أفضل طريقة توصيل شاشة 4K .. هل HDMI أو DisplayPort أم USB-C ؟

توصيل شاشة 4K

كيف يُمكن توصيل شاشة 4K بأفضل طريقة ممكنة .. ما هي المنافذ المستخدمة للتوصيل وما مميزات وعيوب كل من هذه المنافذ؟

تعتبر تقنية عرض 4K اليوم أحد التقنيات الرئيسية الشائعة في الأجهزة التي تنتشر في الأسواق، كما أن فكرة شراء أجهزة تلفاز 4k باتت جذابة بالنسبة للكثيرين من المستخدمين، خصوصًا مع وفرة المحتوى الداعم لهذه التقنية للاستمتاع بدقة وضوح فائقة أثناء عرض الصور أو مشاهدة الأفلام والعروض التلفزيونية.

وفي حال قمت بالفعل بشراء شاشة 4K جديدة مؤخرًا، فربما تتساءل عن الاختلاف بين مجموعة المنافذ الموجودة في الخلف، وايًا منهما الأفضل ولماذا ؟

أصبحت منافذ HDMI و DisplayPort و USB-C و Thunderbolt معروفة الآن، ولكن لكلٍ مزايا وعيوب وشروط معينة للاستخدام، فدعونا نوضحها ببساطة عبر السطور التالية.

الفرق بين منافذ توصيل شاشة 4K


منفذ HDMI 2.1

توصيل شاشة 4K

واجهة الوسائط المتعددة عالية الوضوح وتُدعى اختصاراً بـ HDMI هي واجهة العرض المستخدمة بشكل عالمي لمختلف الاجهزة اليوم.

إذ ستجدها في أجهزة التلفزيون لربط أجهزة الكونسول ومشغلات أقراص بلو راي. وتوفر إشارة رقمية ثابتة؛ أي يمكن توصيل أو إزالة الأجهزة دون حاجة لإيقاف تشغيلها اولًا.

ويمثل HDMI 2.1 أخر تحديث لواجهة HDMI – والذي أعلن عنه في شهر مارس من عام 2016. فقد جاء هذا التحديث لدعم الواجهة بالقدرة على الوصول إلى عرض نطاق ترددي يساوي 48 جيجابت في الثانية، وهو ما يلزم لتشغيل شاشة عرض بدقة 10K على سرعة 60 إطارًا في الثانية مع نشاط تقنية HDR10+.

هذا يعني أنّ استخدام منفذ HDMI 2.1 على شاشات 4K يعتبر أكثر من كافي، حيث يضمن الحصول على جودة لونية عالية وتفاصيل واضحة ومشاهدة أفضل بكل سلاسة ومرونة.

يمكن أيضًا استخدام منفذ HDMI 2.1 في حالة الرغبة في توصيل جهاز كمبيوتر بشاشة عرض، ثم توصيل هذه الشاشة بشاشة عرض أخرى.. وهكذا (يُطلق عليه تسلسل ديزي) ولكن ضع في اعتبارك أن الشاشات التي تدعم هذا التسلسل نادرة جدًا، ومع ذلك، يمكن لك الاكتفاء بعرض شاشتين في وقت واحد بواسطة واجهة HDMI 2.1.

ومن ضمن المميزات الثانوية التي يتضمنها الإصدار الجديد محدودية توصيل الطاقة، والقدرة على العمل ككابل إيثرنت لتوصيل الانترنت إلى الأجهزة عوضًا عن كابلات الـ RJ.

يدعم المنفذ أيضًا تقنية FreeSync ومعدل التحديث المتنوع (VRR) للقضاء على تمزق الإطار أثناء اللعب، مما يعطي تفاصيل أكثر وسلاسة متناهية.

ولكن لاحظ، في حين أن HDMI 2.1 شائعًا في شاشات العرض اليوم، من الممكن أن تجد أن شاشة الـ 4K الخاصة بك تدعم فقط معيار HDMI 2.0. ولأنه معيار قديم، فهو يقتصر على إخراج دقة 4K بمعدل 60 إطارًا في الثانية وعمق لون 8 بت ودعم تقنية HDR فقط.

وبالتالي، حتى لو كان لديك كابل HDMI 2.1 فلن تحقق الاستفادة الكاملة من مجموعة المميزات التي يقدمها معيار HDMI 2.1 الأحدث طالما أنه غير مدعوم من قبل الشاشة.

وإذا كنت تنوي استخدام هذه الشاشة مع الكونسول لممارسة ألعاب الفيديو، فكن على علم بأن معيار HDMI 2.0 لن يقدم اي دعم لتقنيات تعزيز معدل التحديث مثل FreeSync.

الخلاصة، يمكنك شراء شاشة 4K بواجهة عرض HDMI 2.0 لتوفير بعض المال، ولكنك ستخسر في المقابل مميزات قد تكون مفيدة، خصوصًا للاعبين.

وإذا قمت بالفعل بشراء شاشة 4K مع واجهة عرض قديمة مثل HDMI 2.0 فيمكن في هذه الحالة أن يوفر منفذ DisplayPort تجربة أفضل فيما يتعلق بالمميزات العامة – خاصة إذا كنت ترغب في توصيل أكثر من شاشتين وتنفيذ تسلسل ديزي.

