6 خدع احتيالية خطيرة يجب الحذر منها على فيس بوك

فيس بوك

مع أكثر من ملياري مستخدم شهري فعّال للموقع، لا أحد يمكنه أن ينكر كون فيس بوك يعُد اليوم جزءاً لا يتجزأ من حياة الكثيرين. ولكن مثل أي منصة تكتظ بالمُستخدمين، فالشبكة الاجتماعية أصبحت مطمع لكل المحتالين ومجرمي الإنترنت.

وعلى عكس رسائل البريد الإلكتروني الاحتيالية التي ظهرت في أواخر التسعينيات وأوائل عام 2000، قد يصعب اكتشاف خدع الفيسبوك.

إذ يختبئ المحتال على مرأى من الجميع ويستعملون أساليب المراوغة القديمة بينما يستغلون أفراد المجتمع الذين يتحلون بالثقة.

لا تدع نفسك أو أي شخص تهتم به عمومًا يقع في عملية احتيال على فيس بوك. ولكي تبقى آمنًا، سنتناول فيما يلي مجموعة من أشهر الطرق الخداعية التي يستخدمها هؤلاء لجذب المزيد من الضحايا.

الكمائن التي ينصبها المحتالين على فيس بوك


التصيد الاحتيالي

فيس بوك

التصيّد يصف بأنه عبارة عن عملية انتحال شخصية خدمة لإقناع هدف معين بالتخلي عن بيانات اعتماد تسجيل الدخول الخاصة به.

وعلى الرغم من أن التصيد الاحتيالي على فيس بوك لا يختلف كثيرًا عن أنواع الخداع الاخرى، إلا أنه مهم كون بعض عمليات الاحتيال الواردة أدناه تعتمد اعتمادًا كبيرًا على تعريض الحسابات للخطر.

تتم معظم عمليات الاحتيال عبر البريد الإلكتروني، عندما يرسل المُحتال رسالة تطلب من الضحية تسجيل الدخول إلى حسابه أو استعادة كلمة المرور الخاصة به أو التحقق من تفاصيل الحساب.

عند النقر على الرابط المرفق، يتم نقل الهدف إلى موقع ويب يشبه إلى حد كبير فيس بوك إلا أنّه مستضاف في مكان آخر لا علاقة له بالموقع. لذلك من الممكن اكتشاف عملية احتيال كهذه من خلال النظر في شريط عنوان المتصفح. إذا كان يقرأ أي شيء آخر غير “facebook.com”، فقد تم الاحتيال عليك.

لا يقوم فيسبوك عادًة بإرسال إشعارًا للمستخدمين لمطالبتهم التحقق من حساباتهم. ما لم تكن قد قمت بتسجيل الدخول لسنوات، يجب ألا يتطلب حسابك على المنصة الاجتماعية أي إجراء منك بغية الحفاظ عليه.

حتى إذا كنت تشك في أن الإشعار رسمي من فيسبوك، فيجب عليك زيارة Facebook.com مباشرةً بدلاً من اتباع رابط في رسالة بريد إلكتروني، فقط للاطمئنان.

ولأنها شبكة اجتماعية، غالبًا ما يؤثر أصدقاؤك على سلوكك أثناء استخدام الفيسبوك. فإذا رأيت أن صديقًا أو أحد أفراد الأسرة قد أحبَّ صفحة، أو شارك منشورًا، على الحساب الخاص به، يقل احتمال التشكيك فيها. وهذا الارتباط مع أصدقائك يعُد تأييدا ضمنياً.

بالتداخل مع حساب فيسبوك الخاص بك، يستطيع المحتال الوصول إلى قائمة الأصدقاء لديك، ومعرفة معلومات حساسة يستغلونها لإجراء عمليات احتيال عالية الاستهداف، أو يمكن استخدامها لنصب فخ عملاق يجمع قائمة أصدقائك بالكامل.

بيع التذاكر المزيفة

فيس بوك

لقد اعتاد المحتالون على استخدام خدمة الأحداث – Events على فيسبوك لخداع الناس وتوجيههم لشراء تذاكر مُزيفة. ربما ليس لديهم هذه التذاكر باهظة الثمن من الأساس. أو إذا لم تكن محظوظًا كفاية، فإن المحتال لن يتيح طريقة لتسترد بها أموالك.

يقوم المخادع أولاً بإنشاء صفحة حدث للعرض مع عدد محدود من التذاكر التي عليها إقبال شديد، وغالبًا ما يُظهر أنّه تم بيعها بالفعل.

ولجعل عملية الاحتيال تبدو مشروعة أكثر، يتم إنشاء صفحة متعلقة بالأعمال والشركات، والتي عادةً ما تملأ قسم Events بالبرامج والعروض المماثلة.

يقوم المحتال بالترويج لهذا الحدث على الفيسبوك وخارجه، وعندما يبدأ المستخدمين بالنقر على “Interested” أو “Going” أثناء التمرير على صفحة آخر الأخبار، يبدو الحدث أكثر مشروعية. ولكن لا يؤدي الرابط المرفق عادًة إلى منفذ بيع التذاكر الرسمي.

