مراجعة Diablo III : Eternal Collection

Diablo III: Eternal Collection هى نسخة من لعبة Diablo III الأصلية، تمّ تصميمها خصيصًا لأجهزة Nintendo Switch من قِبل شركة Blizzard، وتحتوى على جميع الإضافات والتعديلات التي صدرت للعبة الأصلية حتى وقتنا الحالي. سوف يتم إصدار اللعبة في 2 نوفمبر 2018 على أجهزة Nintendo Switch.

Diablo III هى لعبة قامت بإلهام العديد من الألعاب من بعدها، سواء أكانت هذه الألعاب حاولت تقليد نظام القتال الممتع الخاص بها، والعمق في تخصيص وتطوير الشخصيات، والعالم الخيالي المظلم السحري الملئ بالقصص الدرامية والوحوش الأسطورية.

إذا سألتني ما هى نوعية اللعبة في Diablo III، فيمكن أن أقول إنها مزيج من ألعاب الآكشن، وألعاب RPG، وألعاب المغامرة، وألعاب الإستراتيجية، وألعاب محاكاة وبناء المدن والممالك.

بعد سنة ونصف من نزول أجهزة Nintendo Switch في السوق، وجدت نفسي أشهد إصدار العديد من الألعاب المُستلهمة من سلسلة ألعاب Diablo، ألعاب مثل Nine Parchments، Victor Vran وغيرها حاولت تقليد المعادلة الأصلية التي حققت الشهرة الواسعة التي تمتاز بها ألعاب Diablo.

لكنها لم تنجح في نظري، كل لعبة رأيتها تمثل نسبة صغيرة جدًا من مقدار المتعة الذي تقدمه اللعبة الأصلية، حتى لو كانت تستعمل نفس زاوية الكاميرا أو نفس طريقة الرسومات.

Diablo III قادمة آخيرًا على أجهزة Nintendo Switch لتثبت نفسها بين نظائرها من الألعاب الموجودة حاليًا، وكون أننا نقوم بمراجعة نسخة من لعبة موجودة أصلًا، سيكون كلامي في الأساس على كيف تنافس لعبة Diablo III الألعاب الموجودة حاليًا على نفس منصّة الألعاب، وأيضًا كيف استفادت اللعبة من الخصائص والمميزات التي تقدمها منصة الألعاب الجديدة Nintendo Switch.

قصة Diablo III … مزيج رائع بين الخيال والتفاصيل

من الصعب أن تجد جميع تفاصيل القصة التي تتناولها قصة Diablo III في أى لعبة أو عمل فنى آخر، كما أن قصة Diablo III دائمًا تسير إلى الأمام، وتقدّم العديد من الشخصيات والتطورات على مدار اللعبة، ولا تحبس نفسها في إطار واحد ممل.

القصة تحكي عن حرب بين جيوش السماء وجيوش الجحيم، وأدوات سحرية يمكنها تغيير مسار الحرب إلى الأبد، وأبطال مختلفين في الشكل والقوة يمكنهم إيقاف هذه الحرب، وشرور وراء شرور تكمن في الخفاء وتنتظر لكي تعود مجددًا لتدمير العالم. والعديد من المفاجآت والتطوّرات في سير هذه الحرب تحدث عندما لا تكون موجودًا، هناك دائمًا شئ ناقص ينتظرك عندما تظن أنك حقّقت السلام أو قمت بهزيمة الشر مرة واحدة وإلى الأبد.

تترجم اللعبة هذه القصة التي تقدمها إليك من خلال بعض المشاهد المرسومة باليد، وبعض التفاصيل المُبهمة التي تختبئ في عالم اللعبة، وخمس فصول قصة، يحتوي كل قصل منها على أرض جديدة تمامًا يمكن اكتشافها، كل أرض تحتوي على العديد من الأماكن الجميلة، والمختلفة اختلافًا شاسعًا في الشكل والمضمون.

على سبيل المثال: ربما تجد نفسك تسير في غابة مليئة بالأشجار، ثم فجأة تجد نفسك تبحث عن ملك قديم في مقابر سحرية غامضة، أو مثلا تقترب من سفينة محطّمة لتجدها تقودك إلى قصة جانبية جديدة، دائمًا ما تنتهي بمجموعة من الوحوش الغريبة التي لم ترها من قبل في أي مكان من أماكن اللعبة، كل هذا في نفس الفصل، وعلى بُعد دقائق من المكان التي تكون موجودًا فيه.

المعجبين الأصليين للعبة كانت تواجههم مشكلة ظلت تلازم السلسلة لفترة طويلة، وهى احتواء السلسلة على نظام قصة كاملًا يتكون من 5 فصول طويلة، لكن للأسف كان عليك أن تكون متصلًا دائمًا بالإنترنت لكي تلعب اللعبة، هذه المشكلة لم تعد موجودة بعد الآن في Diablo III: Eternal Collection، حيث أنك يمكنك لعب اللعبة كاملة بدون الإتصال بالإنترنت.

