لا يمر فترة من الزمن، إلا أن تحدث حادثة وتنغص الأجواء على مجتمع اللاعبين.
المنغصات الأكثر شيوعاً في الفترة الحالية هي بين فئتين، بين مضروب وضارب وهذه أوصافهم لعلكم تستطيع التعرف عليهم حين تصادفهم في الشبكات الاجتماعية أو ربما على أرض الواقع.
مضروب
بين الحين والآخر تخرج علينا ديناصورات الإعلام، للحديث عن مخاطر الألعاب الإلكترونية من الحوت الأزرق مروراً إلى PUBG.
لا توجد وسيلة إعلامية على هذه المعمورة لم تتحدث عن هذا الأمر، ناهيك عن موضوع دخول الإرهابين إلى عالم الألعاب أو بالأصح دخول عالم تطوير الألعاب.
نعم “عزيزي” اللاعب لا تستغرب، اعلم أن هذه الكلمات ستسبب لك مغص وإسهال في آن واحد.
متسائلا كيف لإرهابي يترك جز الرقاب وتفجير الآمنين، وجواريه، للجلوس خلف لوحة مفاتيح لبرمجة محتوى ترفيهي!
تماسك “عزيزي” اللاعب وضع قليلا من المرطب للطفح الذي أصاب قشرة دماغك، بعد سماعك لهذه الكلمات.
تداول بعض الإعلاميين من العصر “الجوراسي” خبر لعبة تؤدي للانتحار، واعلم بأنك ستسأل نفسك:
من هذا الذي سينتحر من أجل لعبة؟!
وكيف؟
ولماذا؟
ومتى؟
ولكن السؤال الأهم، أين هذه اللعبة؟
“عزيزي” الإعلامي بحث بسيط على الويكيبيديا ستكتشف المزيد والكثير من الحقائق والتفاصيل المثيرة، لن تأخذ منك أكثر من 5 دقائق لمعرفة الحقيقة.
لكن هيهات على أعزائنا الإعلاميين، فهم أما يتجاهلون الحقيقة أو لا يدركونها مع أنها أمامهم وبالمجان، ويكتفون باللطم والعويل لخلق نوع من عواصف الفنجان لبيع المزيد من نسخ صحيفته. (لا تستغرب أيضاً، نعم لا يزالون يحاولن بيع النسخ في عصرنا هذا)
ونأتي لسؤال آخر لا يقل أهمية عما سبقه، وكذلك من باب الأولى أن يطرح الجميع هذا السؤال،
أليس لهؤلاء الأطفال من يراقبهم؟!
أو بالأصح، أليس لهم أولياء أمور؟! أوليس من مهامهم متابعة ومراقبة أطفالهم؟!
طبعا كانت بعض الردود عنيفة وفي بعض الأحيان ساذجة، حين تم تداول خبر الانتحار بسبب اللعبة، وصل الأمر إلى تحطيم الأجهزة أو رميها إلى القمامة، والطامة الكبرى مع خبر طفل قتل امه وأبوه بسبب لعبة.
لا يحضرني هنا غير كلمة أحد المؤثرين والمشهورين في مجتمع اللاعبين موجها كلمته لأولياء الأمور “أنت مربي إنسان ولا قرد؟”.
مجتمع اللاعبين لديهم مناعة وحصانة من هذه الترهات والترهيب من الإعلام الديناصوري، ولكن الدور منوط عليهم بمخاطبة أولياء الأمور بلغتهم.
مخاطبة أولياء الامور لا بد أن يتسم بالاحترام وبلغة بسيطة، وليس بنفس الطرح واللغة التي يتم مناقشتها بين اللاعبين، لأن هذا يعتبر بالنسبة لهم إسفاف وقلة حيا.
لذا أليس من باب الأدب انتقاء الألفاظ بأسلوب محترم في مخاطبة آبائنا.
فكيف ستكون نداً أمام هذا الطوفان من التهويل والترهيب من إعلام الديناصورات، وللأسف هذا ما يحدث من بعض صناعة المحتوى والمؤثرين.
ضارب
لم أجد في مجتمع اللاعبين أمر مستفز كالحديث عن تعريب ودبلجة الألعاب، قبل سنوات موضوع التعريب كان شيء من الخيال، والآن أصبح من الضروريات لكثير من اللاعبين، وأصبح هناك دعم مستمر من كل الأطراف لعملية تعريب الألعاب، من المطورين والناشرين وكذلك مجتمع اللاعبين، من خلال شراء نسخة الشرق الأوسط.
ولكن البعض أخذ هذه الضرورية الملحة لمجتمع اللاعبين العرب إلى منحنى وبعد آخر، وكأنه ساحة من ساحات القتال لإثبات موقف لا أكثر، أو إثبات هوية!
حالياً أغلب الألعاب الفئة الأولى AAA يتم ترجمتها، وأمني النفس اليوم الذي أشاهد فيه لعبة JRPG أو لعبة يابانية يتم تعريبها.
وأخيراً،،
تحية خاصة لشركة UbiSoft لتربعها على قمة الشركات الداعمة لتعريب ألعابها وحتى إن قامت بذلك بعد فترة من طرحها.
دمتم بصحة