حزمة Resistance للعبة Call of Duty WWII، هل تستحق الشراء؟

صُدرت Call of Duty WWII في شهر نوفمبر من السنة الماضية، وقام فريق Sledgehammer مؤخراً باصدار أولى المحتويات القابلة للتحميل الخاصة بلعبة الحرب العالمية الثانية، والتي تحمل اسم Resistance، فهل تستحق الشراء؟

الخرائط

تقدم حزمة Resistance ثلاثة خرائط جديدة ومهمة جديدة في طور War، حتى مع تقديمها لأسلوب تصميم مختلف، إلا أنها لا تزال تُحافظ على الفكرة خلف Call of Duty WWII، وهي الاعتماد بشكل كبير على أسلوب اللعب التقليدي الذي تميزت به الأجزاء الأولى من السلسلة، الخرائط المتوفرة هي كالتالي:

Valkyrie: خريطة مُستوحاة من قاعدة عسكرية كانت تابعة لزعيم النازية أنذآك، أدولف هتلر، أثناء عملية عُرفت باسم Barbarossa. تقدم هذه الخريطة عدة مواقع استراتيجية يمكن للقناصين الاستفادة منها بشكل كبير، هذا إلى جانب أسلحة رشاشة موضوعة في أماكن متفرقة على الخريطة، لكن مع ذلك لاحظت أنه توجد بعض الأجزاء التي لم تستغل جيداً، حيث يجد اللاعبون أنفسهم في مواجهات قريبة المدى في نقطة واحدة على مدار جميع المباريات التي خُضتها على هذه الخريطة.

لا أقصد أن Valkyrie خريطة سيئة، في الحقيقة وجدتها أفضل بكثير من الخرائط الأخرى في هذه الحزمة، فمع تصميمها الذي يوفر لك مساحات مختلفة، سواء للهجوم أو نصب كمين لأعدائك، فهي تقدم لك الكثير من الفرص لتغيير أسلوب لعبك، لكنها أيضاً تشجع اللاعبين على استعمال نوع محدد من الأسلحة وهي في الغالب بنادق قريبة المدى.

Occupation: تأخذك هذه الخريطة إلى زقاق العاصمة الفرنسية المحتلة، باريس، في أزقة تملئها متاجر ومحلات يمكن للاعبين استخدامها للدفاع أو كحماية من وابل الرصاص الذي ينتشر في كل مكان، حيث أجد هذه الخريطة نوعاً ما أكثر عدائية من الأولى إن صح التعبير، فهي تدفع اللاعبين إلى مواجهات قريبة المدى وقد لا تصلح كثيراً لمن يحب استعمال بنادق القنص من مسافات بعيدة، لذا فالأفضلية تكون غالباً للأسلحة والمسدسات ذات معدل إطلاق نار سريع.

إن سبق لك أن لعبت Call of Duty: Modern Warfare 3، فهذه الخريطة ستبدوا مألوفة جداً لك، فهي إعادة تصميم لخريطة Resistance، وهي جيدة حقاً.

Anthropoid: لعلها الخريطة الأكثر تميزاً في اللعبة إلى حد الآن، فهي تقدم تصميماً مختلفاً ومساحة أكبر نوعاً ما من باقي الخرائط. اسم الخريطة مقتبس من عملية Anthropoid التي جرت أحداثها في براغ، تشيكوسلوفاكيا، في محاولة لاغتيال مسؤول رفيع في الجيش الألماني. أكثر شيء نال اعجابي في هذه الخريطة هو وجود نهر يُقسم الخريطة إلى نصفين، وهذا النهر أيضاً قد يغير من أسلوب اللعب قليلاً أي إنه ليس مُجرد إضافة فنية.

