هل مررت سابقاً بشعور الملل الشديد الذي يصيبك وأنت تشاهد أحد الأفلام التي أوصى بها صديقك المفضل، ورغبتك في ترك الفيلم لتوجه لصديقك بعض الكلمات القاسية (على الأغلب بعض الشتائم).
حسناً، هذا تماماً ما تضعنا به كافة الشركات الكبرى المصنعة للهواتف الذكية حينما نشاهد مؤتمراتها المخصصة للإعلان عن الهواتف الجديدة.
فمع كل هاتف جديد يظهر خلال السنوات القليلة الماضية، يتكرر نفس السؤال، ما الجديد، وما الذي يقدمه هذا الهاتف من ميزات تجعلنا ننظر إليه كهاتف ذكي يستحق الشراء على الفور.
في الحقيقة نحن نعتقد أن الخيار الأفضل الآن هو تجنب شراء أي هاتف ذكي جديد إلا إذا تمت سرقة هاتفك أو في حال سقوطه داخل بركة مياه عميقة (لن يسعفك فيها معيار IP68) أو ربما قمت بتكسيره فوق رأس صديقك الذي أوصى لك بذلك الفيلم الممل.
والآن إليك 3 أسباب لتجنب شراء هاتف ذكي جديد الآن
الهواتف هي نفسها
سواءً كنت تمتلك هاتف آيفون أو أندرويد، فإن الهواتف هي نفسها تقريباً، فكل ما ستسمعه هو شاشة أجمل قليلاً أو أكثر سطوعاً.
إن كنت تمتلك إصداراً حديثاً من هواتف آيفون أو أندرويد، فهذا يعني أنك تمتلك هاتف لا يختلف كثيراً عن النسخ التي يتم الإعلان عنها مؤخراً.
فإن كان هاتفك يمتلك كاميرا جيدة، ومستشعر بصمة سريع، ومساحة تخزينية معقولة، وأداء المعالج يفي بكافة المهام التي تقوم بها يومياً، والبطارية تدوم لفترة مقبولة، فتهانينا لك.
فعليًا أي هاتف من الفئة مرتفعة المواصفات تم تصنيعه في آخر 3 سنوات لم يغير شيئاً عن الهاتف الذي تملكه أنت الآن.
وبالتالي حين تنفق ما بين 600 – 1000 دولار على هاتف ذكي جديد، للحصول على ميزة معينة أو تحسينات بسيطة فهذا استثمار غير مجدي.
هناك أمثلة كثيرة على ذلك مثل آيفون X وآيفون XS، أو نوت 8 ونوت 9، وغيرها من النسخ التي صدرت هذا العام وهي في الحقيقة لا تختلف عن نسخ العام الماضي، إلا بتحسينات طفيفة للغاية، وهذا الأمر ينطبق على باقي الشركات أيضاً وليس آبل وسامسونج فقط.
هواتف بمزايا لا تحتاجها
الكثير من الشركات باتت تحاول جذب المستخدمين بالإعلان عن هواتف ذكية ذات مزايا فريدة لكنها للأسف عديمة الفائدة ولن يحتاجها أي شخص، وهي محاولات غير جدية للخروج من حالة الملل التي أصابت قطاع الهواتف الذكية.
مثلاً شاهدنا الإعلان عن هاتف جالكسي A9 إصدار 2018 بأربع كاميرات خلفية؟ حقاً، من يحتاج لهاتف بأربع كاميرات خلفية، نفس الأمر قامت به إل جي مع هاتف LG V40 ThinQ والذي يأتي بخمس كاميرات من بينها 3 كاميرات خلفية.
وبالتالي فإن الكثير من الميزات التي تراها الشركات ميزة تسويقية أساسية لبيع الهاتف هي بالفعل خيارات لا يحتاجها المستخدم في أغلب الأحوال.
التحسينات التي نريدها غير متوفرة بعد
على مدار السنوات، تحسنت الهواتف الذكية في الكثير من الجوانب وأهم التحسينات كانت على قوة المعالجة والكاميرا، وهي أشياء أصبحت جيدة بما فيه الكفاية على أغلب الهواتف الذكية اليوم.
أما الأشياء التي نود رؤية تحسينات واضحة عليها فلم تحصل بعد، وهنا أتحدث عن أشياء مثل عمر البطارية، والذي وصل لمرحلة معينة، ثم توقف أي اختراق فعلي في هذا المجال.
مع الأخذ بعين الاعتبار أن تحديثات أنظمة تشغيل الهواتف الذكية توفر معظم الميزات الجديدة الرائعة، ولا يوجد أي سبب قوي لشراء هاتف جديد كل عام أو عامين إلا إذا لم يعد الهاتف يعمل بعد الآن.
كلمة أخيرة …
معظم الأشياء التي نراها على الهواتف الذكية الجديدة لا تهم معظم الأشخاص الذين يرغبون بشراء الهواتف اليوم، ولا تزال الشركات المصنعة والكثير من المختصين والمراقبين في مجال التكنولوجيا يتجنبون الاعتراف بالحالة الحالية التي وصل إليها سوق الهواتف الذكية.
وطالما أن الأشياء المثيرة والتحسينات الحقيقية تحدث فقط على النواحي البرمجية، فلا شك أننا سنصل إلى يوم يكون فيه من الصعب بيع الهواتف الجديدة بنفس الوتيرة الحالية.
في حال استمرت الأمور على حالها، فإننا قريباً سنصل إلى النقطة التي وصلت إليها الحواسيب المحمولة بالفعل، حيث لا تكاد ترى سوى اختلافات بسيطة بينها لتلبي بعض التفضيلات المحدودة الخاصة بالمستخدمين، وهو مكان لا تريد الشركات الوصول له بالطبع بعد أن ظلت مركز الاهتمام لسنوات.
لكن مع ذلك، قد يكون التباطئ المتوقع في مبيعات الهواتف الذكية فرصة ذهبية للمستخدمين، فربما يدفع ذلك الشركات لكي يتقاتلوا على كيفية صناعة هاتف ذكي تدوم بطاريته لمدة أسبوع.
الخلاصة: إذا كان هاتفك لا يعمل لسبب أو لآخر فأنت بحاجة هاتف ذكي جديد، ويجب عليك الترقية، أما إن كان هاتفك الذكي يؤدي المطلوب منه فعليك الاحتفاظ به لأطول فترة ممكنة.