مراجعة Octopath Traveler .. الخيال يندمج مع الحرية في لوحة فنية رائعة

Octopath Traveler تدمج الخيال الواسع لألعاب الـ RPG اليابانية مع حرية اختيار طريقك ورحلتك الخاصة، والتي سوف تجعل تجربتك معها مختلفة عن أي لاعب آخر.

وهذه مراجعتها 

عندما كنت صغيرًا، كنت أذهب إلى محل الألعاب وأجد العديد والعديد من الألعاب في انتظاري من مختلف الأنواع. لكن كان هناك دائمًا هالة أو شعور مختلف يحيط بألعاب ال RPG اليابانية كلما رأيتها على أرفف المحلات.

كانت هذه الألعاب تأسرني دائمًا برسوماتها الجميلة، وشخصياتها ذات التصميم الفريد، وموسيقاها الحالمة، وقصصها المؤثرة التي لا أستطيع نسيان العديد منها حتى هذه اللحظة.

وبرغم أنه في ذلك الوقت كانت تصدر العديد من الألعاب الأخرى بقدرات تقنية أعلى وأكثر إمتاعًا، تظل ألعاب ال RPG اليابانية في الأيام الخوالى لها سحرها الخاص.

لكن لنكون واقعيين، من الصعب جدًا أن نعود لكي نلعب هذه الألعاب مرة أخرى في يومنا هذا.

نحن جميعًا نعرف أن هذه الألعاب كانت تحتوى على قصص لا يمكن تفويتها، ما بين رحلات عبر الزمن، ومحاربة الوحوش الأسطورية، والسفر عبر العديد من الأماكن الخيالية.

لكن هذه الألعاب كانت تحتوى على العديد من المشاكل التقنية، بالإضافة إلى شكلها القديم الذي قد لا يكون محببًا إلى لاعبي الجيل الحالي.

Square Enix أشهر شركات ألعاب ال JRPG على مستوي العالم تعرف هذه المشكلة، وتفعل ما بوسعها لكى لا ينسى الجيل الجديد سحر هذه الأيام.

أنا معجب جدًا بالإتجاه الجديد الذي تسير فيه Square Enix الآن، مع ظهور ألعاب جديدة تمامًا مثل I Am Setsuna و Lost Sphere، وإعادة إنتاج لبعض الألعاب القديمة والمميزة مثل Secret Of Mana.

لكنها استطاعت أن تنقل السحر الذي قدمته الألعاب القديمة، بصورة جديدة ورائعة، ومسلية في طريقة لعبها أيضًا، وبدون أيّ من المشاكل التقنية التى واجهت الألعاب القديمة بسبب ضعف المعالجات الرسومية والتقنية لأجهزة الألعاب في تلك الأيام.

والآن حصلنا على لعبة جديدة من نوعها وحصرية على سويتش وهى Octopath Traveler.

تعالوا نرى معًا ما الذي يجعل هذه اللعبة مميزة للغاية.

Octopath Traveler هى لعبة تبدو كألعاب Nintendo الكلاسيكية القديمة، بشخصياتها على شكل الأيقونات الصغيرة ثنائية الأبعاد 16-Bit. وفيها أنت تقرر منذ البداية أن تأخذ دور أحد الأبطال الثمانية في رحلة خيالية (هذا يوضح ماهية أسم اللعبة Octo ثمانية + Path طريق).

كيف سحرتني Octopath منذ اللحظة الأولى؟

فى شاشة اختيار الشخصيات، تعطيك اللعبة معلومات عن اسمك، وقدراتك الخاصة، وملخص صغير عن قصتك، وهدفك الذي سوف تسير في رحلتك من أجله.

فى البداية كنت أظن أن هذا هو الشئ المعتاد، بروفيل الشخصيات عادة ما يتضمن معلومات سوف نعرفها بأنفسنا فيما بعد في القصة، وغير مهم أن أقرأها الآن، لكن ما لم أتوقعه، هو أنه باختياري لشخصية البداية، فكأنني قد أخترت تجربة لعب مختلفة تمامًا منذ البداية وحتى النهاية.

كما ذكرت في أعلى المقال، هذه اللعبة تمنحك مقدار من الحرية غير موجود في ألعاب كثيرة، وهذه نقطة سوف أتطرق إليها في العديد من المرات خلال كتابتي لهذا المقال.

إذا لاحظت كلمة ال Path Action أسفل اسم الشخصية، فهذا يعني أنك سوف تختار كيف سيساعدك الشخصيات الأخرى في مدن اللعبة.

