انطباعات: Dark Souls Remastered

قد تكون Dark Souls إحدى سلاسل الألعاب التي حصلت على شعبية كبيرة بين اللاعبين من مختلف الأعمار بحُكم أسلوب لعبها الذي غالباً ما يُعتبر الأصعب والأكثر تحدياً لقُدراتهم، وإن كُنت ترغب بإعادة التجربة من جديد، أو خوض المغامرة لأول مرة، فقد ترغب بالحصول على Dark Souls Remastered.

يُقدم فريق From Software التجربة نفسها التي تميز بها الجزء الأول من السلسلة، وهذا شيء جيد، كون الجزء الأصلي قد قدم بالفعل أسلوب لعب مُحكم يتيح لك خلق شخصيتك والتحكم بكل تفاصيلها المتعلقة بالأسلحة المُستخدمة، التعاويذ وغير ذلك، بالرغم من أنها عانت من بعض المشاكل على مُستوى الأداء، إلا أن Dark Souls Remastered أتت لتكون التجربة المثالية التي ستنال إعجاب اللاعبين المُخضرمين والجدد على حد سواء، فقد تم الرفع من مُعدل الإطارات ليصل إلى 60 إطاراً في الثانية مع دقة وضوح 1080P على PlayStation 4 و Xbox One، ودقة 4K على Xbox One X وجهاز PlayStation 4 Pro… الجدير بالذكر أنها مُتاحة أيضاً على Nintendo Switch وبدقة 1080P من خلال وضع Switch TV.

تماماً كالجزء الأصلي

حينما نتحدث عن النسخ المُحسنة من الألعاب القديمة، فغالباً ما يضع اللاعب توقعات عالية بأن تكون تماماً كما يتذكرها، حسناً… Dark Souls Remastered لا تأتي بأشياء جديدة، لن تُقدم شخصيات جديدة أو قصة “مُحدثة” طبعاً، لكن في هذه الحالة، فالأمر يُعتبر جيداً جداً. لطالما ركز أسلوب اللعب على عناصر RPG، بحيث سيكون على اللاعب خلق شخصيته وفق ما يراه مناسباً له، لكن حتى مع ذلك، فاللعبة مُصممة أصلاً لتكون لعبة قتالية بالدرجة الأولى، وهذا ما ستشعر به منذ الوهلة الأولى عند بدايتك للعبة.

حتى مع بساطة أسلوب القتال بشكل عام، إلا أن Dark Souls تُقدم إحدى أكثر أساليب القتال تعقيداً وصعوبة أحياناً، الأمر الذي ربما يُشكل تحدياً للاعبين ويدفعهم لإعادة المحاولة كل مرة حينما تقضي عليهم مخلوقات يُفترض بها أن تكون الأسهل مُقارنة ببعض الوحوش الأخرى أو ربما التنانين العملاقة التي ستواجهها لاحقاً مع سير القصة، لذا لا تتوقع أن تكون النسخة المُحسنة أسهل أو أبسط، لكن أشعر أنه مختلف قليلاً عن النسخة الأصلية، ربما يعود السبب لتحسين سرعة الإستجابة وحتى حركات الأعداء التي تنم عن ذكاء اصطناعي مُحسن، بعض القتالات الآن تأخذ وقتاً أقل من ذي قبل، ليس الأمر لكونها سهلة، بل يعود الفضل ربما للنظام ككل، وهذا من جديد إحدى العلامات التي تتميز بها النسخ المُحسنة التي تم العمل عليها بإتقان!

ستستمتع بجودة الرسوم

سلسلة Dark Souls قدمت مُستوى رسوم مُبهر، قد لا يكون بجودة الألعاب الحديثة ربما، لكنه لا يزال جميلاً بفضل العالم والبيئة التي تتميز بها القصة ككل، وبالرغم من أنك لن تلاحظ ذلك في الساعة الأولى من Dark Souls Remastered، بحكم أنك ستقضي مُعظم الوقت في بيئة حزينة، شبه مُظلمة تبعث على الكآبة في كل جنباتها، إلا أنها تُصبح أجمل وأكثر تفصيلاً حينما تتقدم في مُستويات اللعبة التي تضعك في أماكن مختلفة.