بدلاً من ذلك، يقوم المحتالون بإدراج روابط لمواقع “إعادة بيع” التذاكر وهي موقع قانونية وتصنف ضمن السوق الرمادية ويتم إداراتها من قِبل السماسرة الذين يشترون التذاكر بشكل جماعي بأسعار أقل أربع مرات من السعر الأصلي، وكلما زاد عدد التذاكر المطلوبة، زادت الأرباح المراد تحقيقها.

لكن دعنا لا ننسى أن معظم المحتالين لا يملكون تذاكر للبيع في المقام الأول. وإذا كنت محظوظًا وحصلت على تذكرتك، سيكلفك ذلك أموالا كثيرة. أما في حال لم تحصل على تذكرتك أبدًا، فمعظم مواقع “إعادة البيع” تشير ضمن بنود الشروط والأحكام إلى أنها غير مسؤولة عن أي بائعين لا يقومون بتسليم الطلبات.

عمومًا، لتجنب هذا الاحتيال، قم دائمًا بالشراء من منافذ بيع التذاكر الرسمية. لا تنقر على “Interested” في أي حدث يظهر ضمن صفحة آخر الأخبار على فيسبوك.

احتيال اليانصيب

ليس من المنطقي أن تتلقى رسالة في البريد الإلكتروني تخبرك بأنك فزت في اليانصيب في حين أنك لم تشترى لنفسك ورقة يانصيب ! معظمنا لن ينبهر عند تلقى بريدًا إلكترونيًا أو رسالة عشوائية على فيسبوك لإخطارنا بذلك أيضًا.

ولكن ماذا لو تلقيت هذه الرسالة بالضبط على بريدك أو رسالة من صديق يخبرك أنه فاز وحصل بالفعل على أرباحه ؟

عملية الاحتيال من هذه النوعية معروفة باسم “الأمير النيجيري” !! الحسابات المعرضة للخطر بمثابة الأرض المثالية لممارسة هذا النوع من الخداع.

ويمكن أن يكون تأييد صديق تثق به كافية لإغرائك. فغالباً ما يعلق هؤلاء الأصدقاء على أنهم رأوا اسمك في “قائمة الفائزين” لبناء عامل التشويق.

وفي النهاية، تسير عملية الاحتيال على نفس طريق كل عملية احتيال أخرى. سيتم إخبارك بأنه يجب دفع رسوم “التحويل” لإرسال الأموال إلى حسابك. وبشكل مثير للريبة، لا يمكن خصم هذه الرسوم من أرباحك!

بمجرد أن يدفع “الضحية”، فبذلك قد وضع مئات أو الآلاف من الدولارات في عملية احتيال صريحة. بالطبع الإغراء بمبلغ 150.000 دولار يمكن أن يقنع الكثير منا بإنفاق 1500 دولار دون تفكير ثانٍ.

إذًا في حال كانت الرسالة تبدو مقنعة إلى حد ما، يجب عليك استجواب هذا الشخص الذي يريد منك إنفاق المال للحصول على جائزة، لكن الأفضل بالتأكيد هو تجاهل هذه الرسائل تمامًا.

بطاقات الهدايا والكوبونات الوهمية

فيس بوك

من المحتمل أن تكون قد شاهدت بطاقات الهدايا هذه أو كوبونات الخصم المنتشرة عبر الويب ولكنك لم تفكر ابدًا في النقر عليها.

لكن هذا ليس هو الحال عندما يشاركهم أحد الأصدقاء، وهو تكتيك يعتمد عليه الكثير من المحتالين لاستقطاب مزيد من الضحايا.

السيناريو كالآتي: يقوم صديقك بمشاركة بطاقة هدية مجانية أو كوبون خصم هائل لمتاجر معروف على فيسبوك.

فضولك يجعل تنقر فوق الرابط والذي بدوره يحولك إلى صفحة تطلب منك تعبئة استمارة حتى تتمكن من تلقي كوبون الخصم الخاصة بك.

في نهاية العملية، يُطلب منك مشاركة منشور على الملف الشخصي على الفيسبوك أو أي وسيلة نشر أخرى، وفي هذه المرحلة ستحصل على ما وُعدت به. المشكلة هي أنك لن تتلقى بطاقة الهدية أو كوبون الخصم أبداً !

ربما ستتخطى الأمر ولن تعد تفكر فيه مرة ثانية، لكنك بأي حال من الأحول قد وقعت ضحية عملية احتيال صريحة. والمعلومات الشخصية بما في ذلك تاريخ الميلاد وعنوان البريد الإلكتروني، كلها ذات قيمة على الإنترنت.

قد يتم بيع هذه البيانات إلى مُرسلي رسائل البريد الإلكتروني الاحتيالية (SPAM) الذين سيستخدمونها لأغراض التسويق وإيقاع ضحايا آخرون. يعني ذلك أنك ستحصل على المزيد من المكالمات المزعجة ورسائل البريد الإلكتروني غير المرغوب فيها.