منفذ DisplayPort

توجد معايير كثيرة لمنفذ DisplayPort الذي يعُد الخيار الأفضل في نظر عشاق الكمبيوتر. DisplayPort 2.0 هو المعيار الأحدث الذي يتفوق على معيار HDMI 2.1 من حيث الانتاجية، حيث يدعم عرض النطاق الترددي بحجم 80 جيجابت / الثانية، وهو ما يلزم لتشغيل شاشة عرض بدقة 16K على تردد 60 هرتز بحد أقصى.

ولكن تجدر الإشارة إلى أن أجهزة DisplayPort 2.0 ليست متوفرة في الأسواق الآن، ولا يُتوقع أن تدخل السوق حتى أواخر عام 2020.

هذا يعني أن معظم شاشات 4K المتاحة للشراء حاليًا تعتمد على معيار DisplayPort 1.4 الذي لا يزال متقدم بشكل إيجابي عند مقارنته بمعيار قديم مثل HDMI 2.0.

حيث يمكنه تشغيل شاشة عرض بدقة 8K عند 60 إطارًا / الثانية بعمق لون 10 بت، ولكن هذا فقط مع تقنية ضغط تدفق العرض (DSC)، أما بدون هذه التقنية، فسيكون الأداء مماثل لمعيار HDMI 2.0 بحيث يمكن تشغيل شاشة بدقة 4K على 60 اطار وعمق لون 8 بت.

يتيح معيار DisplayPort 1.4 كذلك توصيل ما يصل إلى شاشتين بدقة 4K عبر تسلسل ديزي، بشرط أن تدعم الشاشات ذلك. كما ستحصل أيضًا على دعم تقنية FreeSync للتخلص من مشكلة تمزيق الاطارات في الألعاب.

هناك أيضًا معيار DisplayPort 1.4a الذي يختلف عن الاصدار السابق بدعمه للبيانات الوصفية الديناميكية لمحتوى HDR، مما يعني دعم Dolby Vision و HDR10+ للحصول على سطوع وتباين وتدرج لوني أكثر توسعاً. وبالتالي فتجربة العرض متوقفة على قدرات الشاشة التي تمتلكها، ليس معيار DisplayPort المدعوم.

ولكن على عكس واجهة HDMI، تفتقر DisplayPort إلى دعم التشغيل كموصل إنترنت والعمل كبديل عن كابلات الـ RJ. هذا لأن DisplayPort تستخدم بشكل شائع لتوصيل الشاشات بأجهزة الكمبيوتر.

ولكن بشكل عام، تقدم واجهة DisplayPort بعض المزايا الجيدة التي لا توجد في HDMI 2.0، ولكنها تنطبق في الغالب فقط إذا كنت ترغب في توصيل أجهزة عرض عبر تسلسل ديزي.

من المرجح مع وصول DisplayPort 2.1 في المستقبل، سيكون من الممكن استخدام 4K بمعدلات إطارات تتجاوز الـ 60 إطارًا بعمق لون 10 بت، ولكن لن يحدث ذلك إلا إذا توفرت الشاشات التي تدعمه.

منفذ USB-C

كما تعلمون، فإن منفذ USB-C هو منفذ عالمي ويدخل في استخدامات كثيرة جدًا. ولكن تحديدًا استخدامه لنقل إشارات العرض يعتمد على تقنية تسمى USB-C Alt Mode وهي في الجوهر عبارّة عن منفذ DisplayPort في هيئة وشكل الـ USB-C، ومن المحتمل أن يكون المعيار 1.4 منه. بمعنى آخر، حجم النطاق الترددي والدقة المدعومة من منفذ USB-C تستند إلى معيار DisplayPort المستخدم.

هذا ينطبق كذلك على باقي الجوانب الفنية الأخرى لـ USB-C DisplayPort عبر تقنية Alt Mode فهي تعكس تلك الموجودة في منافذ DisplayPort 1.4 العادية.

من الممكن نظريًا تشغيل شاشة 4K عند 60 إطارًا بعمق لون 8 بت، بالإضافة إلى القدرة على بث دقة 8K في عمق لون 10 بت بفضل تقنية ضغط تدفق العرض (DSC).

ومع ذلك، تعتبر أحد الأسباب الرئيسية لاختيار منفذ USB-C لتوصيل شاشة 4K هو سهولة الاستخدام، حيث توجد منافذ USB-C على جميع أجهزة اللاب توب الحديثة.

ولكن ستحتاج إلى التأكد من أن اللاب توب لديك يستطيع إخراج إشارة عرض عبر تقنية USB-C Alt Mode. فيمكنك التحقق من ذلك بالنظر إلى المواصفات الفنية للجهاز أو الاطلاع على موقع الشركة المصنعة له.

من المميزات الرائعة أيضًا عند استخدام منفذ USB-C هي القدرة على شحن اللاب توب وإخراج العرض إلى شاشة باستخدام كابل واحد.

