إيقاف iPhone X وتأثير الإعلام في الشأن التقني

iPhone X

اتجه المحلل مينغ تشي كيو للقيام بتكهنات حول مبيعات هاتف iPhone X، ليسارع العديد من المحررين في مواقع إخبارية معروفة إلى استغلال تقرير المحلل المعروف، وتحويل التقرير إلى مادة صحفية دسمة عبر تضخيم الأمر ونشر عدة مقالات ساخنة حول كون آبل تعاني من مشاكل على مستوى مبيعات الهاتف الجديد، ونيتها إيقاف الجهاز بعد مبيعاته البطيئة عند تقديمها لنسخة جديد وأكبر من الهاتف، مع وصف آخرين لمبيعات الجهاز المنخفضة بكونها ستؤدي إلى إيقافه، قبل أن يحول آخرون تقرير المحلل مينغ من دراسة لمبيعات الهاتف عبر قنوات توزيع الشركة، إلى تسريب من آبل. وفي الوقت الذي يمكن فيه تجاهل كافة المقالات الإخبارية التي أتينا على ذكرها والتركيز على المصدر المتمثل في المحلل مينغ، عاد هذا الأخير برأي مغاير حول هاتف iPhone X ليصفه بالنجاح الاستراتيجي لآبل بعد أيام من تقريره المثير للجدل.

سامسونج لن تكون المصنّع الوحيد لشاشة OLED الخاصة بالآيفون هذه السنة!

وعلّل مينغ عودته لاعتبار iPhone X نجاحًا استراتيجيًّا لآبل، بتميز الهاتف بميزات يمكن للشركة الاستفادة منها على المدى الطويل، مثل نظام الكاميرا الذي يتميز به الهاتف والذي يعد ابتكارًا منافسًا بقوة للشركات المنافسة، مع كونه بمثابة ابتكار يتيح لآبل ضمان التفوق على منافسيها خلال العامين المقبلين، وتدعيم هذا التفوق على المدى الطويل بميزة التعرف على الوجه Face ID وكاميرا TrueDepth، قبل أن يصف تقريره السابق  بشجب لنقص ابتكارات مثيرة للاهتمام ضمن هاتف آبل الرائد. ولا يعد مينغ الوحيد الذي ينظر بإيجابية لهاتف iPhone X حاليًّا، حيث تبعه آخرون لوصف نتائج الربع الرابع لآبل بالقوية، خصوصًا على مستوى هواتف آيفون وبدرجة أقل آيباد، مع كون iPhone X قد حقق مبيعات عالية، حتى أن بعض المقالات الإخبارية التي تحدثنا عنها والتي حاولت خلق ضجة حول تقرير مينغ، قد أفادت بطريقة أو بأخرى بكون التوقعات المحيطة بإمكانية إيقاف هاتف iPhone X هذه السنة قد تكون غير صحيحة على الأرجح، مثل صحيفة The Sun التي ختمت مقال إمكانية إيقاف iPhone X بنفس الجملة.

ويعد هذا أمرًا جد طبيعي في مجال الأخبار، فحتى إن كان الخبر بعيدًا عن الواقع في نظر الصحفي، تعيش عدة مواقع إخبارية معروفة على الضجة التي تخلقها الإشاعات والتكهنات، مع كون الهدف الأول هو خلق ضجة وتحقيق زيارات عالية، وهو ما يتم استهدافه في المقام الأول بعناوين رنانة تجذب الزوار، لينتشر الخبر كالنار في الهشيم على مواقع أخرى تحاول مسايرة الوضع وعدم الظهور بأنها غير متابعة للوضع في أعين متابعيها، مع توظيفها لأساليب معروفة مثل الإسهاب في الحديث عن الخبر حتى وإن تطلب الأمر إضافة بهارات غير ضرورية للأمر، قبل العودة في آخر المقال إلى الواقع ومحاولة تجنب تحمل أي مسؤولية حول نشر خبر أو بالأحرى إشاعة غير صحيحة، من خلال جعل إمكانية كون الخبر غير صحيح ممكنة للغاية، مثل هذه الأساليب، تعد رائجة بشكل كبير في العديد من المواقع الإخبارية الكبرى التي تعتمد على مثل هذه الأساليب في إثارة ضجة حول حياة المشاهير، وهو نفس الأمر الذي ينطبق على مجال الرياضة، وكرة القدم على وجه الخصوص، من خلال نشر أخبار حول إمكانية انتقال لاعب معروف إلى نادٍ معين لأسباب قد تكون غير منطقية في حالات عدة، لكن في نهاية المطاف، هكذا تعمل وسائل الإعلام.

هل تنهي آبل حياة آيفون X بعد أقل من سنة على إصداره؟

وتتوفر عدة وسائل للشركات لتحسين مبيعات منتجاتها، وفي حالة آبل، يمكن لهوامش الربح من هاتف iPhone X التحسن مع الوقت، خصوصًا وأن التوازن بين عملية الإنتاج والطلب على الهاتف قد تم بلوغه على ما يبدو، كما أن معدل العائدات قد تحسن على الأرجح، ما قد يساهم في تخفيض تكاليف الإنتاج وزيادة هامش الربح، ما سيتمخض عنه توفير مجال أوسع للشركة الأمريكية من أجل توفير تخفيضات على سعر الهاتف عبر قنوات التوزيع في حال انخفاض مبيعات الهاتف مستقبلًا.

 

ياسين الشريك
أقضي معظم وقتي يوميًّا في متابعة جديد التّقنية عبر مقالات وفيديوهات متنوعة، غير متعصب لأي شركة، أحب استخدام وتجربة التطبيقات والألعاب على الأندرويد ومعجب بحريّة وميّزات هذا الأخير.