قد يكون نجاح رائد الأعمال في إطلاق مشروعه الريادي في بلده وتحقيقه للنجاح المطلوب نجاحًا كبيرًا بالنسبة له، إلا أن أي رائد أعمال طموح لن يتوقف فقط عند النجاح المحلي، وسيسعى بالتأكيد لغزو أسواق أخرى وتحقيق النجاح المأمول ضمن أسواق أخرى تحمل تحديات جديدة. مع ذلك، فإن التوسع نحو أسواق عالمية أخرى ليس بالمهمة السهلة، ويحتاج لنوع جديد من الانضباط والمهام الجديدة التي قد تكون أصعب من أجل فهم أسواق جديدة قد تكون غريبة على رائد الأعمال وفريق عمله، لذا يحتاج الأمر لعدة متطلبات من بينها 3 خطوات أساسية يحتاج رواد الأعمال فهمها من أجل التوسع عالميًا.
فهم الأسواق والعملاء
سيواجه رائد الأعمال وقتًا عسيرًا لإطلاق منتجه في حال لم يأخذ الوقت الكافي لفهم الاختلاف الذي يفرق بلادًا عن أخرى، حيث هنالك عدة فوارق ثقافية واسعة يمكنها أن تؤثر بشكل كبير على نمو مشروعه. وعند الحديث عن منتج محمول على سبيل المثال، سيجد المستخدم نفسه في موقف يحتاج فيه إلى أخذ سلوك مستخدمي الهواتف المحمولة على المستوى المحلي بعين الاعتبار، بالإضافة إلى تكاليف الإنترنت وخيارات الخطط التي توفرها شركات الاتصال، حيث سيتفاجأ بالاختلاف الشاسع الذي يمكن أن يجده بين دولة وأخرى ضمن هذا المجال، وسيكون لذلك تأثير واضح على الإقبال على المنتج.
وسيلعب التسويق دون شك دورًا حساسًا في الوصول إلى المستخدمين في أسواق جديدة، لذا سيكون على رائد الأعمال التفكير في القنوات التي يمكنه استخدامها من أجل تسويق منتجه، علمًا أن استهداف إعلانات فيس بوك الذكي قد لا يكون له نفس التأثير ضمن أسواق جديدة كما اعتاد رائد الأعمال في بلده أو بلد معين سبق له العمل عليه، حيث سيكون عليه مرة أخرى التعمق في التعرف على الفروقات الدقيقة للزبناء المستهدفين.
فهم تصور العميل
لا يجب الجزم بأن تصميمًا ناجحًا في سوق معين سينجح بسهولة في سوق آخر، حيث يمكن أخذ العبرة من تطبيقات التراسل الآسيوية مثل Line وWeChat التي تلقى إقبالًا كبيرًا في بعض الأسواق الآسيوية، إلا أنها لا تلقى نفس الإقبال على المستوى العالمي، وبالتالي فإن نجاح تطبيق معين في الصين، لا يعني بالضرورة أنه سيجد نفس القبول في بقية مناطق العالم، مع كون جزء كبير من نجاحه عائدًا إلى كونه مجهزًا في المقام الأول ليكون موجهًا للسوق الصينية بتحسين ظهور التطبيق باللغة الصينية وأخذ معايير الاستخدام في سوق الهواتف الذكية على المستوى المحلي بعين الاعتبار.
وقد أثبتت عدة منتجات أن تغيير اللغة وإطلاق المنتج في مناطق أخرى لن يكون كافيًا لحصد نفس النجاح الذي حصده منتج ما في سوق معين، حيث يحتاج الأمر غالبًا إلى إعادة ترتيب الأوراق عبر إجراءات تتمثل على سبيل المثال في تحسين فهم اللغة المستهدفة، تحسين تجربة الاستخدام لتتناسب ونوعية العملاء المستهدفين، واستهداف أفضل للجمهور المهتم، وهو ما يمكن أن يتوفر عبر تواصل مباشر أفضل مع العملاء والحصول على تفاصيل أكثر حول كيفية تحسين المنتج ليتناسب وظروف ومتطلبات كل سوق على حِدة.
إيجاد منتجات ناجحة في السوق المستهدف
يبقى البحث أحد أهم المهام التي يحتاج رائد الأعمال لإتقانها وعدم الملل منها، حيث أن البحث المكثف ضروري لتفادي خسائر وخيمة، فحتى في حال فهم رائد الأعمال للسوق المستهدف وتصور العميل، سيكون دخوله للسوق بمنتج قد يظن أنه سينجح بشكل كبير خطوة خاطئة في حال وجود منتج مشابه ناجح بالفعل ضمن السوق المستهدف، وبالتالي ستكون عملية البحث عن المنتجات المنافسة المتوفرة بالفعل ضمن الأسواق ضرورة قصوى، مع وجود حلول أخرى تساهم في تحسين فهم واطلاع رائد الأعمال على أحوال الأسواق من خلال إنشاء علاقات عمل ناجحة مع شركات محلية تساعده على فهم كيفية عمل السوق وقاعدة العملاء.
هذا وسيكون عقد شراكات مع شركات محلية مفيدًا لتسهيل عملية إطلاق المنتجات، حيث أنه في غالب الأحيان، يكون العمل مع شركة تفهم السوق، العميل، والتوجهات التي تغلب على السوق، مفيدًا في تجنب أي عقبات أولية قد تواجه المشروع الريادي أثناء بداية توسعه ضمن سوق جديد.
وتبقى الخطوات السابقة خطوات أساسية للتوسع بنجاح ضمن أسواق جديدة، وإن كان توسع مشروع عن آخر معرضًا للاختلاف والحاجة إلى تشكيلة من المتطلبات المختلفة، مع التأكيد على ضرورة القيام بعملية البحث المكثف التي تعتبر ضرورية.