نظام اللعب ..والاحتمالات اللامحدودة

نظام اللعب والقصة مناسبين لجميع أنواع اللاعبين، الجدد على السلسلة أو حتّى لاعبي السلسلة القدامى، وفيها أنت تختار من واحدًا من سبع شخصيات مختلفة من الأبطال لتلعب به طوال فترة القصة.

حتى الآن، ربما يكون كلامي مكرّرًا أو ينطبق على أي لعبة من الألعاب الموجودة حاليًا، لكن عندما نلقي نظرة متعمّقة على نظام اللعب، سوف نجد اللعبة مختلفة تمامًا عن أي لعبة أخرى.

هناك العديد من المميزات التي تقدّمها اللعبة بشأن هذه القصة الخيالية، وأولّها وأهمّها هى إمكانية اللعب بهؤلاء الأبطال، ومعرفة ماضيهم، واستعمال قدراتهم المتعددة في تحديد مصير عالم Diablo.

كل مستوى جديد ترتقي إليه الشخصية، يفتح المجال للحصول على العديد من القدرات السحرية، أو الحركات الخارقة، والتي بدورها لها دور تدريجي في بناء شخصيتك المفضلة، بالإعدادات المناسبة لكل المواقف.

وعلى عكس الألعاب الأخرى من نفس النوع، لا تقوم لعبة Diablo بحبسك في نظام إعدادات واحد، يمكنك تغيير القدرات التي تحملها في أي وقت، وأي مكان بمجرد ضغط زرار Start.

هناك العديد من القدرات والدروع والأسلحة التي تحصل عليها في اللعبة عن طريق تطوير مستواك، أو الحصول على دروع مميزة من الوحوش، أو صناعة الدروع الخاصة بك في المدن والقرى، أو حتى يمكنك الحصول على دروع كهدية من اللاعبين الآخرين في بريد اللعبة.

القدرات يتم تخصيصها لأزرار ذراع التحكم المختلفة، كل زر مسئول عن ضربة معينة، يتم تفعيلها بمجرد الضغط على الأزرار، لن تحتاج إلى الانتظار لوقت معين لتفعيل قدرة ما، كما أن التحكم نفسه يتم باستعمال عصا التحكم، وليس بالنقر على الوحوش أو على القدرات. كما أن نقاط السحر يتم شحنها فورًا، لن تحتاج إلى استعمال معدات شحن السحر أو ما شابه ذلك، يمكنك إطلاق أي عدد من الفنون السحرية كما تريد.

يمكنك اعتبارها كأنها لعبة آكشن ومغامرات في حجم صغير، غير محكومة بالقوانين المنتشرة في ألعاب RPG المعتادة، لكنها تأخذ الجيد منها وتضيف عليه طابعًا خاصًا لا يثير الملل.

القدرات المميزة التي تحملها يمكن تغيير شكلها ونوعها كما تريد، وهذا التغيير سيتم ترجمته في مشهد إطلاق القدرة نفسها على الشاشة، ولا يمكن اعتبارها مجرد كلامًا مكتوبًا فقط، سوف تجد أنه يمكنك تغيير النيران التي تطلقها إلى جليد، أو تغيير شكلها تمامًا لتصبح أكبر أو أصغر حسب الحاجة ووقت الإطلاق وسرعة المعركة.

هذا أيضًا يعني أنه لا يوجد لاعبين لديهما نفس المستوى يملكان نفس مجموعة القدرات والمعدّات نفسها، هناك دائمًا نسبة من الاختلاف في كل تفصيلة صغيرة في أي قائمة من قوائم تخصيص الشخصيات.

يمكنك أيضًا تغيير البطل الذي تلعب به في أي وقت في نفس الحساب الذي تلعب به، هناك 14 مكان مختلف يمكنك فيه إعادة اختيار البطل الخاص بك وتصميمه كما تريد.

طابع آخر من الحرية يتمثل في نهاية اللعبة بعد الوصول إلى المستوى النهائي وهو المستوى رقم 70، تجد نظام التطوير يتحول إلى شكل جديد تمامًا يُطلق عليه أسم Paragon، يعتمد على تطوير خصائص اللاعب مثل القوة السحرية والسرعة وغيرها، إلى مستويات غير محدودة برقم ما مثل النظام السابق، وهذا النظام تستعمل فيه النقاط بطريقة يدوية كما تريد، على عكس نظام المستويات السابق الذي كان نظامًا أوتوماتيكيًا.

لذلك أنت سوف تشعر أنك تلعب لعبتين في نفس الوقت، بقوانينهما المختلفة، وطريقة الفوز في كل منهما، وطريقة اللعب أيضًا.

Diablo III لعبة مختلفة كلما قمت بالانتهاء منها

بعد الانتهاء من قصة اللعبة الرئيسية، هناك الكثير لكي تفعله، مثل الاختيار من 17 مستوى صعوبات مختلفة، يقدم كلًا منها تغييرًا شاملًا في قدرات وأماكن الوحوش الموجودة في اللعبة.

