هل القادة وروّاد الأعمال يُخلقون أم يُصنعون؟ هذا السؤال لازال يثير الكثير من الجدل والنقاش حوله لن يحسم في أي وقت قريب… رغم ذلك، قد تكون فكرة تربية أبنائك بطريقة تنمي حسّ ريادة الأعمال لديهم فكرة جيدة خصوصا وأن آلاف الوظائف، حتى المعقدة منها، سيُقضى عليها في المستقبل القريب بسبب تطوّر وانتشار الذكاء الاصطناعي.
في الحقيقة، كونك رائد أعمال نفسك سيساعد كثيرا في هذه الرحلة بالنظر إلى أن ما ستعلمه لأبنائك سيكون مبنيا على تجربة حقيقة كما أن أبناءك سيعيشون معك حياة رائد الأعمال firsthand.
رغم ذلك، يمكنك المساهمة في تنمية هذا الحسّ حتى وإن كنت تشغل وظيفة عادية من خلال القراءة عن هذا المجال وزيادة رصيدك المعرفي ومشاركة ما تتعلمه مع أبنائك.
موضوع اليوم نقترح عليك من خلاله 5 نصائح لتنمية حسّ ريادة الأعمال في أطفالك!
علّمهم حلّ مشاكلهم…
كثيرا ما يأتي إليك طفلك عندما يواجه مشكلا ما لتقوم أنت بحلّه وتنتهي القصة.
هذه المنهجية، وإن كانت تنتهي بحّل معظم المشاكل في وقت سريع، تعلّم أطفالك الاعتماد على الآخرين من أجل حلّ مشاكلهم وتبقيهم في منطقة الراحة التي يعيشون فيها.
رواد الأعمال هم أشخاص لا ينتظرون الآخرين من أجل حلّ مشاكلهم وبالتالي إذا كنت تريد تنمية حسّ ريادة الأعمال في أطفالك، يجب عليك تغيير طريقة التعامل مع هذه الحالات.
عندما يواجه طفلك مشكلة ما، من الأفضل أن تدفعه إلى إيجاد الحلّ بنفسه!
من الأفضل أن تكون عملية إيجاد الحلّ منهجية من خلال تحديد المشكل، وضع الحلول الممكنة، مقارنة سلبيات وإيجابيات كلّ خيار ثم تجربة الأفضل وهكذا…
يمكنك أن تشارك طفلك في هذه العملية من خلال توفير بعض التوجيهات، النقاش…
المهمّ ألاّ تقدم حلولا جاهزة!
علّمهم أن طريق النجاح مليء بالفشل…
من الضروري أن تحفز أبناءك على النجاح في حياتهم مع إعطائهم الحرية في تحديد معنى النجاح بالنسبة لهم.
من المهم أيضا تعليمهم أن طريق النجاح مليء بالفشل وأن الفشل لا يعني النهاية.
الأهم من ذلك هو تعليمهم أنه من الضروري أن يتعلموا من التجارب الفاشلة لتجنبها في المستقبل وزيادة حظوظهم في النجاح.
حياة رائد الأعمال هي عبارة عن تجارب ناجحة وأخرى فاشلة وهو ما يعطي لهذه الحياة متعتها وطعمها الخاص.
علّمهم أنهم مسؤولون عن نتائج قراراتهم…
سواء كانت النتائج جيدة أو سيئة، من يتخذ القرارات التي تسبب هذه النتائج هو الوحيد المسؤول عنها!
هذه نقطة مهمة يجب على أطفالك تعلمها عوض تعلم لوم الآخرين!
حسّ المسؤولة يجعل أبناءك أكثر حذرا ويعلمهم الاعتماد على نفسهم وهو ما يحتاج إليه كلّ رائد أعمال.
لا تشوه صورة العالم الحقيقي في أذهانهم… من فضلك!
يميل معظم الآباء إلى حماية أبنائهم بشكل مفرط لدرجة أنهم يشوهون صورة العالم الحقيقي في أذهانهم الناشئة.
الحماية والحذر المفرط تجعل أبناءك يعتمدون عليك (وعلى الآخرين في المستقبل) عندما يواجهون صعوبات العالم الحقيقي ليجدوا أنهم غير قادرين على مواجهتها بأنفسم.
من المهم التفريق بين حماية أبناءك من الأخطار الطبيعية التي يواجهها أي طفل والتي تقع مسؤولية الحماية منها على عاتقك وبين والحماية المفرطة من كلّ ما هو سلبي وإظهار الإيجابي فقط.
الحماية المفرطة تجعل أبناءك يعيشون في فقاعة تعزلهم عن العالم الحقيقي الذي يجب عليهم العيش فيه بكل ما فيه من أشياء إيجابية وأخرى سلبية. وعندما يحين وقت المواجهة لن يكونوا مستعديّن.
كن قدوة…
بالعودة إلى ما تحدثنا عنه في البداية، سواء كنت رائد أعمال أم لا، يمكنك أن تعيش بهذه المبادئ وتكون قدوة لأطفالك.
أن تعيش بهذه المبادئ في حياتك اليومية أفضل من أن تحاول تلقينها لأبنائك كدرس نظري في الجامعة ينسى فيه الطلاّب كل شيء فور خروجهم من قاعة الدرس.
