بقلم عبد الهادي محمود – المملكة العربية السعودية
قد ينظر إلى وادي السيليكون اليوم على أنه المنطقة الأكثر ابتكاراً حول العالم والعصب الأساسي لعالم التكنولوجيا اليوم.
لكن في المستقبل القريب ينتظرنا تغييرات عدة في مراكز التكنولوجيا الكبرى حول العالم، بدءً من مشروع نيوم في المملكة العربية السعودية انتقالاً إلى مشروعات عملاقة في فرنسا والولايات المتحدة.
إليك جولة سريعة على أهم مراكز التكنولوجيا في العالم خلال المستقبل القريب
نيوم
ستكون مدينة نيوم خلال سنوات قليلة المركز الرئيسي للتكنولوجيا والابتكار حول العالم.
فالمدينة، التي تبلغ تكلفة إنشائها 500 مليار دولار أمريكي وستعمل بالكامل بالطافة النظيفة، هي جزء من رؤية 2030 الهادفة لتحويل المملكة إلى نموذج عالمي رائد.
الرهان على مدينة نيوم ليس فقط كونها ستعمل على الطاقة المتجددة بالكامل كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح، بل في كون اقتصاد المدينة سيرتكز على الابتكار بشكل أساسي وفي مجالات مهمة للغاية مثل التكنولوجيا النانوية، والروبوتات، والتكنولوجيا الحيوية.
مدينة نيوم، تهدف لأن تكون دائماً في طليعة الابتكار والتكنولوجيا، كما أن مظاهر التطور ستكون واضحة فيها بدءً من وسائل النقل الحديثة والمتطورة مثل التاكسي الطائر بدون طيار والسيارات ذاتية القيادة وغيرها من وسائل النقل التي تسخر أحدث ما توصلت له التكنولوجيا من إمكانيات.
جنوب فرنسا
يعتبر المفاعل النووي الحراري التجريبي الدولي ITER أحد أضخم المشاريع التي تم تمويلها لغاية الآن.
فعلى بضعة كيلومترات فقط من من مدينة آكس أون بروفانس الجميلة، يتم بناء أكبر مفاعل في العالم بهدف إعادة إنتاج الاندماج النووي، وبتمويل من 35 دولة حول العالم.
المشروع الذي بدأ في عام 2007 يهدف بشكل أساسي إلى إنتاج عشرة أضعاف الطاقة المدخلة لبضع ثوان، ثم لنبضات تتراوح مدتها مابين 300 إلى 500 ثانية، والعمل على مدى العقد التالي على تحقيق طاقة مخرجة تبلغ 30 ضعف الطاقة المدخلة، وذلك لنبضات تستمر لمدة ساعة تقريبًا.
ومن المتوقع أن تنتهي مرحلة بناء مرافق المشروع، في عام 2025 وسيبدأ تشغيل المفاعل في نفس العام، بينما ستبدأ تجارب البلازما الأولية في عام 2025، مع إجراء تجارب الاندماج الكامل للديتريوم والتريتيوم في عام 2035.
وفي حال إنجاز المشروع بالكامل، فإن جنوب فرنسا ستحتضن بذلك آلة المستقبل لإنتاج الطاقة بواسطة الاندماج النووي، أو كما يطلق عليه البعض “شمس المستقبل”.
مصانع تيسلا – كاليفورنيا
يعتبر إيلون ماسك مؤسس شركة تيسلا وسبيس إكس للفضاء، أحد أبرز رواد الأعمال في العالم اليوم، وأكثرهم قدرة على تحقيق أحلام وطموحات البشرية في الابتكار اللامحدود.
فتنظيم رحلات إلى الفضاء واستعمار المريخ وزرع شريحة إلكترونية في العقل البشري ووبناء أنفاق تحت الأرض للنقل بسرعات فائقة، جميعها تجعلنا ننظر بتقدير كبير لما يقوم به.
لكن في كاليفورنيا يدور هناك شيء كبير، وبالتحديد في وسط صحراء نيفادا، حيث مصانع تيسلا العملاقة التي تنتج بطاريات السيارات الكهربائية والبداية مع مصنع Gigafactory 1 الذي من المتوقع إكمال بنائه في عام 2020.
سيكون المصنع بمثابة أكبر مبنى في العالم يعمل بالكامل بالطاقة المتجددة، كما أنه خلال سنوات بسيطة ستكون مصانع تيسلا العملاقة أحد مراكز التكنولوجيا الأساسية حول العالم نظراً لكونها العصب الأساسي لصناعة السيارات الكهربائية التي قد تجتاح العالم في غضون سنوات.