لماذا أجد Nintendo ومنتجاتها مبالغ في تقديرها

هناك فرصة كبيرة في أن تكون إحدى كلاسيكيات Nintendo هي أول ما بدأتَ به مسيرتك في عالم ألعاب الفيديو، فالشركة معروفة بتاريخها العريق فيما يتعلق بتصميم أجهزة الألعاب المنزلية والمحمولة أيضاً، ناهيك عن امتلاكها لبعض من أنجح سلاسل ألعاب الفيديو مثمثلة في شخصية Super Mario، Link وغيرها الكثير، لكن لماذا أجد Nintendo ومنتجاتها مبالغٌ في تقديرها؟

رأيي ليس بالغريب أو الجديد، هناك حتماً الكثير من اللاعبين والمهتمين بالمجال يجدون أن الشركة اليابانية مُبالغ في تقديرها، أو كما يُشار إليه في العادة بمصطلح Overrated.

أتفق في كون Nintendo إحدى الشركات المهمة في عالم صناعة الألعاب، فحتى مع كونها الشركة التي كانت على وشك الفشل مع صدور Playstation واحتدام المنافسة مع ظهور Xbox، إلا أنها استطاعت الحفاظ على نسبة كبيرة من قاعدة مُعجبيها بفضل استمرارية اصدار ألعابها على منصات مختلفة وعلى فترات زمنية متواصلة، لكن الموضوع ليس حقاً حول جودة الأجهزة التي قامت بتصميمها وبيعها في الماضي، بعضها كان رائعاً بحق مثل DS و Wii والجهاز الذي قد يتذكره الجيل الماضي، GameBoy. هذه الأجهزة كانت ذات تصميم مناسب لتلك الفترة، جاءت مع قوائم من الألعاب الكلاسيكية والحديثة نسبياً أيضاً (أتحدث عن Wii هنا) لكن مع ذلك، كل هذا مازال مبالغاً فيه مع ظهور الشركات والأجهزة الجديدة.

شخصيات Nintendo الحصرية تفتقد لعناصر مميزة حقيقية، ألعابها الكلاسيكية لم تتغير منذ اصدارها لأول مرة، خذ على سبيل المثال Super Mario، التي يتم تصنيفها كأفضل شخصية ألعاب فيديو في التاريخ، لماذا؟ فقط لكونها متواجدة في طفولة معظم اللاعبين؟ تابعنا السنة الماضية حصول لعبة Super Mario Odyssey على أعلى تقييم من النقاد، بصراحة لم تتح لي فرصة تجربة اللعبة، لأنني أجدها مجرد تكرار لفكرة الألعاب الأصلية بتصميم مختلف يعتمد على رسوم ثلاثية الأبعاد، في محاولة لإنقاذ الأميرة Princess Peach التي يبدوا أنها لم تمل بعد من محاولات Mario كل هذه السنوات الطويلة!

أرى أن Nintendo تعتمد مبدأ “إن لم يكن مُعطلاً فلا تصلحه” وقد تكون هذه المشكلة مبنية على طريقة تجاوب اللاعبين مع منتجات الشركة، حيث أنه من النادر ايجاد انتقادات رسمية وبناءة تجاه ألعاب وحتى أجهزة الشركة اليابانية، لذا فالأخيرة تستمر بانتاج ما تقوم بانتاجه كل مرة، فقط بشكل مختلف.

لنقارن بعض الشخصيات الأيقونية الأخرى التي ربما لم تحصل على نفس الانتشار الكبير الذي حصل عليه Mario، مثل Crash Bandicoot من شركة Sony، فالشخصيتين تختلفان كثيراً، لكنها حتماً تشترك في نقاط مهمة، وهناك أيضاً شريحة كبيرة جداً من اللاعبين الذين قضوا طفولتهم مع Crash وألعابه على جهاز Playstation 1 ومؤخراً على Playstation 4 حيث قامت Activision بإعادة تطوير وتصميم اللعبة وقد نراها حتى على أجهزة أخرى في المستقبل. حتى مع كل هذا، فالشخصيات الأيقونية التي نراها في عالم ألعاب الفيديو دائماً ما تكون من Nintendo، رغم أنني شخصياً أجد مطورين آخرين قادرين على تقديم شخصيات مهمة ذات خلفيات تثير انطباعات عاطفية تجاهها بشكل أو بآخر، مثل Ellie من لعبة The Last of Us أو Master Chief من سلسلة Halo الحصرية على Xbox.

