تقوم العديد من مشاريع ريادة الأعمال على التصميم، حيث يتخذ الكثير من رواد الأعمال الشغوفين بالتصميم من هذا المجال كأساس لمشاريعهم الريادية، والذي يتضمن جانبًا سلبيًّا يتمثل في الانتقادات التي يتلقاها المصمم أثناء عمله على مشاريع العملاء أو على مشاريع داخلية مع زملائه، وهو ما أصبح جزءًا من عملية التصميم، حيث يتجه العديد من رواد الأعمال إلى تقبل هذه الانتقادات وتجهيز أنفسهم وزملائهم لمثل هذه الانتقادات، والتي يعتبرونها شيئًا مُسلّمًا به في هذا المجال، خصوصًا وأنها تساهم بشكل أو بآخر في تعزيز جودة المنتج من خلال مساعدة المصمم على فهم احتياجات زملائه من فرق عمل مختلف أقسام الشركة أو عملائه، وذلك عبر عملية بسيطة تتمثل في عرض العمل، الحصول على آراء المعنيين بالأمر، ومعرفة احتياجاتهم بشكل أفضل، لكن بعض المصممين لا يتقبلون مثل هذه الآراء النقدية، إذ يرون الأمر كإساءة شخصية لهم، ما يوقعهم في دوامة أخطاء أكبر تمتد للدخول في نقاشات غير واقعية والجدال حول أمور لا علاقة لها بالموضوع الأساسي، لذا ستكون مهارة التعامل مع الانتقادات إحدى المهارات المطلوبة في كل مصمم يسعى للنجاح.
تمييز النقد الجيد عن السيئ
تعد أول خطوة لتقبل الآراء المتعلقة بتصميم ما هي تمييز الآراء النقدية السيئة، الضعيفة، أو الهدامة، وهو ما يمكن القيام به عبر أخذ الخطوات التالية بعين الاعتبار:
تركز الآراء السلبية على الحل وليس المشكلة، حيث يتلقّ المصمم آراءً مثل: “كان يجدر بك استخدام العنصر الفلاني بدلًا من هذا العنصر” وهو ما يعد استباقًا للأحداث ومحاولة الوصول إلى الحل بشكل متسرع، لذا سيكون على المصمم في هذه الحالة السؤال حول المشكلة التي يراها المعنيون بالأمر ضمن التصميم وليس الحل الذي يتخيلونه.
تتضمن الآراء السلبية آراءً شخصية بحتة، حيث تجد المعلقين يتجهون لإعطاء آرائهم من ناحية شخصية مثل “يعجبني هذا” و”لا يعجبني ذاك” وهنا سيكون على المصمم إعادة النقاش ليتمحور حول المشكلة التي يحاول حلها معيّة زملائه أو عملائه.
توجيه النقد للمصمم بدلًا من التصميم، حيث يبدأ المصمم بسماع آراء تركز على شخصه أكثر من التصميم ذاته مثل: “اختيارك للألوان” أو “تنفيذك لهذه الجزئية” بدلًا من: “اختيار الألوان” و”تنفيذ هذه الجزئية” حيث سيكون على المصمم في هذه الحالة إشراك أشخاص آخرين في المحادثة وطلب آرائهم حول نفس الأمور لمعرفة ما إذا كانوا متفقين مع ما قيل.
ومن بين الطرق السليمة لتجنب النقد السلبي في المقام الأول، بدء كل اجتماع أو حصة نقد التصاميم بتلخيص للأهداف المسطرة ضمن المشروع، حيث يمكن استحضار أسئلة مثل: ما الذي نحاول تحقيقه هنا؟ أين وصلنا؟ ما الآراء التي نتوقع مناقشتها اليوم؟
مناقشة الآراء
يميل المصممون الناشئون إلى تحويل الآراء مباشرة إلى أفعال دون الخوض في نقاش مستفيض، وهو خطأ يقع فيه الكثيرون، لذا يجدر بالمصمم أخذ الممارسات التالية بعين الاعتبار من أجل تحسين إنتاجيته:
الإصغاء أكثر من الحديث: تعد هذه القاعدة الأولى عند تلقي آراء حول تصميم أو مشروع ما، حيث يجدر بالمصمم الحرص على الاستماع والانتباه لما يقوله زملاؤه أو عملاؤه.
طلب توضيحات أكثر: يجدر بالمصمم طلب توضيحات أكثر عند تلقي آراء تفتقر للمنطق السليم، وهو ما يمكن صياغته على شكل أسئلة توضيحية لإزالة الغموض والشك مثل: “ما الذي لا يعجبك بالضبط حول هذه القائمة؟ هل تفضل نوعًا آخر؟ وما الذي يجعلك تفضل هذا عن ذاك؟”
تدوين الآراء: لا يقتصر تدوين الآراء التي يتلقاها المصمم على إبراز اهتمامه بما يقوله زملاؤه أو عملاؤه فحسب، بل يساعده كذلك على تذكر مثل هذه التفاصيل لاحقًا، لذا سيكون من الأفضل تسجيل كافة التفاصيل التي يمكن أن تساعده في مرحلة التنفيذ.
محاولة الحصول على رأي جماعي: تتحول الاجتماعات أحيانًا إلى محادثة بين شخصين يتحدثان حول نقطة معينة متعلقة بالتصميم الذي يتم تدارسه خلال الاجتماع، لذا فإن المصمم مدعوّ للتأكد من أن كافة المشاركين ضمن الاجتماع يتفقون مع ما تتم مناقشته، حيث لا يود أن يجد نفسه في موقف يعمل فيه على تغيير ما بناءً على نتيجة الاجتماع السابق، ثم إيجاد شخص آخر ظل صامتًا في الاجتماع السابق يعبر عن عدم إعجابه بالنسخة الجديدة للتصميم.
مرحلة التنفيذ
لا يعتبر العمل منتهيًا عند انتهاء الاجتماع، حيث أن الخطوة التالية هي تنفيذ الأفكار والتغييرات التي تم الاتفاق حولها خلال الاجتماع، لكن يفضل غالبًا عدم التسرع في تنفيذ التغييرات بعد الاجتماع مباشرة، والانتظار على الأقل لليوم التالي من أجل منح دماغ المصمم وقتًا للتفكير مليًّا فيما تمت مناقشته. وسيكون لاتخاذ الآراء كنقد بناء دور في رؤية الأخطاء بشكل أوضح، واستفادة المستخدم من حيث اكتساب الخبرة كمصمم وعضو ضمن فريق عمل.