تتوجه الأنظار هذه السنة إلى روسيا التي تحتضن كأس العالم 2018 لكرة القدم، وهو أكبر حدث رياضي يشهده العالم، الشيء الذي ينعكس بشكل واضح على مختلف وسائل الإعلام بما في ذلك وسائل الإعلام التقنية، حيث تشهد الشبكات الاجتماعية، محركات البحث، ومختلف المواقع إقبالًا منقطع النظير ومشاركة محتوى ضخم حول هذه التظاهرة، بما في ذلك أكثر من 140 مليون عملية بحث على محرك بحث جوجل قبل كل مباراة. ولم تعد تجربة المشاهدة بالنسبة لعشاق كرة القدم تقتصر على مشاركتها في محيطهم فحسب، بل تغيرت منذ أعوام باعتمادهم للشبكات الاجتماعية مثل تويتر وفيس بوك لمشاركة فرحتهم، حزنهم، أو حماسهم حول مباريات منتخباتهم الوطنية أو المفضلة.
ويمكن لرواد الأعمال تعلم الكثير حول كيفية استغلال كأس العالم للتطور التقني في الوصول للجمهور التقني بشكل أكبر، حيث تشهد مثل هذه التظاهرة تقارب العديد من الجهات مثل الاتحاد الدولي لكرة القدم FIFA، الشركات المعلنة والراعية، المنتخبات، والمشجعين، مع تجاوز المعلومة لكل الحدود الجغرافية والديمغرافية بشكل آني، الشيء الذي يخلق فرصًا كبيرة للشركات الصغيرة والكبيرة لاستغلال هذا الحدث في إشهار علاماتها التجارية، التسويق، والبيع. وشهد مجال ريادة الأعمال نفس الشيء من خلال تخطيه للحدود الجغرافية بفضل الشبكات الاجتماعية والتطور التقني بصفة عامة، والذي سمح لرواد الأعمال بالاستثمار في أفكار ومشاريع موجهة لمناطق مختلفة من العالم. هذه 4 دروس يمكن لرواد الأعمال تعلمها من كأس العالم.
ركوب موجة التغيير
توظف الفيفا مختلف الوسائل التقنية للترويج لكأس العالم 2018 وتشويق المشجعين، مع تركيز واضح على مستوى الترويج من خلال الشبكات الاجتماعية والوصول للمستخدمين عبر أجهزتهم المحمولة مقارنة بالنسخ السابقة من المسابقة، وهو أمر طبيعي بالنظر إلى التطور التقني والإقبال الذي تعرفه هذه الوسائل. ويعد استغلال التغيير وركوب موجة التغيير مثالًا ممتازًا لرواد الأعمال الذين يحتاجون دائمًا لفهم سلوكيات العملاء المحتملين حتى يكونوا جاهزين لاستغلال الفرص والنهوض بمشاريعهم الريادية، وذلك عبر التجهز لإعداد منتج، خدمة، أو فكرة مشروع متكاملة بناءً على التوجه العام للمستخدمين والتوجهات الجديدة التي تخلقها مثل هذه الأحداث المهمة.
استخدام محتوى جذاب
تستغل الشركات الكبيرة كأس العالم بحملات إعلانية ضخمة، حيث تقدم محتوى ممتازًا يركز على الجانب المرئي لتأجيج مشاعر الجمهور المستهدف، مع التركيز على تشويق جمهور كل منتخب على حِدة، وفي هذه الحالة، يتم تخصيص حملات إعلانية متنوعة بناءً على مشجعي البلدان التي تأهلت إلى الدورة بشكل خاص، إلى جانب حملات إعلانية عامة تستهدف المشجعين الشغوفين بكرة القدم بصفة عامة، حيث يمكن القول أن الشركات التي تلامس مشاعر المستخدم هي التي تلامس جيبه. وتتضح مثل هذه الحملات الإعلانية في حملات شركات عالمية مثل كوكاكولا، Beats، وشركات الملابس الرياضية مثل نايكي وأديداس، مع لجوء شركات أخرى مثل شركات الاتصالات لركوب الموجة بدورها على المستوى المحلي.
ما يمكن تعلمه من هذه الجزئية هو البدء بفهم القنوات التي يستخدمها العملاء المحتملين من أجل الحصول على المعلومة، تطوير محتوى يتناسب واحتياجاتهم، تحديد المشاكل التي يحلها المشروع وبناء استراتيجية المحتوى على ذلك الأساس لا على ما يعتقد رائد الأعمال أنه سينجح.
بناء مجتمع مهتم
يعد محبو كرة القدم الأكثر شغفًا برياضة ما حول العالم، حيث يتأجج شغفهم بشكل مستمر حتى بعد الانتظار لأربع سنوات ليشهدوا كأس العالم، وهو نفس ما ينطبق على مجال ريادة الأعمال الذي يمكن استغلال الشبكات الاجتماعية لخلق مجتمعات مهتمة تتشارك في نفس الشغف حول منتج أو خدمة ما. ويمكن لرواد الأعمال الذين يركزون على رغبات العملاء الحصول على متابعين أوفياء على المدى الطويل، هذه المتابعة تكون بمثابة الوقود الذي يدفع عجلة نمو مجتمع عملاء على الإنترنت وعلى أرض الواقع.
توسيع النطاق
يعد كأس العالم تظاهرة عالمية تربط بين مجتمع عالمي من مختلف أنحاء العالم، على مستوى ريادة الأعمال، يجد رواد الأعمال أنفسهم غالبًا محاطين بأشخاص يمتلكون عقليات مشابهة، وهو ما يساهم في تعزيز فرص النمو من خلال الاستفادة من دائرة مصغرة من الأشخاص، علمًا أن أفضل الشركات الناشئة تعمل على التفكير خارج دائرتها ومحيطها، لتفهم كيف، أين، متى، ولماذا يقدر الناس شركاتهم، لذا، وحتى إن لم يكن تبني أو دخول مجتمع غير معروف بالنسبة لرائد الأعمال مريحًا دائمًا، سيكون من الجيد محاولة اتخاذ خطوات جريئة وولوج مجتمعات غريبة عنه لإيجاد طريقة للحصول على آراء حقيقية حول المنتج أو الخدمة.