تتصل بك أرقام دولية غريبة ؟ تعرف على سبب هذه الاتصالات

أرقام دولية غريبة

يعاني الكثير من حاملي الهواتف المحمولة في الفترة الأخيرة من استقبال اتصالات من أرقام دولية غريبة وغامضة ذات أكواد لدول يستبعد الفرد أن يتلقى اتصالًا منها.

وغالبًا ما تكون هذه الاتصالات برنة واحدة لبضع ثوانٍ قبل الغلق فورًا، كما أن الأرقام تتغير قليلًا في كل مرة؛ مما يجعل من المستحيل حظرها أو التخلص من إزعاجها.

إذا لاحظت أو واجهت هذه الظاهرة من قبل، فيُؤسفني إخباركِ بأنك ضحية عملية احتيال معروفة باسم “Wangiri” والتي تهدف إلى تحصيل مبالغ مالية من رصيد متلقي الاتصال.

فما هي حقيقة اللغز الخفي وراء تلك الأرقام، وكيف تحمي نفسك منها؟ في مقالنا هذا سنجيب عن هذه التساؤلات بالتفصيل.

النصب من خلال “رنة واحدة” !!


إن عملية الاحتيال “Wangiri” تعتمد كل الاعتماد على فضولك الفطري، حيث في الغالب عندما يتلقى أحد اتصالًا من رقم دولي، يعود – بصورة غريزية – الاتصال به مرة أخرى لمعرفة هوية هذا المتصل، وماذا يريد !

ومع الطبيعة المتكررة للمتصل (المحتال) واكتفاءه برنة واحدة فقط، تزيد الدسيسة والضغط؛ فليس من المعتاد تلقي العشرات من المكالمات الدولية الفائتة في يوم واحد. بالطبع فإن الأمر ملفت للانتباه ولا يمكن تجاهله بهذه البساطة.

إذًا ما الذي يحدث عند معاودة الاتصال بهذا الرقم الغامض ؟ يتم اولًا محاسبة مكالمتك بسعر المكالمة الدولية والتي تكون عادًة باهظة الثمن.

ثم يتم إجبارك على البقاء على الخط لأطول فترة ممكنة، لأن كلما طالت المدة، زاد عدد المبالغ المالية التي يتحصلونها من الضحية.

ويستخدم المحتالون طرقًا ممزوجة بالهندسة الاجتماعية وعلم النفس لتحقيق ذلك، فقد أبلغ بعض الضحايا أنهم قِيل لهم إنهم فازوا بجوائز – عادة ما تكون أموالاً – ويتم تشجيعهم على الانتظار على الخط للحصول عليها.

تمامًا مثل التي تستخدم في برامج مسابقات “اتصل واكسب” القديمة. وربما يكتفون باختبار صبر ضحاياهم بإخضاعهم لمقطوعة موسيقية دون أي عناصر تحفيزية أخرى.

وبحسب ما أفادت بعض التقارير، فإن عملية الاحتيال “Wangiri” يعود أصلها إلى اليابان وأن المصطلح في حد ذاته مشتق من اللغة اليابانية لعبارّة “one ring and cut” أو “رنة واحدة ثم الغلق”.

وكما يوّحي الاسم، فهي تعتبر عملية احتيال دولية حقيقية، مع استهداف ضحايا من جميع أنحاء العالم.

وعلى هذا النحو، ظهرت تحذيرات حول عملية الاحتيال هذه في وسائل الإعلام الأمريكية والكندية والايرلندية ونيوزيلندا وغيرها. ففي الولايات المتحدة، حذرت لجنة الاتصالات الفيدرالية (FCC) المستهلكين من ذلك في تقرير رسمي.

وما يؤكد أن “Wangiri” عملية احتيال عالمية حقيقية هو عدد البلدان التي تأتي منها هذه المكالمات، فقد صرح الضحايا أنهم تلقوا مكالمات من عديد من الدول الأفريقية النامية مثل موريتانيا وليبيريا وجزر القمر وتشاد، بالإضافة إلى دول المحيط الهادئ الصغيرة مثل جزر كوك وناورو، واحيانًا من دول عربية مثل تونس.

لكن هذا لا يمثل دليلاً قاطعاً على أن كل مكالمة احتيالية ستأتيك من دولة نامية. في مطلع هذا الشهر، تعرض الآلاف من سكان المملكة المتحدة للاحتيال من خلال مكالمات هاتفية من أرقام سويسرية.

كيفية تجنب الوقوع ضحية للمكالمات الاحتيالية ؟

أرقام دولية غريبة

الإجابة بكل بساطة: هي الامتناع عن إعادة المكالمات من الأرقام التي لا تعرفها – خاصًة تلك الواردة من الأرقام الدولية.

إذا كان لديك سَيل من المكالمات الغامضة التي لم يتم الرد عليها، فمن المحتمل أن يكون الآخرون كذلك؛ جرّب أن تبحث على جوجل عن رقم المُتصل ومن المحتمل أنك ستكتشف أشخاص آخرون في يواجهون نفس الموقف، مما يؤكد الشكوك حول أنها عملية احتيال. ولكن عندما تتلقى مكالمات احتيالية مرارًا وتكرارًا لدرجة الإزعاج، فقد تحتاج إلى تغيير رقم هاتفك وتقييد إمكانية معرفتهُ.

عادةً ما يقوم المحتالون باستخدام أرقام الهواتف الناتجة عن تسرب البيانات على الإنترنت، فعلى مدى السنوات القليلة الماضية، وجد مئات الملايين – وربما مليارات – من الأشخاص بياناتهم قد تسربت بسبب أساليب الاختراق واستغلال ثغرات أمنية موجودة في أنظمة الشركات العالمية. ولكن قد يحصلون عليها بسهولة أيضًا من خلال وسائل مشروعة وغير مشروعة.

لهذا السبب، يوصى دائمًا بإستخدام أداة Have I Been Pwned لمعرفة ما إذا كنت قد وقعت ضحية لخرق البيانات. بمجرد معرفة ذلك، يمكنك البدء في اتخاذ تدابير وقائية حتى لا يزداد الأمر سوءًا.

وإذا كان ذلك متاحًا، اطلب من الشركة المزودة لخدمة الاتصالات المحلية أن تقوم بحظر جميع المكالمات الواردة من أرقام دولية. كما ويمكن لميزة “إسكات المتصلين غير المعروفين” الجديدة مع نظام iOS 13 في الآيفون مساعدتك على التخلص من هذا الإزعاج.

ولكن على أي حال، عدم الرد على أي مكالمات من أرقام دولية غريبة وتجنب إعطاء أي اهتمام لها هي الطريقة الوحيدة لحماية نفسك من هذا الاحتيال، وإلا ستكون أنت الخاسر.

عبد الرحمن محمد