هذه هي مهارات المستقبل التي ستحتاجها لوظائف 2030

مهارات المستقبل

ما هي مهارات المستقبل الأساسية للوظائف وكيف تغير التكنولوجيا عالمنا باستمرار ولماذا يجب علينا الاهتمام أكثر بهذه المهارات ؟

خلال أقل من عشرة أعوام، وبالتحديد مع حلول عام 2030، من المحتمل جداً أنك ستعمل في وظيفة لم تكن موجودة حتى الآن. نحن لا نتحدث عن وظائف التقنية العالية ولا عن بناء سيارات طائرة ولا تطوير آلة للسفر عبر الزمن، بل عن المهارات اللازمة للاستعداد لدور وظيفي مستقبلي من المستحيل التنبؤ به.

بالطبع، لا توجد أداة سحرية يُمكنها أن تخبرنا بجميع مهارات المستقبل التي سنحتاجها والمهارات التي لن نعد بحاجتها. لكن مع التطور التكنولوجي والتغير في طبيعة الوظائف خلال السنوات الماضية يُمكن التنبؤ بسهولة بأهمية بعض المهارات التي ستكون أساسية في وظائف المستقبل.

ووفقاً لتقرير مستقبل الوظائف الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، فسوف يحتاج 50٪ من الموظفين إلى إعادة مهاراتهم بحلول عام 2025، مع زيادة الاعتماد على التكنولوجيا وزيادة الأتمتة.

قد تكون المهارات الصعبة التي يكتسبها شخص ما قد عفا عليها الزمن بالفعل بعد عامين فقط، وهو ما يغير عالم التعليم والعمل باستمرار طوال فترة حياتك المهنية. من الممكن أن تحصل اليوم على تعليم ما وفي غضون 10 سنوات، قد لا تكون 60٪ من الوظائف كما هي كما هو الحالي عند بدء دراستك الجامعية أو ربما لم تعد هذه الوظائف موجودة أصلاً.

لكن لحسن الحظ، فإن التغير التكنولوجي الذي يحول الوظائف يمكن أن يوفر أيضًا مفتاحًا لإنشاء الوظائف ويساعدنا على تعلم مهارات جديدة أساسية في هذا العالم المتغير بسرعة.

مهارات المستقبل التي ستحتاجها لوظائف 2030


المرونة المعرفية

ظهور المزيد من التقنيات الرقمية يعني أنك ستحتاج إلى التعامل مع العدد الكبير من الفرص والتحديات التي تصاحبها، وهذا لن يحصل بدون امتلاك مرونة معرفية تتيح لك مواكبة هذه التغيرات.

التكيف مع التغيير، والتعامل مع الأفكار المعقدة والمتعددة، والقدرة الكبيرة على التعلم وفهم التحولات الجديدة، جميعها مهارات تضمن لك الحصول على تقدير كبير من قبل أصحاب العمل ومسؤولي التوظيف.

واحدة من أهم المهارات المرتبطة بالمرونة المعرفية هي الفضول لاستكشاف أشياء جديدة والاعتماد على أسلوب تعلم نشط للتكيف بسرعة مع عالم الأعمال المتغير باستمرار.

محو الأمية الرقمية والتفكير الحاسوبي

مع استمرار العالم في الاعتماد على التقنيات العالية والمتطورة، تزداد الحاجة إلى الأشخاص الذين يمتلكون مهارات رقمية ملائمة. ربما سمعت بالسابق عن مصطلح العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات STEM، لكن هل سمعت عن مصطلح SMAC (الشبكات الاجتماعية والموبايل والتحليلات والسحابة)؟

على الرغم من أننا نتعرض لكلمات رقمية طنانة من حين لآخر، إلا أن المعرفية الرقمية توفر إمكانيات تتجاوز التقنيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والتعلم الآلي وعلوم البيانات.

يمكن أن يساعد تخصص تقنية المعلومات أو الحصول على درجة الماجستير في الذكاء الاصطناعي أو العلوم الإلكترونية في تطوير مجموعة مهاراتك الرقمية وتسريع فطنتك التقنية في هذه المجالات الناشئة، من التعرف على تصور البيانات واستكشافها إلى الذكاء الحاسوبي وتقنيات معالجة اللغة الطبيعية.

