تفاجأ العديد من رواد الأعمال الذين يعتمدون على شبكات التواصل الاجتماعي كمصدر أساسي لجذب الزوار والمبيعات، بتغييرات جديدة أحدثتها شبكتا تويتر وفيس بوك على تدابير الشفافية الإعلانية، حيث أصبحت كلتا المنصتين تعرضان تفاصيل أكثر حول الإعلانات التي تديرها كل صفحة أو حساب، وهو ما سيحدث تغييرًا كبيرًا على مستوى كيفية تعامل رواد الأعمال مع هاتين الشبكتين، فإلى وقت قريب، كان رواد الأعمال يعتمدون على أدوات خاصة للتجسس على حملات المنافسين الإعلانية، حيث يؤدي ذلك إلى تعرفهم أكثر على مدى نجاح منتج، خدمة، أو إعلان ما بصفة عامة لدى منافسيهم، إلا أن الأبواب قد أصبحت مفتوحة الآن أمام الجميع للتجسس ومعرفة تفاصيل كثيرة حول الحملات الإعلانية لمختلف الحسابات والصفحات على فيس بوك وتويتر.
وفتحت تويتر مركز الشفافية الإعلانية الذي يتيح لأيّ كان أخذ نظرة حول الإعلانات التي أدارها حساب معين ضمن أرشيف ضخم يظهر للجميع، حيث أن المستخدم لا يحتاج حتى لتسجيل الدخول أو امتلاك حساب من أجل الاطلاع على مثل هذه التفاصيل. أما فيس بوك، فقد فتحت قسمًا جديدًا ضمن كافة الصفحات، يضم معلومات حول كافة الإعلانات التي تديرها الصفحة، حيث سيكون المستخدم قادرًا كذلك على الاطلاع على معلومات أخرى مثل: متى تم إنشاء الصفحة وهل تم تغيير اسمها منذ إنشائها لأول مرة.
وللتعمق أكثر في كيفية تأثير مثل هذا القرار من تويتر وفيس بوك على رواد الأعمال، يعمل العديد من رواد الأعمال الذين يمتلكون مشاريع على الإنترنت مثل متاجر إلكترونية أو مواقع خاصة بتقديم خدمة معينة، في الاعتماد بشكل كبير على إعلانات فيس بوك وتويتر وشبكات أخرى في تحقيق المبيعات عبر استهداف الزوار المهتمين من خلال خيارات الاستهداف المميزة التي تقدمها كلتا المنصتين. ويعد التجسس على صفحات أو حسابات أخرى، إحدى الوسائل التي يتم اعتمادها من أجل التعرف على بعض التفاصيل المتعلقة بالإقبال على منتج معين أو خدمة معينة، حيث يتم اختيار الصفحات التي يود رائد الأعمال التجسس عليها بناءً على ارتباط هذه الأخيرة بالمجال الذي يعمل فيه، حيث أن إحدى العوامل الهامة في مجال ريادة الأعمال هو تحديد مجال أو تخصص ومحاولة التركيز عليه، ما يحتاج على مستوى التسويق الإلكتروني غالبًا للتجسس أو التعرف على بعض الوسائل التي تعتمدها شركات أو مشاريع أخرى تعمل في نفس المجال.
ويعد قرار فيس بوك وتويتر الجديد سلاحًا ذو حديّن بالنسبة لرواد الأعمال، ففي الوقت الذي سيكون من السهل الآن على مختلف المستخدمين التجسس على إعلانات صفحات مشاريع رواد أعمال آخرين -أي أن أدوات التجسس المدفوعة لن تكون مطلوبة- من جهة أخرى سيشكل ذلك مصدر إزعاج لرواد أعمال آخرين مع علمهم بسهولة الاطلاع على حملاتهم الإعلانية.