يشكل الابتكار أساس العديد من الأعمال الرائدة، حيث يبحث رواد الأعمال دائمًا عن إحداث تغيير وبناء مشاريع ريادية واعدة، مع وجود مصطلح آخر يمكن أن يحدث تأثيرًا كبيرًا على جودة الابتكار، فعندما يكون الابتكار ارتجاليًّا، يكون الغرض من إنشاء الاختراع ودوره في تحسين حياة المستخدمين وانعكاس ذلك على مبيعاته استراتيجية ربحية للجميع. وتعود ممارسة الارتجال على مستويات عدة في مجال الأعمال بالنفع على رواد الأعمال وشركاتهم، حيث ترتكز أهمية الارتجال في فتح رائد الأعمال لأبواب الاكتشاف، مع الميول للهدوء والتصالح مع النفس من حيث الأمور التي يجهلها، فوجود رائد أعمال على منصة أمام جمهور دون نص أو شاشة يقرأ منها، هي مهمة صعبة ومخيفة للكثيرين، إلا أن العديدين يتقنونها بشكل رائع وتكون النتيجة ممتازة. هذه مهارتان ارتجاليتان تنعكس إيجابًا على بيئة العمل والإنتاجية.
الإصغاء
إحدى ميزات الارتجال التي تؤثر إيجابًا على بيئة العمل هي قاعدة الرد بإيجابية على الأفكار المقترحة، حيث تكون الإجابة على اقتراح فكرة ما: “نعم، و…” إذ تضفِ الموافقة العامة على الفكرة نوعًا من التقدير والاحترام لصاحبها، مع إضافة الواو لفكرة أو جزئية إضافية، وبالتالي يكون هنالك بناء للأفكار بدلًا من تحطيمها، لذا يشكل الإصغاء لأفكار الزملاء ودعمها خطوة مهمة. في مجال الأعمال، يجب على رائد الأعمال أن يكون فضوليًّا، هذا الفضول قد يعزز من استماعه لما يتم تدارسه خلال اجتماع ما على سبيل المثال، ما سيتيح له تجنب ممارسات دارجة مثل طلب أحدهم خلال اجتماع عمل التركيز على نقطة واحدة من الأفكار الكثيرة التي تمت مناقشتها خلال كلمة أحد الزملاء، ما يعكس تركيزه على نقطة واحدة في معظم الأحيان، وتجاهل عدة أفكار أخرى بسبب عدم الإصغاء، ما أدى إلى رد فعل ناقص مبني على جزء مما تمت مناقشته.
ويحتاج الإصغاء الإيجابي خلال مثل هذه الاجتماعات ليكون خاليًا من تواتر أفكار أخرى في الذهن، عدم التركيز على الحكم على أشياء أخرى غير ما يقال، وعدم التخطيط لما سيتم قوله كجواب أثناء الإصغاء لما يقال، حيث يمكن أن يصبح الإنسان واعيًا أكثر بما يقال وحاضرًا عندما يمنح الآخرين مجالًا ووقتًا كافيًا لتقديم أفكارهم، ثم يمكن بعدها إضافة جزئية معينة على الفكرة أو محاولة تحسينها بشكل عام، حينها يشعر صاحب الفكرة بأن فكرته قد تم الإصغاء إليها وأنها قد وصلت، وهو شيء إيجابي للغاية.
الثقة في النفس
يواجه رواد الأعمال الذين يميلون إلى الارتجال على المنصة، بعض الحالات المحرجة، مع وجود جانب مشرق قد لا يمكن فهمه من طرف المعتادين على الطريقة التقليدية، ولعل أبرز تحدي أو أعظم درس يمكن الاستفادة منه في هذه التجربة هو عدم الخوف من تلك اللحظة التي لا يجد فيها الشخص شيئًا ليقوله، حيث تصبح الأوضاع محرجة نوعًا ما. مثل هذه اللحظات، يمكن أن تُعلم الإنسان أن يثق بنفسه أكثر، حيث يعلم حينها أنه الوحيد القادر على تجاوز تلك اللحظة، وبالتالي، عليه أن يثق في نقاط قوته، عقله، قلبه، زملائه، كل هذه نقاط قوة ستكون كفيلة بتجاوز مثل هذه اللحظات، وفي حال استطاع رائد الأعمال الثقة بنفسه في مثل هذه اللحظات التي لا يتم التخطيط لها، فسيكون لذلك تأثير كبير على شخصيته كرائد أعمال ناجح.
لذا قد تكون الخطوات الأولى لمن يبحث عن تحسين ثقته بنفسه في مثل هذه الحالات، هو التجهيز بشكل أقل لمثل هذه المناسبات مع ترك مجال لإبداع شخصيته والارتجال، حيث يمكن مثلًا التجهيز بشكل جيد لنقطة معينة، مع الاعتماد على الارتجال حين مناقشة فكرة يرى رائد الأعمال أنه ملم بها بشكل كافٍ يسمح له بالحديث عنها دون إضافات.