اتخاذ القرارات من أهم مهارات المستقبل

على الرغم من أن تكنولوجيا الروبوتات والأتمتة قد تكون أفضل من البشر فيما يتعلق بالعمليات الحسابية والتشخيص والتعامل مع كميات هائلة من البيانات، إلا أن البشر هم في النهاية من يتعامل مع الجانب الذاتي من تحليلات البيانات والتعرف على جوانب أخرى لهذه البيانات مثل الآثار الاجتماعية والمعنوية المترتبة عليها.

بالنظر إلى أننا على أعتاب الثورة الصناعية الرابعة، ما زلنا بحاجة إلى شخص قادر على إظهار ما تعنيه الأرقام وأهميتها للعالم، وتوجيه صناع القرار إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة بناءً على تحليل وفهم عميق لهذه الأرقام ونقل المعلومات الصحيحة إلى الشخص المناسب.

الذكاء العاطفي والاجتماعي

الكثير من المهارات يُمكن استبدالها بالتقنيات الرقمية والذكاء الاصطناعي، لكن يظل الذكاء العاطفي والاجتماعي بمثابة قدرات بشرية فريدة يمكن أن تساعد في العديد من مجالات الحياة المهنية ويمكن أن تكون حاسمة لبناء الفريق وثقافة الشركة.

في بعض قطاعات الأعمال، تعتبر هذه الصفات حاسمة وأساسية للتطوير. فعلى سبيل المثال، الطلب على الوظائف في مجال الرعاية الصحية آخذ في الازدياد، وهو ما يعني ضرورة الاعتماد على العنصر البشري. من المرجح أن تتطلب وظيفتك المستقبلية العمل عن كثب مع الآخرين، لذا فإن التمتع بالتعاطف والقدرة على التعاون وتطوير مهارات الاتصال الممتازة هو أمر ستحتاج إليه بالتأكيد للحصول على وظيفة مثالية.

عقلية إبداعية ومبتكرة

على الرغم من أن أتمتة الروبوت ستخلق المزيد من الوظائف أكثر مما تلغيها، فلا يزال من الأفضل أن نتعامل مع السيناريو الأسوأ والاتجاه نحو المهارات الإبداعية والمبتكرة التي لا يمكن التخلي فيها عن العنصر البشري.

الابتكار والإبداع يشبه نوعاً ما امتلاك حس ممتاز بالذكاء الاجتماعي، وهو أمر سوف تكون كل قطاعات الأعمال بحاجته كلما تطورت التكنولوجيا. الإبداع شيء أصيل لا يُمكن تكراره بسهولة بواسطة التقنيات الرقمية، وطالما كانت لديك القدرة على التفكير الإبداعي والوصول إلى حلول مبتكرة، فلا داعي للقلق.

كلمة أخيرة حول مهارات المستقبل

كانت هذه مجموعة من المهارات الأساسية التي ستحتاجها في وظائف المستقبل، وتبقى هناك العديد من المهارات الأخرى المطلوبة مثل التفكير النقدي وحل المشكلات والتفكير التحليلي والتفكير المنظومي والتعاون ومهارات التفاوض وغيرها.

هناك الكثير من مهارات المستقبل التي يجب أن يتمتع بها الناس، لكن من المستحيل أن تتجمع كل هذه المهارات في شخص واحد بشكل مثالي. لذلك من الحكمة أن تقوم بتقييم نقاط ضعفك وقوتك والعمل عليها بطريقتك الخاصة.

بعد الانتقال من مراحل التعليم الأساسية واختيار التخصص الملائم لك، يجب أن تركز على مهارات الإبداع والذكاء العاطفي والاجتماعي لأنها سوف تكون مفيدة في أي بيئة عمل.

إذا كنت لا تزال في بداية دراستك الجامعية فلا تضيع الفرصة الذهبية التي أمامك، اختر تخصصك الذي ترغب به، وحدد أهدافاً معقولة لتحسين هذه المهارات بمرور الوقت ودون عناء أو جهد كبير، وبمجرد انتهاء رحلتك الجامعية ستكون قد اكتسبت العديد من المهارات الرائعة اللازمة لوظائف المستقبل.

هاني محمود
مدون تقني