المشاهد السينمائية أيضاً حصلت على تحسين لتُصبح أكثر سلاسة وواقعية من ذي قبل، لكن من حين لآخر قد تلاحظ انخفاض جودة بعض الرسوم، مُعظمها قد لا يكون مُهماً بحكم أنه لا يؤثر على أسلوب اللعب أو مدى جمالية اللعبة ككل، مثل بعض الزنزانات وحتى الوحوش الضخمة التي تفتقد لبعض التفاصيل… لعلها أمور يُمكن إصلاحها سريعاً من خلال التحديثات القادمة للعبة.

قليلاً ما تُقدم النسخ المحسنة شعوراً أفضل من النسخ الأصلية، لكن مع قضائي لساعات في لعب Dark Souls Remastered، وجدت وبشكل غريب وطريف أنها ستجعلك تُحس بنفس مشاعر الجزء الأول، بشكل مُضاعف! إن كُنت تعتقد أن Undead Asylum يُشعرك برهاب الأماكن الضيقة، انتظر حتى تعيد الكرة من جديد، فبشكل ما أصبح كل شيء له لمسته الخاصة أكثر من ذي قبل، وهذا أمر إيجابي لجعل اللاعب ينغمس من جديد في عالم اللعبة، لا تقلق… لا تزال هناك بعض المشاهد الجميلة التي ستبعث فيك بعض الأمل، فقط كفاية لدفعك للأمام لتجد تحدياً يُفقدك أعصابك من جديد!

أسلوب اللعب مُحكم والقتالات ستُشعرك باختلاف إيجابي

الجزء الأصلي من السلسلة حصل على تقييمات عالية سواء من النقاد أو اللاعبين، ويعود الفضل لأسلوب اللعب الذي تم تطويره بشكل خاص وفريد ليُركز على القتالات القريبة المدى في مُعظمها مع ضم عناصر RPG في التشكيلة. كل هذه الأمور لا تزال في Dark Souls Remastered طبعاً، لكن مع مشاكل أقل بكثير، فالأداء هنا سلس وأزرار التحكم تُقدم تجاوباً أسرع من ذي قبل، لطالما رغبت شخصياً بأن تكون الحركة أسرع مما هي عليه، لكن يبدوا أن فريق التطوير أبقى عليها كما كانت في السابق.

الرسوم والتحسين الذي جاء عليها وعلى مُستوى مُعدل الإطارات الثابث، يُقدم بالفعل شعوراً شخصياً أكثر من ذي قبل، الآن بإمكانك رؤية تفاصيل الأعداء والوحوش، بعضها قد يبدوا طريفاً، والبعض الآخر يبدوا مُخيفاً بقدر خطورته… لكن بغض النظر عن ذلك، فأسلوب اللعب المُحسن يمتد ليُطلعك على كل التفاصيل التي تحتاج لمعرفتها قبل أي قتال مُهم، من خلال الرسائل التي يمكنك قرائتها على الجدران والردهات، وصولاً إلى بعض التلميحات والمعلومات الإضافية التي تحصل عليها من شخصيات أخرى.

خلاصة القول

استمتعت بقضاء بضع ساعات طوال مع Dark Souls Remastered، تجربة تُعيدك إلى الماضي بشكل مُختلف، لكن مع الإبقاء على كل شيء جيد كما كان عليه. مُعدل الإطارات ثابث، جودة الرسوم جميلة، بالرغم من أنها قد تنخفض من حين لآخر في بعض الأجزاء، إلا أنها تجربة سلسلة ككل، وأنصح باقتنائها لكل من يرغب بخوض غمار قصة المُحارب من جديد، أو حتى لللاعبين الجدد الذين يجدون في أنفسهم ما يكفي لإتمامها!

معاذ محسين
ألعاب الفيديو، وقهوة ساخنة.