بشكل عام، احذر من أي روابط متعلقة بالعروض والهدايا التي تطلب مشاركة المنشور كجزء من الوفاء بالوعد.

جدير بالذكر أن كل من منصتي فيسبوك وتويتر قاموا باتخاذ إجراءات صارمة ضد هذا السلوك منذ سنوات، وبالفعل بدأ يقل انتشار هذه المنشورات بشكل كبير مؤخرًا.

البائعين السيئين في سوق فيس بوك

يعد سوق فيسبوك أو Facebook Marketplace وسيلة مفيدة لبيع الأغراض القديمة أو شراء سلع مستعملة في منطقتك المحلية، فهناك عدد هائل من مجموعات البيع/الشراء/المبادلة على المنصة. لكن احتمالية أن تؤول الأمور إلى المسار الخاطئ كبيرة إلى حد ما.

بشكل عام، يجب ألا تشتري أي سلعة على Facebook Marketplace لا يمكنك فحصها أو الحصول عليها بعد مقابلة شخصية. الطريقة التي يعمل بها سوق فيسبوك بعيدة كل البعد عن eBay ولا تؤمن المشتري وتحميه ضد البائعين المحتالين والممثلين المارقين.

هناك أيضًا حالات تجعلك تقع في مشكلات أخرى، مثل مقابلة البائع على انفراد والذي قد يعرضك للسرقة. فإذا كنت تقابل شخصًا ما من Facebook Marketplace فقم بإجراء المقابلة في مكان عام مليء بالناس، أو اصطحب معك شخصًا تثق به.

لاحظ أن Facebook Marketplace قد يُستخدم لبيع البضائع المسروقة بسرعة، وخاصة أشياء مثل الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية وحتى الدراجات.

فإذا قمت بشراء سلع مسروقة وتم تتبعها، فستخسر ما اشتريته وستخسر بطبيعة الحال الأموال التي دفعتها. وفي حال اشتبهت السلطات في علمك بأن البضائع قد سُرقت، فقد تتم محاسبتك على التعامل مع السلع المسروقة أيضًا.

استخدام روابط Clickbait لنشر البرامج الضارة

هذه هي نفس التقنية المستخدمة في جميع أنحاء الويب من قبل المعلنين المخادعين لجذب مزيد من النقرات. غالبًا ستشاهد إعلانًا عن “فيديو مروع” أو “تحول مذهل” أو عنوان فاضح آخر بالمثل.

وعند النقر فوق الرابط، ستنتقل عادةً إلى بضع عمليات إعادة توجيه قبل الوصول إلى موقع الويب الذي يحاول تثبيت البرامج الضارة على الكمبيوتر الخاص بك.

على فيسبوك، تظهر هذه الروابط غالبًا في فترات زمنية محددة، على سبيل المثال، عندما يتم الكشف عن وصول ميزة أو مجموعة من الميزات الجديدة لتطبيق ما. فهنا تبدأ عمليات الاحتيال بتقديم إضافة أو برنامج من شأنه أن يجلب لك هذه الميزات قبل أن تصل للجميع.

حدث ذلك ذات مرة عندما سُربت معلومة تقول أن فيسبوك سيضيف زر “Unlike” أو وسيلة لمعرفة من قام بمشاهدة البروفايل الخاص بك.

وعمومًا، إذا كنت تشك في محتوى هذا الرابط، يجب أن تكشف عملية بحث سريعة على الإنترنت حقيقة ما يُقال.

بينما يمكن للفيسبوك إزالة هذه الروابط أو إضافة إخطار “إخلاء مسؤولية” بجوار المنشورات المضللة والمزيفة، فإن استخدام مواقع اختصار الروابط سيكون الحل أمام المحتالين لتجنب الكشف.

حفاظًا على أمانكِ (ولحرمان المحتالين من النقرات)، يجب عليك تجنب أي محتوى غير مرغوب فيه على الإنترنت، ليس فيسبوك فحسب.

القاعدة الذهبية للتصدي لهذه الخدع على فيس بوك

يمكن تجنب العديد من عمليات الاحتيال (وليس كلها) إذا اتبعت قاعدة بسيطة واحدة وهي توخي الحذر، والسؤال دائمًا عن دوافع الشخص الذي يتعامل معك، سواء كان حدثًا على فيسبوك، أو منشور دعائي، أو رسالة غير مرغوب فيها.

بينما يستمر فيس بوك في النمو ويؤثر على الطريقة التي نعيش بها حياتنا، فإن هذه الخدع (والجديد غيرها) لا بد أن تحدث بشكل متكرر.

ليست وسائل التواصل الاجتماعي وحدها التي تتأثر بمثل هذه المشاكل، حيث تنتشر عمليات الاحتيال أيضًا على مواقع التمويل الجماعي والعديد من الخدمات الأخرى عبر الإنترنت.

عبد الرحمن محمد