يمكنك أن تستجوبهم للحصول على معلومات تفيدك في رحلتك، يمكنك أن تسرقهم إذا احتجت إلى الأموال، يمكنك حتى أن تحاربهم أو أن تضمهم إلى صفوفك. الأمر كله متروك إليك أنت.

هذا ليس مقدار الحرية الوحيد الذي توفره اللعبة، بعد أن تنتهي من الفصل الأول للشخصية التى قمت باختيارها، سوف يتاح لك الذهاب في أي طريق، وتجنيد الشخصيات الأخرى التي لم تقم باختيارها للسير معك في رحلتك ومساعدتك كذلك.

بل ويمكنك أن تلعب قصتهم كاملة قبل أن تطلب منهم الإنضمام إليك، هذا يعني أنك لم تفوت أي شئ بعدم اختيارك لأي من الشخصيات الأخرى.

كما أنه إذا نظرت إلي قائمة القدرات الخاصة Skills، سوف تجد أن القدرات مرتّبة بعناية، وكل ما عليك هو تجميع النقاط المناسبة لفتحها.

أنت لن تقع تحت ضغط الاختيارات المتعددة التي تقدمها الألعاب الأخرى، وتجعلك محتارًا أى من القدرات يجب عليك اختيارها لكى تستطيع أكمال اللعبة، اللعبة تعطيك ما تحتاج في الوقت المناسب.

وعلى ذكر الوقت المناسب، إذا نظرت على الخريطة، سوف تجد نقطة مهمة جدًا وهى ال Recommended Level، وما يعنيه ذلك هو مستوى الشخصيات المطلوب أن تكون عليه لإتمام الفصل القادم من القصة.

هذه النقطة مهمة جدًا في هذه اللعبة، وإذا لم تكن على المستوى المطلوب، فإنك سوف تواجه مشاكل حقيقية مع الوحوش الرئيسية للفصول، والتي يمكن أن تصل الحرب مع أي واحد منها إلي نصف ساعة، اذا لم تكن حذرًا.

طريقة سرد القصة في Octopath

مع الوقت، وبعد مرور ساعات في اللعبة، ستتعرف على جميع الشخصيات، وتتعلم عن وزن الآلام والوعود والأهداف التى يحملونها على أكتافهم.

عندما تقابل الشخصية التى اخترتها الشخصيات الأخرى في اللعبة وتطلب منها الإنضمام إليك، الموضوع ليس كبيرًا كما يحدث في الألعاب الأخرى، عندما تقوم بلعب قصص طويلة لكي تحصل في النهاية على شخصية جديدة لتنضم إلي فريقك، الموضوع كله يحدث في ثانية واحدة بضغطة زر.

وجدت أن هذا الأسلوب في سرد القصص نوعًا ما مرتبط بالحقيقة، نحن نقابل العديد من الشخصيات طوال فترة حياتنا، ونساعد بعضنا في أهداف ومواقف مؤقتة، لكن لا أحد منا يعرف ما واجهناه، و ما الذي نحلم به غيرنا نحن فقط.

ربما حزنت قليلًا أنه لا يوجد أى شئ يربط هذه الشخصيات معًا، لكن تذكرت أن هذه اللعبة تعتمد على فكرة القصص المنفصلة، يمكنك أن تسير فى القصة بشخصية واحدة فقط إذا أردت، لكنك ستحتاج إلى التطوير إلى المستوى المناسب من أجل تحقيق ذلك، هذا الموضوع يصبح أسهل مع الأصدقاء.

شعرت أن ذلك مقارب أيضًا إلى الحقيقة، نحن لا نحتاج إلى أسباب قوية لكي نساعد الناس من حولنا. لو وجدت شخصًا محتاجًا إلى المساعدة، سوف تساعده بدون تفكير، هذا هو كل شئ.

وإذا لم تعجبك شخصية أو أثنين، أو لم تستطيع الارتباط بالشكل الكافي مع قصصهم أو مع طريقة سيرهم في هذا العالم. يمكنك ببساطة أن لا تختارهم، وتكمل قصتك بالأبطال الذين أحببتهم فقط، ولن تضيع الوقت في قصص لا فائدة منها، أو قصص لا تريد أن تسمعها. الحرية الكاملة متروكة إليك.

Octopath مازالت ممتعة بعد ساعات وساعات من اللعب

لم أجد نفسى مللت من اللعبة على الإطلاق في أي لحظة، حتى بعد أكثر من 20 ساعة من اللعب.

القصص تقدم العديد من المفاجئات والأمور المثيرة للدهشة، التي ربما لا تكون جديدة تمامًا على أي شخص لعب ألعاب Square Enix من قبل، أو جرب ألعاب Saga أو Live A Live المشابهة كثيرًا لهذه اللعبة في فكرة القصص المنفصلة. لكنها ما تزال قصص تستحق المشاهدة و مكتوبة بطريقة ممتازة.