هذه الشخصيات قد تكون كلاسيكية حقاً في غضون السنوات العشر القادمة، فقد جرى تقديمها لجيل جديد كامل من اللاعبين، لها وزنها الخاص في عالم الألعاب، بل وتقدم واقعية أيضاً يمكن الارتباط بها، على عكس Mario التي يمكن وصفها بشخصية طفولية بِحث، يمكن الاستمتاع بها على هاتفك المحمول أثناء وقت فراغك القليل، والانتقال لشيء أكثر جدية لاحقاً.

لعل إحدى السلاسل التي يمكننا القول أنها تطورت على مدار السنوات من Nintendo، هي The Legend of Zelda، وقد قضيت بعض الوقت من طفولتي مع هذه الألعاب، فهي نوعاً ما تقدم قصة جميلة وشخصية رئيسية يمكن الارتباط بها وهي Link، لكن من جديد، لنتحدث عن مدى تقدير مجتمع اللاعبين والنقاد لهذه السلسلة، حيث أنها تحصل على أعلى التقييمات فور صدورها، أمر قد يجده الكثيرون غريباً، لماذا قد تحصل لعبة مثل The Legend of Zelda: Breath of The Wild على لقب لعبة العام في حين أن هناك تجارب جديدة كلياً مثل Horizon Zero Dawn و Hellblade Senua’s Sacrafice وغيرها من الألعاب التي عمل عليها المطورون بشكل كثيف لتقديمها بأفضل طريقة، لدي رأي بسيط حول هذه المسألة.

أظن أن هذه الألعاب التي تأتينا من مطورين آخرين غير Nintendo تكون دوماً محل شك فيما يتعلق بهذه الألقاب والجوائز، بشكل ما فالمسؤولون خلف هذه الترشيحات والألقاب يجدون أن سلسلة مثل The Legend of Zelda ستكون مثالية دون الحاجة حتى للنظر في أي ألعاب أخرى قد تقدم نفس التجربة، فالأخيرة بالفعل تتميز بصوتيات جميلة، موسيقى وألحان تذكرني كثيراً بعالم Princess Mononoke (فيلم الإنمي الشهير من استوديو Ghibli) بل وقد تم التطرق لهذه النقطة من طرف بعض المطورين خلف اللعبة كون الفيلم كان نوعاً من مصدر اقتباس لعالم اللعبة ككل… لنعد إلى موضوعنا الرئيسي، فحتى مع جودة اللعبة على هذا المستوى، إلا أنه علينا النظر لكونها حصرية على جهاز محمول جديد، حتى مع تحقيقه مبيعات جيدة منذ اصداره، إلا أن انتشاره لا يقارن حتى بأرقام انتشار جهاز Xbox One و Playstation 4، لذا من الغريب الحكم على لعبة لم تحصل شريحة كبيرة على الفرصة لتجربتها.

Nintendo أظهرت مرات عديدة عدم اهتمامها حقاً بتوجهات السوق، ولهذا السبب أيضاً أجد أن الشركة مُبالغ في تقديرها، تقديمها لجهاز Switch المحمول ليس شيئاً مثيراً كما نسمع حوله دائماً، الشركة دوماً ما ركزت على هذه النوعية من المنتجات، Sony قدمت منتجات محمولة سابقاً وحققت نجاحاً لا بأس به، والآن مع Switch، الجميع يجد أنه جهاز يجب اقتنائه لا محالة، إلا أنه قد لا يكون مناسباً للكثير من اللاعبين فهو مصمم بالدرجة الأولى للشعوب الآسيوية التي اعتادت هذا النوع من الأجهزة المحمولة لضيق الوقت وعدم تركيزهم على أجهزة الألعاب المنزلية الأخرى وحتى الحواسيب الشخصية، إلا أنه مع الإعلام الكثيف، فالعالم كله الآن يرغب بجهاز Switch.

نقطة أخرى تُظهر عدم كون الجهاز حقاً عامل جذب للاعبين، وهو عدم امتلاكه لعناوين حديثة مثل Grand Theft Auto وغيرها، فقط مؤخراً تمت إضافة DOOM و FIFA 18 وبعض الألعاب الأخرى، ستستمر Nintendo بدفع حصرياتها الكلاسيكية إلى الجهاز، لكنها لن تكون كافية حقاً لجذب اهتمام اللاعبين لشراء الجهاز، لكن هذا أمر لن تعترف به الشركة ولا حتى بعض اللاعبين.

معاذ محسين
ألعاب الفيديو، وقهوة ساخنة.