ما يجعل هذه الخريطة مختلفة هو كمية البنايات والطبقات المتوفرة فيها، ففي الغالب يكون تقسيم هذه الخرائط بسيطاً بحيث يكون المنتصف عبارة عن مساحة مفتوحة وباقي المساحات شبه مغلقة باحتوائها على أماكن للاختباء أو التمركز. في Anthropoid سيكون عليك تغيير أسلوب لعبك قليلاً، وذلك بتخفيف سرعة اللعب لمعرفة أين قد يكون عدوك حقاً، وأين قد يُقرر القناصون مُهاجمتك، وهذا ما يجعلها أكثر متعة من باقي الخرائط برأيي الشخصي.

مستوى الرسوم في هذه الخرائط لم يتغير طبعاً مقارنة بباقي الخرائط التي تأتي مع اللعبة، ولا أظن أنه أمر سلبي بالضرورة، فحتى مع وجود بعض الأجزاء التي تقل فيها درجة وضوح الرسوم، إلا أنها جميلة وهناك لمسات مختلفة هنا وهناك تُشعرك بتواجدك في أماكن مختلفة من مسيرة الحرب العالمية الثانية.

مهمة Intercept في War Mode

الحزمة تأتينا بمهمة جديدة للعبها ضمن طور War. تأخذنا هذه المهمة إلى ضواحي قرية في فرنسا حيث يجب على اللاعبين انقاذ أفراد من المقاومة وذلك بايقاف قطارٍ سيُدافع عنه الفريق الآخر. المهمة مُقسمة لأجزاء، حيث أن الجزء الأول يتعلق بانقاذ واطلاق سراح أفراد المقاومة، بعد ذلك سيكون عليهم تدمير كافة وسائل الاتصال الخاصة بالعدو، ليقوموا أخيراً بايقاف القطار.

بالنسبة للفريق الآخر (الجنود الألمان) فلهم مميزاتهم أيضاً في هذه المهمة، لكن من الجيد التركيز على الدفاع أكثر من الهجوم. الرهائن تكون متواجدة في ثلاثة غرف متفرقة، لذا من البديهي معرفة أن هذه الغرف هي الوجهة الأولى للفريق الآخر، هناك مساحة كافية تسمح لك بالدفاع ورؤية العدو من على مسافات بعيدة نسبياً. أيضاً لا تنسى حماية معدات الاتصال، فحتى لو تم تخريبها جزئياً، فبامكانك اصلاحها طبعاً بعد اخلاء المكان من الأعداء.

بصراحة، هذه المهمة جاءت في وقتها، فمنذ اصدار اللعبة في نوفمبر الماضي، أصبح هذا الطور مملاً نوعاً ما بحكم اعتماده على ثلاثة خرائط فحسب ونفس الأهداف، لذا فمهمة Intercept جاءت لتقدم تجديداً وأستطيع القول أنها نجحت في ذلك، فالفكرة رائعة ومختلفة عن أي شيء آخر حصلنا عليه في اللعبة إلى حد الآن، حتى مع كون أسلوب اللعب ذا ايقاعٍ سريع، إلا أن هذه المباريات تدوم أطول من أي طور لعب آخر، وهذا جيد كفاية.

لكن، من جهة أخرى… أشعر وكأن هذه المحتويات نوعاً ما قليلة، بل أعتقد أنها سُحبت من اللعبة قبل اطلاقها لتقوم لاحقاً شركة Activision بتقديمها كمحتوى إضافي، فالمسألة هنا متعلقة بخرائط تقدم تنوعاً ملحوظاً في أسلوب اللعب والتصميم الفني، إلى جانب مهمة Intercept التي أظنها كانت لتشجع مزيداً من اللاعبين على الدخول إلى هذه التجربة المثيرة، لكن بشكل عام، فحزمة Resistance تستحق الشراء لمن يُحب هذه السلسلة ويرغب بالاستمرار بلعبها، أجدها تجربة مُنعشة لبعض من الجوانب المملة للعبة، وأتمنى أن نرى أكثر من هذا في الحزمات القادمة. حتى إن لم تكن من مُحبي سلسلة Call of Duty لتلك الدرجة، فهذه الحزمة ستُضيف ثلاث خرائط مميزة تستحق الخوض فيها، لقاء 15 دولاراً فقط.

معاذ محسين
ألعاب الفيديو، وقهوة ساخنة.