أشارت دراسة حديثة إلى أن اضطراب الألعاب الذي تمت إضافته مؤخرًا إلى التصنيف الدولي للأمراض، قد لا يكون شيئًا حقيقيًا.
ويعتقد الباحثون أنه لا يوجد دليل يشير إلى أن الألعاب بحد ذاتها هي المشكلة في مثل هذه الاضطرابات.
تأتي الدراسة من معهد أكسفورد للإنترنت، وقد أجريت في العام الماضي على مجموعة من 1004 من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و 15 سنة من جميع أنحاء المملكة المتحدة.
أجاب الأطفال ومقدمو الرعاية لهم على استبيانات حول عادات الألعاب الخاصة بهم وسلوك الأطفال في الحياة اليومية.
وبحسب الدكتور Andrew Przybylski، مؤلف مشارك للدراسة ومدير الأبحاث في المعهد، فإن نتائج الدراسة لم تقدم أي دليل يشير إلى وجود علاقة غير صحية تربط بين الألعاب والمشاكل السلوكية أو العاطفية.
ويتابع الدكتور أنه على الأرجح أن يتم ربط الاختلافات في تجربة الألعاب بما إذا كانت الاحتياجات النفسية الأساسية للمراهقين قد تمت تلبيتها وكذلك يعود إلى انتمائهم الاجتماعي وإذا كانوا يواجهون مشكلات أوسع نطاقاً.
بمعنى آخر، الألعاب ليست السبب الجذري للمشكلة، ويبدو الأمر كما لو أن الألعاب هي هروب من المشكلة وذلك كما أرجعت الدارسة الأمر إلى أن احتياجاتهم النفسية الأساسية لا يتم تلبيتها، مع العلم أن الدراسة لم تقل أن الألعاب هي هروب بشكل مباشر.
وكان قرار منظمة الصحة العالمية بإضافة “اضطراب الألعاب” إلى قائمة الأمراض المعترف بها مثيرًا للجدل، ويرى المدافعون عن القرار أن هذه مشكلة واسعة الانتشار في بلدان مثل كوريا الجنوبية والصين وأن الحكومات بدأت في ملاحظة ذلك.
من ناحية أخرى، قال المعارضون للقرار بأن تصنيف إدمان الألعاب كاضطراب يفشل في إدارك الأسباب الحقيقية الكامنة ورائه، ويقلل من أشكال الإدمان الأخرى الأكثر خطورة.
ولا شك أن هذه الدارسة الحديثة تعزز من موقف المعارضين لقرار منظمة الصحة العالمية، لكن هذا يطرح السؤال التالي، إذا كان لعب الألعاب بطريقة مفرطة هي أعراض وليست مرض أو اضطراب، فهل من الصواب أن نعامل الأمر كإدمان ألعاب.
في الحقيقة بدأ علاج الإدمان المتمركز حول الألعاب في الظهور وذلك استجابة لقرار منظمة الصحة العالمية، لكن هل سيكون فعالاً في مساعدة الأطفال الذين يعانون من اضطراب الألعاب كما يسميه البعض.
الدكتورة Netta Weinstein، المحاضرة البارزة في علم النفس بجامعة كارديف والباحثة الأخرى المشاركة في الدراسة، تجيبنا بشأن الأشخاص الذين يحاولون علاج إدمان الألعاب، وبرأي أن في إجابتها مفتاح الحل.
نحث أخصائيي الرعاية الصحية على النظر عن كثب في العوامل الأساسية مثل الرضا النفسي والإحباطات اليومية لفهم سبب شعور أقلية من اللاعبين بأنهم يجب أن يشاركوا في الألعاب بطريقة ملحة “إدمانية”.
يرتبط هذا أيضًا ارتباطًا عميقًا بمسألة ما إذا كان صانعو اللعبة يعملون بشكل متعمد على استخدام آليات الإدمان التي تؤدي إلى حدوث هذا السلوك عن غير قصد، نعم، قضية “lootbox” القديمة مرة أخرى. كان هذا الجدل برمته مدفوعًا بالخوف من أن تؤدي هذه الأشياء إلى إدمان القمار في مرحلة الطفولة.
هناك شيء واحد لا تفسره هذه الدراسة وهو الفارق العمري، في حين أن الأطفال لديهم سببهم الخاص في اللعب لفترات طويلة، قد يكون لدى البالغين عملية تفكير مختلفة تمامًا.
يحتاج الطفل البالغ من العمر 14 عامًا إلى احتياجات نفسية مختلفة عن احتياجاته البالغ من العمر 20 عامًا، وقد لا يكون هذا الأخير بالضرورة يدمن الألعاب كوسيلة للهروب.
على الرغم من وجود بعض الدراسات الجادة، مثل هذه الدراسة وغيرها، إلا أنه علينا أن ننتظر ونرى المزيد من الأبحاث حول هذا الموضوع.