نسخة اللعبة على Nintendo Switch تقوم بفتح نظام Adventure Mode منذ البداية، وهو نظام جديد بقوانين مختلفة كان يمكن فتحه سابقًا عند إكمال القصة الرئيسية، مثل محاربة وحوش قوية، والدخول في مستويات لا متناهية يُطلق عليها اسم Rifts، وهى التحدي الحقيقي الذي تلعب من أجله اللعبة، والذي تحتاج إلى دعوة أصدقائك للمشاركة معك في التغلب على هذا التحدي الصعب.

اللعب في فريق في هذه اللعبة رائع جدًا لأن كل شخصية تحمل العديد من القدرات المختلفة والمميزة، لكن اللعبة أيضًا يمكنها إعطائك أصدقاء من داخل اللعبة يُطلق عليها أسم Followers، سوف يساعدونك في رحلتك إذا كان أصدقائك غير موجودين في وقت اللعب.

هناك دائمًا نوع من الانتصار سوف تشعر به كلما لعبت اللعبة، ويعود ذلك إلى الدروع والقدرات الجديدة التي يمكن الحصول عليها، والتي يظهر تأثيرها على شكلك ديناميكيًا وفوريًا.

هذا بالإضافة إلى التحديات التي تقدمها اللعبة Challenges، والتي توضح لك أن كل شخصية ثانوية في عالم اللعبة، لديها مجموعة كبيرة من القصص والكلمات المكتوبة التي سوف يهمك معرفتها وربطها بالعالم الواسع للعبة.

Diablo III على أجهزة Nintendo Switch

قمت بذكر بعض المميزات لنسخة اللعبة على أجهزة Nintendo Switch في خلال كلامي السابق، وأهم هذه المميزات هى إمكانية لعب اللعبة بالكامل بدون الحاجة إلى الإتصال بالإنترنت. هذه النقطة كانت تثير إنزعاج العديد من اللاعبين على مدار السنين، وتسببت في خفض تقييمات اللعبة على مر السنين، وعلى مختلف منصات الألعاب.

الميزة الأخرى هى إمكانية لعب Adventure Mode منذ البداية، يمكنك الدخول إلى أي فصل في القصة تريده، والحصول على مساعدين Followers لا يمكنك الحصول عليهم بسهولة في القصة الأصلية، وأيضًا محاربة وحوش لا يمكنك مواجهتها في القصة الأصلية منذ البداية.

بالطبع، نسخة Nintendo Switch تقدم ميزة Local Play، والتي تساعدك على اللعب مع أصدقائك باستعمال Joy-Cons مختلفة، كما أن Joy-Con واحد مناسب جدًا للعب اللعبة في أي وقت. لم أجد صعوبة في التحكم باستعمال Joy-Cons أو Pro Controller، أو حتى هبوط في مستوى الرسومات بين نسخة اللعبة على شاشة التيليفزيون أو على شاشة جهاز السويتش.

وكما أضافت اللعبة درع لعبة Shadow Of The Colossus على نسخة اللعبة على أجهزة بلايستيشن، تضيف اللعبة في Eternal Collection دروع وأجنحة ومتعلقات جمالية مُستلهمة من واحدة من أشهر سلاسل ألعاب نينتيندو وهو سلسلة ألعاب The Legend Of Zelda، مع إمكانية اللعب بالشخصية الشريرة الرئيسية في هذه السلسلة Ganondorf.

هذا ليس كل شئ، بل سيسعد اللاعبون القدامى والجدد باكتشاف أن جميع التعديلات السابقة التي شهدتها اللعبة، موجودة في هذه النسخة، وتوضح اللعبة ذلك عند فتحها لأول مرة، أشياء مثل Treasure Goblins، Kanai’s Cube، Empowered Rifts، Seasons جميعها موجودة في اللعبة، ومُدمجة في خلال الفصول والأنظمة الأخرى بطريقة سوف تجعلك تشعر أنها كانت دائمًا جزئًا أصليًا من اللعبة، وليست مجرد إضافة.

كلمة أخيرة

بعد 40 ساعة من اللعب، وتجربة جميع الأشياء التي تقدمها اللعبة، من قصص، ومهمات جانبية، وتحديات، ومكتبة واسعة من الإعدادات المختلفة، التي جعلتني أشعر أن لديّ 70 شخصية مختلفة يمكن اللعب بها، وليس 7 شخصيات فقط، وجدت أنه من الصعب أن أجد أي غلطة تُذكر في اللعبة.

جميع التفاصيل مصنوعة بعناية شديدة، جودة الرسومات، التفاصيل، الموسيقى، العمق الموجود في كل فصل من فصول اللعبة، والتحديات المختلفة والمتجدّدة دائمًا، هناك دائمًا شئ جديد لكي تفعله كلما عدت إلى اللعبة مرة أخرى.

وحقيقة أنك يمكنك تجربة كل ذلك بدون الحاجة إلى الإتصال بالإنترنت، أزال العيب الوحيد الذي كان يضايقني في اللعبة منذ إصدارها على أجهزة الحاسب.