لماذا لا يمكن لمستثمري فيسبوك طرد زوكربيرغ رغم امتلاكه لأقل من 20% من الأسهم؟

منذ انتشار خبر فضيحة Cambridge Analytica وكل ما تبعها من أحداث، توجهت كل الأنظار إلى مارك زوكربيرغ الذي أصبح، في أعين البعض، رمزا للشر المطلق الذي قد تؤدي إليه التكنولوجيا.

مؤسس فيسبوك والرئيس التنفيذي للشركة التي تبلغ قيمتها السوقية حاليا 561 مليار دولار واجه العديد من الانتقادات كما أنه مثل أمام الكونجرس الأمريكي والبرلمان الأوروبي للحديث عن القضية وعن سياسة الشركة بشكل عام.

الغضب لم يتوقف عند الرأي العام والجهات الحكومية ليصل إلى المساهمين الذين يمتلكون أسهم الشركة. ففي اجتماع للمساهمين والمدراء خلال هذا الأسبوع، تقدم عديد المستثمرين بطلب فتح تصويت من أجل تغيير حكامة الشركة وإجراء تعديلات أخرى. الطلب لم يكن له أي تأثير حقيقي بالنظر إلى طريقة توزيع الأسهم والأصوات المرتبطة بها…

كيف ذلك؟

عموما، عندما تصبح الشركة عامة عن طريق الدخول إلى البورصة، يحصل أصحاب الأسهم على حقّ التصويت ليكون لهم رأي وحق في اختيار استراتيجيات الشركة وقراراتها المهمة. في العموم، يمكّن كل سهم صاحبه من الحصول على صوت واحد، وكلما كان عدد الأسهم التي يمتلكها المستثمر كبيرا كلما كانت سلطته أكبر. بالنسبة لفايسبوك، يمتلك مارك زوكربيرغ 16% من أسهم الشركة مما يعني، في الحالة العادية، أنه يمتلك 16% من الأصوات وبالتالي من السهل أن يقوم باقي المستثمرين بفرض قراراتهم عن طريق توحيد أصواتهم.

الأمر مختلف في فيسبوك!

كما هو الحال في عدد من الشركات الأخرى، هناك أكثر من نوع واحد من الأسهم لدى فيسبوك. ففي حين أن الأسهم العادية توفر لصاحبها صوت واحد، هناك نوع آخر يسمى بـ Class B يمكن صاحبه من الحصول على 10 أصوات لكل سهم! هذا النوع بالضبط هو الذي يسيطر عليه زوكربيرغ وبالتالي فهو يسيطر على 60% من مجموع الأصوات. هذه النسبة تجعل سلطة زوكربيرغ مطلقة! سلطة كهذه تجعل كل القرارات بيده حتى وإن عارضت آراء باقي المستثمرين ولا حل أمام الغاضبين منهم سوى بيع أسهمهم.

لماذا لا يمكن لمستثمري فيسبوك طرد زوكربيرغ رغم امتلاكه لأقل من 20% من أسهم الشركة؟

Zarhouni
الكاتبZarhouni
مهتمّ بكلّ ما له علاقة بالتقنية والأعمال، أدرس الإدارة المالية وأسعى لتوفير محتوى عربي ذو مصداقية وجودة عالية.