هل ستحقق A Way Out النجاح المتوقع؟

حصلنا على أول عرض تشويقي للعبة A Way Out في معرض E3 2017، منذ ذلك الحين تم اطلاعنا على مزيد من المعلومات وعرضٍ تشويقي آخر يوضح كيف أن اللعبة ستقدم تجربة مميزة على مستوى اللعب التعاوني.

اللعبة ستكون من نشر EA وتطوير فريق Hazelight Studios، وأستطيع القول أن اللعبة لم تكن لتحصل على اهتمامٍ إعلامي كبير منذ تلك الفترة لولا شخصية المخرج الإبداعي لها، Joseph Fares، الذي استغل حفل The Game Awards 2017 ليُلقي خطبة مليئة بالانتقادات والشتائم حول جوائز Oscar السينمائية، صناديق الغنائم وشركة EA نفسها.

مؤخراً تحدث Fares، من أصول لبنانية، عن كون “لعبته” غير سلبية بتاتاً مقارنة بألعاب استديوهات أخرى مثل Quantic Dream أو Telltale Games… فعلى حد قوله، ألعاب هذه الفرق تطغى عليها سلبية ولا تُقدم لكن حقاً تجربة التحكم بالقصة كما تدعي، رغم أنها جيدة على مستوى المشاهد السينمائية وغير ذلك، أما لعبة A Way Out، فلا يهم حقاً إن جعلت اللاعبين يبكون، يضحكون أو يغضبون، فالمهم هو أنهم المتحكمون في قصة اللعبة ومسار أحداثها.

حسناً، شخصياً أنا متحمس لتجربة اللعبة رغم أنها تركز على عنصر اللعب التعاوني، أي أنها تصبح تجربة أفضل مع صديق أو لاعب آخر على شاشة واحدة مع بعض الميزات التي تجعل منها فريدة من نوعها مقارنة ببعض الألعاب الأخرى بنفس الفكرة، لكن هل ترتقي حقاً إلى توقعات اللاعبين والنقاد في نهاية المطاف؟ إن تعلمنا شيئاً واحداً فسيكون كيف أن التغطية الإعلامية وكل التشويق المباشر والغير المباشر لألعاب الفيديو لا تكون دوماً صحيحة، بل أحياناً تتحول إلى خيبة أمل كبيرة جداً.

A Way Out لها القدرة على أن تصبح عنواناً جيداً في مجال اللعب التعاوني، لا أكثر، كيف ذلك؟ الفريق المطور، بما في ذلك تصريحات Fares، لم تأتي بمعلومات مهمة على مستوى أسلوب اللعب، ماذا سيحدث لو قرر أحد اللاعبين الذين ألعب معهم ترك هذه اللعبة بشكل كامل بعد أن أصابه الملل؟ هل يمكنني أن أكمل لوحدي وأن يتحكم الذكاء الإصطناعي في الشخصية الأخرى؟ هل كلا الشخصيتين لهما نفس “الوزن التفاعلي” في اللعبة؟ فبحكم أنها لعبة سينمائية ذات أحداث وسيناريو، فمن الممكن أن تتمتع إحدى الشخصيتين بحوارات أكثر وربما أفعال أكبر وأهم من الأخرى… هناك تساؤلات كثيرة، لكن على مستوى اللعب نفسه، فمن الممكن جداً أن تكون ممتعة في أوقات الفراغ، خصوصاً إن كان معك صديق، حيث أنكما ستحتاجان إلى نسخة واحدة من اللعبة، وهو في الحقيقة أمر ليس بالجديد ولا المثير كما تم التسويق له، فهذا النوع من الألعاب يدعم هذه الميزة بشكل افتراضي على أية حال.

إحدى الأسباب التي قد تُسبب في انخفاض مبيعات هذه اللعبة هي EA نفسها، لا أتوقع أن تتواجد أية مُشتريات مُصغرة في اللعبة أو أي شيء من هذا القبيل، لكن قد تقوم شركة النشر بخفض مستوى التسويق لها لمُهلة محددة، خصوصاً أن لعبة أضخم منها سيتم إصدارها في نفس الأسبوع وهي Far Cry 5 من نشر Ubisoft، هذا قد يكون سبباً مباشراً في انخفاض مبيعات اللعبة في الأسابيع الأولى، لكن من المحتمل أن ترتفع بعد مهلة خصوصاً أنه لا توجد عناوين مهمة جداً في الشهرين القادمين على الأقل، لذا فقد تستغل EA هذا الأمر لعمل حملة تسويقية وربما حتى تخفيض سعرها لأسبوع أو أسبوعين.

خلاصة القول، أجد أن A Way Out ومن خلال تصريحات ومحاولات التشويق التي تأتينا من مخرجها Joseph Fares نوعاً ما مبالغة، قد تكون جميلة بصرياً، ملائمة لقضاء بعض الوقت مع الأصدقاء أو أفراد العائلة، لكن هل ستكون عنواناً قوياً على مدار الأشهر القادمة، وهل حقاً ستقوم EA بدعم اللعبة كما تدعم مُعظم عناوينها؟ لا أتوقع ذلك، خصوصاً أن الشركة معروفة بتركيزها أكثر على الألعاب كخدمة والتي تحقق مداخيل مالية على المدى الطويل مثل سلسلة Battlefield و Star Wars Battlefront وصولاً إلى Need for Speed، لذا فقد تكون A Way Out وسيلة لاسترداد نسبة من الجماهير التي لا تحب هذا النوع من الأساليب الربحية لا غير، لكن على الأقل سيحصل اللاعبون على تجربة لعب تعاونية تجري أحداثها بين شخصيتين مختلفتين جداً.

A Way Out تُصدر بتاريخ 23 مارس القادم.

معاذ محسين
ألعاب الفيديو، وقهوة ساخنة.