يعد التوقيت السليم أحد العوامل المهمة التي تساهم في نجاح منتج ما في السوق، وهو أحد العوامل التي لا تمنح شركة LG امتيازًا في سوق الهواتف الذكية بالنظر إلى التوقيت الذي تختاره الشركة لطرح هواتفها الذكية، صحيح أن التوقيت هنا ليس السبب الرئيس، لكن الظروف المحيطة بالفترة التي تطرح فيها الشركة هواتفها الجديدة تلعب دورًا كبيرًا في عدم بروز هواتفها بالشكل المطلوب، حيث تجد هواتف LG الذكية الجديدة نفسها في مواجهة هواتف ذكية ذات زخم أكبر، ما يجعلها تعيش في الظل ولا تلقى الإقبال المطلوب، ورغم تكرار هذا السيناريو لعدة سنوات، مازالت LG لم تتعلم بعد من أخطائها، وهو ما لن يتغير على ما يبدو مع هاتفها الرائد القادم G7 الذي تشير الشائعات إلى أنه سيتوفر في شهر أبريل.
وفي الوقت الذي قد يكون فيه التوقيت مهمًّا لبعض الشركات، لا يؤثر هذا الأخير كثيرًا على شركات أخرى لعدة أسباب، حيث تستطيع شركات إصدار أجهزتها بميزات متوفرة بالفعل من منافسين آخرين دون القلق حول تأثير ذلك بشكل سلبي على مبيعات أجهزتها، في حين لا تكون فيه شركات أخرى محظوظة في هذا الجانب، وهو ما ينطبق على شركة LG. وقد لا يتعلق الأمر بجودة الأجهزة، فهواتف LG الجديدة مثل G6 ،Q6، وV30 تعد هواتف جيدة للغاية بقيمة عالية، حيث برزت هذه الهواتف بالفعل عند إصدارها بميزات في المستوى، فهاتف G6 مثلًا تميز بشاشة 18:9 قدمتها شركات أخرى مثل سامسونج وHuawei ضمن أجهزتها في وقت لاحق، كما برز هاتف Q6 كخيار اقتصادي مميز في البداية قبل أن ينخفض سعر G6 وتنخفض قيمته كهاتف اقتصادي، في حين لم تكن LG محظوظة كثيرًا في بيع هاتف V30 الذي قدم توليفة رائعة.
قيمة هذه الهواتف انخفضت مع مرور الوقت ولم تعد بارزة بعد صدور عدة أجهزة أخرى، ولم تستطع استمالة المستخدمين كما كانت الشركة تتمنى، وهو الهدف الأساسي: جذب انتباه المستخدمين وتحقيق مبيعات عالية. وتساهم المنافسة المستعرة في سوق الهواتف الذكية في أفول نجم عدة شركات مرموقة، حيث أصبح من الصعب الحفاظ على مقعد مريح في صفوف تصنيفات الهواتف الذكية، فهاتف Q6 على سبيل المثال، لم يستطع فرض نفسه كخيار مميز ضمن مصاف الهواتف الذكية الاقتصادية بسعر يتراوح بين 300 و350 دولار، حيث أصبح هذا المجال صعبًا مع وجود العديد من الخيارات الأخرى المميزة واستغلال الشركات الصينية لهذا المجال كحقل خصب لزراعة بذور نجاحها، سواءً على المدى القصير أو الطويل. هاتف V30 من جهة أخرى، كان ليحقق نجاحًا أكبر على الأرجح في حال صدوره في وقت مبكر من السنة، لكن انتهاء سنة 2017 واقتراب صدور هواتف ذكية منتظرة خلال السنة الجديدة، سيصعّب المأمورية على الجهاز الذي يعد جهازًا في المستوى.
ولا يبدو أن LG قد تعلمت الكثير من هذه التجربة، حيث ينتظر أن تصدر هاتفها الرائد القادم G7 حسب الشائعات في الأسواق في شهر أبريل، أي بعد شهرين من معرض MWC، والذي سيشهد غالبًا تقديم سامسونج وHuawei لأجهزة جديدة، وعليه، قد يكون المعرض موعدًا لكشف سامسونج عن هاتفها الرائد المنتظر جالكسي إس 9 الذي بدأ يكتسب بالفعل -كالعادة- زخمًا كبيرًا بتكهنات، شائعات، وتسريبات تزيد من تشويق المستخدمين، في حين تعمل Huawei بطريقتها على تشويق المستخدمين لهاتفها القادم P20 بقدرات تصويرية مميزة، الشيء الذي سيمهد الطريق لها لتبرز بشكل كبير وتستحوذ على حصة مهمة من سوق الهواتف الذكية خلال النصف الأول من العام الجاري، وهو ما سيؤثر سلبًا على LG وهاتفها الرائد القادم، خصوصًا وأن سامسونج تضمن بالفعل تقديم هاتفيها القادمين إس 9 وإس 9 بلس بمعالج Qualcomm Snapdragon 845 ومعالجها الخاص Exynos 9810، في حين ستستمر Huawei في مسيرتها مع تقنية الذكاء الاصطناعي بمعالجها الخاص Kirin.
مع ذلك، من المبكر الحكم على هاتف LG القادم، حيث أن كل الاحتمالات مفتوحة لحين كشف LG عن الهاتف والميزات التي يتميز بها، مع تكهنات بإمكانية تحديث الشركة لتصميم الجهاز وربما تقديم ميزات جديدة قد تجعل الهاتف منافسًا بقوة ضمن سوق الهواتف الذكية، إذ تحتاج الشركة لتقديم شيء جديد وجذاب يجعل الهاتف ينافس بفعالية ضمن سوق أصبح صعبًا عليها على وجه الخصوص، مع استفادة سامسونج من نجاحاتها السابقة واستراتيجية تسويق قوية.