حيث يمكن لتقنية USB-C Alt Mode دعم توصيل الطاقة عبر الـ USB (تسمى USB-PD) ولكن بشرط أن يكون اللاب توب داعمًا اصلًا لتقنية USB-PD — لحسن الحظ، العديد من الحواسيب المحمولة تدعمها بالفعل.

في كل الأحوال، ستحتاج إلى إجراء بحث سريع على الانترنت للتأكد أولاً من أن الشاشة لديك توفر اخراج الطاقة المناسب للاب توب.

الخلاصة أن منفذ USB-C يعُد خيارًا رائعًا إذا كنت تريد توصيل شاشة 4K باللاب توب من حين لآخر – خاصة إذا كنت تتنقل في أرجاء المنزل أو مكان العمل كثيرًا.

حيث يعني دعم USB-PD أنك لن تضطر إلى إحضار شاحن معك لتوصيله باللابتوب. ستحصل أيضًا على جميع مزايا DisplayPort 1.4، التي لا تزال معيارًا عالي الكفاءة.

منفذ Thunderbolt

توصيل شاشة 4K

في حين أن منفذ Thunderbolt يستند إلى منفذ USB-C ، ولكن تقريبًا هذا هو وجه الشبه الوحيد بينهما. حيث أن معيار Thunderbolt 3 يوفر حجم نطاق ترددي رهيب يصل إلى 40 جيجابت / الثانية مع استخدام كابل Thunderbolt 3 المتوافق مع المنفذ.

ويقدم Thunderbolt 3 بعض المزايا المهمة مقارنة بأحدث معيار من USB وذلك بفضل دعمه لنطاق ترددي عالي جدًا. حيث من الممكن تشغيل شاشتين بدقة 4K عند 60 إطارًا، أو شاشة 4K واحدة عند 120 إطارًا، أو شاشة 5K واحدة عند 60 إطارًا باستخدام كابل Thunderbolt 3 واحد فقط.

تظهر قوة منفذ Thunderbolt بشكل أكبر في لاب توب MacBook Pro مقاس 16 بوصة موديل 2019، حيث يمكن لكابلين من نوع Thunderbolt تشغيل ما يصل إلى أربع شاشات 4K بشكل متسلسل أو اثنين من شاشات 5K.

وبما ان شركة آبل من المؤيدين الكبار لهذه التقنية منذ ظهورها لأول مرة، Thunderbolt قد يكون هو الخيار المثالي لمالكي حواسيب ماك.

عمومًا، ستحتاج إلى شراء شاشة داعمة لتقنية Thunderbolt 3 إذا كنت تريد استخدام Thunderbolt 3 لتوصيل شاشتك بالكمبيوتر أو أي أجهزة أخرى. مع الآخذ بعين الاعتبار أن تكلفة هذه الشاشات تعادل أكثر من متوسط شاشات 4K الداعمة لتقنيتي HDMI أو DisplayPort. كما أن كابلات Thunderbolt 3 المطلوبة لتشغيلها مكلفة أيضًا.

ولكن إذا إذا كان لديك بالفعل القدرة على تحمل التكاليف، فإن Thunderbolt يستحق ذلك بالتأكيد – خاصة إذا كنت ترغب في تشغيل سلسلة متعددة من شاشات 4K.

ما هو المنفذ المناسب عند توصيل شاشة 4K ؟

يعتمد الخيار الذي يجب عليك اختياره في النهاية على النتيجة التي تريد تحقيقها، والتقنيات المُتاحة أمامك.

حتى الآن، يعتبر HDMI 2.1 هو أحدث تقنية عرض متاحة في السوق، والذي يوفر حجم نطاق ترددي أفضل من حيث الحد الأقصى للدقة، ومعدل الإطار، وعمق اللون، وهو خيار قوي في جميع الأحوال.

لا يزال معيار DisplayPort 1.4 مفضلًا على HDMI 2.0 نظرًا لقدرته الإنتاجية الفائقة وقابلية تنفيذه للتسلسل وتعددية الشاشات. ومع ذلك، إذا لم تكن تنوي تشغيل أجهزة عرض متعددة مستقبلًا، فيبدو كلاهما متساويين.

أما بالنسبة لمنفذ USB-C فإن استخدامه يعتمد على ما إذا كان اللاب توب لديك يدعم تقنية USB-C Alt Mode مع معيار DisplayPort، وما إذا كانت الشاشة توفر طاقة كافية لشحن اللاب توب بينما يجرى استخدامها. إذا كانت هذه الشروط مستوفية، فإن USB-C هو خيار مناسب.

اخيرًا، يُعد منفذ Thunderbolt 3 أسرع واجهة اتصل بأعلى حجم للنطاق الترددي. سواء كنت ترغب في تنفيذ تسلسل ديزي لتشغيل شاشتين بدقة 4K أو توصيل شاشة 5K واحدة، لا يوجد هناك من ينافسه. ومع ذلك فإن التكلفة ستكون مرتفعة، حيث ستحتاج إلى الشاشة وجهاز الكمبيوتر الداعمان للتقنية، وكابل باهظ الثمن.

عبد الرحمن محمد