الموسيقى أيضًا مناسبة للغاية، وتعطيك شعور بالحنين إلى الماضي منذ اللحظة الأولى. يضيف الملحن نيشيكي ملحن الموسيقي الرئيسي للعبة:

إذا استمعت بعناية، هناك روح بداخل الألحان. إنها ألحان تشبه ألعاب RPG الكلاسيكة القديمة، لكن مع لمسة حديثة، وهى أن يكون لديك تسجيل مع أوركسترا حية. مع هاتين النقطتين ، آمل أن نحافظ على أنغام الحنين إلى الماضي من خلال هذا الصوت الزاخر”.

لكن الفضل الأكبر في إحساسى بالمتعة الذي لم يخمد مع مرور الوقت يعود إلى نظام الحروب الممتع للغاية، والذي يعتمد على فكرة تكسير دروع خصمك قبل أن تهزمهم.

هذه الفكرة تحتاج إلى أسلحة معينة ومختلفة لكل وحش عن الآخر، تستطيع أن تكتشفها مع التجربة أو الخبرة.. أو يمكنك أن تختار Cyrus وقدرته الخاصة التي تكشف نقاط ضعف الوحوش في اللعبة من أجل تسهيل الأمور قليلًا.

الأدوار أيضًا في هذه الحروب لها معني، كل دور يضيف إليك نقطة في نظام النقاط الشبيه بألعاب Bravely Default. ويمكنك استعمال هذه النقاط في تقوية ضرباتك.

هذا يعني أنه يجب عليك أن تعرف متى وكيف تختار ضرباتك، من أجل تحقيق الضرر الأمثل للوحوش.

اللعبة ستجبرك على التركيز الكامل في كل معركة مهما كانت غير مهمة، ولن تجد نفسك بعد فترة تهزم جميع المعارك بمجرد ضغطة زر واحدة، حيث أن اللعبة تقوم بزيادة صعوبتها أوتوماتيكيًا مع كل تطور تقوم به. وهذا يمنع فكرة أن اللعبة تصبح مملة أو سهلة بعد فترة من التعود عليها.

كما أنه إذا وجدت نفسك بعد مدة لا تملك العدد الكافى من القدرات لكي تكمل مهمتك، لا تقلق، لن تحتاج إلى الاستعانة بشخصية كنت قد تركتها منذ مدة، ولم تقُم بتطويرها حتى الآن.

يمكنك اختيار Class آخر لكلًا من شخصياتك، يتضمن هذا ال Class قدرات مختلفة و أسلحة مميزة، والاختيار بالطبع يعتمد على ذكائك في تحديد نقاط ضعف كل شخصية من الشخصيات، واختيار القدرات المناسبة لهم، أو التي يفتقدها كُل منهم.

كيف عالجت Octopath مشاكل ألعاب ال RPG القديمة؟

أحد المشاكل التى كنت أتعرض لها عندما ألعب أحد الألعاب القديمة هى أن اللعبة كانت تضع عبئًا كبيرًا على خيالي الواسع، الشخصيات تبدو صغيرة للغاية بالطبع، وفي أغلب الأحيان لا يوجد للعبة أي مؤديين للأصوات.

مهما كنت أفعل، في أحيان كثيرة لم أكن استطيع أن أدخل في الحالة المزاجية المطلوبة التي تطلبها مني اللعبة.

لكن Octopath قامت بالتغلب على جميع هذه المشاكل، حيث تحتوى اللعبة على مؤديي أصوات لجميع الشخصيات في اللعبة، حتى الشخصيات التى لا يمكنك اللعب بها.

كُل من الأصوات الإنجليزية واليابانية رائعين للغاية، ولا يمكنني التفضيل بينهما لأي سبب من الأسباب.

ربما لا يكون كل السيناريو المكتوب مترجم بالكامل إلى أصوات، لكن المشاهد الرئيسية والمميزة تحتوي على سيناريو صوتي بالكامل.

ولاحظت أن مؤديي الأصوات قاموا بعمل رائع في جعل هذه المشاهد المؤثرة في إطار القصة ونفسية الشخصيات تنبض فعلًا بالحياة، وتجسد المشاعر التي من المفترض منى أن أشعر بها عندما أرى التضحية التي يقوم بها الأبطال، والظلم الذين يتعرضون له.

كما أن الشخصيات مرسومة بعناية شديدة، سوف تلحظ ذلك من اللحظة الأولى التي تضغط فيها على زر البداية، وترى الثمانى شخصيات المختلفة في أبهى صورها.

