بك (وهو حساب iCloud بالمناسبة) أكثر عرضة للتدخل الخارجي مقارنة بالهاتف نفسه، لأن الأمر مثله مثل أي حساب عبر الإنترنت، ويُمكن للعديد من الجهات الخارجية الاحتفاظ ببيانات الوصول الخاصة بك.

لكن لحسن الحظ يُمكن أن تخفف المخاطر بشأن حساب آيكلاود من خلال تفعيل ميزة المصادقة الثنائية على Apple ID، وبالتالي حتى لو استطاع المخترق معرفة كلمة مرور حسابك فسيحتاج إلى إدخال رمز المرور الذي يصل لهاتفك، وبالتالي أنت تجعل العملية صعبة جداً على المخترق.

وفي حال قيامك بذلك، فيجب على المستخدم اتباع عمليات الهندسة الاجتماعية للحصول على رمز المصادقة الثنائية، وهو أمر لا يجب أن تشغل بالك به كثيراً، إلا في حال كنت شخصاً مهدداً من جهة بعينها.

ماذا عن برامج التجسس على آيفون؟

اختراق هاتف آيفون

تعد برنامج التجسس أحد أخطر الأشياء التي قد تعرض مالكي هواتف آيفون للاختراق، إذ أنها تعتمد على تثبيت أدوات مراقبة على الأجهزة، ويتم تسويقها للآباء المستهدفين أو الأزواج كوسيلة لتتبع نشاط شخص آخر على آيفون.

لا يُمكن لهذه التطبيقات أن تعمل على نظام iOS الأساسي لذا ستتم مطالبتك بكسر حماية الهاتف أولاً، حتى تتمكن من تشغيلها.

يؤدي هذا الأمر للأسف إلى فتح هاتف آيفون على العديد من المخاطر الأمنية الهائلة، وكذلك مشكلة التوافق مع التطبيقات الأخرى والتي لا يُمكنها أن تعمل على أجهزة تم كسر حمايتها.

بعد كسر حماية الجهاز وتثبيت تطبيق المراقبة، يمكن للأشخاص التجسس على جهاز آيفون، وسيرى هذا الشخص كل رسالة نصية يتم إرسالها وتفاصيل جميع المكالمات التي تم إجراؤها أو استقبالها وحتى الصور أو مقاطع الفيديو الجديدة الملتقطة بالكاميرا.

حتى الآن بالإمكان التأكيد أن هذه التطبيقات لا تعمل على أجهزة آيفون الحديثة مثل آيفون XR أو آيفون 11 أو آيفون SE الجديد والإصدارات اللاحقة، وطبعاً يعود ذلك لأن آبل جعلت من الصعب جداً كسر الحماية على هواتفها الجديدة.

لذلك لو كنت تستخدم أحدث إصدارات iOS 13 فلا يجب أن يشكل هذا الأمر تهديدًا كبيرًا عليك، ولكن في نفس الوقت فإن الأمور لا تبقى على حالها للأبد، وبأي وقت قد يتم الوصول لطرق فعالة لكسر حماية هواتف آيفون، وسيتم التسويق حينها بشكل كبير لمثل هذه التطبيقات وعليك أن تدرك دائماً مخاطر استخدامها.

اختراق هاتف آيفون – شبكات واي فاي تبقى ضعيفة

بغض النظر عن الجهاز الذي تستخدمه سواءً كان آيفون أو غيره، لا تزال الشبكات اللاسلكية غير الآمنة تشكل أحد أكبر التهديدات على أمان الهواتف الذكية عموماً.

يمكن للمخترقين استخدام هجوم الوسيط Man-in-the-middle لإعداد شبكات لاسلكية مزيفة وغير آمنة لالتقاط الترافيك.

من خلال تحليل الترافيك، قد يتمكن المخترق من رؤية المعلومات التي ترسلها وتستقبلها، وإذا كانت هذه المعلومات غير مشفرة، فقد يتم الاستلاء على بيانات تسجيل الدخول وكلمات مرور لحساباتك ومعلومات حساسة أخرى.

لذلك يجب الحذر عند استخدام الشبكات اللاسلكية غير الآمنة، مثل الشبكات في الأماكن العامة كالمقاهي والمطاعم وغيرها، كما يُمكنك لراحة بالك الاعتماد على خدمة VPN موثوقة لتشفير الترافيك أثناء استخدام هاتف آيفون.

كلمة أخيرة ..

تتمتع هواتف آيفون بحماية أمنية عالية، ولكن هذا لا يعني أنها عصية عن الاختراق بالكامل، في المقابل يُمكن باتباع إجراءات الأمان الأساسية توفير أعلى درجات من الحماية نلخصها لكم سريعاً:

  • احرص على استخدام أحدث إصدار رسمي من نظام iOS على هاتف آيفون الخاص بك.
  • لا تقوم بأي حال من الأحوال بكسر الحماية jailbreaking على هاتف آيفون.
  • كن حذراً في منح الأذونات للتطبيقات، ولا تثق في أي تطبيقات تحتاج أذونات أكثر مما يلزم لتشغيله
  • فعل المصادقة الثنائية على كافة حساباتك المهمة بما في ذلك حساب Apple ID
  • لا تتصل بشبكات لاسلكية غير آمنة، وإن كنت مضطراً لذلك فاعتمد على خدمات VPN موثوقة
هاني محمود
مدون تقني