لقد قام رسام سلسلة Bravely Default بعمل رائع في رسم الشخصيات بأسلوب مميز، يجعلك تشعر كأنك فعلًا تعيش معهم في هذه العالم الخيالى القديم.

ولا يتوقف كلامى عن جمال اللعبة إلى هذا الحد. كل شيء في العالم يشعرك بأنه على قيد الحياة، يمكنك رؤية الأشجار تتحرك، وسماع حفيف أوراق الأشجار بوضوح، والغيوم تطفو في السماء، والثلوج تسقط على الشاشة، وكرات الثلج تتوهج كأنها تدخل في عينيك.

كل هذا يندمج مع تأثيرات الإضاءة والظلال التي جعلت من عالم اللعبة لوحة فنية حالمة حقيقية، تتميز بالواقعية الشديدة، وأضافت طبقة جمالية إلى عالم رائع بالفعل.

وإذا كنت تعانى من مشكلة أن قصص هذا النوع من الألعاب غالبًا ما تكون طويلة للغاية، سوف تجد شخصيات اللعبة بعد فترة تتكلم عن أشياء وشخصيات لم تعد تتذكرها على الإطلاق لأنها كانت في بداية اللعبة. هناك Journal كامل يتيح لك أن تعود لكي تعيش أي مشهد كما حضرته في المرة الأولى التي لعبت فيها هذه اللعبة.

كل هذا وأكثر يمكنك ملاحظته من اللحظة الأولى التى تدخل فيها اللعبة، سوف تعرف على الفور ما إذا كانت هذه اللعبة تستحق النقود التي دفعتها فيها أم لا، وصدقني إنها تستحق ثمنها كامًلا، بل وأكثر من ذلك أيضًا.

هل Octopath Traveler لعبة مثالية؟

شخصيًا، وجدت بعض العيوب الطفيفة في اللعبة، و التي لا تستحق حتى أن يطلق عليها لقب عيوب حقيقية، أعتقد أنها وسيلة من شركة Square لكى تجعل اللعبة مقبولة أكثر للاعبين الجدد الذين لم يجربوا هذا النوع من الألعاب من قبل.

لكنها لا تؤثر على نظام اللعب بأى شكل من الأشكال، المميزات في هذه اللعبة كثيرة جدًا، وتغطي تمامًا على أي من العيوب التي قد تجدها في اللعبة لاحقًا.

النقطة الأولى التي أريد أن أتحدث عنها هى المهمات الجانبية Side Quests، المهمات الجانبية مُختصرة للغاية، معظمها تتضمن الكلام مع شخص يقف في نقطة ما، ثم الذهاب إلي نقطة أخرى قريبة منه لإكمال المهمة أو الحصول على ال Item الذي أقوم بعمل المهمة من أجله.

و بصراحة، بعد فترة توقفت عن الكلام مع الناس وقمت بالتركيز على القصة الأساسية، لأننى وجدت الموضوع مملًا قليلًا. شعرت أنك تحصل على فكرة المهمة أكثر من المهمة نفسها، وفى النهاية هذه لعبة وليست مجموعة قصصية.

هناك مهمات أخرى تواجهك في منتصف طريقك أكثر متعة، مع بعض الوحوش الجانبية الصعبة التى ليست لها علاقة بالقصة، وجدت أن هذه المهمات أكثر إمتاعًا من الكلام مع الناس في البلدان للأسباب التي ذكرتها في الفقرة السابقة.

النقطة الثانية هى الوقت الذي تمضيه في مناطق الحروب Dungeons، والذي وجدته شخصيًا قصيرًا للغاية. بالطبع هناك العديد منها وهى مختلفة تمامًا عن بعضها، لكن يظل البناء العام لها ثابتًا، لا يوجد أي خيال حقيقي مبذول في البناء العام لها.

أجد الوحش المطلوب منى بعد فترة قصيرة للغاية، لا تتعدي الخمس دقائق، مع بعض صناديق الكنوز على اليمين واليسار.

كما أن الظلال كانت تسبب لى بعض المشاكل في بعض الأحيان داخل هذه الأماكن. واجهت بعض الصعوبات في معرفة المكان الذي يجب علىّ أن أسير فيه لكي أحصل على الصندوق الذي أراه أمامي.

ستظل هذه اللعبة وموسيقاها الحالمة في مقدمة مفضلاتي لمدة طويلة. وأتمنى أن أرى الإهتمام البالغ الذي شهدته في هذه اللعبة في ألعاب Square Enix القادمة في المستقبل.